بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته الى يوم الدين وبعد فما تفسير بعض الايات من سورة البقرة مطلعها قول الله تعالى ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون قوله تعالى ولا تأكلوا اموالكم المراد بها هنا اموال اخوانكم فالمسلمون نفس واحدة كما قال الله تعالى ولا تلمزوا انفسكم وكما قال الله تعالى اذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم فكما قال تعالى لولا اذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بانفسهم فالمؤمنون نفس واحدة وقوله تعالى ولا تأكلوا اموالكم اي اموال اخوانكم ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الباطل عموما هو غير الحق بهذا ينتظم كل مال اكل بغير حق بينتظم هذا المال الناشئ عن الغش المال الناشئ عن السرقة المال الناشئ عن الرشوة المال الناشئ عن الاختلاس عن الغدر عن الخيانة كل ما كان بغير حق فهو داخل في هذا الباب فينتظم اذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم مثل من غشنا فليس منا وقيل ايضا للباطل بغير طيب نفس فكل ما لم يكن بحق فهو بباطل ولا تأكلوا اموالكم بينكم يعني بغير حق بالباطل وتدلوا بها الى الحكام قال بعض العلماء ترشوا الحكام ليحكموا لكم بما ليس لكم تعطي الحكام رشوة لكي يحكموا لكم بما ليس من حقكم بهذا من الادلاء بالاموال الى الحكام كي يحكمون لنا ويدخل في الحكام القضاة وما نزل منزلتهم وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون هناك اصل من اصول ديننا معروف وهو المحافظة او من مقاصد الشريعة المحافظة على الاموال وهذه احدى الايات في هذا الباب ومن الادلة ايضا على ان من مقاصد شريعتنا الحفاظ على الاموال قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل مال امرئ مسلم الا بطيبة من نفسه وقوله صلى الله عليه وسلم ان دمائكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذه وكذلك قول الله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله. وكذلك قوله تعالى واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان فقوله تعالى ويل للمطففين الذين اذا اجتالوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنهم يخسرون الى غير ذلك من الادلة المقاصد الشريعتنا الحفاظ على الاموال والحفاظ على العقول والحفاظ على الدين والحفاظ على العرض والحفاظ على النفس البدن ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون قوله انتم تعلمون قد يستدل به على مسألة العزر بالجهل. لان شخص ما قد يصنع شيئا من هذا جهلا فيخرج من الوعيد الشديد في هذا الباب. والله تعالى اعلى واعلم هذه الاية من محاسن ديننا محاسن ديننا المحافظة على اموال الناس واعراض الناس ومقاصد شجيعتنا هذا ثم قال تعالى يسألونك عن الاهلة جمع هلال قل هي مواقيت للناس والحج قل للسائلين عن الاهلة هي مواقيت للناس والحج مواقيت للناس كل احكام شريعتنا المؤرخة بتأريخ كلها يفترض انها بالتأريخ الهجرية مثلا والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء عفوا قال الله والليل يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر. اشهر الهلالية تواريخ انقضاء العدد دخول الشهور ايام الصيام كل ما كان له صلة بالتأريخ انما التأريخ فيها هجرية ويحاول اهل الكفر ان ينسفوا التواريخ الهجرية هذه نسفا وقد فعلوا ذلك بكثير من بلاد المسلمين جعلوهم يغيروا التواريخ الهجرية الهلالية الهلالية الى تواريخ ميلادية. وهذا يضر بالشخص احيانا في دينه ومن وجه الاضرار بالشخص في دينه على سبيل المثال الناس يخرجون الزكوات الان على التاريخ الميلادي وانت زلمت نفسك لان التاريخ الميلادي السنة فيه اطول من التاريخ الهجري. فيفترض ان انك ازا اردت ان تعمل هذا تنظر الفارق بين السنة الهجرية والسنة الميلادية وتخرج قيمة هذا الفارق من الزكوات لان احكام الزكوات تنبني على التاريخ الهلالية وكذلك قتل الخطأ كفارة قتل الخطأ صيام شهرين متتابعين من اشهر الهلالية وكذلك صيام المجامع في رمضان مبني على الاشهر الهلالية فكل ما له تعلق بالتواريخ فالمراد هنا التواريخ الهلالية ليست الميلادية ولم تكن الميلادية هذه معروفة في زمن زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونك عن العلة قل هي مواقيت للناس. يعرفون بها اوقاتهم كما سبق بيانه. والحج اي ومواقيت للحج كذلك يسألونك عن العلة تقول هي مواقيت للناس والحج هي مواقيت له ايضا فالحج كما قال الله تعالى الحج اشهر معلومات اي لا ينعقد الحج الا في اشهر معلومات وهي شوال وذو القاعدة وعشر من ذي الحجة. هي ليست الاشهر الحرم انما شوال وذو القاعدة وعشر من ذي الحجة فالاهلة مواقيت للناس والحج كذلك له مواقيت هلالية وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها كيف ذلك؟ قال البراء بن عازب رضي الله عنهما نزلت فينا هذه الاية معشر الانصار كنا اذا حججنا ورجعنا الى المدينة واردنا ان ندخل بيوتنا لا ندخلها من قبل الابواب كيف تدخلون؟ لا بد ندخل من الزهر من الخلف فدخل رجل من الانصاري وقد رجع من الحج من قبل بابه فعيروه بذلك طقوس الجاهلية عيروه بذلك. قال كيف تدخل من باب البيت؟ انت جاهل وانت وانت هم المجاهلة المؤيدون هم هم الجهلة فالاعراف كسيرا ما تحيد عن الحق والصواب عيروه لكونه جاء ودخل البيت من بابهم المعد لهم. طب هم كيف يدخلون؟ يدخلونه من الخلف. فمن الذي قال لكم ادخلوا من الخلف لا احد الا الشيطان هو الذي قال لهم ادخلوا من الخلف فعيروا صاحبهم الذي دخل البيت من بابه فنزلت الاية الكريمة وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى قوله تعالى ولكن البر من اتقى فيه مضمر محذوف. فالمعنى ولكن البر من اتقى اذ انه لا يفسر البر بمن اتقى انما يفسر هنا مضمر البر بر من اتقى ولكن البر من اتقى اي بر من اتقى كما قال تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب لكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين الاية قال تعالى ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من ابوابها. ادخلوا البيوت من ابوابها قوله تعالى واتوا البيوت من ابوابها للعلماء فيه عدة اقوال القول الاول على ظاهر الاية وعلى ما ورد من حديث البراء لا تدخل البيت يا من رجعت من الحج والعمرة من ظهر البيت. لكن ادخل من الباب. ادخل من الباب. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد للعلماء ثلاثة اقوال في تفسير قوله تعالى ويأتوا البيوت من ابوابها الوجه الاول على ما بينه سبب النزول ان القوم كانوا اذا رجعوا من الحج او العمرة اعني الانصار اذا رجعوا الى المدينة بعد حجهم او عمرتهم يدخلون المدينة من قبل يدخلون البيوت من من الزهور. ليس من الابواب هذا الوجه الاول فعاتبوا وقيل لهم ائتوا البيوت من ابوابها المعدة للدخول هذا هو الوجه الاول. اما الوجه الثاني فهو وجه بعيد شيئا ما وهو ان المراد بقوله تعالى واتوا البيوت من ابوابها ائتوا النساء من الفروج ليس في الادبار. وهذا بعيد عن ظاهر الاية الكريمة جريمة وعن تعلقها بالحج واخا وان كان هذا هو الصحيح اعني في في مسألة المعاشرات كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديس اتقوا الدبر والحيضة لا الوجه الثالث ائتوا البيوت من ابوابها ادخلوا في الاعمال والاقوال من الوجوه الصحيحة المعدة له مسلا اذا اردت ان تخطب بنتا من البنات فلا هؤلاء شرعيون ادخل لهم فهم ابوابها. هم ابواب هذه الفتاة اردت ان تدخل في مسابقة لا تلف ولا تدور ادخل في المسابقة انزل من المسئول عنها في وظيفة انظر من الذي يعين لا تلف وترشي هذا وترشي زلك بل يدخل من الباب الصحيح لذلك فمن العلماء من استدل بعموم الاية على ما ذكر وقالوا العبرة بعموم الالفاظ وليست بخصوص الاسباب وان كان سبب النزول يدخل اصالة في تفسير الاية لكن ايضا لا يمنع ما سواه والاستدلالات بالعمومات من الكتاب العزيز وردة ولها اصول استدل الرسول صلى الله عليه وسلم بها لما سئل عن الحمر الحمير لما بين الفضل في تربية الخيول وتجهيزها للغزو في سبيل الله وبين صور الاجور فيها وعدم الاجور سأله سائل والحمر يا رسول الله قال ما انزل الله علي فيها الا هذه الاية الفاذة الجامعة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره استدل بالعموم وكذلك استدل الصحابة بالعموم كابن مسعود رضي الله تعالى عنه لما استدل بقوله بقول الله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه على ان الله على ان النمص محرم وقال للمرأة التي قالت لم تلعن من لا من لم يلعنه الله ولا رسوله. قال وما لي الا العن من لعنه رسول الله وهو في كتاب الله يعني النبي صلى الله عليه وسلم المتنمصة قالت والله قرأت ما بين دفتي الكتاب ما وجدت هذا الذي تقوله قال ان كنت قرأتيه فقد وجدتيه الم تقرأي وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. فالاستدلال بالعمومات وارد واسباب النزول داخل اصالة في تفسير الاية لكن لا يقتص سبب النزول على لا يقتصر تفسير الاية على سبب نزولها واتوا البيوت من ابوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون الفلاح الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب واعظم مطلوب لنا ان يدخلنا الله الجنة وان يرضى عنا وان يمن علينا بالرضوان وبرؤية وجهه الكريم واعظم مرهوب نرهبه هو ان يسخط الله علينا او ان يدخلنا نارا والعياذ بالله من النار قال تعالى واتقوا الله لعلكم تفلحون وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم هذه الاية اذن في القتال تأول اول امر القتال انه كان محزورا على المؤمنين ان يقاتلهم بمكة قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وكان هذا من المناسب لهم اذ كانوا بمكة لضعفهم ولغربة الاسلام على اهل مكة فيلزم ان يعرفوا ولادب المسلمين ايضا فكانت عندهم الحمية الشديدة الجاهلية فلما اسلموا يخشى ان يكون بقي فيهم شيء منها يحتاجون الى تقويم فقيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وذكرت حكم كثيرة وغايات كثيرة في امر الله سبحانه للمؤمنين بكفي الايدي وهم بمكة واتى على كثير منها ابن القيم رحمه الله تعالى فلكن بعد زلك وزن لهم بالقتال ازن ليس امر قال تعالى اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا اذن لهم في الانتصار. بعد زلك جاء امر بالقتال قتال من يقاتلنا قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم وبعد ذلك جاء الامر بالقتال لنصرة الدين عموما كما في سورة براءة سواء اية السيف على النصارى واليهود اذ الله قال قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يؤتوا الجزية عن يد وهم صاغرون او قتال المشركين كما قال تعالى فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموه فدي صور لتدرج الامر بالقتال. فهذه الاية في قتال الذين يقاتلوننا في قتال الذين يقاتلوننا وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ما المراد بالاعتداء؟ انذاك قال بعض العلماء كانت هذه الاية في حينها لا تقاتل الا من يقاتلك لان الله قال وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ثم بعد ذلك امرنا بالفتوحات والغزوات قال اخرون من اهل العلم ان الاعتداء يتمثل في قتال من لم يقاتل من النساء لا تقتل النساء لا تقتل الولدان لا تقتل الشيوخ الكبار لا تقتل النسوة العجائز وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم امرأة مقتولة في بعض المغازي فقال سبحان الله ما كانت هذه تقاتل فهذه احدى صور الاعتداء ان تقاتل من لم يقاتل كالشيخ الكبار والنسوة العجائز والاطفال والرضع والنساء اللواتي لا يقاتلن وسورة اخرى من الاعتداء وهي التمثيل بالمقتولين تقتل وبعد ان تقتل تمثل باجسامهم من صور الاعتداء في القتال ان تقاتل اهل الكتاب الذين يدفعون الجزية اه دفعوا الجزية فليس لك حق في قتالهم من الاعتداء التخريب قتل الحيوانات التي لا ذنب لها تقتل الابقار تسمم تختلع تخلع الزروع تحلق الثمار الى الاستسناءات التي وردت للرسول عليه الصلاة والسلام في سورة الحشر ما قطعتم من لينة او تركتموها على اصولها قائمة على اصولها فباذن الله فقد له الحيوانات وحرق الثمار كله من الاعتداء. تقطيع الاشجار الى غير ذلك ومن صور الاعتداء ايضا من صلة الغدر الخيانة فالغدر والخيانة ليس في ديننا ليس في دين قتل السفراء الرسل لا تقتل والرسول عليه السلام لما جاءه رسول مسيلمة الكذاب تكلم بكلام كفري اعني تصوم مسيلمة واقر لمسلمة بانه رسول ولكن لم يقتله الرسول عليه الصلاة والسلام ورد في احاديث تحسن من مجموعها انه قال لولا ان الرسل لا تقتل لقتلتك ولكن تركه النبي عليه الصلاة والسلام هذه بعض صور الاعتداء التي نهى الله تبارك وتعالى عنها اذ قال ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ففي الاية اثبات صفة المحبة لله فالله يحب اقواما ويبغض اقواما على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى يحب المحسنين. هذا في هذه القدرة يجتزئ وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين