السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه. ومن دعا بدعوته واستن بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في اية من سورة البقرة فهذا درس من دروس التفسير تفسير سورة البقرة تتمة صفات المنافقين عفوا صفات المتقين وبعدها صفات اهل الكفر سم بعد صفات اهل النفاق كما سيأتي بيانه ان شاء الله. قال الله تعالى في كتابه الكريم والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبل وبالاخرة هم يوقنون. قوله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك. هل هم اهل الكتاب اليهود والنصارى كعبد الله بن سلام وغيره من الذين كانوا من اهل الكتاب فامنوا هم الذين امنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وامنوا بالذي انزل من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما اهل الشرك لم يكونوا المؤمنين لا برسول الله ولا ولم يكونوا مؤمنين بالكتب المنزلة. فمن امن منهم امن بالرسول. فهل تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك المعني بهم اهل الكتاب. قال بذلك فريق من اهل العلم وقال اخرون بل هم المؤمنون الذين امنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا بكل ما جاء به فكان من ما جاء به اخبار الامم المتقدمة فهم امنوا بكل الرسل المتقدمة ضمنا وآآ ايضا اقرارا وتأكيد امنوا بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام الايمان بالرسل كلها وبالكتب كلها التي انزلها الله. والصوم في ذلك والله اعلم ان الاية عامة تشمل الذي المؤمنين من الذين كانوا قبل ذلك اهل الشرك وتشمل كذلك اهل الكتاب الذين امنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وكانوا من قبل قد امنوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم. ويدور في هذا المقام التنبيه على فضل الكتابي الذي امن بنبيه صلى الله عليه وسلم ثم لما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم امن به. ذلك له اجران لقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاثة يؤتون اجرهم مرتين رجل من اهل الكتاب امن بنبيه وامن به ورجل كانت عنده امة فادبها فاحسن تأديبها. وعلمها فاحسن تعليمها ثم اعتقها وتزوجها. ورجو عبد ادى حق الله وحق مواليه. مفاده ان الكتابي الذي امن بنبيه وامن برسول الله صلى الله عليه وسلم له اجران. وكذلك قال الله تعالى الذين اتيناهم الكتاب تاب من قبله هم به يؤمنون. واذا يتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. اولئك لكي يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة. ومما رزقناهم ينفقون. وجاءت الثناء حسن على هؤلاء الكتابيين الذين امنوا برسولهم وصدقوا برسول الله قال الله تعالى في كتابه الكريم الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. يأمرهم بالمعروف وينهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. ويضع عنهم اصرهم والاخلال التي كانت عليهم. فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. فيا بشارات لاهل الكتاب الذين امنوا بنبيهم وامنوا برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. هذا وهنا قد يطرح سؤال اذا كان الكتابي الذي امن بنبيه ثم امن برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد بعثته كعبدالله بن سلام وغيره هل هؤلاء اعظم اجرا من الصحابة الذين لهم اجر واحد فالمشركون من العرب لما امنوا اصبحوا صحابة لهم اجر لكن نصراني الذي امن بنبيه وامن بالنبي محمد له اجران. الكتاب عموما ليس النصراني الذي يقول المسيح هو الله المسيح ابن الله هذا ما امن بنبيه ولا ما امن بالنبي ابدا. لكن هل النصراني او اليهودي الذي امن بنبيه على الوجه الذي جاء به نبيه. ثم امن برسول الله صلى الله عليه وسلم هل هو افضل ام الصحابة الذين اسلموا وكانوا اهل شرك. بلا شك ان الامر يختلف فبلا ريب ان ابا بكر وعمر وعثمان وعلي وغير هؤلاء من السابقين الاولين اعظم اجرا من عبد الله ابن السلام وان كان عبد الله ابن سلام من اهل الجنة. ذلك لسبقهم في الايمان. قال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة ان الذين امنوا من بعدي وانفقوا وكلا وعد الله الحسنى. فاذا اوتي اجره مرتان مرتان اجر عمله يؤتاه ومرتان لكن هذا له اجر عمله اكبر بكثير من من عبد الله ابن سلام. سبقهم الهجرة سبقوهم الى الجهاد له اجر اعظم. فحتى الاخر وان اوتي وان تضاعف اجره لن يصل الى اجر هؤلاء. والله تعالى اعلى طالب هذا وقوله تعالى الذين يؤمنون بما انزل اليك القرآن فنحن من آآ من شأننا ان نؤمن بالقرآن لا ريب في هذا وما انزل من قبلك من شأننا ان نؤمن بالتوراة والانجيل وبكل الكتب المنزلة بل نوقرها ونجلها ونثني عليها ويكفينا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنى على التوراة فيما انزل اليه من القرآن ويثنى على الانجيل واتاه اليهود ذات يوم بالتوراة وكان جالسا على وسادة فقال على الوسادة ووضع عليها التوراة. وقد قال تعالى في كتابه الكريم انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار بما بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء وقال تعالى في شأن عيسى عليه السلام واتيناه الانجيل فيه هدى ونور. هكذا اثنى الله تعالى على الانجيل وكذلك بلا ريب فان الله تبارك وتعالى قال في شأن اهل الايمان كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله. وقال الرسول في انعقاد الايمان الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. الحديث قال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن ان البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والمقصود به عموم الكتب التي انزلها الله تعالى هذا والحمد لله ديننا نثني على جميع الكتب التي انزلها الله ونوقرها ولقلة علم بعض الناس القى بعضهم بالانجيل ورماه على انه باطل كله والرئيس يقول لم يفعل زلك فلما اتاه اليهود بالتوراة وقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكما في سنن ابي داوود بسند وصحيح انه قام من على الوسادة ووضع التوراة عليها. قال الله تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك دخلت الصحف صحف ابراهيم وصحف موسى والتوراة والزبور والانجيل وكل الكتب التي انزلها الله تبارك وتعالى فالرسل اوتوا كتبا عليهم الصلاة والسلام. سواء ذكر من منها ما ذكر او ما لم يذكر منها. قال تعالى والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون ان يصدقون انها الكفر ففي شك ان الاخرة وفي تكذيب لها. قال تعالى بل هم في شك منها بل هم منها عمود. فالايمان عندهم يقين تام بالاخرة. اولئك على هدى من ربهم. استدل بعض اهل العلم بقوله تعالى اولئك على هدى من ربهم على المرجئة على القدرية الذين يقولون لا قدر. وان الانسان يختار لنفسه ما شاء وان الايمان لم يقدر الشخص يختار لنفسه جاء من ايمان او كفر. ولم يردوا ذلك الى الله سبحانه وتعالى. فنفوا عن الله الاضلال ونفوا عن الله الهداية انه يهدي فضلوا واضلوا. وقال بعضهم من اهل الغباء والجهل. ما الرب الا كالطبيب الناصح يرشدك فقط وانت الذي تختار اذا كان ذلك كذلك فلماذا نقول في كل صلاة نصليها؟ اهدنا الصراط المستقيم. هل اخترنا لانفسنا طريق الهداية فقال تعالى اليك على هدى من ربهم. اولئك على هدى من ربهم. الهداية هنا هداية الدلالة وهداية التوفيق. فهناك هداية دلالة وهداية توفيق. وقد تقدم القول في بما فيه كفاية. اولئك على هدى من ربهم فالذي هداهم هو الله. ولذلك اهل الايمان يقولون يوم لقاء الله الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله اما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله قال تعالى واولئك هم المفلحون. المفلح هو الفائز بالمطلوب الناجي من المرهوب. هذا اجمالي القول في المفلح. المفلح من نجا من مرهوبيه الذي يخشاه وفاز بمطلوبه فحصل شق كما قال بعض العلماء نجا من فاز بالمطلوب ونجا من المرهوب. واصل الفلاح الشق كما قال بعض اهل العلم تصحرنا حتى ادركنا الفلاح. الفلاح الذي هو انشقاق الليل من النهار من الليل يعني تميز هذا من زلك. وقال رجل افلح اي مشقوق الشفة. لكن المفلحون من التقييم من المعنى الشرعي له. الفائز بما مطلوبه الناجي من مرغوبه واعظم مطلوب هو اعظم مطلوب هو الجنة مع رضوان الله سبحانه وتعالى للعبد اعظم مرغوب هو النار وسخط رب العباد سبحانه وتعالى. هكذا ذكرت هذه الايات الاربع في صفات اهل الايمان من سورة البقرة بعد قوله تعالى الف لام ميم ايات اربع واذا اضفنا اليها الف لام ميم تكون خمس ايات في شأن اهله الايمان في شأن المتقين. اما ان يكفر فيهم ايتان بعد ذلك واهل النفاق فيهم عدة ايات سلاس عشرة اية كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى. قال تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ان الذين كفروا اصل الكفر كما قال بعض العلماء بل كثيرون منهم هو التغطية. واستدل بعضهم لذلك بقوله في ليلة كفر الغمام نجومها في ليلة كفر الغمام السحاب نجومها يعني غطى السحاب نجما. وقال بعض اهل العلم في قوله تعالى يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار. قال فريق من اهل العلم في الكفار الذين يضعون البزرة في الارض ويغطونها. ومنه كفران النعمة التغطية عليها وعدم التحديث بها. منه كفران الاحسان وكفران المعروف عدم المبالاة به والتغطية. عليه فهذا من الناحية اللغوية اما من الناحية الشرعية الكفر هنا جحود نبوة النبي عليه الصلاة والسلام. وكذلك جحود الايمان بالله وكذلك الكفر يطلق. كفر بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الاخر وكفر بالقدر كفر برسول الله كفر بكل ما امروا الايمان به. ان الذين كفروا ولا يخفى عليكم ان هناك كفر دون كفر. فكفر النعم لا يستوي مع الكفر بالله. والحاكم بغير ما انزل الله كافر لكن كفره ليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وكما قال عدد من السلف ليس كمن كفر بالله وبالكتاب والملائكة. هناك كفر دون كفر كما لا يخفى عليكم وهذا من المعتقدات التي يجب ان تبين ويفهمها الناس لان قوما قد ضلوا بسبب ذلك. النساء كافرات للعشير كثيرات منهن الا من رحم الله وقد قال عليه الصلاة والسلام اطلعت على النار فرأيت اكثر اهلها النساء قلنا بم يا رسول الله؟ قال يكفرن قيل يكفرن قال يكفرن الاحسان ويكفرن العشير. فهناك كفر دون كفر وهذا من معتقدات اهل السنة والجماعة. كفر اخرج من الملة وكفر دون زلك. وقال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى واذ تأذن ربكم لان شكرتم لازيدنكم ولان كفرتم ان كفرتم نعمي ان عذابي لشديد. وان كان اخرون قالوا تشمل الكفر النوعين والله تعالى اعلى واعلم الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ان يستوي عندهم الانزار من عدمه سواء عليهم اانزرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. هذه الاية عامة. هل فعلا الكفار كلهم سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. لا يقال ذلك. لا يقال ذلك ابدا. لان كل الصحابة كانوا كفارا. فلما انزلوا واتاهم النزير امنوا. فكيف ذلك؟ هل قوله تعالى ان الذين كفروا من العام المخصوص؟ او اريد بهم كفار معينون بلا ريب فسيقدر المحذوف ان الذين كفروه. وسبق في علم الله انهم سيموتون على كفر وكتبت عليهم الشقاوة يستوي عندهم الانزار من عدمه. كابي جهل كابي لهب كوجبة ابن ربيعة كشيبة ابن ربيعة هؤلاء الذين سبق في علم الله انهم سيموتون على الكفر لا يستوي عندهم عفوا يستوي عندهم الانزار من عدمه. فيكون قوله تعالى ان الذين كفروا معني بهم الذين فسبق في علم الله انهم سيموتون على الكفر. وقد عد بعض اهل العلم سورة المسد من دلائل النبوة. كيف ذلك؟ قالوا نزلت سورة المسد وفيها في شأن ابي لهب سيصلى نارا ذات لهب. فاذا كان آآ يريد العناد وقال اذا انا اسلمت. فيكون القرآن فيه كذب. ولكن ما شاء الله له ذلك كفمات على الكفر والعياذ بالله. هذا وبالله التوفيق. فالذين كفروا الذين سبق في علم الله سيموتون على الكفر يستوي عندهم الانزار من عدمه. فلماذا اذا امرنا بالانزار؟ لماذا امرنا بانزارهم وتذكيرهم اولا لان الله امرنا بذلك. قال يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك. فامتثال امر الله تعالى اننا نبلغهم ويقتضي اننا نذرهم. هذا اولا امتثال لامر الله. سانيا لاننا لا نعلم من الذي كتبت له الهداية من الذي كتبت له الغواية فهذا امر موكول الى الله سبحانه وتعالى. ذلك الصحابة او عفوا اهل الكفر الذين كانوا يعاندون الرسول في صلح الحديبية. اشد العناد ويقول قائلهم كسهيل بن عمرو امحوا رسول الله امحوا باسم كان لما امن ووفق للايمان وكان من اشد الناس دفاعا عن هذا الدين بعد ايمانه. فاولا الله امرنا بالانزال والتبليغ. ثانيا اننا لا ندري من الذين كتبت لهم الشقاوة. وان الذين كتبت لهم الهداية ثالثا رجاء انتفاعهم كما قال العلماء وكما في قول الله تعالى واذ قالت طائفة منهم اثقلت امة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم؟ او معذبهم عذابا شديدا. لماذا هذا الانذار الله سيهلكهم ويعذبهم عذابا شديدا فاجاب العقلاء العلماء بجوابين. بجواب متضمنا لمسألتين. قالوا معذرة الى ربكم يعني سببه آآ وعظنا اولا نعتزر الى الله اذا قال الله لنا لم لم تعظهن قل يا رب والثانية ولعلهم يتقون. نكون قد استفدنا بنجاتهم اننا سنكون سببا في نجاة قوم من عذاب الله قالوا معزرة الى ربكم ولعلهم يتقون. ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون اي مهما جاءتهم النزل لن يؤمنوا. وفي الباب ايات كثيرة تخدم هذا المعنى. فالكفار الذين كتبت عليهم الشقاوة مهما بذلت معهم لن يهديهم الله. قال تعالى في كتابه الكريم ولو فتحنا عليهم بابا من فظلوا فيه يعرجون لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون. قال تعالى في ولو نزلنا عليك ككتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين. وقال تعالى في كتابه الكريم كذلك وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. وقال ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى. لو نزلت الملائكة من السماء وقالت لها الكفر امنوا. ورأوها عيانا واخرجنا لهم الموت من المقابر وقال لهم الموتى اني عاينا العذاب وسئلنا السؤال في القبر. وهناك جنة والنار ونار امنوا ابدا ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموت. وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. خرجت السباع ان الغابات وكلمتهم وخرجت الحيتان من البحار وكلمتهم ورأوا الجن باعينهم كل ذلك لو كلموه وقالوا لهم امنوا لن يؤمنوا ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة. وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون. ولان اتيت الذين اوتوا الكتاب كل ايات ما تبعوا قبلتك وما انت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض. وقالت تعالى في كتابه الكريم كذلك وما منعنا ان نرسل بالايات الا ان كذب بها. الاولون واتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالايات الا تخويفا. قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. قال تعالى ايضا ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. فاذا رمنا اية في تفسير القرآن بالقرآن او في اية توضح معنى ايه؟ او توضح معنى اية فقوله تعالى سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون توضحها الايات المذكورات اذا يطرح سؤال لماذا اخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا بان اهل الكفر سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذروا لا يؤمنون. ذلك حتى لا تذهب النفس عليهم حسرات. فقد يحزن الرسول حزنا شديدا قد يحزن الرسول عليه الصلاة والسلام حزنا شديدا حزنا شديدا بسبب عدم ايمانهم فاخبر ان هؤلاء القوم مهما بذل معهم لن يؤمنوا فمن ثم فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. لعلك باخر نفسك على اسارهم ان لم يؤبوا بهذا الحديث اسفا. لعلك باخر نفسك الا يكونوا مؤمنين. حتى لا يزداد حزنهم صلى الله عليه وسلم فانت مهمتك يا رسول الله البلاغ. امر الهداية ليس لك. فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر وما انت عليهم بجبار الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. قال الله تعالى ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم. وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عزيم الختم كما يقول القائل او كما قال كثير من العلماء التغطية باحكام. يعني تغطي على شيء بغطاء وتحكم الغطاء حتى لا يوصل الى ما بداخله. فكذلك القلب اذا ختم عليه لا يستطيع الخير وان يصل اليه ولا يستطيع الايمان ان يصل اليه. والامور التي تعتلي القلب ذكرت منها اشياء في كتاب فبالله سبحانه وتعالى هناك ختم ختم الله على قلوبهم وهناك طبع بل طبع الله عليها بكفرهم وهناك ضيق ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. هناك مرض في قلوبهم مرض فزاده الله مرضا. هناك ران كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وهناك قسوة في القلوب والعياذ بالله قلوبهم قاسية كما قال الله تعالى في كتابه الكريم هناك حمية جاهلية وانصراف بسببها كما قال الله تعالى في كتابه الكريم اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية. وهناك انصراف للقلوب عن الحق واعراض ثم وصرفوا صرف الله قلوبهم هناك زيغ فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. كل هذه امراض للقلوب وهو اشد منها الموت القلب الميت والعياذ بالله. اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس فالذي يعتري القلوب تعتريها عياذا بالله اشياء كثيرة قلوب والعياذ بالله مريضة قلوب ميتة عليها ختمة عليها طبع حرج مرض انصراف زي فلما زاغوا قساوة كل هذه امور تعتري قلوب الكفار واقفال كذلك افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اغفلها؟ فاذا كان القلب مغلق وعليه قفل وعليه او القفل خاتم واهل الاخوة في داخل القلب مرض وفيه قسوة. وفيه زيغ وانحراف كيف يصل الايمان اليه مع كل هذه المعوقات هي واحدة منها كافية ولكن ربي سبحانه وتعالى غلظ عليهم وسدت عليهم كل ابواب الخير والعياذ بالله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اذنب العبد ذنبا نكت على قلبه نكتة سوداء في ان عاد واصر فان تاب محيت تلك النكتة وان عاد واصر. نكتة نكتة اخرى سوداء حتى يغطى القلب كله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلى الاية كلا بران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. وقال هذا الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابه. وقال عليه الصلاة والسلام تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا. فيما قلب اشربها فيه نكتة سوداء وايما قلب انكرها نكتة فيه نكتة بيضاء. حتى تصير على قلبين على ابيض كالصفا لا تضره معصية ما دامت السماوات والارض واخر اسود مر باد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب منه عذر في العقول ما سبب هذا الطبع على قلوبهم؟ وسبب هذا الزيغ وسبب هذا الانصراف. هم تسببوا لانفسهم فيهم قال تعالى ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فلها اسباب ذكرت في كتاب الله سبحانه وتعالى. ان الذين كفروا سواء عليهم انذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم. هل فاولى عند قوله وعلى سمعهم ام الوقف اولى عند قوله ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة. الازهر الله اعلم وهذا من تفسير القرآن بالقرآن ان الوقف عند السمع اولى. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم الختم على القلب وعلى السمع. واما البصر فعليه غشاوة. قال تعالى افرأيت من اتخذ الهوا وهواه. واضله والله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة. فالغشاوة على البصر وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة. هذه الاية اية الجاسية فصلت تفصيلا جيدا. فبين فيها ان ان يكون على القلب وعلى السمع والغشاوة تكون على البصر. قال تعالى فاغشيناهم ايضا في سورة ياسين فهم لا يبصرون فاخشينهم فهم لا يبصرون. قال تعالى في كتابه الكريم ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. طرح سؤال والله يفعل ما يشاء يقال لماذا افرد السمع وجمع البصر؟ لان على سمعهم وابصارهم افرد السمع البصر. فمن العلماء من قال هذا لفضل السمع على البصر. ومنه من وكل العلم الى الله. فقال ان احيانا الافراد يكون للتعظيم الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. من الظلمات جمعت الظلمات لانها متعددة الى النور ونور الحق واحد. واورد بعضهم او لم يروا الى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجد لله هم داخرون. وورد بعضهم اه شيئا اخر ولكن يمكن توجيهه ان لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك. قيل افرد العم العمات الا عند هذا الاخير قال فيه بعض العلماء قولا اخر والله تعالى اعلى واعلم. ختم الله وعلى قلوبهم بينا سبب الختم ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله يفعل ما يشاء هذا اولا واخيرا ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة كل هذا يصدون به عن الخير غشاوة تمنعهم من رؤية الحق. على القلب ما يمنعهم من من الفهم عن الله سبحانه وتعالى عن سمع ما ينفعهم ما يمنعهم ايضا ما يمنعهم من سمع ما ينفعهم والعياذ بالله ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. العذاب اصل الحبس ومنه ما يروى عن علي ولكن في سنده بعض المقال اعدموا انفسكم عن ذكر عن ذكر النساء في الغزو فان هذا يكسركم عن الغزو فاصل العزاب الحبس سم بعد زلك اطلقت كلمة العزاب على كل تعذيب وكل ما يحدس به ايلام كالضرب بالصيام والحرق بالنيران والطرق على الرؤوس بالمطارق والقيود والتنكيل بالاشخاص كل هذا لحق بالعذاب. والا فاصله الحبس الحبس لك يمكن اطلاقها للحبس عن كل رحمة وكل خير او الحبس عن الرحمة والخير قال تعالى ولهم عذاب عظيم ولهم عذاب عظيم. هكذا مرت ايتان في وصف الكفار واربع ايات فضلا عن الف لام ميم في وصف المتقين. وستأتي ثلاث عشرة اية في وصف اهل النفاق عياذا بالله من النفاق هذا وصلي اللهم على نبينا محمد واله وسلم والحمد لله رب العالمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاك الله خير. واياكم. واياكم