الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد وبحمد الله وتوفيقه وصلنا بتفسير جزء عمه الى سورة الزلزلة هذه السورة ايها الاخوة معروفة باسم الزلزلة ولها ايضا اسماء اخرى فهي تسمى بالزلزال كسر الزاي وتسمى ايضا بسورة اذا زلزلت فهذه ثلاثة اسماء لهذه السورة المباركة وهي مدنية على الصحيح من اقواله المفسرين رحمهم الله تعالى ما هي المناسبة بين سورة الزلزلة والسورة التي قبلها وهي البينة قال شيخنا رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى الربط بين هذه السورة والتي قبلها من عدة اوجه الوجه الاول ان الله تبارك وتعالى من سورة الضحى من سورة الضحى الى سورة البينة ذكر ثلاثة اصول وهي الايمان الرسالة والرسول ذكر ثلاثة اصول وهي الايمان او التوحيد والرسالة هي بمعنى القرآن وبمعنى ما جاء به من البعث بعد الموت والرسول القضايا من سورة الضحى الى سورة البينة دائرة على هذه المسائل الثلاث الايمان والتوحيد هذا واحد والرسالة والقرآن هذا اثنين والرسول والرسول صلى الله عليه وسلم هذا ثلاث ويدخل الايمان بالبعث في مسألة ما جاء بالرسالة فلما كان الامر كذلك يأتي الان سؤال اذا كان الله عز وجل ذكر الايمان والرسالة وذكر الرسول ففي هذه السورة ذكر البعث بعد الموت ببيان جزاء اهل الايمان والعاملين بالرسالة والمصدقين بالرسول صلى الله عليه وسلم هذا الوجه الاول الوجه الثاني ان في سورة البينة زجر على المنكرين زجر عن المنكرين والكافرين وفي هذه السورة تخويف اخروي للمنكرين سورة البينة زجر على المنكرين دنيا وفي هذه السورة زجر عن المنكرين والكافرين لكن بتخويفهم مما يكون يوم القيامة الوجه الثالث ان الله تبارك وتعالى ذكر في سورة البينة شر البرية وخير البرية وهنا يأتي سؤال متى تظهر احوال للبرية واحوال خير البرية فجاء الجواب اذا زلزلت الارض زلزالها هذه ثلاثة اوجه ذكرها شيخنا رحمه الله تعالى وتأملوا الربط العظيم بين نهاية سورة البينة وبداية سورة الزلزلة قال جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه متى اذا زلزلت الارض زلزالا هذه مناسبة واظحة وعظيمة ما هي قضية سورة الزلزلة ما هي قضية سورة الزلزلة قضيتها الكبرى دعواها العظيمة اثبات القيامة بذكر احوالها اثبات القيامة بذكر احوالها وهي الاحوال الخمسة الواردة في هذه السورة لو نعدها مع بعض زلزلت الارض اخرجت الارض اثقالها قال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها لان ربك اوحى يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فهذه خمسة احوال تحدثت عنها هذه السورة وفيها اثبات البعث والقيامة ذكر الله تبارك وتعالى في هذه السورة اسمين من اسمائه جل في علاه متظمنة لصفتين من صفاته سبحانه وتعالى الاسم الاول جاء فيه ربك لان ربك اوحالها طيب اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالا وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها اذا هذا اسم هو الذي ورد بهذه السورة ولم يرد فيه اسم اخر من اسماء الله تبارك وتعالى قوله جل وعلا اذا زلزلت الارض زلزالها اذا بمعنى انتظار الزمان المستقبلي اي متى ما زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخباره اذا بمعنى الظرف المستقبلي الزماني اذا ظرف زماني لما يستقبل وهو بمعنى الشرط قوله جل وعلا اذا زلزلت الارض زلزالا هذا اول حال من احوال يوم القيامة وقد جاء ذكر هذا الحال في سورة الحج في الاية الاولى يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم وجاء في سورة الواقعة بالاية الرابعة تأمل معي اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة اذا رجت الارض رجة وجاء في سورة المزمل في الاية الرابعة عشر كمل معي في سورة المزمل لانك اذا جمعت الايات تستفيد معاني جديدة تستفيد معاني جديدة لو تأملت في سورة المزمل الاية الرابعة عشر ماذا قال الله عز وجل فيها جينا نحفظ قال يوم ترجف الارض ها ترجف ننتبه الان. هنا جاء زلزلت الارض زلزل فعل ماضي مبني للمجهول المعلوم زلزلة طيب هذا واحد وفي سورة الحج يا ايها الناس اتقوا ربكم ان الزلزلة الساعة ما اصطا زلزل يزلزل زلزلة وفي سورة الواقعة ترجف فعل مضارع وفي سورة المزمل يوم ترجف الارض ايضا اذا في رجبة وفيه زلزلة والفرق بين الرجفة والزلزلة الفرق بين الرجفة والزلزلة قال بعض المفسرين ان الرجفة اشد من الزلزلة وقال بعضهم العكس والصواب ان الرجفة ان الرجفة بمعنى التحرك رجف الشيء اذا تحرك واما الزلزلة فهو اضطراب يشمل الاعلى والاسفل قال اذا زلزلت الارض زلزالها قال شيخنا رحمه الله للمفسرين في معنى زلزلة الارض قولان اول هذه الاقوال ان الزلزلة هذه تكون عند فناء الدنيا لتقطع وتصبح ذرات وهو قبل يوم القيامة حيث تبدر الارض غير الارض اذا كانت هذه الارض ستبدل اذا لا بد ان تتزلزل وترتجف وتغير الاجزاء لتكون بسطة واحدة بعدما كانت كروية وهذه قبل يوم القيامة قال شيخنا وهذا القول هو الراجح وقال بعض العلماء وهذا هو القول الثاني ان الرجفة قبل يوم القيامة وان الزلزلة بعد البعث من الموت بعد البعث من الموت وهذا القول قال شيخنا انسب لقوله يومئذ تحدث اخباره اذا تزلزلت الناس يقولون لماذا تتزلزلين؟ تقول لان الله اوحى لي ان اتزلزل يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لك يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم اذا تأملنا اذا زلزلت الارض وجعلناها متعلقة بيومئذ فالانسب ان يكون هذه الزلزلة بعد البعث من الموت والرجفة قبل القيام وقوله اذا زلزلت الارض زلزالها زلزالا مفعول مطلق زلزال مفعول مطلق وهو مضاف قال شيخنا وفي الاظافة قال زلزالها اي اذا زلزلت الارض زلزال الارض ما فائدة هذه الاضافة ما قال اذا زلزلت الارض زلزالا انما قال اذا زلزلت الارض زلزالها المصدر اذا اطلق يؤكد الفعل اذا زلزلت الارض زلزالا يمكن لو انه نكر ولم يظف لفهم سامع ان المقصود اي نوع من الزلزلة لبعض اجزائها لكل اجزائها خفيفة ثقيلة ممكن لانها نكرة اذا زلزلت الارض زلزالا لكنها اظيفت الى الظمير الراجع للارض والقاعدة ان النكرة اذا اظيفت افادت المعرفة اذا زلزلت الارض زلزالها قال شيخنا رحمه الله وفي الاضافة اشارة الى ان هذه الزلزلة تشمل الارض كلها شفتوا الفايدة الحين قال زلزالها علمنا ان هذه الزلزلة ليست في اليابان ها دون امريكا ولا في امريكا دون اوروبا ولا في اوروبا دون اسيا هذه الزلزلة تشمل الارض كلها هذه فائدة الاضافة لا اله الا الله وهذه الزلزلة لا مثيل لها في في زلزالات الارض صح ولا لا كل الزلزالات التي نراها في الارض ها هي زلزالات لبعض وناحية اليس كذلك اما هذه الزلزلة خاصة تشمل الارض كلها قال تعالى واخرجت الارض اثقالها. قال شيخنا رحمه الله هذا هو الحال الثاني من احوال الارظ يوم القيامة قال نسب الاخراج الى الارض طبعا زلزلت من اللي زلزلها بني للمجهول معلوم ان المزلزل لا هو الله لكن لماذا بني للمجهول لان انتبه لان البناء للمجهول يشمل السبب والمسبب هناك اشياء يثبت الارض مثل الجبال هذه لا تكون موجودة اذا تزلزل الارض من الذي رفع الجبال؟ الله. من الذي يمسك الارض؟ الله. من الذي يترك الارض تزلزل؟ الله وهنا قال واخرجت الارض اثقاله نسب الاخراج الى الارض صح ولا لا والتاء التأنيث واخرجت الارض اثقالا قال شيخنا رحمه الله ونسبة اخراج ونسبة الاخراج الى الارض لكوني الاثقال فيها كقولنا مرض زيد يعني هو اللي مرض نفسه شنو نسبة المرظ ليه نسبة ظرفية نسبة شنو؟ شنو ظرفية فاخرجت الارض اثقالها نسبة ظرفية من الفاعل للاخراج؟ الله عرفنا الان لما تقول مرضت فاطمة هي اللي مرضت من نفسها ولا المرض جاها طيب لماذا جعلناها فاعلة لانها ظرف للفعل واضح فهنا اخرجت الارض اثقالا. لماذا جعلنا الارض فاعلة؟ لانها ظرف للاخراج والمخرج هو الله واخرجت الارض اثقالها قال شيخنا وعلى القول الاول ان هذه الزلزلة قبل يوم القيامة وقبل البعث فيكون المراد بالاخراج اخرجت الارض اثقالها يكون المراد بالاثقال خزائنها يكون المراد بالاثقال ايش خزائنها كما جاء في حديث مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يبقى في الارض ذهب ولا فظة الا واخرجت من الارض ظبائر ظبائر هذا قبل يوم القيامة سبحان الله العظيم حتى قال عليه الصلاة والسلام تخرج ظبائر ظبائر وكانها البخاتي الذهب تخرج من الارض والكنوز تخرج من الارض قال العلماء هذا الاخراج بسبب المهابة العظيمة التي تكون على الارض فتخرج كل كنوزها وكل موداعاتها اقول ان قوله واخرجت الارض اثقالها اذا قلنا المراد قبل بعث الاموات وقبل القيامة فيمكن ان يكون المراد يمكن ان يكون المراد ايضا ما يكون في الارض مما يأمر به الدجال ان يا ارض اخرجي كنوزك فتخرج لكن قول شيخنا اعم اذا هذا على القول بان الزلزلة قبل يوم القيامة قال رحمه الله تعالى على القول الثاني اذا زلزلت الارض زلزالها اي بعد بعث الاموات فيكون المقصود اخرجت الارض اثقالها يكون المراد بالاثقال الاموات من الانس والجان ولما سمى الله الانس والجان من الاثقال كما قال عز وجل سنفرغ لكم ايها الثقلة نقلان باعتبار الجنس جنس الانس وجنس الجن واثقال باعتبار الافراد ولماذا سمي الجن والانس الثقلان لانهما تحملا الامر والنهي انا عرضنا الارض انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحمل بينه واشفقنا منها ليش اشفقنا منها بثقلها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا والانسان هنا يشمل الجن والانس اذا القول الثاني ان الاخراج بعد الزلزلة المقصود بالاثقال هنا الاموات قال واخرجت الارض اثقالها سبحان الله العظيم لماذا لم يقل واخرجت الارض ها اثقالا عليها لان الاموات فيها وليس عليها وهذا فيه اشارة ان الارض وان رجت وان الجبال وان نسفت فان الاموات في الارض حتى يأذن الله باخراجهم قال واخرجت الارض اثقالها هنا يأتي السؤال لماذا لم يأتي واخرجت الارض اثقالا لماذا اظيفت؟ ها بنفس السبب اللي قلنا هناك زلزالها هنا قال اثقالها ايش احسنت اثقل شيء يثقل اثقالا فاظيفت الى الارض الاثقال لتشمل جميع الارض فالقول الاول لا يبقى فيه كنز لا نفط ولا غاز ولا نحاس ولا حديد ولا ذهب ولا فضة. والقول الثاني اخرجت الارض اثقالها كل الاموات شرقا وغربا شمالا وجنوبا برا وبحرا تعم هذه فائدة اضافة المصدر الى الارض وقال الانسان ما لها قال شيخنا رحمه الله في هذه الاية بيان تحير الانسان وتعجبه وتعجبه من هذه الزلزلة العظيمة التي صار معها خروج الاثقال من الارض هذا في امر عظيم وقال الانسان ان كان المقصود هو القول الاول اذا زلزلت الارض اي قبل البعث هنا قوله وقال الانسان المقصود به عموم مؤمنين والكافرين الموجودين وقت الزلزلة الاحياء وقت الزلزلة وان كان المقصود القول الثاني اذا زلزلت الارض اي بعد البعث اموات وقال الانسان مالها فالمقصود به الكافر المتعين المعين ليش لان المسلم لا يتعجب من البعث بل يفرح وهو ليس في شك حتى يسأل ما لها؟ من الذي في شك الكافر ما لها يقول واضح؟ واضح على القولين ها وقال الانسان ما لها شيء غريب اي ما لها ها تتزلزل ما لها تخرج اثقالها ما لها تتغير عن حالها ولم يذكر ما لها في اي شيء ليش قاعدة قواعد التفسير ذكرناها لم لم يذكر المتعلق؟ وقال الانسان ما لها في كذا وكذا لماذا لم يذكر لتعم جميع انواع التغييرات الحاصلة في الارض واظح؟ واظح لم يذكر المتعلق بما لها لتعم جميع انواع التغيرات. الزلزلة والرجفة وخروج قال ها وعدم وجود الضوء والظلم والغبرة والى اخره هي واحدة لكن في قولين ايهما المراد هل المراد قبل الساعة وبعد هنا قولان لاهل العلم؟ هي زلزلة واحدة الزلزلة المحيطة بالارض التي تشمل الارض كلها هي واحدة لكن هل هي قبل الساعة قال تعالى يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى له الاية الرابعة والخامسة قال شيخنا فيهما بيان الحال الثالث من احوال يوم القيامة وجاء في الحديث الذي رواه الترمذي ان المقصود بيومئذ تحدث اخبارها شهادة الارض على اعمال العباد. يا الله شهادة الارظ على اعمال الناس طبعا هذا على البناء على القول على اي قول يمشي القول الاول ولا الثاني تاني لان البعث الزلزلة تكون بعد بعد البعث يومئذ تحدث اخبار تتكلم تشهد عند الله عز وجل فحديث الترمذي يدل على القول الثاني واضح؟ واضح يومئذ اي يوم وقوع الزلزلة وخروج الارض. هنا سؤال التنوين تنوين عوض ولم يذكر المعوظ يومئذ اي يوم؟ يومئذ اي يوم زلزلة الارض يوم خروج الاثقال تحدث اخباره او يحتمل يومئذ او اي يوم يقول الناس ما لها يحتمل على القول الثاني يومئذ اي يوم يقول الناس ما لها فيكون المراد بعد البعث وعلى القول الاول يومئذ تنويه الراجع الى الزلزلة والاخراج يفسر على القول الاول جاء على الثاني يومئذ تحدث اخبارها قد يقول قائل يا شيخ احمد واحد اشلون الارض تتكلم كيف تتحدث اما الكيف فلا نعلم اما تتحدث يقينا الذي انطقنا ونحن من تراب مخلوقون فهو قادر ان ينطق الارض ولذلك قال الله عز وجل للسماوات والارض كيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعي تكلمتا ولا لا ماذا قالتا اتينا طائعين تكلمت ولذلك اهل السنة يقولون هذا كلام حقيقي يومئذ تحدث اخبارها فشهادة الارظ وتحديث الارض على الناس حقيقية ما فيها مجاز يومئذ تحدث اخبار حقيقة هنا قال تحدث بصيغة المضارعة دل على انها كلما طلب منها ذلك ستفعل قال تحدث اخبارها هنا قال اخبارها ما قال يومئذ تحدث اخبارا قال اخبارها دل على ان كل ما وقع على الارض فهي شاهدة على ما وقع عمت جميع الافعال التي فعلت عليها من لدن ادم عليه السلام والى اخر مخلوق على وجه الارض يومئذ تحدث اخبارها من اخبارها انها تتحدث تقول الناس يقولون ما لها؟ لماذا تتكلمين لماذا تتزلزلين؟ لماذا ترجفين؟ لماذا تخرجين الاثقال من بطنك تقول بان ربك اوحالها بان ربك او حالة قوله بان ربك اوحالها على القول الاول المقصود هنا المقصود بالوحي هنا توفيق الله الارظ لتتكلم المقصود بالايحاء هنا يومئذ تحدث اخبار لماذا تتكلم لان الله اوحى لها ان تتكلم واضح؟ واضح هذا على القول الاول يومئذ تحدث اخبارها لماذا تتحدث ما هو السبب بالباء السببية؟ بان ربك بسبب يقين ان الله خالقها ربك يا محمد بان ربك اوحى لها اضافة الرب الى النبي صلى الله عليه وسلم فيه تشريف للنبي صلى الله عليه وسلم ربك الكاف هنا يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم اذا المقصود بالوحي هنا توفيق الله واقدار الله الارض لتتكلم وتشهد كما جاء هذا في سورة السجدة في الاية الواحدة والعشرين قال تبارك وتعالى بسورة السجدة في الاية الواحدة والعشرين آآ سجدة اذا قيل السجدة المقصود به ماذا ها على على رأي شيخنا اه سورة فصلت السجدة اذا اطلقت عند بعض اهل العلم سجدة فصلت بالاية الواحد وعشرين في سجدة فصلت وقالوا لجهود جلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون قوله انطق كل شيء اذا بان ربك اوحى لها جعلها تنطق الله جعلها تنطق هذا واظح اذا هذا على القول الاول واما بناء على القول الثاني ان الارض تشهد تتزلزل وتخرج وتتكلم بعد البعث فيكون المقصود بالايحاء هنا الامر امرها الله ان تشهد. اشهدي ما الذي حدث عليك اذا على الاول بان ربك اوحى لها اي وفقها واقدرها على الكلام وعلى المعنى الثاني بان الله امرها ان تتكلم امر ايحاء والوحي يستعمل على المعنيين كيف تفصل يعني ليش يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل طيب ما الذي يخبرنا ان هذه الزلزلة قبل يوم القيامة بعث الاموات او بعد بعث الاموات لان قبل بعث الاموات الناس كل واحد في غفلة عن الاخرين لهول ما يكون يوم وبعد البعث الناس كل واحد في غفلة عن الاخرين. لهول المطلع فكيف علمنا نعم نام باتفاق وذكرناه في الاول قبل ما تيجي او هي بعد البعث طيب الساعة الساعة يشمل ما قبلها وما بعدها وما يوما صح الان نحن نقول الساعة ما المقصود بالساعة نؤمن بالساعة نؤمن باشراطها ونؤمن بيومها ويؤمن بما بعدها كلها ساعة قال تعالى بعد ذلك يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم. قال رحمه الله هذا هو الحال الرابع من الاحوال التي تكون يوم القيامة على هذه الارض قال يومئذ المقصود به يوم القيامة ولفظ اذ ولفظ اذ تنوين يعني ولفظ اذن هنا المقصود به القيامة. يومئذ اي يوم القيامة طيب هل يوم القيامة اي قبل البعث ولا بعد البعث؟ الان قطعا بعد البعث لماذا؟ لانه قال يصدر الناس اجداد الان هنا التنوين المقصود به يومئذ اي يوم بعث الاموات يوم تحدث الارض يومئذ يصدر اذا التنوين هنا تنوين عوض فيه دلالة على ان المقصود به بعد بعث الاموات وفي اشارة الى ان يومئذ هي زلزلة اخراج الارض او الاثقال وهذي وهذا التنوين كما قال شيخنا يؤكد ان هذه الزلزلة بعد بعث الاموات بعد بعث الاموات يومئذ يصدر الناس الصدور ما معنى الصدور صدوري يكون بعد الورود صح الصدور يكون بعد الورود مثل انا لما انت تحط يخرج الانسان من بيته ها يصدر يقول صدر وورد عندنا وارد وعندنا صادر اذا معنى هذا الكلام هل يمكن ان نسمي صادر بدون وارد اذا الصدور يكون بعد الورود فمعنى هذا الكلام ان الناس كان حقهم ان يكونوا في الجنة لكنهم خرجوا عنها منهم من يرد ومنهم من يستر كانوا واردين في الارض ثم صدروا من الارض وهذا المعنى اقرب وردوا الى الارض كل ميت اين يوضع يورد في الارض يوضع في الارض ثم يصدر من الارض اذا الصدور يكون بعد الورود وهذا فيه اشارة الى ان الناس كلهم يموتون قبل البعث ويصيرون الى الارض ثم يصدرون منها يومئذ يصدر الناس اشتاتا تأمل معي كلمة يستر الناس قال شيخنا رحمه الله للمفسرين في معنى يصدر الناس قولان الاول ان المقصود بالناس عموم الخلق في موقف الحساب اي انهم يقدمون كلهم يصدرون بمعنى يقدم الناس اشتاته هذا القول الاول المقصود بالقول الاول ان المقصود بالناس عموم الخلق في موقف الحساب كلهم يصدرون من الارض فيأتون اما الى الجنة واما الى النار عياذا بالله القول الثاني يومئذ يصدر الناس اي يصدر الناس المقصود بالناس هنا الذين كانوا في القبور والذين كانوا في الارض ان يحييهم الله تعالى يصدر الناس ان يخرجوا من قبورهم اشتاتا اي مختلفين في الاحوال مختلفين في الاحوال وهذا يؤكد صحة عقيدة اهل السنة والجماعة ان الناس من من يوم ان يموتوا مختلفين في الاحوال ويبعثون مختلفين في الاحوال يومئذ يصدر الناس اشتاتا اذا القول الاول يصدر الناس ان يقدموا الناس جماعات الى الجنة والى النار وعلى القول الثاني يصدر الناس اي يخرج الناس من قبورهم اشتاتا يعني جماعات قال شيخنا وعلى التقدير بان المقصود بالصدور هنا من القبور قال يلزم في الكلام تقديم وتأخير ويلزم منه التكرار لان اذا قلنا يصدر الناس من قبورهم طيب سبق اخرجت الارض اثقاله فهذا يكون فيه تكرار ولذلك رجح شيخنا ان المقصود هو الاول قال اشتاتا اشتاتا جمع شت وشتيت ها تقول رجل شت اي فرده ورجل شتيت اي مفردة ورجال اشتات يعني جماعات جماعة هذه جماعة شت وجماعة شتيتة واذا تعددت الجماعات تسمى جماعات اشتاتا قال شيخنا رحمه الله بذكر الجماعات على صورة الجمع اشتاتا قال في ذكر الجماعات على سورة الجمع اشارة الى بشارة الى انواع الجماعات المتعددة يوم القيامة وهناك الفساق والفساق على جماعات من هم الزنا ومنهم السكارى ومنهم الطبالون ومنهم الله ومنهم الغافل والمنافقون اشتاتا والكفار اشتاتا اذا المؤمنون يشتعلون منهم اهل الصبر منهم اهل الصيام منهم اهل الصلاة منهم اهل البر منهم اهل العلم منهم الشهداء اذا تأملوا معي انه جمع لماذا قال شتاتا ليبين لك انها جماعات كثيرة متنوعة وهذا فيه اشارة الى ان الجماعات الواردة الى الجنة ها؟ كثيرة والجماعات الواردة للنار كثيرة كما جاء في سورة الزمر الاية الحادية والعشرين الى ثلاث وعشرين قوله تعالى وسيق الذين كفروا الى جهنم زمرا وقال بعد الاية الثالثة والعشرين وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة وقال عز وجل ايضا يوم نحشر المتقين الى الرحمن وصدا اذا في وفود اه وقال عز وجل وترى كل امة جافية اذا في امم بامم مختلفة لذلك قال يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم اللام هنا في قوله ليروا اعمالهم قال بعض المفسرين ليروا اعمالهم التي عملوها يصورها الله لهم يصور الله لهم غيبتهم نميمتهم كذبهم خيانتهم غدرهم كفرهم شركهم نفاقهم وقال بعض المفسرين المقصود ليروا اعمالهم اي جزاء اعمالهم وقال بعض المفسرين ليروا اعمالهم اي ليروا صحائف اعمالهم ما الذي كتبت لهم وعليهم وليس هناك تعارض بين هذه الاقوال الثلاث فهم سيرون اعمالهم لان الاعمال تصبح اعراظا ها؟ يجعلها الله ذوات وهو القادر على كل شيء احنا الان الانسان مثلا البشر لو قال لنا قائل نريد ان نرى البياض لا في حديد ولا في خشب ولا في ارظ ولا في ثوب هل يمكن لنا ان نجعل البياض بياض صفة هل يمكن لنا ان نجعل الصفات ذوات ما يمكن البشر ما يستطيعون لكن الرب جل وعلا قادر الرب سبحانه وتعالى قادر ان يجعل الاعراض ان يجعل الصفات ان يجعل المعاني حقائق وزواج سبحانه وتعالى واكبر دليل على ذلك هذا التراب لو اخذنا التراب قلبنا التراب في يدنا نقول تراب ما نستطيع ان نجعل التراب انسانا وربك سبحانه جعل التراب انسانا اذا الله يقلب الاعمال الى ماذا الى ذوات والانسان يرى مكتوبا في صحيفة اعماله ما عمل والانسان يعاقب او يجازى على اعماله. اذا هذه كلها صحيحة ليروا اعمالهم واقعيا ليروا اعمالهم صحفيا مكتوبا مسطورا ليروا اعمالهم جزاء ثم قال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره في الاية السابعة والثامنة الحالة الخامس من الاحوال المذكورة للقيامة في هذه السورة والفأر في قوله تعالى فمن فاء. تأمل الفاء ما فائدة الفاء هنا قال شيخنا رحمه الله وذكر الفاعل التفصيل لانه ما دام في تفصيل لا بد من في العطف فمن كذا ومن كذا وجاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذه الاية والتي بعدها بالاية الفاذة الجامعة فاذة وجامعة يعني باصطلاحنا حنا جامعة شاملة شاملة مانعة في البخاري سماها النبي صلى الله عليه وسلم بالاية الفاذة الجامعة يعني قال شيخنا والمقصود بانها فاذة وجامعة انه يشمل جميع وجوه الخير وجميع وجوه الشر وجاء في الحديث الذي رواه الامام احمد في مسنده ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية على صعصعة رضي الله عنه تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية على صعصعة رضي الله عنه فلما تلاها قال اذا يا رسول الله اعملوا الخير ولا ابالي وانفق من مالي لانه قال يا رسول الله هل علي في الابل زكاة؟ قال نعم. قال وفي البقر زكاة؟ قال نعم. وفي الغنم زكاة؟ قال قال وفي البغال؟ قال لم ينزل علي فيها شيء الا اية من كتاب الله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قوله تعالى ذرة المقصود بالذرة هي النمل الصغير اصغر انواع النوم او المقصود بالذرة هي ذرات الهواء التي لا ترى الا عبر النافذة عن طريق اشعاع الشمس وفي هذه اللفظة ذرة وذرة اشارة الى ان الخير والشر مهما صغر ومهما حقر فان الله عز وجل يجازي به ويجازي عليه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال شيخنا رحمه الله المراد بالرؤية هنا يره ان يرى نفس العمل وصحيفة العمل وجزاء العمل ما في بأس اورد رحمه الله سؤالا قال ان بعض الناس يعمل الخير لكنه على الشرك مقيم او يعمل الخير مشوبا بالبدعة ها انتبه الان السؤال بعض الناس يعمل الخير مشوبا بالشرك او يعمل الخير مشهوبا بالبدعة لكنه يتوب الى الله عز وجل فما حال اعماله الخيرة تلك الجواب ان الله يجازيه عليها كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من اسلف من اسلم على خير فان فانه قد اسلم على خير وكما قال صلى الله عليه وسلم والسؤال الثاني ان بعض المشركين قد يعملون الخيرات وبعد المبتدعين قد يعملون الحسنات فكيف يجازى المشرك على الخير الذي عمله؟ الجواب انه يجازى عن الخير الذي عمله بان يقدم له الحسنات في مقابل حسناته في الدنيا فلا يمرض كما يمرض المؤمن لا يبتلى كما يبتلى المؤمن يخفف عنه في القبر اما اذا جاء يوم القيامة لم يجد حسنة من الحسنات كما قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا الله اكبر قال محمد بن كعب القرظي رحمه الله ان الكافر اذا عمل الخير فانه يرى اثر الخير على نفسه في الدنيا او على اهله او في ما له واما في الاخرة فليس له اجر والمؤمن اذا عمل الشر في الدنيا فانه يرى اثر السوء على نفسه لذلك اذا ابتلاك الله بمرض او بشيء احمد الله عز وجل قال واما المؤمن اذا عمل الشر فانه يرى اثر ذلك عليه في نفسه او في اهله او في ماله فلذلك يعافى بجزاء ذلك في الدنيا فاذا جاء يوم القيامة وفي حسابه كاملا الله اكبر وهذه الاية فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شيء شرا يره يشبه الاية تشبه هذه الاية الاية رقم ثلاثين من سورة ال عمران من وجه ان الله سبحانه وتعالى لا يظلم احد فقال سبحانه يوم تجد كل نفس ما عملت من خير نكرة من خيره ما قال يوم تجد كل نفس ما عملت خيرا قال ما عملت من خيره من هنا للدلالة على اي نوع خير ولو قلت يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء من سوء ايا كان تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد وبهذا نكون قد انهينا سورة الزلزلة او الزلزال الله تعالى في الثلاثاء القادم نبدأ تفسير سورة العاديات وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين