ثلاث ايات شملت كما قال الامام الشافعي رحمه الله لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة لكافئته من اي جهة هي كافية من جهة اعجازها وبلاغها وبيانها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله عز وجل ان حيث وقفنا على تفسير سورة العصر وهذه السورة مكية باتفاق علماء التفسير وهذه السورة ليس لها الا اسم واحد وهو سورة العصر وقد يقال سورة والعصر لكن المشهور سورة العصر والمناسبة بين هذه السورة والسورة التي قبلها وهي سورة التكاثر قال شيخنا رحمه الله من عدة وجوه الوجه الاول ان الله تبارك وتعالى ذكر في سورة التكاثر الزجر والانشغال بالتكاثر والغفلة بالتكاثر ففي هذه السورة اه الترغيب ها اه والزجر في النتيجة الموصلة اليه الغفلة والتكاثر وهي الخسارة نسأل الله السلامة والعافية فمن التهى وغفل وانشغل بالتكاثر فانه يقع في الخسارة الوجه الثاني قال شيخنا رحمه الله اه في سورة التكاثر مر ذكر اه سؤال وهو قوله جل وعلا في على وجه كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون طيب من الذي يعلم من الذي يعلم؟ لم يبين لم يقسم وجاء في سورة العصر قسارة الناس العالمين فمنهم من سيكون عالما بمآل حسن وان الله انجاه من المآل السيئة هو النار وهم الفائزون ومنهم من سيعلم المآل الخاسر وما فاته من المآل الحسن وهؤلاء هم الذين يعتبرون في سورة العصر من الخاسرين قال شيخنا رحمه الله الوجه الثالث ان في سورة اه التكاثر بيان ان السبب الغفلة والتكاثر ماذا يؤدي؟ يؤدي الى العذاب. يؤدي الى العذاب فحينئذ يرد سؤال كيف التخلص فيما لو وقع انسان في هذه الغفلة وبهذا التكاثر كيف النجاة؟ فجاء الجواب النجاة في سورة العصر والعمل بما فيه وهذه ثلاثة اوجه ذكرها شيخنا رحمه الله ويظهر لي والله اعلم وجه رابع وهو ان الله سبحانه وتعالى قال ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قد يأتي قد يقول سائل ما هو هذا النعيم الذي نسأل عنه الالف واللام في النعيم للاستغراق الجنس عن كل نعيم فجاء الجواب والعصر فاعظم نعيم يسأل عنه الانسان حياته ماذا عمل فيه حياته ماذا عمل فيه؟ والعصر ان الانسان في خسر ولهذا جاء في الحديث آآ لن تزولا قدم عبد وجاء في الحديث قال نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ فهذا الفراغ هو الزمان والعصر يسأل عنه الانسان ما هي قضية سورة العصر قضية سورة العصر ودعواها قضية سورة العصر ودعواها تجلية الفرقان بين الخاسرين وبين الفائزين هذه هي القضية سورة جزلة قصيرة ولكنها جلت ووظحت من هم الخاسرون؟ ومن هم المفلحون الفائزون وهذه قضية عظيمة السورة هذه ثلاث ايات والعصر ان الانسان لفي خسر هذه ايتان الا الذين امنوا وهذه ايتان وان الناس في خسارة الا الذين امنوا وعملوا الصالحات قال جل وعلا بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الواو واو القسم كيف تعرف ان الواو واو القصر في استئناف الكلام اذا كان ما بعده مجرور فهذا دليل انه واو القسم اما اذا لم يعمل الجر فمعناه انه عاطفة او استئنافية والعصر وهذا قسم وآآ المقصود به المقصود به الشهادة بهذا القسم وان الله عز وجل يشهد ويقسم شاهدا على العصر وهو الدهر والزمان هذا هو احسن ما قيل في معنى العصر العصر الدهر والزمان من حيث العموم وقال بعض المفسرين الدهر عام والزمان عام والمقصود بالعصر الوقت المخصوص الذي كان فيه خلق ادم لان ادم عليه السلام خلق في اخر ساعة من يوم الجمعة كما جاء في الحديث وهي ساعة الاستجابة ولكن الاول اصح لان الله عز وجل قال والعصر ولا ولا يحمل الالف واللام للعهد لانه غير مذكور فيكون الالف واللام لمطلق الجنس الزمان الله عز وجل يقسم بجنس الزمان الله يقسم في الزمان العصر والله يقسم بما يشاء وليس لنا ان نقسم الا بما امرنا وقد جاء في الحديث من كان حالفا فليحلف بالله او ليصمت لماذا اقسم الله عز وجل ما هي القضية التي من اجلها اقسم الله تبارك وتعالى ودايم لما تجد قسما في القرآن تدرك ان هذا القسم منزل منزلة الشاهد الذي يقسم الشاهد يقسم على الشهادة وربنا جل وعلا شاهد على الزمان وشاهد على النتيجة المؤدية اليها اذا لم يستغل الانسان هذا الزمان او اذا استغل الانسان هذا الزمن اذا الله اقسم بالعصر على وجه الشهادة ما هو المقسم به؟ ان الانسان لفي خسر ان قلنا ان بمعنى يقينا النبي معنى يقينا الانسان للاستغراق كل البشرية كل انسان والصواب من اقوال المفسرين فكلمة الانسان يشمل بني ادم يشمل اه اولاد ادم يشمل بني ادم ويشمل الجن لانهم يصح ان يقال عن الجن انهم آآ انسان باعتبار انس بعضهم لبعض باعتبار انس بعضهم لبعض ان الانسان لفي خسر يقينا الانسان في خسارة الانسان في خسارته وهنا ننتبه ان الله جل وعلا يقول الانسان في خسارة هذا معناه ان الزمان هو عمر الانسان هو رأس مال الانسان هو غنيمة الانسان بعض الجهلة يقول نقتل الوقت كيف تقتل الوقت الذي يقتل الوقت هو مجنون يجب علينا ان نقول نغتنم الوقت لان الاوقات اذا لم تغتنم ذهبت هدرا حوسب عليها الانسان الانسان عليه ان يدرك ان هذا العصر عمرك عصرك والليل والنهار عصر وزمان ساعاتك لحظاتك عصر وزمان اذا لم تستغلها فيما يؤدي الى الفلاح وقعت منك فيما يؤدي الى الخسارة ان الانسان لفي خسر سبحان الله العظيم يعني طريقة عجيبة جدا جاءت الى ان الانسان اي كل انسان من اين علمنا ان الالف واللام الاستغراق من دلالة الاستثناء لانه قال الا لو كان المقصود بالانسان واحد ما يقال به الا لو كان المقصود فيه العهد ما يقال فيه الا ان الانسان اي كل انسان والمرجح ان الاستقرار الاستثناء الا الذين ان الانسان لفي لفي خسري. تأملوا معي لفي خسر اللام هذه تسمى اللام الموطئة للقسم ومعنى ان الانسان والله في خسر وشيء عجب سبحان الله العظيم نتأمل كم نؤكد في هذه الجملة الخبرية نعدها مع بعض ان المؤكد والالف واللام في الانسان الدال على الاستغراق تموني واللام في قوله لا لفي اي الثالثة وخسر نكرة عمت فهذه اربع مؤكدات دالة على خسارة الانسان اذا لم يستغل وقته ودهره وزمانه فيما يربحه ان الانسان لفي خسر اصل الخسار النقصان خسر فلان يعني نقص ماله ووقته وهنا اطلق الخسر. ان الانسان لفي خسر ولم يبين نوع الخسارة دل على ان الخسارة ها هنا عامة هي خسارة هي خسارة في الابتلاء هي خسارة للجنة ذهبت عن هي خسارة لعمره ذهبت هدر هي خسارة لحياته واجتماعاته كلها تقطعت بسبب خساراته يذهب الى النار عياذا بالله ان الانسان لفيخ خسر سبحان الله العظيم الانسان في نعم اذا لم يستغل هذه النعم يكون في خسره كالتاجر عنده مال اذا لم يحتط في تجارته كان في خسار ان الانسان لفي خسر عمرك غنيمة شبابك غنيمة مالك غنيمة صحتك غنيمة اذا لم تستغل هذه الغنايم بالربح فانت الخاسر عياذا بالله عز وجل قال شيخنا رحمه الله ونكر الخسارة في الاية لفي خسر لبيان ان هذه خسارة ان هذه الخسارة خسارة عظيمة ما يمكن وصفها وقال بعضهم بل نكرت لبيان ان ان هذه الخسارة انواع متعددة اسار للنفس خسار للجنة قسار بالعذاب فسار للاولاد ان الانسان لفي خسر ان دل على انها خسارة عظيمة جدا جدا او قال بعض المفسرين نكرت الخسر لان الناس الخاسرين ليسوا في مرتبة واحدة لفي خسر مراتب قصر لكن مراتب في السفن ما هو في العلو وذلك ناسب ان تكون الكلمة مجرورة ان الانسان لفي خسر فمنهم في الدرك الاسفل من النار عياذا بالله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا قال بعض المفسرين الخسارة الخاسر هو الشخص الذي يأتي يوم القيامة الخاسر هو الشخص الذي يأتي يوم القيامة وعنده اعمال صالحة هذا خاسر من اعظم انواع الخاسرين خاسر يأتي يوم القيامة وعنده اعمال صالحة ولكنها تذهب لفلان وفلان وفلان لماذا لانه كما جاء في الحديث يؤتى بالرجل يوم القيامة وله حسنات كالجبال تأملوها يأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وسب هذا واخذ حق هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناتي وهذا من حسناتي انواع من الناس حتى لا يبقى من حسناته شيء تذهب كلها فيأخذون سيئاتهم ويطرحونها عليه فيوبق في النار عياذا بالله عز وجل سبحان الله العظيم ولهذا جاء في سورة الكهف قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ في خسارة في اخسر هنا خسر يشمل الاقصى من الافسدين اعمالا عياذا بالله الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا نسأل الله السلامة والعافية الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صلحا حال بعض اهل البدع عنده طاعات عنده عبادات عنده صوم عنده صدقات يظن نفسه على خير حال بعض اهل الشرك عاملة ناصبة تصلى نارا حامية عياذا بالله اذن الناس في خسارة على دركات لهذا قال عز وجل ان الانسان لفي خسر سبحان الله العظيم قال شيخنا رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى عند تتبع الايات التي فيها ذكر مادة الخسران اسر بجميع اشتقاقاتها قال رحمه الله بعد تتبعها تبين لنا بطريقة واضحة اسباب الخسران ما هي من سورة البقرة من سورة البقرة الى اخر القرآن ما هي هذه الاسباب قال شيخنا رحمه الله من هذه الاسباب الدالة على الخسارة راجعة الى احد هذه الامور الاربعة اما اعراض عن الايمان كلا فهذا في خسار كلي واما اعراض عن الايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر يعني كافر ويعمل السيئات ويوصي بالباطل وجزع هزع هذا اشد الناس خصائص وبقدر ما ينقص من هذه الاسباب تكون الخسارة اقل ويكون عند الانسان امل في النجاة ان الانسان لفي خسر سبحان الله العظيم ثم ولله الحمد والمنة جاء الاستثناء فقال الا الذين امنوا قلنا هذا الاستثناء دليل على ان كلمة الانسان للاستغراق الا الذين امنوا جعلنا واياكم والدينا ومشايخنا وذرياتهم وازواجنا منهم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا قال شيخنا رحمه الله دل الاستثناء على ان من حرم من هذه الاوصاف الاربعة الايمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر فهو المحروم الذي له الخسارة التام ومن هنا لو قال لنا قائل من اخسر الناس نقول اخسر الناس هو الكافر الذي يعمل السيئات ويوصي بالباطل ولا يصبر على قضاء الله وقدره هذا اخسر الناس ولهذا هنا قال الا ثم ذكر صفات الناجين الا الذين من هؤلاء الذين استثناهم الله وهنا تأملوا معي ان الاستثناء جاء بالا صريح فيه دلالة على ان الاصل في الناس الخسارة وهذا يؤكد قوله عز وجل ها ان الانسان خلق هلوعا هذا هو الاصل فيه اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا هذا هو الاصل ولهذا ينبغي الانسان يجتهد ان يجتهد ويوجد في نفسه هذه الاعمال التي هي سبب النجاة الا الذين امنوا من من وجد فيه صفة الايمان ثم انتقص منه الصفات الثلاثة الاخرى فعنده نوع خسارة لكن رأس المال عنده رأس المال ما دام موجودا فانه لا يكون من الخاسرين على الاطلاق ولهذا قدم رأس المال الا الذين امنوا والقاعدة في القرآن ان الايمان والعمل الصالح اذا ذكرا معا فالمقصود لان الاعمال الصالحة من الايمان لكن اذا ذكرا معا فهنا طريقان للمفسرين الاول انهم يقولون الايمان عام والعمل الصالح خاص وذكر الخاص بعد العام من باب الاهتمام به يعني اهم شيء في الايمان العمل الصالح ولهذا استثني ولهذا ذكر بعد العام هذا قول لبعض المفسرين وهو معتبر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لماذا ذكر الاعمال الصالحة وهي من الايمان لان اعظم علامة للمؤمنين العمل الصالح وقال بعض المفسرين وهذا قول وجيه ان الايمان والعمل الصالح اذا ذكرا معا بحرف الواو فان المقصود من الايمان الاعمال القلبية والمقصود من الاعمال الصالحة الظاهرة لان الاعمال القلبية لا يمكن وصفه بالصلاح لعدم علمنا بها الاعمال الباطنة كيف نقول فلان نيته صالحة؟ ما نستطيع ما عندنا لكن الاعمال الصالحة نرى انسان يعطف على الفقير يعين الملهوف يرحم اليتيم يقضي حاجة المسكين يقف مع المضطر يعبد الله بالصلاة يقرأ القرآن اعمال صالحة ترى في العين. صادق امين وفيا بالعهد وهذا قول وجيه وهذا قول وجه وعلى كل حال فان قلنا بالاول فهو وجه وان قلنا بالثاني فهو وجيء لان الاعمال الصالحة عند اهل السنة والجماعة من الايمان كما مر معنا وذكرنا ذلك اكثر من مرة قال الا الذين امنوا طبعا المقصود بالايمان هو الايمان الشرعي ما هو الايمان الشرعي اجاب عنه النبي صلى الله عليه وسلم جعله جبريل قال ما الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبي ورسلي واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره هذه اركان الايمان الست وفسر النبي صلى الله عليه واله وسلم الايمان بالاسلام كما في حديث وفد عبد القيس في الصحيح قال وامركم بالايمان بالله وامركم بالايمان اتدرون ما الايمان قالوا ما الايمان يا رسول الله قال ان تشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتوا الزكاة وتصوموا رمضان وتحجوا او تعطوا الخمس من المغنم ولم يذكر لهم الحج اذا الايمان المقصود الا الذين امنوا ليس مطلق الايمان اللغوي وهو مجرد الاقرار او التصديق ليش ها ابو عبد الله لو واحد سألك لماذا المقصود بالايمان؟ هو ليس مجرد الايمان اللغوي لان الايمان في القرآن اذا اطلق فالمقصود به المعنى الشرعي الا في موضع او موضعين من هذه المواضع وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ها هنا يفسر بالمعنى اللغوي وما انت بمقر لنا او ما انت بمصدق لنا في اي موضع اخر اذا اطلق الايمان فالمراد به المعنى الشرعي. لانه اسم شرعي ولهذا قال العلماء ان الايمان في المعنى الشرعي اقرار بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح والاركان ولهذا كان ابو طالب في قرارة نفسه يعلم بان النبي صلى الله عليه وسلم عن الحق وكان من ابياته ولقد علمت بان دين محمد من خير اديان البرية فيها تأملوا معي عندها علم بان دين محمد صلى الله عليه وسلم ايش حق وخير الاديان يقول لولا الملامة او حذاري مسبة لوجدتني بذاك سمحا مبينا لماذا لم يتبعه خوفا ان يقول الناس ترك دين جده وابى ابو جهل فرعون هذه الامة كان يعلم علم اليقين لان النبي صلى الله عليه وسلم رسول حقا الوليد بن المغيرة فيلسوف قريش كان يعلم علم اليقين ان النبي صلى الله عليه وسلم حق لذلك قال الله فانهم لا يكذبونك يعرفين صدقك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون ها؟ ليش؟ قالوا انا وجدنا ابائنا على امة وانا على اثارهم مهتدون وانا على اثارهم مقتدون ها؟ قال الله عز وجل اولو كان اباؤكم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون تصيرون وراهم تقطون نفسكم في النار اذا الا الذين امنوا المقصود الايمان الشرعي وهو الذي فصل في الكتاب والسنة بعد ذلك هذا الوصف الاول الا الذين امنوا. لماذا قدم؟ لانه الاصل والارضية لما بعدها. لا ينفع ما بعدها مع عدم وجود الايمان مع وجود هذه الصفة لابد منها اولا لذلك المشركون لهم اعمال صالحة نعم لهم اعمال صالحة لهم نفقات الله لا يقبل النفقات منهم. قال وما منعوا من تقبل منهم نفقات الا انهم كفروا بالله وبرسوله اذا عندهم نفق يعظمون البيت يحجون يعتمرون يعظمون نشر الحرم لكن ما عندهم ايمان قال الله وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لماذا جعل وباء منثورا؟ ما عندهم ارضية الايمان القبول مثل انسان مهندس ما شاء الله تبارك الله من احسن الناس هندسة راح بنى عمارة من ازين العمارات او بيت من اجمل البيوتات لما انتهى من البيت جاء صاحب البيت قال له للبلدية الرجل بنى على ارضي ليس ارضه ماذا تريد؟ قال اريد ان تهدمه يجيبون القنابل ويحطون في الاعمدة الاساسية اللي حاطة المهندس فيجعلها قاعا صفصفا يا جماعة انا بنيتي لكن بنيت على ارض غير غيرك اذا كان الناس لا يقبلون بنيانا بدون ارضية لصاحبها فرب العالمين لا يقبل عملا صالحا بدون الايمان ارضية لذلك اشهد ان لا اله الا الله هذي ارضية بناء الاسلام ثم يأتي الصلاة ثم يأتي الزكاة ثم يأتي الصوم ثم يأتي الحج الذي هو تشطيب نهائي لهذا البنيان الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هنا يأتي دائما في القرآن ذكر العمل الصالح ليس المقصود هو مطلق العمل يعني مهو كل عمل انت تعمله خلاص يكفي لا يمكن نفسك تعمل عمل ابائك واجدادك يعملون اعمال هذا لا هذا لا يغني ولا يسمن لابد ان يكون العمل صالحا ولهذا قيل لفضيل بن عياض ما هو العمل الصالح قال يصوبه قال وما اصوبه قال ما وافق السنة العمل الصالح الذي يقربك الى الله هو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم لو سألنا سائل وقال لنا اليهودي او النصراني الذي يعمل الصالحات لماذا لا يقبل الله منه؟ لان اعماله الصالحة لسببين اولا لان الايمان عنده غير موجود. وثانيا الاعمال الصالحة ليست على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا العمل لا يسمى صالحا في القرآن ولا في السنة الا اذا كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم لهذا قال عليه الصلاة والسلام كل امتي يدخلون الجنة هذه بشارة لامة محمد صلى الله عليه وسلم جعلنا واياكم منهم الا من ابى تحذير استثناء الان قالوا ومن يابى يا رسول الله كل امتي يعني امنوا وعملوا الصالحات تأملوا امنوا كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا ومن يابى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى ومن عصاني فقد ابى رواه البخاري قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتأملوا معي ليس في القرآن وعملوا كثيرا ابدا هذا غير موجود في القرآن لا تجدون في القرآن اية واحدة عملوا كثيرا. اعملوا كثيرا. ما تجدوه ما الموجود في القرآن اعملوا صالحا وعملوا الصالحات يعملون الصالحات كلها كل الاعمال في القرآن المقبولة المطلوب فيها الصلاة وليس اي عمل الا عملا واحدا المطلوب منه الاكثار وهو ذكر الله يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا فقط ذكرا كثيرا انت قايم انت قاعد انت جالس تقرأ قرآن تصلي تذكر الله تسبح تهلل تكبر هذا الشيء المطلوب منه الكسوة اما ما عدا ذلك المطلوب منه الاصلاح العمل الصالح نعم لا العلم هو في الايمان نعم الا الذين امنوا وعملوا الصالحات لماذا يوصف العمل بانه صالح؟ تأمل معي الان يوصف الصالح اسم ايش بتنفعل صح؟ لماذا يوصف العمل بانه صالح ما قال وعملوا الصلاح لان العمل الصالح اسم فاعل علامته انه يصلح فاعله ويصلح غيرهم هذه علامة العمل الصالح صالح صالح مقبول مقبول فهو صالح في نفسه صالح لغيره ومن هنا نفهم معنى قوله عز وجل. ها؟ ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ليش قال تنهى عن الفحشاء والمنكر؟ لان العمل العمل الصلاة عمل بل هو من خير الاعمال الصالحة وعملوا الصالحات هذا الوصف الثاني الفائزين وتواصوا بالحق سبحان الله العظيم وتواصوا بالحق قال شيخنا رحمه الله المقصود بالحق هنا المقصود بالحق هنا القرآن والسنة طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم تواصوا بالحق يوصي بعضهم بعضا بالقرآن بالسنة. يوصي بعضهم بعضا بطاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بعظهم بعظا بالتزهيد في الدنيا والترغيب في الاخرة الله اكبر قد نسمع من يوصينا بالقرآن والسنة ومن يوصينا بطاعة الله ورسوله لكن اين من يزهدنا في الدنيا ها يرغبنا في الاخرة اي علماؤنا اصبحوا الا من رحم الله يركضون وراء الدنيا طلاب علم يبحثون عن الموديلات ويهتمون بالتفاخر في المباحات زهادنا عبادنا في مساجدنا انشغلوا بالدنيا ثم قال جل وعلا مبينا الصفة الرابعة للناجين وتواصوا بالصبر ان يوصي بعضهم بعضا بالصبر والصبر معناه حبس النفس على الطاعة وحبس النفس عن المعصية حبس النفس على اقدار الله عز وجل هذا معنى الصبر ومن هنا قال العلماء الصبر ثلاثة انواع اعظمها واجلها واكملها والجالب لما عداها الصبر على طاعة الله حافظوا على الصلوات والذين هم على صلواتهم يحافظون الذين هم على صلاتهم دائمون احب الاعمال الى الله ادومه وان قل النوع الثاني الصبر عن محارم الله المحرمات التي حرمها الله النوع الثالث الصبر على قضاء الله وقدره فالله يبتلي عبده بما يشاء والبلاء موكول بالمنطق فاحفظ لسانك قد يجد انسان يقول والله انا لو ابتلاني الله بالمرظ لصبرت فيبتليه الله بالمرض فلا يصبر لا تتمنى البلاء النبي صلى الله عليه وسلم كان الدعاء الذي علمه لاحب الناس اليه عائشة قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف نروا الله العافية فالعافية خير للمؤمن في الدنيا والاخرة لكن اذا ابتلي العبد يصبر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تتمنوا لقاء العدو فاذا لقيتموهم فاصبروا لا يتمنى الانسان الابتلاء فاذا ابتلي فليصبر وتواصوا بالصبر. يوصي بعظهم بعظا بالصبر رأيت انسانا مبتلى توصيه بالصبر رأيت انسانا فقيرا توصيه بالصبر رأيت انسانا مضطرا توصيه بالصبر وتواصوا بالصبر قال شيخنا رحمه الله تعالى بذكر هذه الصفات الاربعة دلالة على كمال اهل الايمان من هم اهل الايمان الكمل الذين امنوا وعملوا الصالحات تواصوا بالحق تواصوا بالصبر وتأملوا معي كيف ان هذه الامور بعضها داخلة في بعض الايمان يعتبر الايمان يعتبر الدائرة الكبرى الايمان هي الدائرة الكبرى والعمل الصالح هي الدائرة الاصغر بعد الايمان والتواصي بالحق هو من العمل الصالح ومن الايمان اصغر فوق العمل الصالح والتواصي بالصبر اصغر الاربعة فوقها فالانسان يرتقي دل على ان الانسان اول ما يبدأ يبدأ بالايمان ثم يعمل الصالحات فيصل الى مرتبة المتواصين بالحق ثم يلازم نفسه الصالحات والتواصي بالحق ويبتلى فيجد ها الصبر فيجد المرتبة العليا يستحق الجائزة الكمال وهو الفوز العظيم ثم اه قال بعض العلماء الا الذين امنوا قالوا اي علموا وعملوا الصالحات هذا العمل وتواصوا بالحق قالوا هذا القول فدل على ان الايمان علم وعمل وقوى امنوا عليم وعملوا وتواصوا. تواصيكم بالقول او بالكتابة وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر نرجع ونقول ان هذه الصفات دالة على صفات الناجين فالواجب على الانسان يحرص على ايجادها بنفسه ونكون كما قال الله عز وجل والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين الحمد لله رب العالمين