ثبتت الاسمية بادلة اخرى ما هي هذه الاوصاف المذكورة في هذه السورة الحافظ قادر خالق وتأملوا معي ان هذه السورة تتحدث عن اشياء معينة من المخلوقات فناسب ذكر الخالق وهي عظيمة نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد ونبدأ اليوم في تفسير سورة الطارق هذه السورة لها اسم واحد وهو الطارق وقد يقال لها سورة والسماء والطارق على اول اية فيها والمناسبة بين هذه السورة والتي قبلها من اوجه منها ان في سورة البروج الختم بقوله تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ فربما يسأل سائل ان هذا اللوح المحفوظ باي جهة هو؟ فجاء الجواب والسماء والطارق اي في جهة العلو الذي فيه الطرق الذي انتم لا تعلمونه والوجه الثاني ان الله تبارك وتعالى ذكر في سورة البروج اهلاك الكافرين والمشركين الظالمين الذين بغوا على الموحدين وفي هذه السورة تهديد للمشركين المعتدين في هذا الزمان على المؤمنين الموحدين اذا الوجه الثاني ان في سورة البروج اخبار عن اهلاك الله للمشركين والكافرين الظالمين السابقين وفي هذه السورة اخبار وانذار للكافرين والمشركين الظالمين في زمن النزول وما بعده الوجه الثالث ان في سورة البروج تخويف للمكذبين وفي سورة الطارق تحقير للمكذبين فاجتمع في حق المكذب التخويف في السورة السابقة والتحقير والاذلال في هذه السورة الوجه الرابع ان في سورة البروج ذكر اليوم الموعود في سورة البروج ذكر اليوم الموعود وفي سورة الطارق ذكر الادلة على اثبات اليوم الموعود في سورة البروج ذكر اليوم الموعود وفي سورة الطارق بيان الادلة على كونونيتي اليوم الموعود والوجه الخامس ان في سورة البروج والسماء ذات البروج قلنا البروج النجوم عام ولا خاص عام وفي سورة الطارق خاص بالسماء والطارق ودائما انتبهوا ان ذكر الخاص بعد العام لبيان اهميته اذا نقول في سورة البروج ذكر النجوم عموما وفي سورة الطارق ذكر نجم خاص وهو الطارق ذكر نجم خاص وهو الطارق هذه خمسة اوجه اربعة منها ذكرها شيخنا رحمه الله رحمة واسعة. واما الوجه الاول فذكرته اجتهادا مني فان كنت مصيبا فمن الله وان كنت مخطئا فاستغفر الله واتوب اليه ننتقل الى قضية هذه السورة ما هي قضية سورة الطارق قضية سورة الطارق بيان تحقير وتذليل المنكرين المكذبين وان الله تبارك وتعالى قادر على الحاق العذاب بهم ما الذي ذكر في هذه السورة من اسماء الله تبارك وتعالى لو تتأملون لا نجد في هذه السورة ذكرا لاسم من اسماء الله تبارك وتعالى صريحا ولكن فيه ذكر ثلاثة اوصاف وهي محتملة لان تكون اسماء ولا شك انها اسماء لكن بحيث انها لا توجد الا من قادر وربما تكون لها افلاكا وتكون لها اوجه اسباب فهي بحاجة الى الحافظ الذي يحفظها في مسارها في اماكنها في مواقعها اذا في السورة ذكر ثلاث صفات من صفات الله ما هي الحافظ الخالق القادر خلاصة هذه السورة من حيث التفسير يقول الله تبارك وتعالى والسماء والطارق الواو واو القسم والله جل وعلا اقسم والمعنى اقسم بالسماء وبالطارق اذا تأملوا معي ان المقسم به في هذه السورة ثلاثة اشياء الشيء الاول السماء الشيء الثاني الطارق الشيء الثالث جملة وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب وقال جمهور المفسرين وهو الصواب ان المقسم به شيئان السماء والطارق واما جملة وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب فهي جملة اعتراضية جملة وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب الاية الثانية والثالثة جملة اعتراظية بين المقسم به وبين المقسم عليه الله جل وعلا اقسم بالسماء واقسم بالطارق قد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى ان الله تبارك وتعالى انما اقسم بالسماء والطارق لعظمتهما لعظمتهما فالسماء شيء عظيم لا يقدر قدره الا الله جل في علاه الذي خلقه والطارق اختلف العلماء المفسرون في المراد بالطارق هل المقصود بالطارق الالف واللام فيه للجنس وهو كل ما يطرق ليلا فيظهر فيكون هذا تفسيرا لعموم النجوم التي تطرق ليلا وتختفي نهارا اذا الطارق كل نجم يطرق ليلا ويختفي نهارا. هذا يسمى الطارئ. على هذا التفسير والتفسير الثاني ان الطارق نجم من النجوم واحد واسم الجنس اذا اطلق يراد به الجنس العموم ويراد به المفرد والقول الثالث ان الطارق صوت يكون بسبب ظهور نجم الله اعلم ما هو وقد ذكر المعاصرون في الاعجاز العلمي ان درب التبانة او المجموعة الشمسية التي نحن ننتمي اليها في الكون في ضمن هذه المجموعات الشمسية الموجودة في درب التبانة هناك نجم على ثقب درب التبانة يسمع له صوت كصوت الطرق هكذا فصح ان يسمى طارقا وصدق الله سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد؟ الجواب بلى اذا السماء الله اقسم به معروف. الجرم المشاهد في العلو في السماء والطارق قلنا فيه ثلاثة اقوال القول الاول عموم النجوم التي تطرق ليلا فتظهر وهنا معنى الطرق الورود والظهور تقول طرقت اهلي ليلا يعني اتيتهم قال لا يطرق احدكم اهله ليلا من سفر اشمعنى يطرق احدكم اهله ليلا اي لا يأتيهم فجأة يطرق عليهم الباب وايضا الطارق معناه صوت الطرق على كل حال هذه التفاسير متقاربة ثم قال جل وعلا وما ادراك ما الطارق؟ قلنا قال ابن عباس كما في صحيح البخاري كل ما قال فيه ربنا وما ادراك فقد اعلمه الله اخذنا هذه القاعدة وكل ما قال فيه ربنا وما يدريك لم يعلمه الله فلما قال الله وما ادراك ما الطارق اي شيء اعلمك واخبرك ما هو الطارق اذا معناه سيخبره وانما اتى بالسؤال للانتباه قال ان النجم الثاقب النجم الثاقب النجم الان علمنا ان المقصود بالطارق ليس العموم لماذا؟ لانه قال النجم اذا التفسير الصحيح ان الطارق واحد وهو النجم ووصف هذا النجم بانه ثاقب ما معنى الثاقب فسر بتفسيرين الثاقب الذي فيه ثقب نجم وفي وفي وسطه ثقب اذا النجم الثاقب اي النجم الذي فيه ثقب يمكن ان ان ينفذ منه الشيء يعني اذا نظرت اليه ترى في نظرك اليه نورا وفي وسطه ظلمة هي وظلمة الثقب هكذا قال بعض المفسرين وقيل وهذا المعنى الثاني النجم الثاقب النجم الذي يثقب به الشيء النجم الذي يثقب به الشيء كما تقول هذه رصاصة نافذة وهذا سهم نافذ فهذا نجم ثاقب ثاقب اي بمعنى يثقب وليس هو مثقوب. هذا التفسير الاول ثاقب بمعنى مثقوب وللتفسير الثاني ثاقب بمعنى يثقب اذا اسم الفاعل جاء بمعنى اسم المفعول ويأتي بمعنى الفعل ثاقب بمعنى المثقوب في نفسه ثاقب بمعنى الذي يثقب الشيء النجم الثاقب وذلك لانه المفسرين القدامى قالوا ان هذا النجم الثاقب المقصود به النجم الذي يظرب به الشياطين فيثقبون ويموتون من اثر الثقب واما المعاصرون فيقولون ان هذا النجم الثاقب هو النجم الذي ظهر على درب التبانة عند منتهاه هكذا قالوا والله تبارك وتعالى اعلم لكن في هذا كله في السماء وعظمتها في الطارق وجهالتنا لها دلالة على ضعفنا وعجزنا وقلة علمنا ودلالة على عظيم الخالق سبحانه وجليل علمه سبحانه وتعالى عرفنا القسم والسماء والطارق وتفسير الطارق من الله النجم الثاقب وهذا احسن تفسير يرد الان سؤال لماذا اقسم الله لماذا اقسم الله تبارك وتعالى الجواب ان كل نفس لما عليها حافظ اذا المقسم عليه بيان انه ما من نفس الا وعليها حافظ ان كل نفس لما عليها حافظ فهذا يسمى جواب القسم ان مخففة مخففة من الثقيلة يعني لو كان ولو لم يكن جوابا لكان الكلام هكذا ان كل نفس لما عليها حافظ ولكن لما وقع موقع الجواب خفف ان كل نفس لما عليها حرف اذا هي ان مخففة من الثقيلة طبعا خفف لاجل لمة لان ان ولما لا تجتمع لكن ان ولما تجتمع قال ان كل نفس لما عليها حافظ هل ان هنا نافية بمعنى ما كل نفس لما عليها حافظ هذا قاله بعض المفسرين وحينئذ اذا قلنا ان نافية فلما يكون بمعنى الا ما كل نفس الا عليها حافظ وهذا اسلوب حصر نفي بعده استثناء يفيد الحصر المعنى ما ليس كل نفس الا عليها حافظ هذا اذا قلنا ان ان نافية. فحينئذ لما بمعنى ايش؟ بمعنى الا ولما اذا جاءت مشددة لما اذا جاءت مشددة فهي لا تأتي الا بمعنى الا في فرق بين لما ولما لما تعين معنى الا والقول الثاني ان ان هذه للتأكيد ان كل نفس لما عليها حافظ ان كل نفس لما عليها حاضر اذا ان في قولان من نافية ولما بمعنى الا وان مؤكدة ولما على بابها ثم قال جل وعلا ان كل نفس نفس هذه نكرة وهي تعم لماذا تعم؟ لان قبلها كلمة كل فما من نفس منفوسة الا وعليها حافظ فتشمل بهذا العموم كل النفوس ان كل نفس لما عليها حافظة والنفس معناه الارواح الموجودة في الابدان متى يقال نفس ومتى يقال روح اذا كانت الروح في البدن تسمى نفسا واذا خرجت من البدن تسمى روحا ان كل نفس اي كل روح في البدن لما عليها حافظ وتأمل معي كلمة حافظ وفي حافظ ايضا تفسير التفسير الاول ان كلمة حافظ المقصود به صفة من صفات الله تبارك وتعالى وهو اسم من اسماء الله جل وعلا ان كل نفس لم عليها حافظ يعني الله تبارك وتعالى وجاء في سورة وجاء في سورة يوسف في الاية الرابعة والستين وصف الله بالحافظ كما قال جل وعلا قال هل امنكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين. فالله خير حافظا حافظا صفا. اذا ان كل نفس لم عليها حافظ المقصود به هو الله تبارك وتعالى وجاء في سورة الانبياء في الاية الثانية والاربعين منها ايضا ذكر حفظ الله تبارك وتعالى بالاية الثالثة والاربعين ولا الثانية والاربعين وانا له لحافظون وانا له لحافظون اذا جاء في سورة الانبياء ايضا ان الله جل وعلا يوصف بانه حافظ فالله تبارك وتعالى هو الحافظ لكل نفس وهو الحافظ لكل منفوس سبحانه وتعالى واذا كان الله هو الحافظ لكل نفس ومنفوس فمن ذا الذي يخاف بعد هذا؟ من الله جل وعلا هو الحافظ لكل نفس ومنفوس فلماذا الخوف اذا يقول الله تبارك وتعالى قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون. سيقولون لله المشركون على شركهم يعلمون ان الملكوت بيد الله عز وجل هو الحافظ سبحانه وتعالى فالله خير حافظا وهو جل وعلا الذي بيده النفوس وبيده المنفوسين هذا تفسير صحيح التفسير الثاني ان كل نفس لما عليها حافظ قال المقصود به الحفظة من الملائكة اي ما من نفس الا وعليها ملائكة حفظة ملائكة حفظة وهذا جاء في سورة الرعد في الاية الحادية عشر يقول الله تبارك وتعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه من بين يديه يعني امامه ومن خلفه يعني وراءه ابشر بالخير الله اكرمك بملكين واحد امامك وواحد وراك ليش تخاف له معقبات من بين يديه ومن خلفي يحفظونه من امر الله قيل في التفسير يحفظونه من امر الله الذي لم يكتب عليه وقيل يحفظونه من امر الله بامر الله اذا الملائكة ايضا حفظة بامر الله تبارك وتعالى اذا الانسان ليس مهملا ها الانسان لم يخلق عبثا خلق والله جل وعلا حافظه ينظر ماذا يعمل والملائكة تحفظه مما لم يقدر وتكتب اعماله الله جل وعلا لم يهمله بل حفظه وحفظ اعماله وجعل للحفاظ عليه وعلى اعماله ملائكة مقررين ما المناسبة بين المقسم به والمقسم عليه الان عرفنا المقسم عليه ما هو ان كل نفس لما عليها حافظ ما المناسبة بين المقسم به والسماء والطارق؟ وبين ان كل نفس لما عليها حافظ المناسبة ان الله جل وعلا كما حفظ السماء من الشياطين فلا يستطيعونه الصعود مع كونهم يطيرون الى السماوات لكنهم لا يستطيعون النفاذة من السماء الدنيا فالنجوم تضربهم فالله يحفظ الانسان اذا لجأ الى الرحمة المناسبة ان الله عز وجل الذي حفظ السماء وحفظ ما عظمة هذه المخلوقات؟ فكيف بحفظ المخلوق الصغير الذي هو الانسان الله جعل السماء سقفا محفوظا حفظها الله من الشياطين وحفظها الله من ان تسقط على السماء والسماء على الارض فكذلك الله تبارك وتعالى يحفظ الانسان وجعل للحفاظ عليه ملائكة منذ ان يولد والملك معه في الرحم يكتب خلقه ورزقه واجله وعمله وشقي او سعيد لماذا؟ لان الله خلقه لامر مهم ولله المثل الاعلى عندما تقوم بعض الشركات بصناعة السيارات من اول خطوة يبدأون فيها الصناعة حيث يجلبون المادة وهي الحديد والبلاستيك وغيرها من المواد. يجلبون الى المصنع من يوم ان يجلبونها الى المصنع والى ان تخرج السيارة وكل الحركات والسكنات مراقبة بالكاميرات من جهة المسؤولة لماذا حتى لا يحصل خلل في العمل ثم اذا خرجت تراقب شهريا ولو كان بامكانهم ان يراقبوها يوميا لفعلوا. حفاظا على صنعتهم وصناعتهم فهم اذا عجزوا الله جل في علاه من يوم ان يكون الانسان نطفة في رحم امه الملائكة تحفظه حتى يخرج الى الارض واذا خرج الى الارض حفظه المولى جل وعلا وجعل له حفظة ويبقون معه سبحان الله ما اعظمه ما اكرمه اكرم الانسان بهذا ثم هو يهين نفسه فيتلفها ويفسدها الله جل وعلا حفظ الانسان وجعله قويا واخبر ان الشياطين لا سلطان لهم عليه. اذا كان متمسكا بحبل الله. ان عبادي ليس لك سلطة كما اخبر ان الشياطين لا تستطيع الوصول الى السماء وجعلنا السماء سقفا محفوظا الله تبارك وتعالى حفظ الانسان وجعل للحفاظ عليه اسبابا منها ارسال الرسل وانزال الكتب حفاظا عليه حتى لا يتلف ولا يفسد لكن يابى بعض الناس الا ان يفسد نفسه ثم ذكر الله تبارك وتعالى في الاية الخامسة والسادسة والسابعة ثلاث ايات ذكر الله في هذه الايات الثلاث الدليل على حفظه له. ما الدليل ان الله يحفظ كل نفس ومنفوز قال فلينظر الانسان مما خلق من يوم كان خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترايب ونحن نراقبه ونحن نحفظه ونحن نرعاه طورا بعد طور هذا دليل على ان كل نفس عليها ايش؟ حافظ هذا دليل في الاية الخامسة والسادسة وايضا في الاية الخامسة والسادسة والسابعة ادلة على ان الله لم يترك الانسان هملا ما ترك الانسان هملا ينشأ كيف يريد او يكون كيفما يريد او يكون كيفما اتفق انما الله جل جلاله يخلقه كيفما اراد سبحانه وتعالى فلينظر الانسان مما خلق فالله جل وعلا الذي حفظه في هذه الاطوار ليكلفه ليكرمه بالامر والنهي فلما ان كان نطفة كان مراعا كان ماء دافقا كان محفوظا لما كان يخرج من بين الصلب والترائب كان مصونا حتى صار انسانا ايعجز على اعادته ايعجز عن اعادته؟ كلا والله اذا انتبهوا هذه ادلة على المعاد ايضا الحمد لله هذه الايات الثلاثة ادلة على المعاد فكما ان الله خلقنا من مادة هو قادر ان يخلقنا من لا شيء كما خلقنا من لا شيء قادر ان يعيدنا كما خلقنا من ماء دافق قادر ان يعيدنا من ذرة كما اخرجنا من بين الصلب والترائب قادر على ان يخرجنا من بين التراب والبحار والانهار والهواء اينما كانت الذرات فهو قادر على اعادتنا قال جل وعلا فلينظر الانسان مما خلق اي لينظر نظرة اعتبار فلينظر نظرة ايش اعتبار نظرة تفكر نظرة تدبر فلينظر الانسان من ما خلق تأملوا كلمة اصلها مما خلق من وماء. كلمتين ترى كلمة مما هي حرفين حرف من وحرف ماء من ما اظلمت النون مع الميم بالتقارب فصارت الكلمة مما واصلها من ما من اي شيء خلق فلينظر الانسان من اي شيء خلق مما خلق وهنا لم يقل مما خلق لان الطول الصوتي يدل على التعظيم. وهنا المراد الاحتقار مما خلق من اي شيء خلق من شيء يتقذره الانسان لو سقط على ثوبه احد من الناس يرظى ان يأتي الى المسجد او الى المجلس وفي ثوبه اثر المني ما احد يرظى محتقر وان لم يكن متقذر وان لم يكن متنجس على قول الجمهور مما خلق من اي شيء خلق قال خلق من ماء دافق. تأمل هذه وسمي المقصود ماء دافق ماء الرجل طبعا هنا خلق من ماء دافق المقصود به عموم الخلق عموم الخلق عدا ادم وحواء فان الله لم يخلقهما من ماء دافئ خلق الله ادم من تربة الارض واخرج الله حواء من ضلع ادم واما عيسى عليه السلام فخلقه الله في رحم مريم من مائها مفردا قال من ماء دافق دافق دفق يدفق وهو دافق بمعنى مدفوق دافق اسم فاعل بمعنى المفعول او دافق اي ذو دفق يوصف بانه يدفق شيئا فشيئا فاسم الفاعل اما بمعنى المفعول دافق مدفوق او بمعنى ذو دفق فهو لا يخرج دفعة واحدة المني انما يخرج دفقا بعد دفق بعد دفن وهذا فيه اشارة انه قال خلق من ماء دافق ان مني اذا خرج من غير دفء لم يكن منه خلق في اشارة ان المني اذا لم يكن من غير دفق لم يحصل منه حمل لانه مني مريض خلق من ماء دافئ وهذا وصف لماء الرجل يخرج من لمني الرجل ومني المرأة. يخرج من بين الصلب والترائب يخرج من بين الصلب والتراهب. الصلب صلب الرجل ظهره وهنا يأتي سؤال المني يصنع ويوضع في الخصيتين فكيف يخرج من الصلب علمها عند الله عز وجل الخصيتان مصنع الانتاج ويوضع القدر المحتاج في الظهر فاذا خرج من الانسان فهو يحس انه خرج من ظهره ولذلك قال يخرج من بين الصلب اي صلب الرجل والترائب من بين الترايب هو جمع ترب وهو صدر المرأة بين ثدييها الترائب يقول الزجاج الترايب هو الموضع الذي يكون بعد العظمة الرابعة تحسب العظام القفص صدري واحد اثنين ثلاثة اربعة في الوسط الزجاج يقول الترايب هو الموضع الذي يكون بعد العظام الاربعة من القفص الصدري هذا قول الزج وهو من الجهة اليمنى من الصدر وباتفاق المفسرين المقصود بالترايب ترايب المرأة وجاء في الحديث الصحيح وان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حواء انها خلقت من ظلع فلما يقول بعض العلماء فلم طبعا هذا حديث صحيح انها خلقت من ظل حواء قال العلماء فلما خلقت من جعل الله الخلقة من جهتها من بين اضلاعها فالترايب بين الاضلاع يخرج من بين الصلب والتراب. اذا الماء الدافئ بالنسبة للرجل يدفق من اين؟ من صلبه. بالنسبة للمرأة من اين؟ من الثرائب لماذا ذكر الله عز وجل هذا الوصف الدقيق ان كل نفس لم عليها حافظ فلينظر الانسان مما خلق خلق مما يدافق يخرج من بين الصلب والترايب. انه على رجعه لقادر اه اذا هذه انتبهوا يقينا انه يقينا الله تعالى على رجعه على رجعها الانسان الذي صنعه هكذا من هذه الاشياء لقادر وهذا وصف اخر من اوصاف الله تبارك وتعالى اذا الاية الثامنة نتيجة الادلة السابقة فلينظر الانسان مما خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترجي ما هي النتيجة؟ النتيجة انه على رجعه لقادر انه على رجعه نقاطه رجعه الظمير ما قال رجعهن. قال رجعيه لان الكلام انتبهوا الان هناك قال الانسان الانسان اسمه جنس لفظه مفرد فالظمير اليه يكون بالمفرد على رجعه على رجع الانسان. وهو اسم جنس يعم كل انسان انه على رجعه اي على رجع الانسان لقادر وما المقصود بالراجح هنا انتبهوا المقصود بالرجع هنا احياءه بعد مماته اي كما اوجده واحياه من عدم احياه من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترف جعله سميعا بصيرا عاقلا مدركا فاذا مات يقدر الله ان يعيد ذراته كما كان لذلك قال الله هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من نطق ما كان مذكور بعدين خلقنا الانسان من نطفة نمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. طيب اذا مات اوجده من العدم ثم اذا مات لماذا لا يقدر على رجعه؟ انه على رجعه لقادر الله اكبر جل في علاه لقادم وقال بعض العلماء انه على رجعه الظمير يرجع الى الماء انتبهوا القول الاول رجعيه يرجع الانسان القول الثاني انه على رجعه اي رجع الماء هذا فيه اشارة الى ضعف الانسان. كيف الانسان البالغ والمرأة البالغة اذا خرج المني من صلبه لم يستطع ان يرجعه هو صلبه والماء ماؤه لكن اذا خرج ما يملك ان يمسك ربنا يقول انه على رجعه لقادر اي الله يقدر ان يرجع هذا المني الذي انتم لا تقدرون على امساكه وهو في صلبكم وفي ترايبكم الله وقادر على ارجاع لكن القول الاول هو الاظهر القول الاول هو الاظهر انه على رجعه لقادر ومما يؤكد ان القول الاول هو الاظهر ان المقصود بالرجع القيامة قوله بعدها في الاية التاسعة يوم تب ما الدليل على ان الله يرجعنا يوم القيامة وهو القادر يوم تبلى السرائر يوم منصوب على الظرفية انه على رجع الى قادر في يوم منصوب على الظرفية او منصوب على فعل مقدر تقديره اذكر يوم تبلى السراير فاعمل له ابو معاوية في يوم منصوب على قولين الاول انه منصوب على الظرفية انه على رجعه لقادر في يوم الاعراب الثاني انه على رجل لقادر انتهى الكلام. اذكر يوم تبلى السرائر. فاعمل فان الله يرجعك يوم تبلى السرائر تبلى مأخوذ من ايش؟ من البلاء تبلى مأخوذ من كلمة البلاء والبلاء اصله الاظهار والايضاح تقول بليت فلانا يعني امتحنته ليظهر لي علمه ولذلك سمي الابتلاء ابتلاء لانه يظهر مدى قدرة الانسان على الصبر وعلى التحمل يوم تبلى اي يوم تظهر السرائر هنا تبلى مبني المجهول تبلى تظهر السرائر نائب نائب الفاعل ومعلوم ان الذي يظهرها هو الله لكن اتى بالبناء للمجهول لماذا؟ لان الاظهار يتم بامر الله ويأتي الملائكة ويكشفون هذه الاشياء في صحائف الاعمال وربما يكون البلاء عاما والاظهار عاما او خاصة نسأل الله لنا ولكم الستر والعافية يوم تبلى السرائر الله جل وعلا ستير يحب الستر فعلى المسلم ان يسأل الله الستر وان يسأله جل وعلا العفو والغفر قال يوم تبلى السرائر من هذه السراير العقائد المعقودة في القلوب من كان صادقا ومن كان منافقا من هذه السراير النيات من كان يصلي لله ومن كان يصلي للناس من هذه السرائر الاعمال الخفية التي يخفيها الانسان عن الناس ولا يخفيها عن الله من هذه السرائر ما يخفيها الانسان في قلبه من بغظ او حسد او عداوة او محبة ولا يظهرها الله جل جلاله يظهرها في ذلك اليوم يوم تبلى السرائر وهذه فيها اشارة الى اهمية ان يلجأ الانسان ظاهره كباطنه. وباطنه كظاهره يوم تبلى السرائر حينئذ فما له من قوة ولا ناصر الله اكبر فما له والظمير يرجع الى الانسان. فما للانسان من قوة وفيه اظهار عجز الانسان هذا الذي يرى نفسه اذا به يرى نفسه ذليلا لا تسمع الا همسا الناس يوم القيامة صفوف جاثين على الركب كل امة تدعى الى كتابها حفاة عراة غرلا يحشرون لا حول لهم ولا قوة لان عقولهم قد ذهبت من هول المطلع يوم تبلى السراير حتى ما كانوا يملكون اخفاءه في الدنيا لا يملكون اخفاءها يظهرها الله فما له من قوة ولو شيئا قليل كان عنده في الدنيا الان نفذ يصبح ها من اليدين. خامن الرجلين لا حراك فيه بل ولا صوت فيه بل ولا خفق لعينيه شاخصة ابصارهم ترهقهم ذلة وصف عجيب ليس لهم حول ولا قوة لا في سمعهم ولا في ابصارهم ولا في السنتهم ولا في ايديهم ولا في ارجلهم ما لم يقدرهم ما لم يقدرهم الله فما له اي مال هذا الانسان من قوة اين ذهبت طاقاته المالية والبدنية ماذا قال الله في سورة الحاقة ما اغنى عني ماليا. هلك عني سلطانية راح المال اللي كان يتعزز به والجاه اللي كان يتقوى به. فما له من قوة ولا ناصر ما الفرق بين القوة والناصرة؟ القوة من نفسه والناصر من خارج العلم فلا هو في نفسه قادر وليس له من خارج نفسه مناصر فما له من قوة ولا ناصر كما قال الله جل وعلا في ايات كثيرة فما تنفعهم شفاعة الشافعين قل ادعوا شركاءكم الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم قالوا تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين ذهب من كان وظل من كان وغاب من كان وافحم من كان واسكت من كان مدعوا مع الله لذلك يقولون ان عيسى عليه السلام بيوم القيامة يوم يأتيه الناس يطلبون منه الشفاعة بعد ان احالهم موسى اليه يقول لهم نفسي نفسي اذهبوا الى غيري اذهبوا الى محمد عبد عبد قد غفر الله له ولا يذكر ذنبا يقول العلماء لماذا لا يشفع عيسى وهو كلمة الله وروحه قالوا انه يستحي لانه عبد مع الله يستحي من الله فما له من قوة ولا ناصر ثم الله تبارك وتعالى ذكر قسما جديدا ومقسما به جديد ان شاء الله نكمله في الثلاثاء القادم صل اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين