الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ونحمد الله تبارك وتعالى على ان يسر لنا ان نستأنف التفسير وقد وصلنا عند آآ سورة الانشقاق يقول الله جل وعلا اذا السماء شقت واذنت لربها الى اخرها هذه السورة ذكر شيخنا رحمه الله ان لها اسمان. الاسم الاول الانشقاق وهذا هو الاسم المعروف والمدون في مصاحف المسلمين والاسم الاخر وهو مذكور في كتب علوم القرآن سورة انشقت اذا السورة لها اسمان سورة الانشقاق وسورة انشقت اما العلاقة بين هذه السورة والتي قبلها وهي سورة المطففين. فذكر شيخنا رحمه الله ان هذه السورة بينها وبين السورة السابقة ترابط ترابطا وثيقا من عدة وجوه. قال رحمه الله الله الوجه الاول ان في سورة المطففين الزجر عن التطفيف والتكذيب وفي هذه السورة الترغيب الى الاعمال الصالحة فكأن بين السورتين جمعا بين الترغيب والترهيب الوجه الثاني ان في سورة آآ المطففين ذكر حال الكتب ذكر حال الصحائف صحائف الاعمال اما في هذه السورة ففيها ذكر حال اهل الصحائف وهم اصحاب اليمين واصحاب الشمال والوجه الثالث ان في سورة المطففين زجر من بعض الاعمال التي هي من صفات الكفار وفي هذه السورة تتميم لتلكم الاعمال القبيحة التي كانت سببا لولوجهم النار عياذا بالله تبارك وتعالى اه قلت ولعل بين هذه السورة والتي قبلها وجها رابعا وهي ان الله عز وجل ختم سورة المطففين بقوله هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون فلعل سائلا يسأل متى يكون هذا التثويب؟ فجاء الجواب في السورة التي بعدها اذا السماء انشقت الى اخرها فهذا وجه ظاهر لا سيما مع الاتصال هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلونه بسم الله الرحمن الرحيم اذا السماء انشقت اما قضية هذه السورة وقضيتها بيان الكدح وما معنى الكدح الكدح معناه العمل الشاق سواء كان خيرا او كان شرا فهذا يسمى كدحا فالله جل وعلا في هذه السورة بين فيها قضية مهمة وهي ان ما من انسان انه ما من انسان الا وهو يكدح اما الى الخير واما الى الشر فهذه هي قضية هذه السورة حتى ينظر الانسان هو مع من هو يكدح مع من هو يكون من الكادحين مع من مع اصحاب اليمين او مع اصحاب الشمال ذكر الله جل وعلا في هذه السورة من اسمائه كما قال شيخنا اربعة اسماء وهي اسم الرب بقوله جل وعلا واذنت لربها واسم الله والله اعلم واسم الاعلم واسم البصير والله جل وعلا من اسمائه سبحانه وتعالى الاعلم كما ذكره شيخنا رحمه الله وخالفه اخرون من اهل العلم وقالوا ان من اسماء الله جل وعلا العليم وليس من اسمائه الاعلم ولا العلام ولا العالم وانما العلام والعالم والاعلم اوصاف وعلى كل حال الذي يظهر والله اعلم ان كلمة الاعلم او اسم الاعلم ليس من اسماء الله عز وجل وانما هو من صفات الله تبارك وتعالى وعلى هذا فتكون هذه السورة متضمنة لثلاثة اسماء وهي الرب والله والبصير وكل اسم من اسماء الله جل وعلا فهي مشتقة على صفة فتكون الصفات الواردة في هذه السورة اربعة وهي صفة الربوبية صفة الالوهية صفة العلم وصفة البصر خلاصة هذه السورة من الاية الاولى الى الاية السادسة من الاية الاولى من قوله اذا السماء انشقت الى الاية السادسة الى قوله لربك كدحا فملاقيه اه من الاية الاولى الى الاية الخامسة عفوا من الاية الاولى الى الاية الخامسة فيها ذكر بعض احوال الحشر ثم من الاية السادسة من قوله يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا الى قوله جل وعلا وينقلب الى اهله مسرورا اذا من الاية السادسة الى الاية التاسعة فيها ذكر كدح الصالحين فيها ذكر كدح الصالحين ومن الاية العاشرة الى الاية الخامسة عشر فيها ذكر كدح المسيئين. فيها ذكر كدح المسيئين ومن الاية السادسة عشر فيها شواهد والدلائل على البعث والنشور الى الاية التاسعة عشر ثم من الاية العشرين فيها زجر وتخويف باربعة امور الى الاية الرابعة والعشرين ثم ختم الله جل وعلا السورة ببشارة حاصلة للمؤمنين هذه خلاصة هذه السورة اما التفسير فان الله جل وعلا يقول اذا السماء انشقت من هنا يبدأ يذكر الله جل وعلا حالات تكون عند فناء العالم حالات واحوال تكون عند فناء العالم حينما يريد ان يفنى ان يبنى الشيء يكون البناء من الخارج وحينما يريد ان يهدم الشيء يكون الهدم من الخارج هذا شيء معلوم اذا انسان يريد ان يبني ان يهدم البيت هل يهدمه من الداخل فيسقط ولا يهدم من الخارج اعدموا من الخارج ومن هنا لما كان الهدم يكون من شيء خارج عن الشيء فبدأ الله بذكر اذا السمان شق دل على ان هدم العالم العالم هدم العوالم كلها تكون من الخارج. حتى هدم الارض ما يكون من الداخل يكون من الخارج اولا الشهب تتساقط على الارض ثم البحار تتفجر ثم يحصل ما يحصل لذلك قال اذا السماء انشقت واذا الارض مدت فبدأ بذكر السماء اولا هكذا قال شيخنا رحمه الله تعالى وهو وهذه لطيفة جميلة ان بدء الفناء يكون من خارج الارض ولذلك بدأ الله عز وجل بذكر السماء اذا السماء انشقت السماء المعروف هو الجرم المشاهد بلا عين واذا بشر بتفسيرين اذا هل هي ظرفية او هي او هي شرطية سيأتي ذكر ذلك ان شاء الله جل وعلا فقوله اذا السماء انشقت هذه كلمة انشقت هذه هي الحالة الرابعة من احوال ما سيكون للسماء يوم القيامة ومن استقرأ القرآن يجد ان الله جل وعلا يذكر للسماء اربعة احوال هذه الاحوال بالترتيب الاول انه يبدأ تأمل معي التصور عشان لا تنسى لو انه هاجت ريح شديدة فاول ما يهتم الناس باي شيء بالابواب اول ما يهتم الناس بالابواب ثم يهتمون بالسقف ثم يهتمون باشياء للداخل ولذلك الله جل وعلا لما ذكر انتهاء العالم ذكر عن السماء اربعة احوال ذكر لها فتحت ابواب السماء هذه واحدة ثم ذكر الكشت ثم ذكر الانفطار ثم ذكر الانشقاق اذا اربعة احوال تكون للسماء اولها وفتحت السماء فكانت ابوابا اذا السما هذه العظيمة يصبح فيها الابواب مفتوحة. هذه البداية واذا السماء كشطت هذه الثانية يذهب ضوئها ولمعانها وبريقها وصفاؤها ثم بعد ذلك تبدأ الانفطار والانفطار هو عبارة عن الشق الذي يبدأ في الجدار هكذا ثم بعد الانفطار تتشقق الى اجزاء هذه هي اربعة احوال ذكرها الله جل وعلا للسماء اه فتحت السماء فكانت ابواب بعما يتساءلون واذا السماء كشطت واذا الجحيم سعرت في اي سورة في التكوير واذا السماء انفطرت واذا السماء انشق هي بهذا الترتيب في القرآن وواقعيا سيكون بهذا التركيب يوم اخر الزمان فقوله جل وعلا اذا السماء انشقت هي صورة عظيمة من صور ما سيكون يوم القيامة ثم نتأمل حال اهل الارض واهل السماء مؤمنهم وكافرهم. الكافر لا يؤمن طيب الذي لا يؤمن الى اي شيء سيفزع الذي يؤمن يفزع الى الله عز وجل لكن من رحمة الله سبحانه وتعالى وكرمه وجوده بالمؤمنين ان القيامة لا تقوم وعلى وجه الارض مؤمن يقول لا اله الا الله لان الله خلق السماوات والارض لماذا خلقها الله ها مسخرة للانسان قلق لكم ما في الارض جميعا منه. خلق لكم لكم السماء والارض خلقها الله للانسان للثقلين الانس والجن ولماذا خلق الله الانس والجن وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فاذا كان لا يوجد في الارض من يعبد الله لا ينسي ولا جني اذا ليس لوجود السماء والارض من فائدة فحينئذ لابد من افنائها ولذلك انتم حتى ترون في امور الدنيا الناس اذا وجد هناك بيت يسكنه ناس ثم هؤلاء الناس ماتوا لا يسكن هذا البيت احد سيحصل احد امرين لا ثالث لهما اما ان هذا البيت يسكن فيه اناس اخرين وهذا الذي قال الله عز وجل فيه آآ اه يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا قل ان كان اباك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبون وهو الاستبدال وهو الاستبدال واما ان العقلاء الموجودين يرون ان هذا البيت لا يسكنه احد فيصبح خرابة فيفنونه الله الحكيم جل وعلا لا يبقي الارض وفي وليس فيها احد من اهل الاسلام. ولذلك الله جل وعلا يفنيه. قال اذا السماء انشقت واذا الارض مدت وتأمل معي ان الله عز وجل ما قال اذا جاءت اذا جاء انشقاق السماء وانما قال اذا السماء انشقت ذكرها بالفعل الماضي للدلالة على الوقوع الحقيقي ان هذا فعل واقع حقيقة اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت ومعنى اذنت لربها اذنت يعني القت السمعة تنتظر امر الله ما معنى اذنت؟ القت السمع تنتظر امر الله ولهذا تقول الناس يقولون في الكلام يقولون اعطني اذنك يعني اسمع لي يعني يسمعني ولهذا جاء في الحديث لله اشد اذنا لصاحب القرآن من صاحب القينة الى قينته يعني الله اشد استماعا اذا اذنت لربها اي ان الارض استمعت لامر ربها وهذا ما جاء في سورة الزلزلة قال الله عز وجل اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لا يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى له. اذا هي تستمع لوحي الله حال الارض حال الارض انها تنتظر امر الله واذنت اي القت السمع لربها وقال بعض المفسرين ان هذه كناية عن الطاعة وهذا لا شك فيه ان قوله واذنت لربها وحقت اذنت لربها انها القت الشمع للاجتماع وهي كناية عن انها تنتظر الطاعة لكن لا ينبغي نفي الاجتماع الحقيقي فان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان السماء والارض وما من مخلوق الا وهي تسمع كلام الرب عز وجل كيف لا نعلم تسمع وايضا تكلم الله عز وجل ومما يدل على ذلك ما جاء في القرآن الكريم ان الله جل وعلا قال للسماء والارض ائتيا طوعا او كرها قالت اتينا طائعين اذن اجتمعت الكلام وامتثلت وتكلمت. اذا هذا حق وحقيقة قال واذنت لربها في سورة السجدة في الاية الحادي عشر ايضا دلالة على ذلك ان الاجتماع حقيقي ثم قال جل وعلا وحقت حق يعني بمعنى هذا هو اللايق بها اذنت لربها اي ان الارض القت السمع لربها وحقت اي وحق لها ذلك اي هذا هو اللائق بها وهذا فيه اشارة ان الجمادات وهي لا تعقل لا تخالف امر الله عز وجل فكيف يجوز للعقلاء ان يخالفوا امر المولى سبحانه وتعالى حق للارض ان تستمع الى كلام الرب فكيف لعاقل سميع بصير اعطاه الله عز وجل ما يفكر به ما يكون له امر وارادة واجتماع واذن وكلام ثم بعد ذلك تراه عياذا بالله غير لائق ولا حقيق بامتثال امر الله عز وجل فلا يجتمع الى ما ما يريده الله منه ولا يمتثل قال وحقت اي هذا هو اللائق بها والمناسب لها انها تستمع تمتثل امر الله جل وعلا وفي اه قوله جل وعلا وحقت فيها تأكيد ان الله سبحانه وتعالى هو الخالق لها وهو مالك هذه الارض والخالق والمالك هو الذي ينبغي ان يستمع له انت الان في بيتك اذا جاء انسان يريد ان يخالف امرك وش تقول لزوجتك لابنك لسايقك لخادمك لخادمتك ماذا تقول لهم؟ هذا البيت بيتي انتم ما تسمعون كلامي. سبحان الله. مع ان ملكك للبيت انما هو ملك صوري والله جل وعلا خلق السماوات والارض فكيف لا يكون حقيقة بان يسمع له سبحانه وتعالى ثم قال جل وعلا واذا الارض مدت اذا هي تستمع لكلام الرب جل وعلا فتنفذ الامر من تنفيذ الامر انها تتمدد. واذا الارظ مدة تتمدد كيف تتمدد قال المفسرون رحمهم الله كما ذكر شيخنا رحمه الله قال هذه الجبال كلها هذه الجبال كلها يسيرها الله عز وجل هباء منثورا ثم تصبح من الارض وتتمدد الارض بها واذا الارض مدت فلا ترى فيها عوجا ولا امتع لا ترى في الارض لا جبالا ولا وديانا. هذا معنى المد هي الان مثل الجلد الذي يكون فيه مرتفعات ومنخفضات لكن يوم القيامة يشد هذه الارض قد جاء في الحديث الصحيح ان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال يصيرها الرحمن كخبزة في يد احدكم خبزة واحدة هكذا مستوية ما ترى فيها لا جبال ولا وديان وهنا لابد ان ننتبه وقد نبه عليه شيخنا ان هذا الامتداد واذا الارض مدت غير الامتداد الذي جاء في قوله جل وعلا والارض مددناها هناك والارض مددناها بعد ذلك هناك في بدء الخلق والانشاء في بدء الخلق والانشاء وكان كما سيأتي تفسير ذلك في عند الاية ان شاء الله والمقصود منه والارض مددناها اي سيرناها ممدودة عظيمة باشارة الى انها كانت صغيرة مدها الله وجعلها كبيرة اما هنا في قوله جل وعلا واذا الارض مدت فهذا الامتداد يعني انها تتمدد بحيث لا تكون كروية تصبح خبزة واحدة كما جاء في الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ثم فسر الله سورة منصور الامتداد فقال عز وجل والقت ما فيها وتخلت الان في باطن الارض يوجد اشياء فلما يكون انت الان تريد ان هذه الارض مو مستوية هكذا تريد ان تضع فيه هذا الشيء فتحفر ثم تضع التراب فيه. تلقائيا اي شيء تضعه في الارض ثم تضع فوقه التراب يصبح المكان مرتفع ولا ولا ادل على ذلك من القبور هذه التراب التي يحفرونها من يحفرون القبر يخرجون التراب ثم يدخلون الميت اذا ارادوا ارجاع التراب الا يزيد التراب لانه وضعنا فيه شيء؟ يزيد ولا ينقص يزيد اذا يصبح هكذا مرتفع لذلك فسر الله الامتداد بقوله والقت ما فيها وتخلت كل شيء محفور سيصبح فوقه وهي تتخلى عن كل مخزون فيها فتصوروا معي هذه الصورة العظيمة لامتداد الارض. قال الله جل وعلا والقت ما فيها ما فيها اي ما في باطنها من الاموات من الخزائن من المعادن. كل ذلك فيها الارض هذي تخرجها الان تبلع وبعد ذلك هي تلفظ هي الان كما قال الله عز وجل منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى قال والقت ما فيها من الاموات والخزائن والمعادن ثم قال الله عز وجل في سورة الزلزلة اذا زلزلت الارض زلزالة واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها وهنا قال والقت ما فيها وتخلت تخلت يقول الفقهاء رحمهم الله امرأة ها مخلية وامرأة حبلى ومعنى مخلية ليس في بطنها حمل هنا واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت القت ما فيها اي مما خزن وتخلت هي عما كان فيها مما ليس من جنسها من المعادن والمخازن وغير ذلك قال وتخلت وتأملوا معي ان هذه الارض ليس فيها شيء مما وضعناه نحن ولن يكون فيها شيء مما هي احتوت عليه فهي تخرج ما فيها وتتخلى عما هي احتوت عليها فتصبح الارض ترابا خالصا ممددا ولذلك يقول العلماء رحمهم الله ان قوله جل وعلا والقت ما فيها وتخلت ففي الظاهر هي خالية وفي الباطن هي مخلية ليس في ظاهرها مما وضعناه شيء ولا في باطنها مما جعلها الله فيها فيها فيها شيء ثم يقول العلماء رحمهم الله هذه الاية فيها اشارة الى شدة والوظع والوقع الذي يكون على اهل الارض حتى الارض الصماء تتعثر وتتخلى عن اشياء هي كانت تحتوي عليها وقد مر معنا واذا العشار عطلت الناقة العشراء تلقي ما في بطنها مع ان الناقة اذا اصبح الحمل فيها في الشهر العاشر فهذا اشد ما يكون لا لا يسقط الحمل في بطن من بطن الناقة في الشهر العاشر لكن الله عز وجل قال واذا العشار عطلت وقال عن بني ادم يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها والكل هنا لايش؟ للعموم. وتضع كل ذات حمل حملها كل من الانسان من الجان من الارض من غير ذلك كلها تضع احمالها ولذلك يقول المفسرون ان هذه الاية اذنت لربها وحقت هذه والقت ما فيها وتخلت هذه الاية فيها دلالة على عظيم الوقع الذي يكون يوم القيامة واذنت لربها وحقت تكررت هذه الاية واذنت لربها وحقت مرتين مرة عند ذكر السماء ومرة عند الارض معنى الاية ان السماء هي تستمع لامر ربها وتمتثل وهذا اللائق بها. والارض في تمددها في القائها لما فيها. وتخليها عما في هي تستمع لامر ربها وهذا هو اللايق والحقيق بها فهي لا تفعل شيئا من نفسها نرجع الى ما بدأنا ذكره اذا هل هي شرطية او اذا ظرفية الشرقية انتم تعرفون انها بحاجة الى جواب الشرط وفعل الشرط مثلا انت لما تقول اذا جاء زيد فاكرمه هذه اذا شرطية وجاء هذا فعل الشر فاكرمه جواب الشر طيب واذا الظرفية اذا الظرفية ما لها جواب بمعنى آآ اذا بمعنى الوقت اذا الظرفية بمعنى الوقت ولذلك اللي اختلف العلماء المفسرون فمنهم من قال اذا ظرفية واذا قلنا ان كلمة اذا هنا في جميع ما مر اذا السما وانشقت واذا الارض مدت وان لربها وحقت في هذه المواضع الاربعة اذا قلنا ان اذا ظرفية فيكون المعنى اذكر وقت حصول الانشقاق للسماء اذكر وقت القاء الارض ما في بطنها وامتدادها اذكر يوم ان تستمع السماء والارض الى ربها وهذا هو اللائق بها مثل ما انت تقول لانسان ها اه لما تقول آآ انسان يجحد خير عملت له فانت تقول اذا جاء يوم كذا وكذا تذكر كذا وكذا فاذا اذا هنا ليست شرطية الى هنا ظرفية والقول الراجح ان اذا في هذه المواضع كلها شرطية واذا قلنا شرطية فهي بحاجة الى الجواب اين الجواب من السماء انشقت اين الجواب؟ واذا الارض مدت اين الجواب اختلف المفسرون في ذكر الجواب على ثلاثة اقوال وكلها صحيحة هذا من باب اختلاف التنوع ليس اختلاف تضع الاول ان آآ جواب الشرط يا ايها الانسان انك كادح اذا السماء انشقت فانت ستنقلب بمشقة الى ربك وحينئذ اذا كان جواب الشرط ليس فعلا جملة فلا بد من الربط بالفاء ولذلك يقول المفسرون والرابط فاء مقدرة اذا السماء انشقت فيا ايها الانسان انك كادح الى ربك واذا الارض مدت فيا ايها الانسان انك كادح الى ربك واذنت لربها وحقت يا ايها فيا ايها الانسان انك كادح الى ربك هذا القول الاول القول الثاني انا اذا جوابها فاما من اوتي كتابه بيمينه وهذا الاليق لماذا هذا الاليق؟ لانه الفاء موجودة ما ليست بحاجة الى تقدير اذا السماء انشقت واذا الارض مدت فاما من اوتي كتابه بيمينه فماذا سيكون حاله؟ واما من اوتي كتابه بشماله ماذا سيكون حاله الثالث قال بعض المفسرين رحمهم الله تعالى ان الجواب غير مذكور ان الجواب غير مذكور وهي مقدرة في الذهن اذا السماء انشقت فتذكر ما الذي سيحصل اذا السماء واذا الارض مدت فتأمل ما الذي سيكون هذا ايضا كلام صحيح وهذه التقديرات كلها صحيحة وهذا من عظيم كلام الله عز وجل انها تتحمل عدة معاني كلها صحيحة ثم قال سبحانه وتعالى يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. قلنا هذه هي قضية السوء هذه هي قضية السورة. يا ايها الانسان هذا من لطف الله ان الله ينادي ونداءات الله عز وجل قد آآ نداءات الله في القرآن اما باسم الانسان ومثله يا بني ادم واما باسم الاقوام يا بني اسرائيل او يا معشر الجن هذا قوم يا معشر الانس هذا قوم اما يا ايها الانسان يشمل الانس والجن هذه لا لا تغيب عن بالك كلمة يا ايها الانسان تشمل الانس والجن على الصحيح من اقوال اهل العلم ومن قال من المفسرين ان الانسان خطاب خاص لبني البشر والجن تبع فهذا قول ضعيف لان الانس او الانسان مأخوذ من كلمة الانس يأنس بعضهم الى بعض والجن يأنس بعض الى بعض والإنس يأنس بعضهم الى بعض ولذلك قال يا ايها الانسان وايضا الخطاب الثالث خطاب للافراد بالاوصاف يا ايها الذين امنوا يا ايها النبي يا ايها الرسول وهكذا يا ايها الكافرون هذا بخطاب بالوصف وهنا الله جل وعلا يقول يا ايها الانسان خطاب عام والالف واللام فيه للعموم للجنس بجنس الانسان سواء كان مسلما او كان كافرا يا ايها الانسان ايا جنس الانسان يا من تسمى انسانا مهما كانت انسانيتك ضعيفة قوية صالحة طالحة انك كادح الى ربك. تأمل انك انا قلنا نفسرها بايش؟ يقينا حقا مؤكدا ثابتا انت الانسان لفظ عام والكاف لفظ خاص اذا في اشارة ان جنس البشرية جنس البشرية كادح الى ربها ثم قوله انك اي خطاب لكل فرد من افراد الانسانية انك كادح الكدح او الكدوح معناه العمل الشاق العمل الشاق ولذلك الناس يقولون فلان يكداح من الصبح للظهر فلان يكدح طول عمره ما معنى يكدح يعمل العمل الشاق انك كادح الى ربك كدحا. المفسرون كلهم يقولون الكدح في اللغة هو العمل والكسب الذي يكون معه مشقة طيب قد يقول قائل العمل السيء فيه مشقة؟ نعم فيه مشقة والعمل الصالح فيه مشقة؟ نعم فيه مشقة ما في عمل الا وفيه مشقة حتى الانسان الذي يريد ان يكسب رزقه يجد مشقة الذي يأكل يجد مشقة مشقة مشقة بلع مشقة الاخراج هذه مشقة لكن المقصود هنا مشقة خاصة انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. اي انك راجع بصورة فيها مشقة الى ربك شقة بليغة فملاقيه هكذا قال جمهور المفسرين رحمهم الله تعالى انك كادح الى ربك. قال بعض المفسرين الى ربك مضاف مضافه محذوف مضاف ومحذوف وتقديره انك كادح الى لقاء ربك والذي يظهر لي والله اعلم ان هذا التقدير لا معنى له لان كلمة فملاقيه مذكورة بعد فما في داعي الى التقدير وانما حذف لان ما من انسان الا وهو سيرجع بمشقة الى ربه جل وعلا شامب المسألة ليست راجعة الى مشيئته المسألة راجعة الى مشيئة الرب تبارك وتعالى المسألة ليست راجعة الى ارادة الانسان المسألة راجعة الى ارادة الرب تبارك وتعالى قال انك كادح الى ربك كدحا كدحا الثانية منصوب على المفعولية المطلقة لكادح اسم الفعل الاول لان اسم الفعل يعمل عمل فعله باسم الفعل يعمل عمل فعله وكادح فائس فاعل. واسم الفاعل يعمل عمل فعله ولذلك قال المفسرون ان كدحا مفعول مطلق طيب لماذا جيء بالمفعول المطلق قالوا تأكيدا لانه كادح او تأكيدا للعموم اي ان المشقة تصيب عموم الكادحين انت كادح وانا كادح والناس كلهم كادحون لكن شتان بين من يكدح للخير وبين من يكدح ويعمل الشر بكدحة عملا شاقا وجدح ها جلب ماء وجدع قطع طعاما ذلك العوام عندنا يقولون اقدع اقدع اصلها اجدع ان يقطع الطعام ثم قال سبحانه وتعالى بعد ان بين ان الناس كلهم سيكدحون اليه سبحانه وتعالى ويرجعون اليه فملاقيه الضمير هذا يرجع الى ايش؟ فملاقيه جمهور المفسرين قالوا فملاقيه اي فملاق الله سبحانه وتعالى وقال بعض المفسرين ان الضمير في فم لاقيه قالوا الظمير يرجع الى الكدح اي انت مهما تعمل في الدنيا فستكدح وترجع الى الله فتلاقي كدحك ان خيرا فخير وان شرا فشر او ان خير فخير وان شر فشر وكلا المعنيين صحيح لانهما متلازمان فانه ما من كادح الا ويلقى ربه ويلقى كدحه ولذلك جاء الظمير بعد ذكر الرب والكدح معا ليصح عوده عليهما معا وهذا من بلاغة القرآن ان ظميرا واحدا يحتمل العود الى اكثر من معناه ويكون المعنى صحيحا وهذا لا يوجد الا في كلام الرب تبارك وتعالى ثم انه سبحانه وتعالى اه قال بعد ذلك من الاية السابعة الى التاسعة بين حال الكادحين الصالحين جعلني الله واياكم منهم. قال فاما من اوتي كتابه بيمينه هذا هو القسم الاول من اقسام الناس يوم الحشر لان الناس يوم القيامة قسما اما اصحاب يمين واما اصحاب شمال قال الله عز وجل فاما من اوتي كتابه بيمينه هذا هو القسم الاول واتيان الكتاب باليمين يقول العلماء رحمهم الله ان صور الحشر اولا تطاير الصحف فاما ان يكون الكتاب باليمين واما ان يكون بالشمال ثم بعد ذلك وزن هذه الصحائف وزن هذه الصحائف فمن اعطي كتابه بيمينه فيوزن له واما من اعطي كتابه بشماله فلا يزل له كما قال الله عز وجل فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ثم بعد الوزن ثم بعد الوزن ينظر اما الى الجنة واما الى النار عياذا بالله تبارك وتعالى وهذا فيه دليل ان من اصحاب اليمين ربما يكون مصيرهم النار عياذا بالله تبارك وتعالى. واما اصحاب الشمال فكلهم الى النار اعاذنا الله واياكم ووالدينا وذرياتنا والمسلمين وقوله جل وعلا فاما من اوتي كتابه بيمينه قال فسوف يحاسب حسابا يسيرا المحاسبة اليسيرة غير المناقشة يا اخوة وجاء في الحديث الصحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت يا رسول الله لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من نوقش الحساب عذب من نوقش الحساب عذب قالت ام المؤمنين يا رسول الله لا تعجلني ان الله عز وجل يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ففهمت ان المحاسبة مناقشة فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليس ذاك اي هذا ليس مناقشة انما ذاك العرض هذه الحساب اليسير هو العرض ومعنى العرظ ان الله يقرر العبد بذنبه يقول فعلت كذا يوم كذا وكذا وانا سترتها عليك في الدنيا واسترها عليك يوم القيامة اذا فادخلوا الجنة فعلت كذا يوم كذا وكذا وتبت وقد عفوت عنك فيقول العبد نعم يا ربي يقول الله اذهب فادخل الجنة هذا معنى الحساب اليسير ولهذا قال من قال من السلف رحمهم الله تبارك وتعالى ولحقنا واياكم بهم وجعلنا واياكم على اعمالهم وصالح اعمالهم قالوا لو لم يكن في الذنب الا ان الله يقرر العبد عليه يوم القيامة لكان حريا بالمؤمن ان لا يذنب لا شك ان الله غفور رحيم ان الله عفو كفار لكن تذكر هذا الحساب اليسير وهو العرض ما الذي يقوله الانسان؟ هذا موقف عسير لذلك ينبغي على الانسان ان لا يشتري على الذنب معتمدا على العفو فان العفو مؤكد من الله عز وجل لمن تاب وامن وعمل صالحا بل ان الله عز وجل عفوه ومغفرته يشمل حتى الطالحين لكن تقرير الذم ماذا يكون موقف الانسان ولهذا يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ليس ذاك وانما هذا العرظ من نوقش الحساب عذب لذلك يقول العلماء معنى المناقشة ما معنى المناقشة في الحديث؟ من نوقش الحساب عذب قال العلماء المناقشة معناه الاخذ على الكبيرة والصغيرة معنى المناقشة الاخذ على كل شيء محاسبة على كل شيء ومعنى الحساب اليسير العرض على الاعمال عرظ العبد على الرب جل وعلا وذكر الله له بعظ الاعمال مال ثم قال جل وعلا عنه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى لي مسرورا قال ينقلب الانقلاب معناه رجوع الشيء الى المكان الذي كان فيه هذا فيه اشارة ان الانسان كان اصل مكانه الجنة ثم اذا عمل بعمل اهل الجنة فانه ينقلب الى اهله ولهذا ذكر الله عز وجل تعبير وينقلب ولم يذكر ذلك في حق الكفار ولم يقل وينقلب الى النار لان ذلك ليس ما مكانهم ما خلقهم الله جل وعلا ما خلق الله الانسان الا ليسكنه الجنة قال الله سبحانه وتعالى وينقلب الى اهله مسرورا اختلف المفسرون في معنى اهله الظمير اهله الظمير يرجع الى ماذا الاهلي يعني قالوا زوجته واولاده في الدنيا وقال بعض المفسرين لاهله يعني الحور العين والغلمان وما يكون له من الخدم والحشم في الجنة هل بين التفسيرين من تعارظ اذا الضمير يمكن العودة الى الى هذا وهذا بس عاد ما نصير مثل ذاك الرجل اللي جا عند احد المشايخ قال يا شيخ واذا دخلنا الجنة وزوجاتنا قال حتى الزوجات ايضا ما داموا الصالحين يكونون مع الصالحين في الجنة فقال الرجل احنا نبي فرقاها في الدنيا وهي وراي في الجنة لا الله يصلحها يصلحها وان كانت ذات خلق سيء الله يصلحها وان كانت ذات خلق سيء الله يصلحها الامر يختلف تماما يا اخوان فالصحيح في عود الظمير وينقلب الى له انه صالح لكلا الامرين اهله من الجنة سواء كانوا من الحور العين او اولاده اذا كانوا من اهل الجنة وذريته وزوجاته اذا كانوا من اهل الجنة وينقلب الى اهله مسرورا. الله اكبر جعلني الله واياكم منهم قوله جل وعلا مسرورا اي في احسن حال فرحين بذلك انتهوا من المشقات ومن الهموم ومن الغموم التي مرت بهم. يغمسون في الجنة غمسة ينسون مشقات وكدح الدنيا كلها ثمان الله سبحانه وتعالى من من الاية العاشرة الى الثالثة عشر ذكر الله تبارك وتعالى حال اه الكفار وقال جل وعلا واما من اوتي كتابه وراء ظهره وهذا فيه تخويف اخروي في ذكر القسم الثاني من اقسام الناس وفيه دليل ان القسم الاول انما كانت اعمالهم صالحة فاعطوا صحائف اعمالهم بايمانهم والقسم الثاني كانوا كانت صحائف اعمالهم سيئة ولذلك اعطوا كتبهم بشمالهم قد يظن بعض الناس ان هناك تعارض بين هذه الاية وراء ظهره وبين اية الحاقة واما من اوتي كتابه بشماله ما في تعارض ليش ما في تعارض لان الكفار اعاذنا الله واياكم الكفار يحشرون وايديهم مغلولة الى اعناقهم هكذا مغلولة الى اعناقهم هكذا كما او هكذا كما قال بعض العلماء فهو اذا اعطي كتابه بشماله عياذا بالله يكون من وراء ظهري فما في تعارض فذكر الله في موضع الشمال تخصيصا لليد وذكر من وراء ظهره تخصيصا او ذكرا لكيفية الاخذ. ولذلك قال شيخنا رحمه الله انه ليس بين اخذهم الصحائف باليمين واخذهم بين اخذهم بالشمال وبين اخذهم الصحائف من وراء الظهر من تعارض. كما ان المؤمنين يأخذون صحائفهم بايمانهم من امامهم فهنا لما قال وراء ظهره علمنا ان الاولين من امامهم وليس من وراء ظهري ثم قال جل وعلا فسوف يدعو ثبورا نسأل الله السلامة والعافية فسوف الفاه هنا للتعقيب فيه دلالة تأمل معي هناك في حال المؤمنين قال فسوف يحاسب حسابا يسر. وهنا قال فسوف اذا فيه من يوم ان يخرج الناس الى ارض المحشر الى اعطاء كتبهم بايمانهم او بشمائلهم هناك مدة جاءت كلمة فسوف في مدة زمنية كم هذه المدة قدرت ذكر بعض العلماء انها خمسين الف سنة ذكر بعض العلماء انها بمقدار خمسين الف سنة وهي تمر على المؤمن كما بين الظهر والعصر او كما بين العصر والمغرب على كل حال العلم عند الله عز وجل كم سيمكث الناس لكن الله قال فسوف دل على ان تقسيم الصحائف ليس مباشرة عند الحشر وانما يكون بعد اقامة الحساب وهذه لا تكون اه في اول النشر وانما يكون بعد لا تكونوا في اول الحشر والنشر وانما تكون بعد اقامة الشفاعات قوله جل وعلا فسوف يدعو ثبورا هنا قال يدعو يدعو بمعنى يصرخ هنا يدعو بمعنى يصرخ ويطلب الهلاك كيف يطلب الهلاك لنفسه؟ لانه يعلم ان ما امامه هو شق فيقول يا ليتني مت قبل هذا يا ليتني ما حشرت يا ليتني ما بعثت يقول يا ليتني كنت ترابا فيدعو بادعية يريد الهلاك لنفسه لا يريد ان يصل الى النار فسوف يدعو ثبورا ومعنى الثبور الهلاك ان يريدوا هلاك نفسه لماذا يريد هلاك نفسه؟ لانه يعلم ان ما امامه اشق واعظم ولذلك يقول فسوف يدعو ثبورا وجاء هذا ايضا في سورة الفرقان في الاية الثالثة عشر والرابعة عشر منها انه ينادي بالهلاك وايضا هنا قال فسوف يدعو ثبورا قال بعظ المفسرين انه يرفع صوته الدعاء والهلاك كالمتوجع لحال نفسي. وهذا المعنى صحيح ايضا فهو يطلب الهلاك ويتوجع على حال نفسه يتألم لما حصل له قال الله جل وعلا ويصلى شعيرا نسأل الله السلامة والعافية واصل الاصلاء معناه الادخال وهذا فيه دلالة انه يمتنع من دخول النار لكن الملائكة تصليه. ويصلى سعيرا فيدخل عياذا بالله الى السعير والشعير هو النار المشتعلة وهو اسم من اسماء جهنم ثم قال جل وعلا انه اي هذا الذي اعطي كتابه بشماله يقينا هذا المعطى كتابه وراء ظهره كان اي في الدنيا في انه مسرورا كيف يعني كان في هذه مسرورا اي كان في الدنيا لا يحمل فكر الاخرة ولا يفكر الا بيومه يعيش ليومه يفرح ليومه يكد ليومه كان في عينه مسرورا وليس معناه انه كان على الدوام مشروعا انما المقصود انه كان يبحث عن سعادة يومه ما يفكر في المال كما هو حال الكفار انهم لا يفكرون الا بالسعادة الانية لا يفكرون بالسعادة الابدية انه كان في اهله مسرورا يعني في دنياه فاضافه الى دنياه اهله يعني اهله في الدنيا. لذلك يقول المفسرون انه كان في اهله اي في اهل الدنيا مسرورة ارجع الضمير ها للدنيا انه كان في اهله يعني في دنياه. مسرورا فلم يكن يحمل هم المستقبل الاخروي ولم يكن يفكر بالاخرة فلم يكن يتحمل التكاليف الشرعية ولم يكن يصبر ولم يكن يدعو ولم يكن يجاهد نفسه انما كان حاله انه يفكر بالسعادة الانية ثم بين الله عز وجل لماذا كان في اهله في الدنيا في اهل الدنيا لذلك يقول علي رضي الله عنه يقول تأملوا ايها الناس ان للدنيا اهلون وان للاخرة اهلون ان للدنيا لين وللاخرة اهلين. فكونوا من ابناء الاخرة ولا تكونوا من ابناء الدنيا. اذا معنى انه كان في اي في اهل الدنيا كان من ابناء الدنيا مسرورا انه اي هذا المعطى يقينا هذا المعطى كتابه بشماله المسرور في الدنيا الذي لم يكن يحمل هم الاخرة ولم يكن يغتم لها ظن ان لن يحور هذا الظن هو الذي ادى به الى هذا ظن ومعنى الظن هو الشك والريب. ها في قيامه؟ لا ما في قيامه. وان القيام نصير تراب وين نروح يفكر هكذا انه ظن ان لن يحور. ومعنى الحور هو الرجوع هو الرجوع الى ما كان ظنا لن يحوا الحور معناه الرجوع الى ما كان ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اللهم انا نعوذ بك من الحور بعد الكور ما معنى من الحور بعد الكور اي من الرجوع الى الامر الذي كنا عليه بعد الامر الذي سرنا عليه من من ان يتشتت امرنا بعد ان اجتمع شملنا اجتمع شمل المؤمن على ماذا شمل المؤمن مجتمع على امر واحد غايته في الدنيا البحث عن رضا الله عز وجل. ما عنده شيء اخر حتى اهله واولاده وجيرانه ووالديه وابناءه التعامل معهم مبني على رضا الله سبحانه وتعالى انه يظن ان هناك ها يستيقظ هناك يوم القيامة ولذلك فيقول النبي صلى الله عليه وسلم نعوذ بك من الحور بعد الكور امر المؤمن مجتمع انه يبحث عن رضا الله عز وجل اما امر الكافر امر الذي يعطى كتابه بشماله فان امره في حور في تشتت في انقلاب كل يوم له له مراد ما له مرادات ثابتة اليوم يريد رضا فلان وغدا رضا فلان وبعد غد رضا فلان وبعد غد رضا فلان ابن فلان وهكذا تتغير مراداته قال انه ظن ان لن يحور اي ان لن يرجع الى تمام خلقته التي خلقه الله عليها فيحاسبه على اعماله ظن انه بعد الموت لن يرجع. قال الله جل وعلا بلى بلى ان ربه كان به بصيرا كيف نفسر بلى خلينا نشوف عنا اه بالعامية كيف افسر البلاء ها جواب نعم لكن كيف نفسرها جيب كلمة مرادفة لها من يعرف كلمة مرادفة لبلى اي نعم بلى بمعنى اي نعم انه ظن ان لن يحور. اي نعم ان ربه كان بي بصيرا فسيعيده ابو معاوية كيف تفسر بلى بالانجليزي اه احسنت جميل ان ربه كان به بصيرا. ما هو السبب في ان الكفار يظنون انه لا بعد؟ سؤال مهم. اكبر سبب اكبر سبب لا يوجد بعده سبب الا ثانوي. لكن اكبر سبب عند الكفار وعند الشاكين للبعث هو انهم يقولون نحن ترابا وذرات اين نوجد فهمنا الان ايش اكبر مشكلة عنده يقول اجسادنا اجسامنا تصبح ذرات وان يكون كيف يعيدنا الله؟ ماذا قال الله؟ بلى يقينا اي نعم ان ربه كان به بصيرا يقينا رب هذا المنكر كان به بذراته وين ما راحت في البر في البحر ها في بطون السباع صارت رماد صارت خضروات ايا صار. ان ربه كان به بصيرا يراه تأملوا معي الان ان العلم الحديث وصل قطعة من العظم من الانسان يجيدونه يخرجون منه الديانين يعرفون هذا فلان ابن فلان وهو انسان مثلك عرف ان هذه العظمة لفلان فكيف برب العالمين جل وعلا ذراتك وين ما تروح الله يقول ان ربه كان به بصيرا نعم الاذان اجل نقف على هذا نكمل ان شاء الله في السبت القادم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى