ولولا ان الله عز وجل فلق النبات لكان الحب يابسا ولولا ان الله عز وجل فلق الارض لما كانت الارض مخضرة بالنبات ولولا ان الله عز وجل فلق السحابة لما امطرت الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ حيث وقفنا على تفسير سورة الفلق هذه هي السورة الثالثة عشر بالسورة الثالثة عشر الثالث عشرة بعد المئة من سور القرآن وهي قبل الاخيرة هي والتي بعدها من اسمائهما المعوذتان المعوذتان بل معوذتان بفتح الذال اسم مفعول والمقصود فان الانسان يلجأ الى هاتين السورتين في الاستعاذة بالله او المعوذتين بكسر الواو على انه اسم فاعل ومعناه ان من قرأ هاتين السورتين فانه معوذ ومن اسماء سورة الفلق اذن الفلق والمعوذتين مع اختها الناس وايضا المقشقشتين المقشقشتين فهذه ثلاثة اسماء وتسميها ايظا بعظ العوام بقل اعوذ برب الفلق فهذه اسماء هذه السورة العظيمة المباركة والمناسبة بينها وبين ما قبلها من عدة اوجه الاول ان القرآن الكريم لما كان هذا اخره كان فيه دلالة على ان الهداية التامة انما هو في التوحيد المذكور في سورة قل هو الله احد وان هذا التوحيد والقائم على هذا التوحيد له اعداء وهؤلاء الاعداء ينشرون شرورهم لا سيما على الموحدين بشتى الانواع ومن جملة ذلك السحر وغير ذلك فجاءت الاستعاذة من الشرور عمومها وخصوصها في هذه السورة حتى يكون موحد في صون وحفظ من الله تبارك وتعالى وهذا وجه واضح وظاهر الوجه الثاني ان الله عز وجل ذكر في سورة الاخلاص ما يتعلق بذاته العلية وهو آآ منطوقه في الربوبية والاسماء والصفات. وفي هذه السورة منطوقه ما يتعلق بالتأله لان الاعاذة او الاستعاذة تأله فهذه نتيجة لتلك لان ليس المقصود ان الانسان يعلم ان الله هو الخالق الرازق ليس المقصود ان الانسان يعلم ان الله هو الاحد الصمد وانما المقصود الاعظم ان يلجأ اليه جل وعلا دون من سواه هذان وجهان ذكرهما شيخنا رحمه الله. وهنا وجه ثالث في نظر القاصر وهو ان الله عز وجل ختم هذه السورة قوله جل وعلا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقل اعوذ برب الفلق. اذا مما يؤكد احديته وصمديته انه رب الفلق وانه جل وعلا الحافظ من كل شر عام وخاص. فهذا دليل ايضا على ربوبيته والوهيته وكمال اسمائه وصفاته تبارك وتعالى قضية هذه السورة هذه السورة ايها الاخوة قضيتها الامر الامر بالتعوذ من الشرور العامة والخاصة وهذا هو الواجب على المسلم ان يكون دائما متعوذا من الشرور عمومها وخصوصها لو نقرأ السورة بدون قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر الى اخره يصبح الكلام خبرا ومن هنا تدرك فائدة قل لماذا قال قل للدلالة على انك مأمور ان تقول فصار فيه دلالة على وجوب ان يعود الانسان نفسه وان يعود الانسان ذريته واهله وماله. قل هذا امر قل اعوذ برب الفلق قال قوله جل وعلا قل اعوذ برب الفلق ذكر في هذه السورة من اسماء الله تبارك وتعالى اسم الرب ولم يذكر فيه اسما اخر من اسماء الله تبارك وتعالى وفيه من صفات الله تبارك وتعالى بدلالة المطابقة والتظمن والالتزام اولا من صفات انه المستعاذ به والثاني انه الرب له الربوبية الثالث انه جل وعلا يأتي بالفلق الثالث انه جل وعلا حافظ من الشرور عمومها وخصوصها الثالث انه جل وعلا هو الذي يتصرف في الكون كيف يشاء ولا يكون شيء الا بمشيئته جل في علاه قوله سبحانه وتعالى قل اعوذ برب الفلق امر لاجل الامر هذا الامر حتى نستعيذ بالله عز وجل فالمقصود ليس مجرد الخبر وانما المقصود ان نلتزم الخبر وان نقول اعوذ برب الفلق وان نقول يا ربنا انا نعوذ بك يا ربنا انا نلتجئ اليك اذا قل امر بان نستعيذ وان نقول اعوذ برب الفلق اه قال شيخنا رحمه الله كذلك قال في سورة الاخلاص قل هو الله احد. وهنا قال قل اعوذ برب الفلق وهذا كما سبق امر للنبي صلى الله عليه وسلم لبيان هنا امر للنبي صلى الله عليه وسلم لبيان ما به حفظه وصونه وهو امر لاتباعه كيف يكون حفظهم وصونهم يكون حفظهم وصونهم بالالتجاء الى الله عز وجل ومعنى وفيه دلالة قل يا محمد قل اي نبينا قل اي رسولنا اعوذ برب الفلق معناته في مستعيذ هو النبي صلى الله عليه وسلم في مستعاذ به وهو الله. اذا النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان يحتاج اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اكمل الخلق وسيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه يحتاج الى من يعيذه وهو رب الفلق من الشرور العامة والخاصة فغيره احوج. فغيره احوج ومن هنا يجب ان ندرك ان الانبياء عليهم الصلاة والسلام لا يملكون شيئا للبشر لا حولا ولا قوة. انما هم مبلغون عن الله دينه هم رسل الله هم انبياء الله لا يجوز ان يصرف لهم شيء من العبادة لا يقال انا في جاهك يا رسول الله لا يقال انا في استعاذتك يا رسول الله ما يجوز هذا الكلام. لانه هو عليه الصلاة والسلام يلتجئ الى الله فاذا ينبغي على الانسان ان يدرك ان قوله قل اعوذ برب الفلق امر للنبي صلى الله عليه وسلم فيه دلالة على احتياجه عليه الصلاة والسلام الى ربه وعدم استغنائه عنه فكيف يغني عن غيره قل اعوذ اعوذ هذا لفظ صريح بالاستعاذة يقول اه شيخنا رحمه الله وفيه امر اه فيه خبر بانه ينبغي ان يلجأ الى رب الفلق ولا يلجأ الى غير الله سبحانه وتعالى اه وقوله جل وعلا قل اعوذ برب الفلق ولم يقل قل استعيذوا برب الفلق لماذا؟ حذف السين والتاء الدال على الطلب لان قوله قل امر قل امر والامر يمتثل والامتثال لا يكون بالاستقبال وانما يكون بالحال. واعوذ ان يلتجئ مباشرة وهو متظمن لمعنى الطلب فعدم وجود الشين والتاء فيه ابلغ من الناحية البلاغية والعوذ في اللغة التجاء العود في اللغة الالتجاء وطلب الحفظ والصوم معنى استعذت يعني طلبت العوذ والحفظ والصون ولجأت ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله في بدائع التفسير آآ اصل العوذ هو الهروب من شيء تخاف منه الى من يصونك عنه اصل العون الهروب من شيء تخاف منه الى من يصينك من يصونك ويحفظك عنه ومعلوم ان الشرور المنفلقة الشرور المنفلقة اما تكون ظاهرة واما تكون غير ظاهرة الغير ظاهرة لا يمكن للانسان ان يحفظ نفسه عنها الا بمن يراها وهو الله جل وعلا ولهذا ايها الاخوة الله جل وعلا في عدة مواضع من القرآن امرنا بان نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لانه عدو لا يرى فنلجأ الى من يراه وهو الله سبحانه وتعالى وكذا امرنا ان نستعيذ بالله من الشياطين ومن شرور الشياطين واما ينزغنك من الشيطان نزغ ما قال حاربه ما قال سالمة قال واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم اذن ينبغي على الانسان يدرك ان الاعداء الذين لا يرون اللجوء لا يكون الا الى من يراهم وهو الله تعالى نعم ما لها علاقة بها نحن نلجأ الى الله تبارك وتعالى لانه يرى الشيطان ويرى الشياطين اما العدو الظاهر العدو الظاهر فانه ينقسم الى قسمه اما ان الانسان يستطيع ان يدفع شره عن نفسه بالعفو والصفح فالله امرنا بالعفو والصفح فقال جل وعلا في حق العدو الانسي ادفع بالتي هي احسن ادفع بالتي هي احسن السيئة نحن اعلم بما يصفه ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم واذا كان هذا العدو الانسي شره غير مدفوع بالعفو والصفح فقال الله عز وجل وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم. وان جنحوا للسلم فاجنح له اذا العدو الظاهر يمكن دفعه الدفع شره بما يقدر عليه واذا كان لا يقدر عليه الانسان عدو ظاهر لكن لا يستطيع المسلم ان يقدر على دفعه ماذا يفعل مثل ما تفعل تعلمون لما هجم كفار مكة على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وحوصروا في غزوة الاحزاب المسلمون قرابة ثلاثة الاف بنسائهم واطفالهم والكفار عشرة الاف جندي محارب شيء مهول يعني غير متخيل يعني ثلاثة الاف يعني المقاتلين الف المقاتلين اقل من الالف فماذا قال الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا ماذا فعلوا؟ لجأوا الى الله قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل بذلوا ما يقدرون على صد العدو الظاهري بما يقدرون ثم لجأوا الى الله ولما برزت برزوا لجالوت وجنوده تعرفون ان الطالوت ومن معه طالوت ومن معه من المؤمنين لا يتجاوزون ثلاث مئة وبظعة عشر وجالوت وجنوده الوف مؤلفة قيل مئة الف وقيل ثلاثين الف شيء غير متخيل. تصور معي ثلاثين الف مقابل ثلاث مئة لا يتصور اصلا يعني من حيث العقل لكنهم بذلوا ما يقدرون عليه لكن قلوبهم كانت معلقة بالله عز وجل ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا افرغ علينا صبر وثبت اقدامنا ربنا افرغ علينا صبر وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم باذن الله وقتل داوود جاد اذا لابد من اللاجئ الى الله تبارك وتعالى قل اعوذ برب الفلق قال شيخنا رحمه الله والاتيان بلفظ الرب اشارة الى انه جل وعلا كما رباك وانت في بطن امك وانت صغير فعوذك وحفظك من شرور ما كنت تستعيذ منها ولا تلجأ الى الله منها وانما منة من الله حفظك وصانك فها انت كبرت فلا تنسى ربوبيته عليك فالجأ اليه اذا لفظ الربوبية مشعر بمنته جل وعلا السابقة فضلا عن كونه يمن عليك لاحقا او لا؟ لكن منته سابقة قل اعوذ برب الفلق واصل كلمة الفلق معناه الظهور الفلق ومنه فلق الصبح وتقول العرب انفلق انفلق الصبح اذا ظهر اذا برب الفلق اي برب الظاهر برب الفلق اي برب ما يظهر فاذا كان الفلق هو الشيء الظاهر الذي يأتي ويظهر معنى هذا الكلام انه كما ان الله اظهر لنا اشياء بربوبيته وهذه الاشياء فيها شرور مدفوعة وخيرات منثورة فكذلك هو جل وعلا يدفع الشر المخبي الذي تخاف منه من هذا العدو الظاهري او من العدو الخفي والفلق قال جمع من المفسرين الفلق اسم لما يظهر. اسم لما يظهر وقال بعض المفسرين الفلق مصدر فلق يفلق فلقا والاتيان بالمصدر بمعنى المفعول قل اعوذ برب الفلق اي برب المفلوق المظهر ويأتيان بالمصدر ما كان اسم المفعول هذا كثير في لغة العرب والمقصود منه دلالته على الحدث وعلى المفعولية. والمقصود منه دلالته على الحدث وعلى المسؤولية وقد ذكر المفسرون ان من معاني الفلق فلق الصبح وفلق النبات وفلق الارظ وفلق البحر وفلق النجم فكل فلق يدخل في هذا العموم من اين لانه معرف بالف قل اعوذ برب الفلق فلولا ان الله فلق النهار لكان الليل سرمدا فاذا الفلق عام يدخل فيه جميع انواع الفلق سواء كان الصبح او النبات او غيره وفيه اشارة كما قال بعظ المفسرين انه جل وعلا بيده الامور كلها فهو المتصرف زمانا الليل والنهار مكانا فلق الارض وتغير الاحوال فلقوا النبات والسحاب بالماء وغير ذلك قال شيخنا رحمه الله في التعوذ والاستعاذة لابد من اربعة امور في التعوذ والاستعاذة لابد من اربعة امور الاول المستعيذ وجاء ذكره بقل انت ايها العبد الثانية الامر الثاني الصيغة اه الثانية الصيغة الصيغة هي العبارة واللفظة التي تقولها اعوذ برب الفلق الثالثة المستعاذ به. الامر الثالث المستعاذ به. وهو رب الفلق طيب هنا يأتي السؤال المستعاذ منه اين هو من شر ما خلق. اذا فيه مستعاذ منه في مستعاذ منه فان قال قائل عرفنا المستعيذ وهو هنا النبي صلى الله عليه وسلم وامته والصيغة اعوذ برب الفلق والمستعاذ منه رب الفلق الاستعاذ به المستعاذ به رب الفلق المستعاذ منه من شر ما خلق طيب المستعاذ له لاي شيء تشتهي هل مقصودك حفظ نفسك قال شيخنا المستعاذ منه هنا المستعاذ له هنا هو التوحيد فيكون مقصودك من حفظ الله لك بقاء التوحيد في قلبك ها ما يكون بس مجرد اه دنيا فانية وامور زائلة لا مقصودك ان يبقى التوحيد في قلبك فالشرور لا تؤثر على توحيدك ما يظهر لك من فتن الدنيا لا تؤثر على توحيدك فهذا هو المستعاذ له. وهو محذوف لكن دل عليه السورة السابقة قل هو الله احد قال شيخنا رحمه الله وها هنا بحث وهو حكم الرقية لان الاستعاذة نوع رقية فنقول الرقية منقسمة الى قسمين الرقية الشرعية والرقية البدعية الرقية الشرعية هي الرقية بالقرآن وبالفاظ احاديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مثل قوله صلى الله عليه وسلم حينما كان يرقي الحسن والحسين اعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ونحو ذلك من الادعية اذا الرقية الشرعية ان تكون بكتاب الله عز وجل او بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم او بالدعاء المفهوم معناه يا ربي عافني يا رب اجبر كسري يا ربي اذهب المرض عني ونحو ذلك فالرقية يرحمك الله الرقية من باب الدعاء الرقية من باب الدعاء الشرط الثاني ان يعتقد الانسان ان الشافي هو الله عز وجل ان الشافي هو الله تبارك وتعالى لا غيره وان هذه الكلمات والدعوات والاستعاذات ما هي الا اسباب شرعية ما هي الا اسباب شرعية اذا هذه هي الرقية الشرعية. وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رخص في الرقية الشرعية وقد قال عليه الصلاة والسلام لا رقية الا من عين او حمى وجاء في صحيح مسلم انه عليه الصلاة والسلام رخص في رقية الحمة والعين والنملة يعني قرصة النملة تقول اذا لدغتك نملة تقول اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد وما احاذر ثلاث مرات تمسح مكان اللدغة ما كأن شيئا كان كذلك التعوذ من العين اما بالمعوذتين واما بالادعية الواردة عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم النوع الثاني الرقية الرقى البدعية. وهي منقسمة الى قسمين طرقا بدعية ورقى شركية رقى البدعية فقط هي التي تكون من الله لكن بغير طريقة شرعية كان يقصد الانسان ربه بغير ما جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم مثل انسان يرقي بدعاء ورد في الانجيل او في التوراة مثلا هذا الصحيح انه ما يجوز لان الرقية فيها وجه تعبد وان كان له وجه عادة وهو التطبب والرقية الشركية هي التي يطلب من غير الله عز وجل هذه بالنسبة للرقية. النبي صلى الله عليه وسلم كان يرقي نفسه ويرقي المريض ويرقي الحسن والحسين فلما نزلت المعوذتان صار يعوذ الحسن والحسين بهما وترك ما عداهما وترك ما عداهما قال جل وعلا قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ففيه ذكر من شر ما خلق. فيه ذكر الشرور العامة المستعاذ منها لما تقول من شر ما خلق دخل فيه شر كل ذي شر هذا لفظ عام ما كلمة ما لفظ عام من شر لما قلت من شر ما قلت قل اعوذ برب الفلق ها شر ما خلق قلت من شر يعني اي نوع من الشر ولو كان يسيرا فانت استعذت به ولذلك هذه اللفظة فيها من البلاغة ما فيها من شر ما خلق. قال شيخنا رحمه الله ما موصولة بمعنى من شر الذي خلق من شر الذي خلق يعني من شر المخلوق لان الاسم الموصول وصلته خلق في محل جر بالاضافة اي من شر المخلوق من شر المخلوق فيه دلالة على ان المخلوقات في بعضها شرور لانه قال من شر ما خلق ومن هنا ينبغي على الانسان ان يدرك ان الله سبحانه وتعالى ليس في افعاله شر محض ابدا فالله لا يخلق الشر ابدا وانما الشر يكون في مفعولاته الله جل وعلا كل افعاله خير وانما يوجد الشر في المفعولات يعني حينما يخلق الله من التراب انسانا فخلقه للانسان لا يمكن يكون شر لكن اذا كان الانسان فرعون صار فرعون هو الذي طغى وبغى فهو الذي فعل الشر اي نعم هو مخلوق لله عز وجل الشر لكن كونه مخلوق شيء واما افعال الرب فليس فيها شر ابدا الله جل وعلا هو الخالق لا خالق الا الله الشر والخير كله خلق الله لكن افعال الرب تبارك وتعالى كلها خير من شر ما خلق. اذا ما من موصولة بمعنى الذي خلق وفي قوله من شر ما خلق اشارة الى ان الله عز وجل هو الذي خلق المخلوقات وانه لا خالق سواه وفيه رد على من يزعم ان الله عز وجل لم يشأ وجود الشر كيف كيف يكون الشر موجودا في ملكوته بدون مشيئته وارادته معنى هذا عياذا بالله ان المخلوق الضعيف اجبر الخالق على شيء لم يرده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا الله سبحانه يرى فلانا وهو يفعل الشر ولو لم يشأه لاهلكه في لحظتي لكن الدار دار ابتلاء فتركه وما اراد فنتج الشر وهو مخلوق لله عز وجل وهذه مرادة لكن ليست ارادة شرعية بل ارادة كونية ولذلك اهل السنة والجماعة يقولون ان في الارادة الكونية ما لا يكون خيرا فان العبد الفلاني اراد الشر واراد الله ان لا يمنعه من هذا الشر. فوقع في الارادة الكونية الشرور لكن الله لا لا يمكن ان يكون في ملكه ما لا يشاء. سبحانه وتعالى وقد ذكر الامام النسائي رحمه الله ما يستعاذ منه على وجه التفصيل. هنا قال من شر ما خلق على وجه العموم ذكر الامام النسائي رحمه الله ما يستعاذ منه سماه كتاب الاستعاذة. كتاب ايش الاستيعاب ذكر فيه اكثر من مية وعشرين باب مما يستعاذ منه قال شيخنا رحمه الله ومما ورد من الاستعاذة منه الاستعاذة من جهد البلاء. ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الاعداء ومن الهم ومن الحزن ومن العجز ومن الكسل ومن الجبن ومن البخل ومن ضلع الدين ومن غلبة الرجال ومن الهرم ومن المغرم ومن المأثم ومن فتنة الغنى ومن فتنة الفقر. ومن فتنة المسيح الدجال. ومن علم لا ينفع ومن قلب لا يخشى ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يستجاب لها. ومن زوال النعمة ومن تحول العافية. ومن فجاءة النقمة ومن جميع سخط الله تعالى ومن شر العمل ومن شر ما لم يعمل. ومن الفقر من القلة ومن الذلة ومن الظالم وكيده. ومن المظلوم ان يكون الانسان مظلوما ومن الشقاق ومن النفاق ومن سوء الاخلاق ومن الجوع ومن الخيانة. ومن البرص ومن الجذام ومن الجنون ومن الامراض السقيمة ومن الهدم ومن التردي ومن الغرق ومن الحرق ومن ان يموت الانسان لديغا ومن شر النفس ومن شر العين ومن شر الاسد ومن شر النار ومن شر آآ الغنى ومن شر النساء وغير ذلك من الاشياء التي جاءت في السنة النبوية عن نبينا صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص اذا من شر ما خلق هذا لفظ عام يدخل فيه كل شر خلقه الله تبارك وتعالى ومن شر غاسق اذا وقب قال شيخنا رحمه الله وهذا وهذه اشارة الى مستعاذ منه على وجه الخصوص. اذا ما خلق عام من شر غاسق اذا وقب خاص والغاشق ضد الفلق شوف قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا الغاشق ضد الفلق الغاشق في اصل اللغة هو الشيء الذي ينطبق على الشيء وهو مثلا بالنسبة للنهار اول الليل بالنسبة للنهار اول الليل اذا الصحيح ان الغساء هو ابتداء الليل ابتداء الظلمة او ابتداء الشفق او ابتداء او اختفاء الشفق وايضا من معاني الغسق ذهاب الليل واقبال النهار وقيل فيه اقوال اخرى كثيرة قيل فيه ظلمة الليل وقيل فيه ظلمة الظلام وقيل في الغاسق النجوم وعلى كل حال فان كلمة غاسق ايضا نكرة. ومن شر غاسق من شر غاسق نكر فهي تعم كل ما غسق وهو من طبق واظلم وقوله من شر غاسق اذا وقب واصل الغسق كما ذكرت واقبال الليل وادبار النهار ومن شر غاسق اذا وقب اي اذا دخل وسمي هذا الفعل بالوقوب لانه لا يظهر دخوله. وانما يكون وقوبا كانه شيء غائب ينطبق كأنه شيء غائب ينطبق فهو اه فالليل مثلا يأتي بظلامه على كل شيء. هذا يسمى وقوبة هذا هو الفعل يسمى عقوبا وهو اول المغرب الى غروب الشفق قال شيخنا رحمه الله وانما خصه بالذكر لانه مع اقبال الليل يكون اقبال انواع من الشرور. لانه مع اقبال الليل يكون اقبال انواع من الشرور مثل ما جاء في الحديث ان الشياطين تنتشر في هذا الوقت ومثل ان اللصوص وان قطاع الطرق وغيرهم ينتشرون في هذه الاوقات ومن شر لغاسق اذا وقب قال شيخنا رحمه الله ولما كان في الظلم او في الليلة آآ وجه الاستعاذة منها الظلام فان الجهل ظلام. فينبغي التعوذ من الجهل وقد جاء فيه حديث عن النبي الله عليه وسلم ان اجهل او يجهل عليه قال ومن شر النفاثات في العقد. قال رحمه الله هذا ايضا مستعاذ منه اخاص وهو شر الاستعاذة من شر النفاثات وهم وهن الساحرات. النفاثات الساحرات النفاثات الساحرات في العقد والعقد جمع عقدة والمقصود الربطة التي يربطونها لاجل السحر وفي قوله جل وعلا ومن شر النفاثات ذكر الساحرات دون السحر فيه اشارة ظاهرة الى ان اكثر من يستخدم السحر هن النساء وقد جاء في الحديث في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اه كان مرض كانت عائشة ترقي النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذتين وجاء في الصحيح ايضا انه عليه الصلاة والسلام لما سحر من قبل لبيد بن الاعثم ابن الاعصم اليهودي من قبل لبيد بن الاعصم اليهودي ونزلت عليه المعوذتان قرأهما فذهب عنه ما يجد قال شيخنا رحمه الله وانما اتى بجمع المؤنث النفاثات مع ان الساحر كان هو لبيد وهو رجل قال انما ذكر ذلك لاجل التغليب لان غالب السحر في واقع من النساء او وهذا الثاني هو الجواب الاقرب في نظري او ان او ان الموصوف محذوف والمقصود ومن شر نفوسات في العقد وكلمة النفوس وكلمة النفوس تطلق على المذكر والمؤنث وقال شيخنا وانما حذف المضاف لاجل التحقير وانما حذف المضاف لاجل التحقير ومن شر النفاثات في العقد جم عقدة والمقصود بها الربط سواء كان بين شعرتين بين حبلين بين ثوبين هذه كلها تسمى عقد الشياطين ولا الشياطين حينما يعقدون العقد يقولون كلمات بهذه الكلمات الجن تطيعهم وتسمع اوامرهم فتؤذي الانس وهذا فيه دلالة ظاهرة على ان النفاثات في العقد لهن شرور لنفوس النفاثات في العقد شرور والا ليش نستعيذ ومن شر النفاثات في العقد وقوله جل وعلا ومن شر حاسد اذا حسد. هذا ايضا مستعاذ منه خاص هذا ايضا مستعاذ منه خاص وهو من شر الحاسد وهو العاين الحاسد وهو العائن اذا حسد. طيب لماذا لم يقل من شر عاين اذا عان لان العاين قد لا يقصد الشر وانما يخرج من عينه آآ الاثر المظر من غير قصد. فلا يسمى فعله شرا لانه لم يقصد وانما الحاسد هو الذي يقصد الشر يطالعك بعيونه عشان يضرك والحاسد هو الذي يتمنى زوال الخير من الغير واما العاين هو الذي يتعجب من الشيء وينسى ذكر الله فيصيب اخاه بالعين اه قل له ما يقصد الخروج منه يقول يذكر الله تبارك الله ما شاء الله لا اله الا الله يقول ايش يذكر الله اذا ذكر الله خلاص لا يصيبه شيء لكن اذا اصاب المعيون شيء فحينئذ يتوضأ له او ينفث عليه او يشرب ما يعطي قال من شر حاسد اذا حسد. وفيه اثبات ان الحسد له اثر بسبب شياطين الجن والانس كما هو مذكور في سورة الناس وفيه دلالة على ان الحسد انما هو اثر خبث خبث نفسي آآ يحصل منهما ما يقارب السحر لذلك قورن به. لذلك قورن به وقد قال عليه الصلاة والسلام لا حسد الا في اثنتان اي لا ينبغي ان تحسدوا احدا على دنياهم ولا على ولا على انسابهم وحسابهم فانها فاني. وانما لو كان يحسد احد احدا فينبغي ان يكون في اثنتين لا حسد الا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فهو يسلطه على هلكته في الحق. ورجل اتاه الله علما فهو يعلمه الناس كما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. والحسد اول ذنب وقع من ابليس في حق ادم عليه السلام ثم تبع ذلك الكبر وفيه دلالة على اقتران الكبر مع الحسن وفيه دلالة على ان الحاسد بحسده غير راض عن قضاء الله وقدره كما فعل ابليس كل العداوات قد ترجى افاقتها الا عداوة من عاداك من حسد. شلون تداوي كل انسان يمكن تداويه تداريه لكن الحاسد كيف كل العداوات قد ترجى افاقتها الا عداوة من عاداك من حسد واذا اراد الله نشر فضيلة طويت اتاح لها لسان حسود يعني بعض الناس ما يكون معروف يجي واحد يتكلم عليه ها منو هذا؟ منو هذا اللي قال تكلم في فلان فيحسدونه فيصير مشهور الله عز وجل ينشر الفضائل بما يشاء قال ومن شر حاسد اذا حسد وفيه دلالة على ان الانسان ينبغي عليه ان يستعيذ بالله تبارك وتعالى من شر الحساد سواء في دين الله عز وجل وتبليغه على توحيده اليهود حسدون على التوحيد تدرون ولا لا ها ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم. هذا حسد المشركون قال الله عنه وان يكادوا الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم. لما سمعوا الذكر ويقولون انه هم يحسدون على اللي عنده وبعدين يقولون عنه مجنون هذا تناقض عجيب وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. طيب انتم قبل شوي تقولون مجنون شلون الحين تبون القرآن ينزل على فلان وفلان معناته مو تحسدونه ولذلك ايها الاخوة ينبغي على الانسان ان يحذر ولذلك كان العلماء رحمه غيرهم يقولون ينبغي ترك امور حتى يبتعد الانسان عن شرور الحسن منها ثناء الناس يمنع الناس من الثناء على نفسه ومنها عدم اظهار النعمة على وجه الاشر والبطر فان ذلك سبب لوصول عيون الناس على الانسان ومن ذلك ايضا التباهي والافتخار. اليوم مع الاسف صار الناس ينشرون كل شيء ها ثم يتأثرون ثم يقولون كيف العلاج؟ سبحان الله العظيم قال ابن القيم رحمه الله ان هناك اسبابا للبعد عن شر الحاسد الاول التعوذ بالله عز وجل الثاني تقوى الله تبارك وتعالى الثالث الصبر الرابع التوكل على الله عز وجل الخامس صفاء القلب عن التفكر في الحاسد والحاسدين وعدم الالتفات اليهم. هذه مهمة جدا صفاء القلب عن الحسد والحاسدين وعدم التفكر فيهم السادس التوجه الى الله تبارك وتعالى وقصده مع الاخلاص السابع التوبة الى الله تبارك وتعالى فان الانسان لا يصيبه ما يصيبه الا بذنب لذلك ما تسلط حاسد الا بدم الثامن الصدقات فانها تدفع بلايا الحساد والحاسدات التاسع الاحسان الى الناس فان الاحسان سبب لدفع الحسد العاشر اليقين بان الله عز وجل هو الذي بيده الامور يقلب كيف يشاء هذه بعض الامور التي ينبغي الانسان ان يفعلها حتى يحفظه الله من شرور الحساد وكيف يدفع الانسان شر السحرة عن نفسه نفس هذه اه الامور بعظها موجودة نقولها يمكن دفع شر السحرة قبل الوقوع اولا بالتوكل على الله عز وجل ثانيا تقواه سبحانه وتعالى ثالثا المحافظة على الرقية الشرعية رابعا المحافظة على اذكار الصباح والمساء. خامسا المحافظة على اذكار النوم واما بعد وقوع العين عفوا بعد وقوع السحر فانه ينبغي العلاج بما يأتي اولا اولا يعالج نفسه بالرقية الشرعية من القرآن والسنة ويصبر على ذلك ولو استغرق اسبوعا او اسبوعين او شهرا او شهرين ثانيا عليه ان ينظر الى نوع السحر الذي عمل له هل هو في فكره او في بطنه فان كان في فكره فالحجامة نافعة وان كان الاما في بطنه بان يكون قد شرب السحر فان افضل طريقة انما هو ان التمشية يأخذ دواء يمشي بطنه مرة ومرتين وثلاث مع اللجئ الى الله تبارك وتعالى ثالثا الحجامة فانها من انفع الاشياء في دفع شرور السحر وفي دفع شرور الحسن الحجامة في الرأس من يكون اه حسده في سحره في الرأس او في مواضع الالام اذا كان في موضع معين آآ مع الحجامة الصفط اه عفوا الفصد الفصد نافع جدا واليوم انفع انواع الفصل هو التبرع بالدم التبرع بالدم من انفع انواع الفصل لانه اخراج للدم من العرق وهو الفصل في قديم الزمان كذلك الاغتسال بماء وسدر يوم يومين ثلاث اربعة خمسة ستة سبعة حتى تشفى الاغتسال بماء وسدر والاستمرار على الرقية كما ذكرت. نسأل الله جل وعلا ان يعيذنا واياكم من شر النفاثات في العقد من شر حاسد اذا حسدت وادري المدينة سورة الناس ونخليها باتشر ها باشر احسن يلا باتشر احسن سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك