السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد فمع تفسير بعض الايات من سورة البقرة مطلعها قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين امر من الله سبحانه وتعالى بالاستعانة بالصبر والصلاة وقد تكرر مثله في عدة ايات من كتاب الله قال تعالى ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون. فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين امر بالصلاة واعبد ربك حتى يأتيك اليقين اي صابرا على عبادته وقال تعالى في كتابه الكريم واقم الصلاة ترفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرا للذاكرين واصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين وكذلك قول الله تعالى واصبر لحكم ربك فانك باعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم فهو ارشاد الى الصبر والصلاة وقال تعالى ايضا وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها من اناء الليل فسبح واطراف النهار لعلك ترضى وقبلها الامر بالصلاة وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها وهو احد الوجوه للعلماء في فائدة التذكير بداوود عليه السلام اذ الله قال اصبر على ما يقولون وازكر عبدنا داوود لماذا خص داوود عليه السلام بالذكر في قوله واذكر عبدنا داوود قال العلماء لان صلاة داوود عليه السلام من احسن الصلوات احب القيام الى الله قيام داوود عليه السلام وحب الصيام صيام داوود من معنى على ما يقولون وصلي كصلاة داود صلى الله عليه وسلم. وامر متكرر ولا يخفى عليكم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر فزع الى الصلاة وكان ابن عباس رضي الله عنهما في سفر فاته خبر اخيه قتم بن عباس وكان شبيها برسول الله صلى الله عليه وسلم ان اخاه قد مات فتنحى عن الركب فقام يصلي فقال له قائل بعد انقضاء صلاته يا ابن عباس تأتيك خبر اخيك وتفزع الى الصلاة لماذا قال سبحان الله ما انساك لقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ولما ادخلت سارة على الجبار قام ابراهيم عليه السلام يصلي فالاستعانة بالصبر والصلاة مطلب حثنا الله عليه في عشرات الايات لاي بلية كانت ولاي طارق من طوارق الليل والنهار ياتي نستعين بالصبر وبالصلاة فلا نسأل الله فيها العون قال تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين المعية هنا معية تأييد ومعية حفظ ورعاية فالمعية كما لا يخفى عليكم معيتان معية نصر وتأييد وحفظ وكلاءة وبكل ما تقتضيه انواع المعية الحسنة ومعية عامة وهو معكم اينما كنتم ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو ربيعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. فهذه معية عامة. انني معكما اسمع وارى لكن ان الله مع الصابرين. ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ان الله مع المحسنين. هذه معية خاصة لاهل الايمان. فلا يقال ان الله مع الكافرين بمعنى ان الله مؤيد الكافرين وحافظ الكافرين وناصر الكافرين لا. انما يقال وهو معكم اينما كنتم معي عامة لكن ان الله مع الصابرين ان الله مع المتقين ان الله مع المؤمنين والله مع الصابرين كلها معية خاصة فالمعية معيتان كما قال العلماء معية عامة للناس كلهم وهو معكم حينما كنتم يسمعهم ويراهم ويطلعوا على اعمالهم ومعية خاصة باهل الايمان ان الله مع الصابرين الصبر لا يخفى عليكم لو عد عدة فوائد يكفي ان النبي قال الصبر بياء ومن معاني الصبر ضياء انك اذا تصبرت ترى الامور على حقيقتها هذا من معانيها ازا اتخزت قرارا عاجلا لحدس طارئ كسيرا ما يكون رد الفعل غير دقيق لكن اذا تصبرت وتأنيت واستشرت ونظرت هل الاولى العقاب او الاولى العفو؟ واذا كان الاولى العقاب كيف اعاقب وما ردة فعل العقاب فتستضيء بالصبر قال الرسول الصبر ضياء هذا احد المعاني والا لو كتب شخص بالاية الكريمة كتابا او عفوا في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الصبر ضياء لوسعه او ما وسعه زلك الكتاب فالصبر ضياء. وقد جاءت البشريات للصابرين بمحبة الله لهم والله يحب الصابرين وبالبشريات لهم وبشر الصابرين وبتسليم الملائكة عليهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ففضائل الصبر كثيرة جدا لا يأتي عليها المقام. ويكفي ان الله يحب اهل الصبر ويتأتى الصبر كما لا يخفى عليكم بامور اولا ان نسأل الله اياه بل قد قال تعالى وفيه لفت نظر الى الاستعانة بالله من اجل الصبر واصبر وما صبرك الا بالله اي لن تستطيع ان تصبر الا اذا كبرك الله واصبر وما صبرك الا بالله لن تستطيع ان تصبر الا اذا صبرك الله فاولا سؤال الله اياه اللهم ارزقنا الصبر ونحو ذلك ثم التدرب عليه كان يتدرب على سائر الاخلاق شخص يريد ان يكون كريما يتدرب على الكرامة تدرب على ان يكون شجاعا يتدرب على ان يكون صابرا الصبر بكل انواعه صبر على طاعة الله صبر عن معصية الله صبر على الاقدار المؤلمة التي يقدرها الله على الشخص تصبر على طاعة الله انت صليت الفجر والنوم طيب وحبيب الى نفسك لكن تتصبر تزكر الله حتى تطلع الشمس تتلو الكتابة تتسلح بالذكر تطلع الشمس فتصلي اربعا اول النهار يكفيك الله بها اخرها فتصبر على هذا فباذن الله انت مأجور الاقدار المؤلمة تبتلى فبدلا من ان تقول اه تشكر الله الحمد لله الحمد لله وترضى عن الله سبحانه وتعالى والمعصية امامك وانت تكابد للابتعاد عنها. فهذا ايضا قبر عن معصية الله قبر عن معصية الله وهو شأن المرسلين. وقد قال الله لنبيه فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل فالصبر يتأتى بسؤال الله اياه ثم بالتدرب عليه ومن يتصبر يصبره الله ثم قراءة سير الصالحين الذين ابتلوا فصبروا كايوب عليه السلام وغيره من الانبياء كان النبي يتأسى بقول موسى رحم الله موسى فليتعزى بموسى لقد ابتلي باكثر من هذا فصبر فالنظر في سير الصالحين وصبرهم يحملك على التأسي بهم والاقتداء بهم رابعا مصاحبة اهل الفضل الاخيار الذين يعلمونك الصبر ويذكرونك بالايات والاحاديث الواردة في هذا الباب فهذه سبل للتدرب على الصبر ولنيل منزلته. ويستعينوا بالصبر والصلاة يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة على ماذا؟ اسلفنا على كل طوارق الليل والنهار التي تعترينا الاشياء المؤلمة واستعينوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله اموات اموات بل احياء ولكن لا تشعرون نهينا في اكثر من اية عن ان نصف الذين استشهدوا لرفع راية لا اله الا الله ان نقول عنهم اموات ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله اموات سبيل الله لاعلاء كلمة الله القتل في سبيل الله يعني القتل لاعلاء كلمة الله شهيد المعركة في حرب الكفار لاعلاء كلمة الله وحتى لم يكن قتيلا لكن استشهد لهذا كما في سورة ياسين في شأن الرجل الذي هما حارب ولا رفع سيفا ولكن قال وما لي لا اعبد الذي فطرني واليه ترجعون. اتخذوا من دونه الهة من يريد ان الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذوني اني اذا لفي ضلال مبين فقتلوه قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين فالذي يقتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وبهذا جاء النص عن النبي عليه الصلاة والسلام يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة الرجل يقاتل حمية الرجل يقاتل ليقال هو جديء اي ذلك في سبيل الله وضع النبي القاعدة فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون عندنا اذا آآ حديث ينبغي ان يجمع بينه وبين الاية الكريمة وهو ما بوب به الامام البخاري في صحيحه حيث قال باب لا يقال فلان شهيد وذكر الرجل المسلم الذي كان في الرجل الذي كان في صفوف المسلمين لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذ الا تبعها فجاء الصحابة وقالوا يا رسول الله ما اجزأ اليوم منا احد كما اجزأ فلان فقال النبي عليه الصلاة والسلام هو في النار فشق ذلك على الصحابة فتبعه احدهم في اليوم الثاني فوجده بالفعل لا يدع لا يدع للمشركين شاذ ولا فذ الا تبعها ولكن اصابه جرح فوضع رأس سيفه بالارض وذبابه بين ثدييه فتحامل على نفسه حتى قتل اتحمل على سيفه حتى قتل قال النبي الله اكبر اشهد اني رسول الله فالبخاري يبول هذا الحديث باب لا يقال فلان شهيد فكيف لا نقول فلان شهيد؟ هل لنا ان نقول عن شخص قتل في حرب الكفار امامنا انه شهيد لنا ان نقول ذلك لكن على غلبة الظن يعني لا نقطع نقول نحسبه شهيدا. نحسبه شهيدا قتل في حرب الكفار نحسبه شهيدا اما القطع والجزم بانه من اهل الجنة هذا مرده الى الله. فيحمل حديث البخاري على ان قوما قطعوا بذلك والله اعلم اهاه لحزة ليه السبب؟ الشيخ ايمن ما الخلل ماشي حاضر فهذا وجه الجمع معذرة وجه الجمع بين الاية الكريمة ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون وبين حديث الرسول الله اعلم بمن يقاتل في سبيله. فالمنع منع الجزم ان فلانا في الجنة ولكن نحن مأمورون بالحكم على الناس بظاهر ما يصدر منهم انما يامر مساجد الله من امن بالله واليوم الاخر وانتم شهداء الله في الارض على حديث الرسول عليه الصلاة والسلام هذا اثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا اثنيتم عليه شرا وجبت له النار ولا تقول لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء ولكن لا تشعرون ثم قال تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات قال بعض العلماء اللام هنا موطئة للقسم. لنبلونكم اي والله لنبلونكم. بشيء من الخوف الجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات فالمسلمون يبتلون بالخوف ويبتلون بالجوع ويبتلون بنقص من الاموال والانفس والثمرات ليس الكفار فقط الذين يبتلون انما اهل الاسلام ايضا قد يبتلى بشيء من ذلك بل لزاما ان يبتلعوا قال تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ليعلم الصابرين احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة وايضا قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون قال تعالى وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب وازداد الذين امنوا ايمانا وقد يكون الابتلاء بالسراء وقد يكون الابتلاء بالضراء. قد تظن انك لست مبتلا وانت في عافية في بدنك او في عافية في اولادك او في امن في بيتك هذا ابتلاء ايضا رأى سليمان عليه السلام ارشى ملكة سبأ مستقرا عنده فقال قبل ان يقوم بمقامه قبل ان يرتد اليه طرفه رأى العرش مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلغني اأشكر ام اكفر فالابتلاء قد يكون في السراء وقد يكون بالضراء والابتلاء بالسراء اصعب من الابتلاء بالضراء لان الناس لا يشعرون به الابتلاء بالضر في البدن انت عرفت انك مبتلى فتجتهد وتدعو الله لكن الابتلاء بالسراء تصاحبه غفلة تصاحبه غفلة. لقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تنالوه ايديكم ورماحكم. ليعلم الله من يخاف بالغيب. قال طالوط عليه السلام ان الله مبتليكم بنهر. فمن شرب منه فليس مني اصحاب القرية ابتلوا واصحاب الجنة انا بلونهم كما بلونا اصحاب الجنة اذ اقسموا ليصرمنها مصبحين فالابتلاء قد يكون بالسراء وقد يكون بالضراء ويجدر بنا في هذا المقام بل ويلزمنا لزوما ان نذكر اقواما من الله عليهم بالسعة في الارزاق وبالعافية في الابدان وبالمناصب والوجاهات فاستعملوا ذلك في معصية الله واستعانوا بنعم الله على معصية الله سبحانه اوتوا من السراء ما اوتوا فاستعملوا هذا الثراء في حرب الله وفي حرب رسوله واستعملوا هذا الثراء في نشر الفساد في الارض وجمع اقذر الناس واكرموهم ونشروا الشر والفساد في الارض وكان من اللائق بهم ان يسلكوا مسلك الصالحين الشاكرين لانعم الله سبحانه وتعالى عليهم ولكن ما سلكوا هذا السبيل جمعوا ارازل الممسلين على وجه الارض ونشروا الفساد بكل صوره عياذا بالله من الفساد. وصدق الله اذ قال في اقوام ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيرقمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون فسلك هؤلاء واسمهم مسلمون سلكوا مسلك الكفار الذين انفقوا المال في حرب الله ورسوله وحرب الفضيلة ونشر الرذيلة وسلكوا مسلك اقوام من اهل الكفر ذكر الله بهم في كتابه الكريم فقال ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله فلا بالرسول صلى الله عليه وسلم. كان الرسول يجتمع بالصحب الكرام وبالذين امنوا به على كتاب الله يعلمهم كتاب الله ويتلو عليهم كتابه ولكن ثم قوم اشرار كانوا يرفضون ذلك. ويكفرون بالله ورسله وفي زات الوقت الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة القرآن ويذكرهم بالله ينشئون ملاهيا يأتون بالراقصات والغانيات والجواري اللواتي يغنين ويتعرين فيلتف الشباب حول الجواري حول الجواري للفساد وللبعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما اشبه الليلة بالبارحة وهو سبيل الشيطان على الدوام يجند جندا من جنوده لاغواء الناس ولاضلال الناس ولصرفهم عن الطريق الحق السوي الموصل الى جنة الله ومرضاته الى طريق الجحيم فاتوا باراز للناس من عموم الارض وازهروا الفحش والتفاحش وازهروا عياذا بالله العري ونشروا الرذيلة في الارض واكرموهم وهو في ذات الوقت يهان اهل العلم يا اهل الاسلام اعقلوا وانتبهوا لما يراد بكم فان قاما سلكوا مسلك قارون الطاغي الباغي الذي بغى على قومه وخرج متبخترا في زينته فقال اقوام من ضعفاء العقول يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم حينئذ قام اهل العلم بما اوجبه الله عليهم من التذكير فقالوا لاقوامهم واليكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا واذا يلقاها الا الصابرون. فماذا كان فخسفنا به وبداره الارض فهذه عقوبة الطغاة عقوبة البغاة عقوبة الذين يصدون عن سبيل الله وان غدا لناظره قريب غدا سترون ما يحل بهؤلاء المترفين الفاسقين الذين استعملوا طاعة الله الذين استعملوا نعم الله لمعصية الله استغلوا نعم الله عليهم لحرب الله ولحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجدير بنا ان نتفطن لمصارع الغابرين ونستقرأ كتاب ربنا سبحانه ونصبر على ديننا وعلى اوامر ربنا ولا نغتر بهذه الدنيا وزخارفها لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بانعم رجل كان في الدنيا. فيصبغ صبغة في النار فيقال له يا ابن ادم هل وجدت نعيم في حياتك قط فيقول لا والله يا ربي ما وجدت نعيما في حياتي قط ويؤتى بابئس رجل كان على وجه الارض فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن ادم هل وجدت بؤسا في حياتك قط فيقول لا والله يا ربي ما وجدت بؤسا في حياتي قط ان الذين شاقوا الله ورسوله كما لا يخفى عليكم امرهم في زوال وفي تباب ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الاذلين ان الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين جينا من قبلهم فيا اهل الاسلام انتبهوا لما يراد بكم ولم يراد بدينكم يراد وقائد هؤلاء الفجرة ابليس اللعين يراد صرف الناس عن دينهم صرف الناس عن كتاب الله وصرف الناس عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا يا اهل العلم بما اوجبه الله عليكم فان ربكم سائلكم عن هذا العلم الذي تحملونه ربكم سيسألكم وليس البلاغ بخاص بشيخ ولا بعالم فامة محمد صلى الله عليه وسلم الخيرية كانت لها منوطة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله فالخيرية نيطت بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والايمان بالله يا اهل الاسلام قام قوم ينكرون على اصحاب القرية اللذيذة اعتدوا يوم السبت ولم يكن اعتداؤهم في التصور مشابها لهذا الاعتداء غاية امرهم انهم نوعا الصوم عن عن العمل يوم السبت جاعوا فنصبوا الشباك وما صبروا على اوامر الله تصطاد يوم السبت فقام قوم يعظونهم ويذكرونهم فقالت طائفة لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا لان هذه سنة جارية المعتدي على حدود الله يهلك يهلكه الله ان عاجلا او اجلا. واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا قالت طائفة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا بما اجاب الناصحون قالوا معذرة الى ربكم نعتذر الى ربنا اذا سألنا ربنا لماذا لم تنكروا؟ قل يا رب قد انكرنا ولكنهم ما سمعوا لنا. وايضا هم اخواننا نطمع لهم في الخير ولعلهم يتقون معزرة الى ربكم ولعلهم يتقون فلعل هؤلاء الذين حادوا عن طريق الله يرجع الى طريق الله والا فهم متحملون اثم انفسهم واثم من اضلوه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة وقال لا تقتل نفس ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفل منها بل الله قال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون وقال ايضا وقال الذين كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء انهم لكاذبون وليحملن اثقالهم واثقالا ما اثقلهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون فكل شاب نظر اليهم وكل شخص نظر الى فسقهم ودعارتهم يتحملون اثما من اغوائه. فضلا عن روايته هو التي يتحملها لنفسه في اهل الاسلام انتبهوا ولا تستعملوا رزق الله في معصية الله لا تستعينوا برزق الله على معصية الله سبحانه كهؤلاء المسرفين على انفسهم الذين كان من الجدير بهم ويؤثر عن اجدادهم بعض الصلاح كان من الجدير بهم ان يشكروا الله وان يحمدوا الله ان سليمان كما اسلفت رأى عرش ملكة سبأ مستقرا عنده قبل ان يرتد اليه طرفه. فماذا قال عليه السلام قال ولنا فيه اسوة هذا من فضل ربي ليبلغني ااشكر ام اكفر؟ فكان حظه الشكر وقال ربي سبحانه ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني كريم فكان حظ سليمان الشكر لكن هؤلاء ابوا الا ان يكون حظهم حظ قارون الطاغي الباغي الذي خرج على قومه في زينته فخسف الله به وبداره الارض ان اقواما منهم تسلط عليه الاوبئة ولا يتعظ تسلط عليه الامراض ولا يتعز فاهل الاسلام ويا اهل العلم يقوموا بدوركم الذي اوجبه الله عليكم. وانقذوا اممكم فان البلاد تدمر اذا ترك المفسدون يفسدون فيها والدمار يعم قال تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وقالت احدى نساء النبي للنبي انهلك وفينا الصالحون يا رسول الله قال نعم اذا كثر الخبث نام اذا كثر الخبث فانتبهوا يا عباد الله ان النبي عليه الصلاة والسلام ضرب لنا مثلا واضحا جليا بينا مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فاصاب بعضهم اعلاها واصاب بعضهم اسفلها فكان الذين في اسفلها اذا ارادوا السقيا مروا على من فوقهم فقالوا لو انا خرقنا خرقا في نصيبنا حتى لا نؤذي من فوقنا فلو تركوهم وما ارادوا لهلكوا جميعا ولو اخذوا على ايديهم لنجوا جميعا يا اهل الاسلام اجتهدوا في الدعوة الى الله. ليست خاصة بشيخ يعظ. انما هي سبيل اتباع محمد رسول الله. صلى الله عليه وسلم قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين يا اهل الاسلام كتاب الله بين ايديكم فيه اللعنات لعنات اقوام تركوا التناهي عن المنكر قال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم لعنوا على لسان نبيين كريمين. كريمين لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه. لبئس ما كانوا يفعلون ان اية شديدة ذكر بها اهل العلم. قال تعالى لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم ويكليهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون. جدير بكم يا اهل الاسلام ان تقوموا بما اوجبه الله عليكم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعصر ان الانسان لفي خسر. يقسم ربي والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. جعلنا الله واياكم منهم. وعافانا الله واياكم من العصيان والبلاء نسأل الله ان يجعلنا واياكم سامعين مطيعين له وصل اللهم على نبينا محمد واله وسلم والحمد لله رب العالمين