ومنهم من يقول حنطة عياذا بالله من عصيان الله نعوذ بك يا رب ان نعصيك نلجأ اليك ان تعصمنا من العصيان يا رب قال تعالى واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته واستن بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد فمع تفسير بعض الايات من سورة البقرة مطلعها قول الله تعالى وقالوا قلوبنا غل بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون القائلون قلوبنا غل هم يهود المدينة قالوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما دعاهم الى الاسلام والى الايمان بالقرآن فقالوا له قلوبنا غلف وللعلماء قولان في قولهم قلوبنا غلف احدهما ان قلوبنا اوعية للعلم لا تحتاج الى علمك فمهما كلمتنا ومهما اخبرتنا فقلوبنا ملئت علما فلسنا بحاجة الى علمك والقول الثاني في قولهم قلوبنا غلف اي قلوبنا مغلفة لا يصل اليها شيء مما تقوله وقد وضعت في اغلفة كما في الاية الاخرى وقالوا قلوبنا في اكنة مما تدعون اليه وفي اذاننا وقت ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل اننا عاملون قال تعالى وقالوا قلوبنا غلف فكذبهم الله في قولهم قلوبنا غلف للذي بمعنى ويال العلم فقال بل لعنهم الله بكفرهم اي طردهم الله من رحمته بسبب كفرهم فالمعاصي تزيل النعم والكفر كذلك مؤذن بزوالها تعظم نعمة هي نعمة الهداية والتوفيق لها والعلم بكتاب الله وسنة رسول الله والانتفاع به فقل لهم قلوبكم لم تملأ علما ولكن لكفركم حرمكم الله الهداية وحرمكم الله فضل الايمان وحرمكم الله فضل الاستفادة من القرآن لعنهم الله بكفرهم في ان المعاصي سبب لزوال النعم فقليلا ما يؤمنون احتملت معنيين المعنى الاول ان ايمانهم قليل ان امنوا بشيء امنوا بشيء قليل امنوا ان موسى رسول من عند الله وان التوراة انزلها الله وكفروا بسائري الرسل كفروا برسالة النبي محمد. صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم وبرسالة عيسى عليه الصلاة والسلام المعنى الاول ان قوله تعالى فقليلا ما يؤمنون ايمانهم انما هو باشياء قليلة تصديقهم لاشياء قليلة. والا فهم مكذبون في الغالب والوجه الثاني فقليلا ما يؤمنون قل منهم من يؤمن. اي ما امن منهم الا عدد قليلا فقليلا ما يؤمنون ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وهو القرآن الكريم لما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم كلمة مصدق فيها وجهان للعلماء الوجه الاول ان مجيء القرآن تصديق للتوراة فالتوراة اخبرت بخروج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبينت صفات هذا النبي الكريم وبينت الاصول التي سيأتي بها كما قال تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اسرهم والاغلال التي كانت عليه فاخبرت التوراة بان النبي سيخرج فاذا لم يخرج النبي كانت التوراة ستكون كاذبة وحاشاها ده هي من عند الله فخروج النبي تصديق للتوراة كما اقول لك سيأتي ايها الاخوة بعد ساعة من الان زيدوا من الناس اذا لم يأتي زيد فيكون في كلامي نظر وكلامه فيه كذب. لكن اذا قلته سيأتي زيد بعد ساعة وجاء زيد بعد ساعة بالضبط فمجيء زيد تصديقه لكلامي هذا المعنى الاول اما المعنى الثاني فالذي في القرآن هو الذي في التوراة من الامر بعبادة الله وحده لا شريك له اذا جاء موسى عليه الصلاة والسلام النبي الكريم الكريم بالتوراة وفيها الامر بعبادة الله. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن وفيه الامر بعبادة الله فالقرآن تصديق اذا للتوراة الوجه الاول اذا مجيء القرآن تصديق للتوراة التي اخبرت به مبعث الرسول تصديق للتوراة التي اخبرت بها والوجه الثاني ان ما في القرآن من اصول الايمان والاسلام هو الذي في التوراة فما هناك اصل اختلف فيه من اصول العقائد في كتاب الله في التوراة الايمان بالرسل كلهم الايمان بالكتب كلها توحيد الله عز وجل اثبات الحساب في الجنة والنار آآ كل هذا موجود في التوراة والله اعلم قال تعالى ولما جاءهم كتاب الكتاب هو القرآن من عند الله مصدق لما معهم اي مصدق للتوراة التي معهم ما الجواب ما الجواب هنا ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم؟ اين جوابه فمن العلماء من قال جوابه بعيد وهو فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ومن العلماء من قال جوابه محذوف لكن مفهوم المسياق كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا اين الجواب؟ ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى الجواب لكان هذا القرآن ولكن حذفت كلمة لكان هزا القرآن لانها مفهومة والعرب يفهمونها وكما قال تعالى ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به اين الجواب الجواب مفهوم اي ما قبل ذلك منها. قال تعالى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا يستفتحون معناه يطلبون الفتح ومعنى الفتح القضاء يستفتحون قال الذين كفروا يستفتحون يطلبون الفتح والمراد بالفتح القضاء وليجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق ان يقضي بيننا بالحق وهو الفتاح العليم ايضا كشاهد اخر في هذا الصدد قول شعيب عليه السلام ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وانت خير الفاتحين خير من قضى بيننا ومنه قول ربنا سبحانه في شأن اهل مكة اذ قالوا قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك عفوا قوله تعالى لاهل مكة ان تستفتحوا وقد جاءكم الفتح قول اهل مكة لما استفتحوا وقالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم استفتحوا قال تعالى ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح والنصوص في هذا كثيرة بمعنى القضاء. نعم قد يكون الفتح بمعنى النصر على العدو وهو قضاء ايضا يعني قضى الله للمسلمين على قاعدة ان قضى الله للمسلمين على اعدائهم هذا هو القول الاساسي في تفسير الفتح قوله تعالى وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا اي ان اليهود كانوا يستفتحون على الذين كفروا من الاوس والخزرج قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم كان اليهود يقولون للاوس والخزرج اذا اذاهم الاوسيون والخزرجيون عما قريب سيخرج نبي كريم نتبعه ونقتلكم نحن وهو قتل عاد وثمود او قتل عاد وارم فكانت اليهود يستفتحون على الكفار ويتوعدونهم قريبا سيحكم لنا بالقضاء عليكم والنصر عليكم فسيخرج نبي كريم فهذا زمانه قد اظل زمانه يخرج هذا النبي الكريم فنتبعه ونقتلكم نحن وهو كما فعل بعاد ولكن شاء الله ان النبي لما جاء هم كفروا والاوس والخزرج امنوا الاوس والخزرج امنوا قال تعالى فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين فلعنة الله على الكافرين اللعنة الطرد والابعاد من الرحمة اللعنة الطرد والابعاد من الرحمن فلعنة الله على الكافرين هل في شريعتنا استفتاح شريعتنا هل فيها استفتاح فيها استفتاح لكن بامور بينت لنا ليس الاستفتاح الذي معنى الدعاء للنفس عندما تقول يا ربي ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة كما قال اهل الجهل كما قال يهودي لابن عباس يا ابن عباس ما اجهل قومك! قومك جهلاء يعني كفار قريش قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتينا بعذاب اليم الا قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا اليه لكن ما قالوا ذلك قال ابن عباس وانت ما اجهل قومك لما جاوز بهم موسى البحر وانفلق بهم البحر فكان كل فرق كالطود العظيم قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون فرضي الله عن ابن عباس سواء خبر ثابت او غير ثابت الاستفتاح في شريعتنا طلب الفتح ويقول بامور احيانا الاستفتاح يكون بدعاء الصالحين الاحياء بدعاء الصالحين الاحياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو فئام من الناس فيقال هل فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيستفتحون فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقولون هل فيكم من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم فيستفتحون فيفتح لهم ثم يغزو فئام من الناس فيقولون هل فيكم من صحب؟ من صحب من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستفتحون فيفتح لهم وفي الباب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه لما رأى سعد ان لنفسه فضلا على قراباته يعني رأى انه ينفق على هذا القريب وهذا وعلى عموم اقربائه رأى لنفسه فضلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سعد وهل تنصرون وترزقون الا بضعفائكم يعني الرزق الذي انت فيه بسبب الضعيف الذي عندك ربي يسوق لك رزقه عندك يسوق لك الرزق بسببه وكان النبي يقول ابغوني ضعفاءكم يعني ائتوني بضعفائكم قيل ابغوني ضعفائكم كي يستنصر بهم اللهم اني انفق على فقير او ادافع عن ضعيف او اكرموا يتيما يا رب فارزقني برزقهم. انصرني بسببهم هذا وجه ذكره العلماء في تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم ابغوني ضعفاءكم وهو نوع جيد من انواع التوسل الى الله سبحانه وتعالى قال تعالى بئس ما اشتروا به انفسهم اي بئس الشيء الذي اشتروا به انفسهم اشتريت بتاعته وشرأيته بعته قل انا شريت هذا اي بعت هذا شريت هذا بعت هذا اشتريته ابتعته فشريت بعته وحتى يثبت المعنى في الزهن وشروه بثمن بخس دراهم معدودة اي باعوه بثمن بخس درينا معدودة وكانوا فيه من الزاهدين. اما اشتريت ابتعت وقد يتناوبان وقد يتناوبان تأتي شويت بمعنى اشتريته كما هو الحال هنا على رأي بعض العلماء بئس ما اشترى به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله ما الذي باعوه؟ وما الذي اخزوه مقابل باعوا الايمان باعوا الايمان بالتوراة والايمان بالقرآن والايمان بالرسول عليه الصلاة والسلام مقابل ماذا مقابل البغي والحسد مقابل البغي فاخذوا البغي والحسد دفعوا ثمنها القرآن باعوا القرآن باعوا التوراة باعوا الايمان بموسى عليه السلام والمقابل البغي والحسد على ما ذكره جمهور العلماء ها هنا بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا بغيا اي حسدا وعدوانا ظلما وعدوانا البغي الظلم والعدوان والتعدي بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده. حسدا لكون الله انزل القرآن على النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد كانوا يتوقعون ان يكون النبي الذي سيخرج في زمانهم من بني يعقوب من بني يعقوب ومن ثم من بني اسحاق لم يكونوا يريدونه من ولد اسماعيل عليه السلام مع انه موصوف لهم في التوراة تمام الوصف ولكن لما خرج النبي عليه الصلاة والسلام من ولد اسماعيل عليه السلام طبعا هم يكرهون اسماعيل عليه السلام وهو مع انه عم لهم وكان من الاولى لهم ان يوقروا اسماعيل عليه السلام وان يتبعوا اسماعيل في اسماعيل