السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته واستن بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد فمع تفسير بعض الايات من سورة البقرة مطلعها قول الله تعالى ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل قوله تعالى ام تريدون؟ قيل ان استفهامية للتوبيخ وقيل ان ام بمعنى بل قال تعالى ام تريدون ان تسألوا رسولكم؟ هل هذا الخطاب لاهل الشرك اذ سألوا النبي صلى الله عليه وسلم اسئلة على سبيل التعنت كقولهم لن نؤمن لك حتى تجعل لنا آآ لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا او تسقط السماء كما زعمت عليه ناكسفا او تأتي بالله والملائكة قبيلا او يكون لك بيت من زخرف او ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا فقولهم او تأتي بالله والملائكة قبيلا اي نراهم عيانا وهذا كسؤال لبني اسرائيل لموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فسأل اهل الشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم مسائل على سبيل التعنت كما ان بني اسرائيل سألوا نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام اسئلة على سبيل التعنت ام تريدون ان تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان وقد ضل سواء السبيل سواء السبيل او السبيل الوسط الموصل الى جنة الله ومرضاته ومعنى ضل سواء السبيل حاد عن السبيل الوسط الموصل الى طاعة الله ومرضاته واخطأه ولن يقف عليه فسراء السبيل هو وسط او الطريق الوسط ومنه قول القائل يا ويح اصحاب النبي ورهطه بعد المغيب في سواء الملحد يعني بعد المدفون في وسط القبر ومنه ايضا اولي اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم اي كلمة وسط بيننا وبينكم الا ان نعبد الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فسواء السبيل هو وسط الطريق او الطريق الوسط الموصل الى جنة الله ومرضاته قال تعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا هذه رغبة اهل الكفر ومرادهم فينا يريدوننا ان نكفر كما كفروا اهل الكفر يريدون من اهل الايمان ان يكفروا كما كفروا. فلنكن على حذر من ذلك ودلت على ذلك عدة ادلة قال تعالى ود كثير من اهل الكتاب ليردنكم من بعد ايمانكم كفارا على غرارها ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء قال تعالى ودوا ما عنتم ودوا لو تدهنوا فيدهنون قال تعالى ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. قال تعالى ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا قال تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما فعلى المسلم ان يكون على حذر فاهل الكفر لا يريدونك مؤمنا يريدونك كافرا كما انه كافر يريد لك ان تكون كافرا وباطراد فقد قال الله تعالى والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما فسعيهم دائما لاضلالنا ولصرفنا عن الحق الذي من الله به علينا فهم وان كانوا في باطلهم لكن يعلمون اننا على طريق طيب وانه الحق قال تعالى حسدا من عند انفسهم يعني حسدا من عند انفسهم من من نفوسهم يحسدونكم ويتمنون لكم الكفر وقوله من عند انفسهم ليس من عند الله ان الله يريد لكم شيئا انما هم من قبل انفسهم وحسدا وتمنيا لزوال النعمة عنكم يريدونكم كفارا تريدونكم كفارا هذا كما لا يخفى عليكم فان الحسد قد ذكر تلميحا وتصريحا في كتاب الله عز وجل ذكر الحسد تصريحا في اربع مواطن قال تعالى حسدا من عند انفسهم قال تعالى في كتابه الكريم ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله قال تعالى فسيقولون بل تحسدوننا. قال تعالى ومن شر حاسد اذا حسد فدي اربع مواطن ذكر فيها الحسد تصريحا اما تلميحا فكثيرون آآ عفوا فلايات كثيرة في هذا الصدد التلميح بالحسد واتل عليهم النبي ابن ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر قال لاقتلنك حسد اخوة يوسف ليوسف وكذلك قوله تعالى وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم نصوص متعددة الحسد هو تمني زوال النعمة عن الاخرين الحسد هو تمني زوال النعمة عن الاخرين وهو مراتب زكرها العلماء واظن ان قد فصلناها في تفسير سورة الفلق لكن اشارات فقط هنا هنا هو مراتب اعلاها مرتبة ان الشخص اذا رأى نعمة انعم الله بها على شخص يتمنى من كل قلبه ان تزول يتمنى من كل قلبه ان تزول هذه النعمة هذه المرتبة الاولى المرتبة الثانية انه يتمنى ان تزول وتتحول اليه المرتبة الثالثة ان يتمنى لنفسه مثل ما ما للاخرين. ان حصل ذلك سكن وان لم يحصل تمنى ان تزول النعمة ان الاخرين الحسد النوع الرابع يسميه العلماء الغبطة وبعضهم يدخله في النوع الخامس وهي ان يتمنى الشخص النفسي مثل مال الاخرين فان لم يحصل له دعا لهم بالبركة تا من اتاه الله ملا فسلطه على هلكته في الحق اتمنى ان يكون لي مثله. اذا لم اوتى مسلها اسأل الله ان يبارك له تدي بعض مراتب الحسد وكله مذموم باستثناء الاخيرة التي يطلق عليها العلماء الغبطة كما هو معلوم الحسد هذا داء دب الى الامم حمل قوما على الكفر فحسد ابليس ادم فكفر بسبب حسده لادم. حسد ابن ادم الاول اخاه فقتله حسد اخوة يوسف يوسف عليه السلام فالقوه في غيابة الجب حسد المشركون الرسول عليه الصلاة والسلام فكفروا بالقرآن المنزل عليه حسدا منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالحسد هذا عياذا بالله يحمل على الغيبة والنميمة يحمل على الكفر يحمل على القتل يحمل على كل على ان تتهم ناسا برءاء الحسد ازا دب لقوم دمرهم والعياذ بالله شخص دمره والعياذ بالله قد يتمنى شخص لشخص مسلا يدعو الى الله ان يخرس لسانه فلا يتكلم من حسده له يتمنى ذلك تتمنى فتاة لفتاة زميلتها حسناء ان يشب في وجهها نار يحرقها من غلها منها وتتمنى زلك واذا سعى بلغها خبر سيء سعدت والعياذ بالله تمنى مسلا لشخص لرجل محسن متصدق ان يزول ماله وان يفتضح ويتمنى لشخص مستور ان يهتك الله ستره عياذا بالله الحسد داء دب الى الامم من قبلنا فكان سببا في دمارها وهلاكها له اسباب متعددة وقد ذكرت في سورة الفلق الحاصل ان اليهود يحسدون اهل الايمان وان اهل الشرك يحسدون اهل الايمان ولا اقول يهود على اطلاقهم فان منهم من امن ود كثير من اهل الكتاب اذا في قليل لا يتمنون ذلك لنا بل يريدون ان يكونوا مثلنا قد يكون هناك نصراني يريد ان يسلم. ولكن يحول بينه وبين ذلك حائل ود كثير من اهل الكتاب اليهود والنصارى لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم. اليس عن جهل؟ بل من بعد ما تبين لهم الحق فهادي احدى الادلة على العزر بالجهل من بعد ما تبين لهم الحق كافوا واصفحوا تجاوزوا عنهم يا اهل الايمان تجاوزوا عنهم ولم يكن في صدوركم شيء تجاه هؤلاء فمن العلماء من يحاول او من فرق بين العفو والصفح فقال العفو المحو اذا برئ الدبر وعفى الاثر ودخل سفر حلت العمرة لمن اعتمر عارفة الاسر يعني محي وازيل اذا برئ الدبر ظهر الناقة التي كانت تحمل الناس للحج برئ من طول السفر وعافى الاثر ودخل سفر حلت العمرة لمن اعتمر تعافى الاسر اي محي الاسر اه في الاسر اي محي الاسر فقوله تعالى كافوا اي تجاوزوا لهم وآآ غضوا الطرف عن مساوئهم ولا تؤاخذوهم والصفح الاعراض وعدم المؤاخذة لكنها العلماء من قال الصفح ازالة اثر الشيء من القلب والعفو والعفو التجاوز تتجاوز عنك لكن لا يبقى في صدره شيء فهو الصفح. كذا قال بعض العلماء ومن العلماء من قال العفو المؤخر ترك المؤاخذة من المحو والصفح الاعراض وعدم المعاتبة والامر قريب وقد يتناوبان كافوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره على غرار الاية ايات اخر قل للذين امنوا يغفر للذين لا يرجون ايام الله قال تعالى لتبلغن في اموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيد فان ذلك من عزم الامور كان الامر هذا في اول الاسلام امر بالعفو والصفح وعدم المؤاخذة لكن هل نسخ هذا هل نسخ هذا؟ فمن العلماء من قال هذا منسوخ منسوخ بماذا؟ بايات السيف وهذا قوله فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بامره قيل حتى يأتي اذن الله لكم بالقتال الاية هذه لكونها اية من سورة البقرة فهي مدنية. فسورة البقرة كلها مدنية ولكن المدني منه ايات نزلت قبل فرض القتال وايات نزلت بعد فرض القتال ليس كل مدني نزل بعد الازن بالقتال. انما هناك ايات مدنية نزلت قبل الاذن بالقتال وقد اوردوا هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الى مجلس فيه مشركون ومنافقون ومسلمون يدعوهم الى الله فقال له عبدالله بن ابي بن سلول ايها الرجل قبل ان يسلم كن في رحلك فمن ارادك منا اتاك ولا تغشانا في مجالسنا فقد اذانا نتن ريح حمارك وقد غبرت علينا فقام بعض الصحابة قيل عبدالله بن رواحة قال بل يا رسول الله اخشنا في مجالسنا وتعاهدنا ووالله لريح من رسول الله اطيب ريحا منك يا ابن سلول فهم القوم وتساوروا كي يضرب بعضهم بعضا فسكنهم النبي في الحديث وكان النبي يتأول العفو والصفح قدر استطاعتها كان يتأول ايات الصفح يعني يطبقها كان يطبق ايات الصفح كما هو معلوم ذهب النبي الى سعد ابن عبادة سيد الخزرج يشكو ما كان من او يخبره بالذي كان من احد افراد عائلته وهو عبد الله ابن ابي ابن سلول نقل سعد بن عبادة يا رسول الله اعف عنه واصفح فهو الذي اكرمك بالحق لقد جاءنا الله بك آآ لقد جاء الله بك وان اهل هذه البحيرة قد اجتمعت كلمتهم على ان يتوجوه ملكا عليهم. مسلول فلما اكرمك الله بالحق الذي اكرمك به شرق لذلك فيا رسول الله تجاوز عنه وكان النبي يتأول العفو والصفح قدر استطاعته. قبل ان تنزل الايات الامرة بالقتال كاف واصفحوا حتى يأتي الله بامره ما هذا الامر هل هو قوله تعالى اذن للذين يقاتلون ام ان هذا ليس بامر هذا اذن والامر قاتل الذين لا يؤمنون بالله آآ الامر فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم او الايات الواردة في الامر بالقتال بصفة عامة فالازهر الثاني اما قوله تعالى اذن للذين يقاتلون فهو مجرد اذن ليس ليس امرا والله اعلم قال تعالى فاعف واصفحوا حتى يأتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير واقيموا الصلاة واتوا الزكاة كان هذا في اول الامر كما وضحته اية سورة النساء بجلاء الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فكان هناك امر بالكف اليد بكف اليد والاقتصار على اقام الصلاة وايتاء الزكاة وزكر عدد من العلماء حكما عظيمة في سبب الامر بكف اليد في مكة فقالوا ان المسلمين كانوا الا فاذا امروا بالقتال عدوهم سيبيدهم بهذا مراعاة لحال المسلمين. ثانيا ان الناس كانوا جهلة فاريد تعريفهم بالاسلام عن قرب فتركوا مهلة حتى يعرفوا الدين واحكام الدين لانهم غرباء فمن ثم عذروا بجهالتهم وتأنى بهم رسول الله باذن ربه حتى يعرفوا الاسلام عن قرب وقد قال الله في شأن فريق بعد وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون فكان من المناسب ان يتركوا مدة حتى يفهموا هذا الدين القيم ولا يؤخذ بسرعة بقتال فالسبب الاول من اسباب كف الايدي ان المسلمين كانوا قلة. فاذا كلفوا بالقتال يبادوا وتطفأ آآ يطفئ هذا النور. الامر الثاني الرفق بأهل مكة اذ كانوا جهلة حتى يعلموا الامر الثالث تعليم اهل الاسلام الانضباط فمن قبل كان احدهم بمجرد ان يغضب غضبة يخرج كل ما عنده من قدرات لقتال عدوه فتعلموا الانضباط كفوا ايديكم واقيموا الصلاة حتى ان عبدالرحمن بن عوف قال مقولته المشهورة يا رسول الله كنا في الجاهلية اعزا ما كان احد يستطيع يكلمنا في الجاهلية. فلما اسلمنا صرنا اذلة فلما نزلت الاية الاخرى الامر بالقتال كثير منهم قالوا ربنا لما كتبت علينا القتال لولا اخرتني الى اجل قريب قل متاع الدنيا قليل فسبب ثالث وهو تعليم المسلمين الامتثال لامر الله وامر رسوله وهذا امر كانوا لا يعهدونه في الجاهلية الجاهلية كانوا يتحركون من تلقاء انفسهم ومن تلقي رؤوسهم وكبرائهم لا يبالون ولذلك فان الرسول لما قال من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية اي مات كما يموت اهل الجاهلية. لا يريد واحد منهم ان يكون له امير ويبايعه انما كل واحد يريد ان يكون شخصية مستقلة كما في قول الله تعالى بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا من الشرى وكل واحد منهم يريد ان يكون نبي مش امير فقط فكانت عندهم همجية في الجاهلية فضبطوا ضبطوا وتعلموا ضبط النفس اذ له قال كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فكان من المناسب لهذه الاسباب الجوهرية الثلاث ولغيرها ان يؤمروا بكف الايدي في مكة اولا لعدم قدرتهم على القتال بيضتهم ستستباح كذلك تأنيا باهل الكفر حتى علموا الدين وتعاليمه. ثالثا تعليم اهل الاسلام ضبط النفس والتخلص من الجاهلية. رابعا ان شخصا ما قد تكون بينه وبين اخر عداوة لا للدين فيسأر تحت ستار انها من اجل دينه والله اعلم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وهذا امتداد لما كان في العهد المكي ففي العهد المكي لم تنزل ايات قتال ابدا ولا ايات انتصار بالسيف انما كل ذلك نزل بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله في قوله فاعفوا واصفحوا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة يستفاد اننا نصبر العفو والصفح يتضمن صبرا ومع الصبر اقام الصلاة وهذا على غرار قوله تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة واستعينوا بالصبر والصلاة وكذلك اصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك اي اصبر وصل وكذلك اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود. ايذكر صلاته فصل كما كان يصلي فصلاته احسن الصلاة قيامه احب القيام فاف واصفحوا حتى يأتي الله بامره ان الله على كل شيء قدير واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وما تقدموا لانفسكم من خير دائما تقترن مقام الصلاة بايتاء الزكاة ويقترن الايمان بالله مع الايمان برسوله صلى الله عليه وسلم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه تجدوا هذا الخير ام تجدوا ثوابه في كل قال بعض العلماء قال بعض اهل العلم تجدوا ثواب هذا الخير عند الله وقالها هذا الفريق من العلماء ان العرب احيانا تضمر كلمات وآآ مفهوم ما اضمر من السياق كما قال تعالى وجعل لكم سرابيل تقكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم. اي السرابيل تقيكم الحرة وتقيكم البرد يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها فبث منهما رجالا كثيرا ونساء. فان قلت نساء اكثر او نساء كثيرات هذا المعنى ايضا صحيح. لا غبار عليه قال تعالى تجدوه عند الله اورد بعضهم ايضا كالطبري في هذا الصدد اي تجد ثوابه عند الله وسبحت المدينة لا تلمها رأت قمرا بسوقهم نهارا سبحت المدينة اي سبح اهلها فما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما تعملون بصير يعني كله عمل فالله سبحانه وتعالى يراه ومطلع عليه وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى هذا اجمال لابد فيه من التفصيل ان ما في احد قال لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى اليهود قالوا لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا ويحكمون على النصارى بالكفر والنصارى يقولون لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا فاليهود اليهودي لا يقول لن يدخل الجنة من كان هدى ولا نصارى لا يقول ذلك انما يقول لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا والنصراني يقول لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا ثم هم يكفر بعضهم بعضا. يكفر بعضهم بعضا. اعني اليهود والنصارى ذلك ان النصارى يؤلهون عيسى واليهود يقولون في عيسى قولا فظيعا وغريبا والعياذ بالله بهتان عظيم وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى هكذا فصل قالت اليهود لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا والنصارى قبل ان يدخل الجنة الا من كان نصرانيا تلك امانيهم تلك الاماني اي امانيهم الباطلة فكان اليهود دايما يثنون على انفسهم ويقولون نحن ابناء الله واحباؤه لن يدخل الجنة الا من كان يهوديا يقولون ايضا لن تمسنا النار الا ايام معدودات يقولون كونوا هدى تهتدوا والنصارى يقولون كونوا النصارى تهتدوا فهذه مقولتهم ثناء على النفس بالباطل وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا اي يهوديا او نصارى كما ترون ليس او مسيحي ما في لكلمة المسيح هي دي اصل في كتاب الله ولا في سنة رسول الله الا اننا الا ان نعيش عليه السلام ذكر به بالمسيح وذكر بانه عيسى. وذكر بانه ابن مريم اما وصف الذين اتبعوا لو صدقة حتى قائلهم في التعبير شريعته بالمسيح فليس بوارد لا في كتاب ولا في سنة هذا الاصطلاح اطلق ويلبس به على الناس المسيح قال اعبدوا الله ربي وربكم ما قال اعبدوني فاذا قلت لمن يعبد المسيح انه مسيحي ظلمت المسيح نسبت الى المسيح عليه السلام ما لم يقله وهو برئ منه ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم فاطلاق المسيحي على من يعبد المسيح ويقول انه الله او على من يقول ان الله ثالث ثلاثة اعلم من يقول ان المسيح ابن الله اطلاق ظالم للمسيح عيسى عليه السلام ولا يجوز لنا ان نقوله انما نقول كما قال تعالى ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم قالوا كون هودا او نصارى والذي نفسي بيده لا يسمع به يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي ولا بالذي ارسلت به الا كان من اهل النار لتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا ان النصارى كله نصارى ما فيها شيء اسمه مسيحيون ابدا في الكتاب ولا في السنة والشيء بالشيء يذكر لا لا يجوز لك ان تقول عن شخص انه لوطي ابدا انما تقول يفعل فعل قوم لوط فان لوط عليه السلام لا تنسب اليه الفعل بل حارب اشد الحرب اعربها اشد الحرب عليه الصلاة والسلام وانكرها اشد الانكار فلا يصح لك ان تقول عن شخص يفعل فلا القبيح انه لوطي انما تقول يعمل عمل قبلط قال تعالى وقالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى تلك امانيهم امنيات يتمنونها قل هاتوا برهانكم هاتوا دليلكم ففيه مطالبة بالدليل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين في قيلكم هذا وقد رد عليه في ايات اخرى قل فلما يعذبكم بذنوبكم ان زعمتم انكم ابناء الله واحباؤه. قل فلما يعذبكم بذنوبكم؟ بل انتم بشر ممن خلق قال تعالى بلى من اسلم وجهه لله ومحسن كما ذكرنا الشيخ عبدالعزيز حفظه الشرقاوي حفظه الله بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن يعني النية صالحة والعمل صالح وهدان شرطان يذكرهما العلماء للسلامة والامن والفوز بالجنة كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا وصلاحه بموافقته للكتاب والسنة والا فمن احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ويكون في عمله مخلصا لله سبحانه فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا صوابا ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي خالصا. يعني صوابا خالصا صوابا وقال اية شاهدة بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن اسلم وجهه لله اخلص في اعماله لله قصد بعمله وجه الله سبحانه وتعالى وعبر بالوجه عن الشخص هنا وعن النية الصالحة للشخص بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن قيل يا عبر بالوجه وهو يريد الذات نفسها من غير نفي الوجه وقيل ايضا لان الوجه اشرف الاعضاء وكانت العرب تستعمل هذا فكان قيلهم يقول اسلمت وجهي للذي اسلمت له اسلمت وجهي للذي اه ارسل السحاب يتكلم ها من اسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا الى اخره بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن تكرر هذا المعنى في عدة ايات ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه الى الله وهو محسن هو محسن وكذلك ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ايمان بما يتضمنه الايمان من اخلاص مع عمل صالح فهما قيدان لقبول العمل وشرطان لقبول العمل ان يكون خالصا لله صوابا صوابا موافقا لسنة رسول الله ولكتاب الله بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن كلمة المحسن تتعدد معانيها بتعدد معانيها بمعناها هنا المحسن الموافق بعمله الكتاب والسنة والاحسان قد يطلق على فعل النفل بعد الفرض رجل محسن محسن فعل الفرض سم اتبع الفرض بالنفل ولذلك يقال ما على المحسنين من سبيل. انت جيت تطلب من شخص زكاة ما له فاداها مستوفاه جئت تطلب منه زيادة اعتذر فلا تلمه فانه ما على المحسنين من سبيل فهذا وجه واحيانا يطلق الاحسان على العفو ان الله يأمر بالعدل والاحسان كاظم الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين حنطلق على الرحمة ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة واذا ذبحتم فاحسنوا الذبيحة والاحسان يطلق على المراقبة ايضا ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم اي مما هو ات ولا يحزنون اي على ما قد فات هذا وصل اللهم على نبينا محمد واله وسلم الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاك الله خيرا