واسحاق دين امة واحد. واخوان صالحان عليهما الصلاة والسلام لكن التحاسد دابا بين الزرية فكرهوا ان يكون النبي المبعوث من ولد اسماعيل عليه الصلاة والسلام. فحسدت يهود العرب وما زال الحسد ساريا حسدت اليهود العرب على ما من الله به عليهم من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من قريش ومن ثم من نسل اسماعيل من كنانة ومن ثم من نسل اسماعيل عليه السلام فباعوا ما عندهم من الايمان ومن التوراة واشتروا مقابله الكفر والعياذ بالله قال تعالى بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا حسدا لكون الله انزل من فضله النبوة على من يشاء من عباده. وهو النبي صلى الله عليه وسلم. قال تعالى ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما. ان حسدتم النبي عليه الصلاة والسلام محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حسدتموه لكونه من العرب وكفرتم بسبب ذلك فقد جاءتكم انبياء ورسل من ذرية ابراهيم عليه الصلاة والسلام من نسل اسحاق فلما كفرتم بهم ان قلتم لن نؤمن بالرسول محمد عليه صلوات الله وسلامه لكونه من نسل اسماعيل فلماذا كفرتم ايضا بالرسل الذين هم من ناس لاسحاق قال تعالى ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله فقد اتينا ال ابراهيم الكتاب والحكمة واتينهم ملكا عظيما فمنهم من امن به ومنهم من صد عنه بل وقتلوا انبياء من ذرية يعقوب عليه السلام اعني من ذرية اسحاق ايضا عليه الصلاة والسلام فاذا كفرتم وعللتم الكفر بان الرسول من ولد اسماعيل فلماذا كفرتم ايضا بالرسل الذين هم من ولدي اسحاق عليه السلام قال تعالى بئس ما اشترى به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب اي رجعوا بغضب بعد بعثة النبي حل عليهم غضب من الله اضافة الى الغضب الذي حل بهم من قبل ما الغضبه الاول الغضب الاول بسبب عبادتهم للكفر الغضب الثاني ايضا غضب داخل في الغضب الاول كفرهم بعيسى عليه السلام كفروا بعيسى فبقوا بغضب وكفروا بالنبي محمد فبقوا بغضب ومنه ايضا اي من اسباب الغضب قولهم يد الله مغلولة قولهم وزير ابن الله قولهم ان المسيح بي وبه. كما قال تعالى وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله فكل هذه امور سببت لهم غضبا من الله سبحانه وتعالى. فلما بعث الرسول جاءهم اضافة الى هذا الغضب الاول غضب اخر من الله بسبب كفرهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهذا قوله فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين مذل مخزي والعياذ بالله قال تعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله. امنوا بالقرآن الذي انزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قالوا نؤمن بما انزل علينا قالوا نؤمن بما انزل علينا. يعني ايه؟ يكفينا الايمان بالتوراة. اي قالوا لن نؤمن بالقرآن ولن نؤمن بالانجيل قالوا نؤمن بما انزل الينا ويكفرون بما وراءه يكفرون بما وراءه ان يكفرون بما سواه فالوراء هنا اطلقت على ما سوى القرآن ما سوى التوراة فهم يقولون نؤمن بالتوراة وتكفينا التوراة ويكفر ويعلنون عن كفرهم بالقرآن وعن كفرهم بالنبي عليه الصلاة والسلام وعن كفرهم بالانجيل كذلك. فكما اسلمت كلمة وراء احيانا تطلق على ما سوى ذلك. قال تعالى بعد ان بين الانكحة المحرمة قال تعالى في كتابه الكريم واحل اتفضل شيخنا اتفضل يا شيخ قال تعالى واحل لكم ما وراء ذلكم اي ما وراء الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم هل لكم ما وراء ذلكم اي ما سوى ذلك قال تعالى ويكفرون بما وراءه اي يكفرون بما سواه وهو الحق الله شهد للقرآن شهادة من الله للقرآن الكريم لانه الحق والحمد لله ثم الحمد لله الذي من علينا بالايمان بهذا القرآن. وهو الحق شهد الله لكتابه بانه الحق وكيف لا يكون حقا وهو من عند الله سبحانه وهو الحق مصدقا لما معهم اي موافقا للتوراة التي معهم قل فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. يعني ازا كنتم امنتم بالتوراة اذ قلتم نؤمن بما انزل الينا نؤمن بما انزل علينا. ان كنتم صادقين في هذا طيب لما قتلتم الانبياء هل التوراة فيها توجيه لكم ان تقتلوا الانبياء يا من زعمتم انكم امنتم بالتوراة واجتزأتم بها وكفرتم بالقرآن وكفرتم بالانجيل هل التوراة فيها امر لكم بقتل الانبياء فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين ونردف ذلك بان نقول هل التوراة يا معشر اليهود امرت نسائكم بالتبرج والتعري هل التوراة يا معشر اليهود امرتكم بقتل الامرين بالقسط من الناس هل التوراة امرتكم بان تجوزوا فعل قوم لوط لبشر ويضلون عن علم بسببكم هل التوراة معشر اليهود فيها تجويز للربا الذي اسستم له صروحا في كل بقاع الارض هل التوراة فيها الامر بذلك ام ان الربا محرم عليكم في التوراة؟ اذ انه قال واخذهم الربا وقد نهى عنه واكلهم اموال الناس بالباطل هل التوراة اباحت لكم ذلك اذ زعمتم ان انكم امنتم بهذه التوراة المباركة التي انزلها الله. نحن كمسلمين والحمد لله اولى ايضا بالتوراة منهم فنحن نصدقها نصدقها ونجلها ونصفها كما وصفها ربنا انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور لكن انت نوعت الشرائع فشريعة رسول الله هي الخاتمة عليه الصلاة والسلام وهي المهيمنة اما كاصل التوراة فنؤمن بها وبما انزله الله تعالى فيها بل نوقرها وكذا نوقر الانجيل اذ انه قال واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ومن اجلال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم للتوراة انه عليه الصلاة والسلام كان جالسا على وسادته فجاءه اليهود بالتوراة فقام من على الوسادة ووضعت التوراة عليها صلوات الله وسلامه عليه قال تعالى فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين يا من زعمتم انكم امنتم بالتوراة والله ليس في التوراة ابدا اباحة ما يفعله اهل الكفر من تجويز زواج الرجل بالمرأة بالرجل عفوا من تجويز زواج الرجل بالرجل ومن تجويد زواج المرأة بالمرأة ليس هذا ابدا في اي دين انزله الله وليس في دين انزله الله اباحة الربا ولاباحة سفك الدماء بغير حق فلما تقتلون انبياء الله من قبل وان كنتم مؤمنين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد واقول وبالله تعالى التوفيق فهذا عتب على اليهود استجزنا ان نسميه عتبا بل لوم شديد على اليهود القائلين بانهم امنوا بالتوراة اذ قالوا نؤمن به وانزل علينا قطب هل التوراة فيها الامر لكم بان تقتلوا الانبياء بغير حق او ان تسفكوا الدماء دماء الامرين بالقسط من الناس بغير حق وهل التوراة فيها اكل الربا واباحة الزنا ونشر العري والفساد كلا والله ما انزل الله بهذا من شرعة ابدا سم العتب على النصارى كذلك الذين يزعمون انهم يتبعون شريعة عيسى او بعضهم يزعم ذلك وان كانوا كفروا بعيسى اذ جعلوه الها اجعلوه ابنا للاله ويجعله ثالث ثلاثة قالوا لهم هل في شرعة عيسى ان تخرج المرأة منكم متبرجة وان يتزوج الرجل بالرجل وان تتزوج المرأة بالمرأة كما يفعل اهل الاجرام الذين اوشكوا الا اذا قدر الله مقادير اخر ان تنزل عليهم حجارة من السماء اذ الله قال لما انزل حجارة على قوم لوط وما هي من الظالمين ببعيد فليست ببعيدة على الله سبحانه ولستم بمعزل عن عذاب الله سبحانه هذا الشر الذي يفعلون مؤذن بدمارهم شاهدي هل النصارى هؤلاء في شراعتهم التي يتعبدون بها ان تخرج النسوة عرايا هو ان يزني الرجل بالمرأة او تزني المرأة او عفوا وان تتساحق المرأتان او يفعل الرجلان فعل قوم لوط ابدا وهل في تصوركم معشر النصارى ان مريم عليها السلام كانت متبرجة اذ تخرجون لها صورة متبرجة وتعلقونها على صدور ويا كاشفة عن رأسها حاسرة عن شعرها هذا ظنكم بمريم عليه السلام نحن اولى بمريم منكم نحن اولى بمريم منكم نعم اعتقد تمام الاعتقاد والحمد لله ونوقن تمام اليقين ان مريم عليها السلام كريمة فاضلة صديقة احصنت فرجها وتعففت في وقت كثر فيه البغاء في الاسرائيليات سلمها الله واكرمها واكرم ابنها فجعلها صديقة وجعله ابنها اية للعالمين وجعل ابنها رسولا كريما بنقول العزم من الرسل وجيئا في الدنيا والاخرة عليه صلوات الله وسلامه وعلى سائر الانبياء والمرسلين اعود قائلا لليهود فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. القاتل واحد ولم يكن في اهل المدينة يهودي قتل نبيا فلما قيل لهم فلما تقتلون انبياء الله من قبل وان كنتم مؤمنين وهم ان يهود المدينة في زمن الرسول الامين عليه الصلاة والسلام ما قتلوا نبيا والجواب من وجهين الوجه الاول انهم اقروا قتل الانبياء ولم ينكروا ذلك فالذي اقرك المباشر قال تعالى في شأن عاقر ناقته صالح عليه السلام فكذبوه فعقروها قبلها قال اذ انبعث اشقاها فاشقى رجل في القبيلة والذي باشر القتل ولكنهم اقروه على ذلك فنسب العقل اليهم جميعا ورضوا بعقلها شاركوا الاذن والوجه فاليهود كذلك لما اقروا قتل الانبياء بغير حق وقتل الامرين بالقسط من الناس حق فيهم ان يقال انهم قتلوا الانبياء بغير حق والجواب الثاني انهم في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام ما زالوا سعاة في قتل الانبياء بغير حق فحاولوا قتل النبي عليه الصلاة والسلام بالقاء صخرة على رأسه اذ كان قد ذهب الى النضيريين يهود بني النظير يستعينوهم في ديت الرجلين اللذين قتلا فحاولوا قتلى وحاولوا قتله بان وضعوا له السم في طعامه لما دعوه الى بيوتهم فما زالت محاولاتهم لقتل الرسول عليه الصلاة والسلام قائمة حتى في زمنه قال تعالى فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين ولقد جاءكم موسى بالبينات ازا كنتم امنتم بموسى عليه الصلاة والسلام فلقد جاءكم موسى عليه الصلاة والسلام بالدلالات على صدقه الدلالات الواضحات على صدقه عليه الصلاة والسلام وانه رسول من عند الله جاءكم موسى عليه السلام بالالواح توراتي صحف صحف موسى جاءكم موسى عليه السلام امام اعينكم بالعصا التي تتحول الى حية تسعى اتاكم موسى عليه الصلاة والسلام من عند ربه وبازن ربه باليد التي تخرج بيضاء من غير سوء زلل الله عليكم الغمامة وانتم في التيه المضروب عليكم وانزل عليكم المن والسلوى سلط الله على عدوكم وانتم تنظرون الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ايات مفصلات اخذ وانتم تنظرون عدوكم بالسنين ونقص من الثمرات واهلك عدوكم امام اعينكم اذ انشق البحر نبيكم عليه الصلاة والسلام كل ذلك لم يجدي معكم ولن يحملكم على الايمان والتقى بل بمجرد ما جاوزتم البحر طلبتم من موسى الها اخر لما مررتم بقوم يعكفون على اصنام لهم قلتم يا موسى اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون. قال تعالى ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم زالمون اتخزته العجل لابد من مقدر محزوف مفهوم من السياق انه ليس كل من اتخذ الاجل يظلم يكون ظالما ولا كل الفلاحين عندهم عجول لكن اتخذتم الاجل بمعنى اتخذتم العجل الها اتخذتم الاجل الها عبدتموه وقلتم وقال قائلكم هذا الهكم واله موسى فنسي هنا قوله ثم اتخذتم العجل اي اتخذتم العجل الها ولغة العرب تحتمل ذلك وسبحت المدينة لا تلومها رأت قمرا بسوقهم نهارا اي سبح اهل المدينة واسأل القرية التي كنا فيها ايوة اسأل اهل القرية اجعلتم سقاية الحاج؟ اي اجعلتم صاحب سقاية الحاج الحج اشهر معلومات اي وقت الحج ينعقد في اشهر معلومات اذا لا ذقناك ضعف الحياة اي عذاب ضعف الحياة وهكذا لهدمت صوامع وبيع وصلوات اي لو هدمت الاماكن التي تصلى فيها الصلوات بل مكر الليل والنهار اي مكروك بالليل والنهار فسائغ ان تحذف كلمة لدلالة السياق عليها والقرآن يفسر بعضه بعضا ثم اتخذتم العجل من بعده اي اتخذتموه الها وانتم ظالمون ظالمون لانفسكم من حق نفسي علي ان اؤمنها من حق نفسي علي الا اهينها من حق نفسي علي ان اؤمنها من حق نفسي علي ان اجعل لها مستقرا طيبا يوم القيامة تطمئن فيه وتسكن فيه فاذا تسببت لها في ان تصلى الجحيم او تسببت في انزالها في النار زلمتها اشد الظلم من حق نفسي علي ان انزلها منازل كريمة فان انزلتها منازل سيئة فقد ظلمتها غاية الظلم فكفركم معشر اليهود تسبب لكم في ان تنزلوا انفسكم اسوأ المنازل. واخز المنازل بظلمكم لانفسكم ظلمتموها اشد الظلم بسبب كفركم بالله سبحانه لذا قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم ظن منك لنفسك يا مشرك وانت تزلم ايضا ربك تبخسه حقا فمن حقه عليك ان يوحد سبحانه وتعالى واذا كان نبينا الامين عليه افضل صلاة واتم التسليم قال في حياتنا الدنيا ان لنفسك عليك حقا فنفسي لا علي حق لا ارهق نفسي ارهاقا اظلمها بل اخذ قسطي من الراحة كما قال ابن مسعود رضي الله عنه اني والله احتسب نومتي كما احتسب قومتي يعني انا انام واستريح اريح بدني وارجو ثوابا من الله كما انني قمت اصلي لله لماذا؟ لان بدني له عليه حق وربي له علي حق اني احتسب نومتي كما احتسب قومتي رضي الله عن ابن مسعود وهو ممتثل حديث النبي صلى الله عليه وسلم ان لنفسك عليك حقا اذا كان هذا في الدنيا علي ان اؤدي لنفسي حقها في الدنيا فمن باب اولى الدار الاخيرة هي الحيوان وان الدار الاخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون فمن حق نفسي علي ان اهيأ لها مرتفقا طيبا ترتفقه يوم القيامة اذا تسببت في ان اسكنها الجحيم زلمتها غاية الظلم فهكذا اليهود عبدوا العجلة فظلموا انفسهم وتسببوا لها في العزاب الاليم سواء نالوا هذا العذاب في الدنيا اذ الله قال فتبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند برئكم او من لم يتب منهم فمأواه الجحيم وهذا اشد الظلم للنفس ولقد جاءكم موسى بالبينات عليه الصلاة والسلام ثم اتخذتم العجل اي الها من بعده وانتم زالمون واذ اخذنا ميثاقكم اخذنا عليكم العهود والمواثيق على السنة انبيائكم ورفعنا فوقكم الطور لما نقضتم الميثاق ماذا فعلنا بكم رفعنا الجبل فوقكم اقتلعناه من الارض والله على كل شيء قدير واليهود يقرون بذلك واذ نطقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ارتفع الجبل فوقهم كما قال تعالى ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم اي بسبب نقدهم الميثاق اقتلع جبل الطور وهم تحت وهددوا باسقاط الجبل عليهم باسقاط الجبل عليهم قال تعالى واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلا وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة. هنا ايضا خذوا ما اتيناكم بقوة اقبلوا على التوراة بجد واجتهاد ونحن كمسلمين نقبل على القرآن بجد واجتهاد وعلى امتثال اوامر الله بجد واجتهاد لسنا لاعبين ولا عابثين انما نقوم بما اوجب الله علينا وبما انزل الله على نبينا بجد واجتهاد وهكذا امر الصالحون يا يحيى خذ الكتاب بقوة قال تعالى لموسى في شأن التوراة فخذها بقوة وامر قومك يأخذوا باحسنها قال تعالى خذوا ما اتيناكم بقوة وهكذا يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا قال تعالى ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة اي عاملة بامر الله قائمة هي عاملة بامر الله. ايها الاخوة والله ما خلقنا عبثا ولا خلقنا لهوا فلا بد ان نكون جادين للاستعداد للقاء الله قال تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون فتعالى الله تعالى الله عن العبث ربنا لا يعبث سبحانه وتعالى ابدا لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين ولقد قال الله تعالى ايضا ايحسب الانسان ان يترك سدى؟ وقال افنضرب عنكم الذكر صفحا ان كنتم قوما مسرفين اتظنون اننا نطوي الكتب ولا نكتب اعمالكم مع اسرافكم وضلالكم كلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال تعالى لبني اسرائيل ورفعنا فوقكم الطورى اي بسبب نقدكم للميثاق خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا ليس مجرد السماع انما المراد السمع والطاعة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا عياذا بالله مع كل هذه الآيات ومع كل تلك المعجزات وما رفع الجبل فوقهم كانه مزلى فوق رؤوسهم وتهديدهم باسقاط الجبل عليهم بكل فجور يقولون سمعنا او عصينا بكل فجور يعلنوها ليس فقط بعملهم يعصون بل اعلانا سمعنا يقولون اعلانا سمعنا وعصينا اذا قالوا الايمان امروا ان يقولوا سمعنا واطعنا فيا ربنا نشهدك انى لك سامعون مطيعون يا ربنا اجعلنا يا رب وقوينا على ذلك اجعلنا سامعين مطيعين لك واجعل من ذريتنا واخواننا وازواجنا امة سامعة مطيعة لك يا رب العالمين. خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا عياذا بالله من ذلك لقد طبقوا ذلك لما امروا ان يدخلوا القرية سجدا ويقول حطة فدخلوا بدل السجود يزحفون على الاستهين مبدلين وساخرين قائلين حبة في شعرة تغلغل حب العجل وعبادة العجل في قلوبهم كما تغلغل الماء قيل لسفيان ابن عيينة رحمه الله ما لاهل البدع مستمسكين ببدعهم قال سبحان الله ما انساك لقوله سبحانه واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم تغلغل حب العجل فيهم حتى وصل الى القلوب فشربته القلوب فشربته القلوب. وشربوا في قلوبهم العجل اي حب العجل بكفرهم اي بسبب كفرهم فالكفر سبب لمزيد من الكفر ايضا لمزيد من الكفر ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم واشربوا في قلوبهم العجلة في كفرهم قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين كان الايمان بالتوراة فهمتم منه فهمتم ان الايمان بالتوراة هو ان تقولوا سمعنا وعصينا فبئس ما يأمركم به ايمانكم الضال الشارد الذي فهمتموه خطأ ان تقولوا سمعنا وعصينا قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين نسأل الله ان يجعلنا واياكم من اهل الايمان. امين. ومن المستقيمين على امره. اللهم امين. السامعين المطيعين له ولن نستطيع ذلك الا اذا قوانا الله فلا حول ولا قوة الا بالله ونسأله العون على طاعته اللهم امين وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته