من الله وحده فوقاهم الله شر ذلك اليوم نسب الله الوقاية الى نفسه. الله هو الذي وقاهم. فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا. فكلا الامرين الفوز بالمطلوب والنجاة من المرغوب كله من عند الله فيسأل من الله ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير واسروا قولكم او اجهروا به. انه عليم بذات الصدور الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقد شرعنا في المجلس السابق بتفسير سورة الانسان وبين مقاصدها وانها اسم على مسمى فهي تتعلق ببيان حال الانسان من مبتدأه الى منتهى. من خلقه الى دخوله الجنة او النار وما تضمن ذلك من مسألة الهداية والاضلال التي هي من مقتضى ربوبيته سبحانه وتعالى. والتنبيه على اسباب الهدى والاستقامة ولعلنا في مستهل هذا المجلس ان نستنبط الفوائد المستفادة من الايات السابقة لتذكر بما مضى وتصل بما بقي فمما يستفاد من هذه السورة ورود الاستفهام في القرآن بما يفيد التقرير فقد قال الله في مستهلها هل اتى على الانسان والمقصود قد اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا كورة فهذا من اساليب القرآن من الفوائد المستنبطة ان الانسانة في القرآن قد يراد به ادم عليه السلام او يراد به جنس الانسان او يراد به الكافر خاصة. وقد مثلنا على ذلك بامثلة ويكفي ما وردت في مستهلها فان الانسان في اوله هل اتى على الانسان حين من الدار؟ يراد به ادم. ثم قال بعد ذلك انا خلقنا الانسان من نطفة فالمراد به من سوى ادم وهم جنس الادميين تم فائدة ثالثة آآ يعتني بها المتكلمون في العقائد والكلام وهي لفظ الشيء لم يكن شيئا مذكورا هل الشيء يكون امرا وجوديا او يكون امرا عدميا الاية تقول هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا لم يكن شيئا فسماه شيئا مع انه لم يكن لم يكن قد خلق لفظ الشيء قد يكون امرا وجوديا وقد يكون امرا عدميا وقد حقق ابن ابي العز الحنفي رحمه الله هذه المسألة بكلام محكم فقال رحمه الله والتحقيق ان المعدوم ليس بشيء في الخارج. يعني ليس بشيء في خارج الذهن. اذا قال العلماء في الخارج يقصدون به خارج الذهن يقول والتحقيق ان المعدوم ليس بشيء في الخارج ولكن الله يعلم ما يكون قبل ان يكون. ويكتبه وقد يذكره ويخبر به كقوله ان زلزلة الساعة شيء عظيم. مع ان الساعة لم تقع بعد ولكن قد علمها كتبها وسماها شيئا. ان زلزلة الساعة شيء عظيم. فيكون شيئا في العلم والذكر والكتاب علمه وذكره وكتبه لا في الخارج لانها بعد لم تتحقق كما قال تعالى انما امره اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون اذا سماه شيئا وهو بعد لم يكن لكن هذا شيء آآ ليس في الخارج يعني شيء في الاذهان وليس في الاعيان وقال تعالى ايضا وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا. اي لم تكن شيئا في الخارج وان كان شيئا في علمه تعالى وهكذا قال الله تعالى في هذه السورة هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا هذا هو تحرير هذه المسألة مسألة الشيء الفائدة الرابعة حقارة الانسان وضعفه وافتقاره الى خالقه. لم يكن شيئا مذكورا انا خلقنا الانسان من هذا هو اصلك يا ابن يا ابن ادم فكيف تطغى وكيف تتجبر وانت لم تكن شيئا مذكورا ثم لما كنت شيئا مذكورا كنت نطفة مذرة الفائدة الخامسة التنبيه على اصل خلق الانسان من ماء الرجل وماء المرأة لقوله امشاج نبتليه. والامشاج هي الاخلاق. وقد بينا لكم في اه المجلس السابق اه ان خلق الانسان يكون من ماء الرجل ومن ماء المرأة وان آآ الخلية في الحيوان المنوي والخلية في البويضة التي من رحم المرأة تحمل نصف المورثات الجينية فتكون البيضة فتكون الخلية الملقحة مجموع هذه المورثات من الرجل ومن المرأة فهي النطفة الامشاج الفائدة السادسة بيان حكمة الخلق وهي الابتلاء لقوله تعالى انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتلي. اذا المقصود هو الابتلاء. لم يخلق الله شيئا عبثا. كما قال ربنا ليبلوكم ايكم احسن عملا الفائدة السابعة من قوله فجعلناه سميعا بصيرا. وهو تزويد الانسان بالالات والادوات التي بها تحقيق الابتلاء فلما كان الانسان سميعا بصيرا عنده اداة السمع والبصر والفؤاد والتعقل صار محلا التكليف ولحمل الامانة بخلاف بقية المخلوقات كالبهائم والطيور والاسماك بل والسماوات والارض ان والجبال انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان لان الله تعالى هيأه لحملها بهذه الادوات والالات. الفائدة الثامنة تكفل الله بهداية الدلالة والبيان واقامة الحجة الرسالية بداية الدلالة والبيان قد تكفل الله تعالى بها وجعلها حجة للناس فقال سبحانه وتعالى انا هديناه السبيل. يعني هداية دلالة وبيان وبينا له طريق الجنة هو طريق النار وهديناه النجدين. وقال رسلا مبشرين ومنذرين. لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وقال ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقد جاءكم بشير ونذير. ولهذا قال وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا الفائدة التاسعة اسناد الافعال الى العباد حقيقة من الشكر او الكفر شاكرا قال تعالى انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا. فمن الشاكر؟ ومن الكفور؟ الشاكر من يقوم به الشكر والكفور من يقوم به الكفر. فهذا دليل على اسناد الافعال الى العباد حقيقة وليس قصرا وقهرا الفائدة العاشرة ان النار مخلوقة معدة لاهلها. خلافا للمعتزلة. فقد قال الله عز وجل انا فدنا للكافرين سلاسل واغلالا وسعيرا. فالنار مخلوقة موجودة مضطربة يزاد فناء في جحيمها وسعيرها بخلاف المعتزلة الذين قضوا بمحض عقولهم نفي ذلك بلا اثارة من علم بل بمصادمة للنصوص وزعموا ان خلقها يعني منذ الان نوع من العبث. كيف وقد قال الله اعدت للكافرين. ولادلة اخرى مضى الفائدة الحادية عشرة تنوع عذاب اهل النار. وتفنن نعيم اهل الجنة. وهذا كثير في ثنايا هذه السورة قد مر بنا بحمد الله. الفائدة الثانية عشرة المفاضلة بين الابرار بين بين الابرار والمقربين في النعيم. كما التمس ذلك بعض المفسرين اه فقال ان قوله تعالى ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كفورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرون تفجيرا ان الابرار دون عباد الله المقربين اذ ان الابرار يشربون من كأس ممزوجة. بينما المقربون عينه يشربون منها عينا جارية سارحة يفجرونها تفجيرا اي ينقلونها حيث شاؤوا اه والفائدة الثالثة عشرة اسلوب التظمين في القرآن اسلوب التظمين هو ان يؤتى بفعل ويعد بما لا يتعدى به عادة ليدل على فعل اخر فقال الله تعالى عينا يشرب بها ولم يقل عينا يشرب منها. لكي يظمن فعل يشرب يروى فتدل على امرين معا على الشرب والري معا ومن فوائد هذه السورة وهي الفائدة الرابعة عشرة. وجوب الوفاء بالطاعات الواجبة باصل الشرع. والواجب بما اوجب العبد على نفسه بالنذر والنذر قد يكون طاعة اصلية. كما في قول الله تعالى في المناسك ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم واما ان يكون نذرا طاعة اوجبها الانسان على نفسه من غير ايجاب من الله كأن ينذر انسان صوما او حجا او عمرة او صدقة فقد قال صلى الله عليه وسلم من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعلم. فلا يعصه. ونبهنا الى انه لا ينبغي للانسان ان ينذر. وان من العلماء من قال ان النذر محرم لما فيه من التضييق على النفس ومنهم من قال هو مكروه وفي الحديث النذر لا يأتي بخير. انما يستخرج به من البخيل الفائدة الخامسة عشرة وجوب ترك المحرمات خوفا من الله واليوم الاخر لانهم قالوا انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قطريرا. فالذي حملهم على ترك المحرمات هو الخوف من اليوم الاخر وفيه عظيم شر يوم القيامة وانتشاره وامتداده. كما قال ربنا يوما عبوسا قمطريرا فينبغي للمؤمن ان يعظم ما عظم الله عز وجل. وان يخاف مما خوف الله عز وجل والا تمر عليه هذه الاية مرورا عابرا لا يرفع بها رأسا ولا يرى بترك تدبرها بأسا. بل عليه ان يلقي سمعه وعقله لما عظم الله عز وجل ومن الفوائد ايضا تحقيق الاخلاص في الصدقات. والبعد عن طلب الشكر والعوظ والمراءات وقد قال تعالى عن اولئك العباد قال انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فاطعامنا اياكم ليس بغرض المباهاة والمراءات او المقايضة وانما لوجه الله تحقيق الاخلاص مطلوب جدا بالذات في الصدقات ومن الفوائد تحري اصحاب الحاجات من المساكين والايتام والاسرى ومن على شاكلتهم ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا. ولهذا تجد بعض الناس يحاول ان يجعل على زكاته في اناس لا يستحقونها وليسوا من اهلها فقط لانه من اقاربه وجماعته والذي ينبغي للعاقل ان يضع زكاة ماله وصدقته في الموضع الذي يعظم فيها اجره لا في موضع قد لا تبرئ ذمته فلهذا اختاروا هذه الاصناف مسكينا ويتيما واسيرا وبينا معاني هذه الكلمات ويقاس عليهم من على شاكلتهم اه ثم من الفوائد بيان الباعث على الاخلاص وهو مرة اخرى الخوف من اليوم الاخر ومن الفوائد هول يوم القيامة وضيقه وطوله وشدته وظهور ذلك في وجوه الكافرين وهذا تكرر في الايات وعليه قوله تعالى انا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا هذا الوصف بالعبوس انسحب على وجوههم فصارت وجوههم عابسة كالحة وصار فيهم شدة وضيق وضنك. فهذا لذلك صار وصف اليوم منعكسا على وصف اصحاب ذلك اليوم من من الكافرين الفائدة الثانية والعشرون ان الوقاية والنجاة من الشرور وان الفوز والسرور من الله وحده الادنى فلا يمكن ان نفقه وان نفهم معاني اسماء الله وصفاته الا باصل معهود في الاذهان واثبات هذا الاصل اثبات هذا المعنى لا يترتب عليه ادنى منقصة ولا شبهة وهذه هي محنة المعطلة آآ ايضا من الفوائد المقابلة بين حال الشاكر والكفور في الظاهر والباطن. فكما المح الى حال الكافر في ظاهرهم في الظاهر والباطن بانه في حقهم يوم عبوس قمطرير قال في حق المؤمنين ولقاه نظرة وسرورا. فالنظرة تكسو الظاهر. والسرور يكون في القلب والباطن ومن الفوائد وهي الرابعة والعشرون حصول الامن في النفوس والنظرة في الوجوه والسرور في القلوب للمؤمنين. نسأل الله من فضله. هذا حال المؤمنين يوم القيامة ومن الفوائد ان العمل والصبر سبب لدخول الجنة ونعيمها ان العمل والصبر سبب لدخول الجنة ونعيمها وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. تأمل الباء هنا للسببية وجزاهم بما صبروا يعني بسبب جنة وحريرا الجنة هي الدار التي اعدها الله تعالى لعباده وهي في هذا السياق آآ تمثل مبانيها آآ قصورها وآآ آآ غير ذلك. وحريرة يمثل لباسها. لباس اهلها ايضا من الفوائد فضيلة الصبر بانواعه الثلاثة لقوله وجزاهم بما صبروا. فمنزلة الصبر من الدين كمنزلة الرأس من الجسد ومن الفوائد وهي السابعة والعشرون قدرة الله على خلق النور دون شمس ولا قمر لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا. هل هم في ظلماء؟ لا. بل هم في نور من الله عز وجل. فالله تعالى يخلق النور الظلمة فهو خلق لهم نورا بلا شمس وهذا من كمال قدرته الفائدة الثامنة والعشرون تشويق المؤمنين الى النعيم الحسي في الجنة من مأكول ومشروب وملبوس. لو تأملنا في الايات لوجدنا ان الله سبحانه وتعالى فصل في ذكر انواع النعيم الحسي من المأكولات والمشروبات والملبوسات. وهذا بين في السورة مما يدل على ان هذه هذه حاجة فطرية وان الله سبحانه وتعالى اعلم بمن خلق فهو يغريهم بما ركز في فطرهم وفي نفوسهم من آآ الشهوات والاشواق والمباهج ويستفاد ايضا ان الاتفاق في الاسماء لا يلزم منه الاتفاق في الحقائق والكيفيات الاسماء المذكورة في هذا النعيم اسماء معهودة في الدنيا الحرير والسندس والاستبرق. الزنجبيل والكافور. هذه اسماء لاشياء معهودة عندهم في الاذهان. لكن كما قال ابن عباس ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء. الاسماء واحدة ولكن الحقائق والكيفيات مختلفة ايه نعم نعم نعم هذه هي الفائدة التالية. وهي ان الموافقة في الاسماء تدل على موافقة في اصل في اصل المعنى دلالة يعني حينما يذكر الله سبحانه وتعالى آآ السندس فالسندس معروف في الدنيا بانه حرير فيه رقة اما الاستبرق فهو حرير آآ فخم لا يتصل بالرقة يتسم بالفخامة اه لابد ان يكون هذا المعنى موجودا اه في في ما هو في الجنة. في اصل المعنى فيكون هناك اتفاق فيما عهدوه باذهانهم ولو ان الله سبحانه وتعالى اخر المؤمنين بالفاظ ليست معهودة عندهم ما احدث عندهم شيئا لو اننا مثلا قلنا مثلا لو قلنا مثلا في الجنة اه كذا وكذا لفظ يعني مركب لو قلت لكم يا اخوان ترى في الجنة سكن جبين على سبيل المثال وانتم لا تعرفون ماذا تعني هذه اللفظة؟ هل يبعث ذلك على الشوق والتوق الى اليه؟ لا لابد ان الله تعالى بامور معهودة عندهم. فمثلا حينما يخبر الله تعالى ان في الجنة عسى ما غير اسف ولبن لم يتغير طعمه. لا بد ان يكون في العسل معنى الحلاوة فهذا الاصل المعنى لابد ان يكون مشتركا. فهذه آآ فائدة مهمة وهي ان الموافق ان الموافقة في الاسماء تدل على موافقة في اصل المعنى في اصل المعنى ودلالته وهذا ينقلنا يا عمر الى شيء اعظم من ذلك واكبر وهو التنبيه بذلك على ما يتضمنه الاثبات في اسماء الله الحسنى لاصل المعنى فاذا كان ربنا عز وجل عرفنا بنفسه في الفاظ نعهد مثلها في المخلوقات فدل دل ذلك على ان الاشتراك انما هو في اصل المعنى سمى الله نفسه سميعا. وسمى الله نفسه بصيرا كيف لنا ان ان ندرك معنى هذه الاوصاف الا بما نعهده في اذهاننا من ان السمع هو والاصوات وان البصر هو ادراك المرئيات فهذا المعنى مشترك بين الخالق والمخلوق. لانه معنى في الاذهان لكنه يتخصص في الاعيان. فاذا اضيف السمع الى الله فله منه المثل الاعلى. واذا اضيف السمع الى المخلوق صار له المثل الادنى. اذا اضيف البصر الى الله صار له منه المثل الاعلى. واذا اضيف البصر الى المخلوق صار له منه المثل حيث ظن المعطل على اختلاف طبقاتهم ان اثبات شيء لله مما سمى ووصف به بعض مخلوقاته ان هذا تمثيل. فيبادرون بنفيه وان كان على تفاوت بينهم فيقعون في التعطيل. الله تعالى اخبر بان له وجها كريما. واخبر بان له يدين مبسوطتين بالعطاء والنعم وان له عينين يبصر بهما سبحانه فيجب ان نثبت ما اثبت الله لنفسه دون تكييف. فنقول نعم الله تعالى له وجه يليق به. لا ندرك كيفيته وله عينان كريمتان يبصر بهما ولهما وله يدان سحاءتان بالعطاء والنعم. ولا يلزم ان ندرك الكيفية. لكننا نثبت حقيقتهما ناهيك عن بقية الصفات. كالرضا والسخط والفرح وغير ذلك. فاصله معهود في الاذهان. لكن ينزه الله تعالى يعني اللوازم البشرية التي فيها ضعف او نقص. ويكون له منها المثل الاعلى هذه معان ينبغي ان يتدبرها طالب العلم لانها تزيل عنه اشكالات كثيرة من شبهات المتكلمين التي لم يتمكنوا من الخروج منها وباءوا بشؤمها وردوا بسببها النصوص القرآنية والنبوية ومن الفوائد المستفادة من الايات السابقة روعة التصوير القرآني للنعيم ورقته شيء عجيب يعني حينما تقرأ سورة الانسان يعني يسرح خيالك وخاطرك فالتفكر في هذا النعيم الراقي هذا النعيم الرقيق هذا النعيم البهيج لا يمكن لاي اديب او شاعر او آآ كاتب ان يصف منظرا وحالا من الحبور والسرور والبهجة والنظرة والنعمة كما تجد في وصف الله تعالى لنعيم الجنة. فهذا امر يتذوقه المؤمنون. ولا يملون منه لا يشبع منه قارئ القرآن مهما كرر السورة مرارا. فان اه عقله مذاهب متعددة وتتفقد تتفتق له معاني وصور لا حصر لها من الفوائد فائدة مهمة وهي بطلان مقالة ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن محبة لك هذه الجملة ينسبها بعض الصوفية الى رابعة العدوية او الى ذي النون او الى بعض الصالحين. يقولون انظر وكمال العبادة يقول ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن محبة لك. هذه عبارة باطلة. اذا لماذا رغبنا الله بالجنة ولماذا خوفنا من النار؟ بل يجب ان نعبد الله بالحب والخوف والرجاء والا نهون من قيمة هذه الاشياء التي آآ علقنا الله تعالى بها واغرانا بها فمن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري خارجي. ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو المؤمن الموحد اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فعليك ايها المؤمن ان تحذر من هذه المقولات المحدثة التي لا ليس لها اصل من كلام رب العالمين ولا من كلام سيد المرسلين ولا من كلام الصحابة والتابعين. وانما هي ان صحت صحت عن قوم جاهلين صحت عن قوم جاهلين او نسبت الى قوم جهل فيجب علينا ان نعتمد ما دل عليه القرآن والسنة. فنعبد الله طمعا في جنته وخوفا من ناره وحبا فيه هذه الثلاث الحب والخوف والرجاء هي امهات العبادات القلبية الفائدة الرابعة والثلاثون ان الجزاء من جنس العمل بقوله اه عالي هم ثياب سندس خضر. ان هذا كان لكم جزاء. وكان سعيكم مشكورا. فالجزاء من جنس العمل نستفيد ايضا ان الله تعالى متفضل شكور هو الذي هداهم ووفقهم ومع ذلك كافأهم. ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا. فالله شكور وتعالى مع انه هو الذي هداهم ووفقهم واعانهم وشرح صدورهم لذلك حتى نالوا هذه النعم مع ذلك شكر لهم الى الى هذا الحد بلغنا في آآ تفسير الايات ونتم ما بقي من اي هذه السورة يقول الله عز وجل انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا انا نحن نحن هنا تسمى يسمى ضمير فصل وهذا كثير في القرآن. هذا كثير في القرآن. يعني لو قال الله تعالى انا نزلنا عليك القرآن تنزيلا لاستقام. لكن قال ان نحن وضمير الفصل يكثر وروده في القرآن وله ثلاث فوائد. احدها التأكيد احدها التأكيد. فلو قلت مثلا اه زيد مجد لا استقام المعنى. لكن لو قلت زيد هو المجد لكان في ذلك مزيد تأكيد الفائدة الثانية الحصر الحصر لانها تدل على اختصاص ما بعدها بما قبلها تدل على اختصاص ما بعدها بما قبلها اه والفائدة الثالثة الفصل ولهذا يسمى ضمير فصل. يعني تبين اهو خبر ام تابع لو قلت مثلا زيد الفاضل فان هذا يشتبه هل المقصود زايد الفاضل فاضل تابع لزيد ام هو خبر له؟ لكن اذا قلت زيد هو الفاضل فان ذلك يدل على انه خبر فضمير الفصل فيه هذه الفوائد الثلاث فالتأكيد الاختصاص او التأكيد والحصر اه الفصل انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا وهذا امتنان من الله تعالى على نبيه وذلك ان القرآن يتضمن كل ما اشارت اليه هذه السورة وما سواها من الاخبار والعقائد الصحيحة ومن الشرائع العادلة والاخلاق القويمة والاداب الرفيعة. شيء لا يمكن حصره وفي قوله تنزيلا ما يدل على ان القرآن ينزل شيئا فشيئا. ينزل بالتدريج وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا وقرآنا فرقناه على الناس وقرآن فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا فهذا يدل على ان الله تعالى جعل القرآن منجما ينزل بحسب الحوادث والاحوال. انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا اثر ذلك فاصبر لحكم ربك فهذا يدلنا على ان الايمان بالقرآن يتطلب صبرا صبرا على طاعة الله وصبرا عن معصية الله وصبرا على اقدار الله المؤلمة. هذه انواع الصبر الثلاثة كما تقدم مرارا قال فاصبر لحكم ربك. وحكم ربك يشمل الحكمين الحكم الكوني والحكم الشرعي فالله تعالى له نوعان من الاحكام. حكم كوني قدري يرحمك الله. حكم كوني قدري وهو ما يقضيه الله تعالى ويقدره في خلقه من الارزاق والاجال والمصائب والافات والعز والذل والصحة والمرض والحياة موت وله سبحانه حكم شرعي وهو ما يحكم به من الحلال والحرام والحل والاباحة وغير ذلك. فيجب الصبر لك لا الحكمين الحكم الكوني بالرضا والتسليم والحكم الشرعي كذلك بالرضا والتسليم والامتثال. فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم اثما او كافورا نهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من بعده ان يصبروا لحكم ربهم وان يحذروا من هذين الاثم هو المتلبس بالاثم وهو الفسق والفجور. والكفور هو الجاحد لله تعالى. المنكر لما جاء به انبياؤه فهذا تحذير من الله لنبيه من طرائق المنافقين والكافرين والعصاة والفاسقين ولا تطع منهم اثما او كفورا ثم دله على ما يعينه على الصبر. على حكم الله والعمل به فقال واذكر اسم ربك بكرة واصيلا فذكر الله تعالى غذاء للقلب غذاء للروح. والغافل اضعف الناس امام شهواته اما الذاكر فان الله تعالى يهبه قوة في قلبه روحه ونفسه تعصمه عن الوقوع في المحرمات وتحمله على فعل الطاعات واذكر اسم ربك بكرة واصيلا في هذا تنبيه على الصلوات. لان الذي فيه ذكر ذكر اسم الله بكرة واصيلا. هي الصلوات لا سيما صلاتي الصبح والعصر. لانهما يقعان في البكرة والاصيل والبكرة هي الغدوة والاصيل هو آآ اخر النهار. وسع بعض العلماء ومنهم اه اه السيوطي في الجلالين ان قوله واذكر اسم ربك بكرة يتناول صلاة الصبح صلاة الصبح والظهر وان وان الاصيل هي صلوات المساء التي هي العشاء المغرب والعشاء ثم بعد ذلك ومن الليل فهي تتعلق بقيام الليل والمقصود ان الله تعالى امر بذكره بذكر اسمه وذكر الله تعالى ذكر مطلق وذكر مقيد. فالذكر المطلق ان يلهج اللسان دوما بذكر الله تعالى كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم خير لكم من انفاق الذهب والورق. وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم. قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله وكما قال ربنا ولا ذكر الله اكبر اما الذكر المقيد فهما قيد اوقات واحوال وهيئات واسباب معينة وهناك ذكر لله في الصلوات كما اشرنا انفا فيذكر الانسان ربه في صلواته آآ من تسبيح وتحميد وآآ قراءة فاتحة وتشهد وما الى ذلك. وهناك اذكار في طرفي النهار وهناك اذكار للنوم واليقظة الطعام والشراب ابتداء وانتهاء ولدخول المسجد دخولا وخروجا الخلاء دخولا وخروجا لا يكاد شيء من امور الحياة الا ويتعلق به ذكر. فينبغي للموفق ان يحفظ الاذكار المتعلقة بكل حال وزمان ومكان حتى يكون قلبه موصولا بالله عز وجل دوما واذكر اسم ربك بكرة واصيلا. ومن الليل فاسجد له ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا في هذا تنبيه على قيام الليل وانه يقومه الا ان هذه الاية قد قيدتها اية المزمل التي آآ تناولناها سابقا في قول الله عز وجل ان ربك يعلم انك تقوم وادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه. فجعلها الله تعالى على سبيل الاستحباب. كما انه فصلها في حقه صلى الله عليه وسلم قوله يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه وهكذا يأتي في في القرآن ايات مطلقة تقيدها ايات مقيدة فقوله ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا. ربما دل ظاهره على ان الانسان يصلي الليل كله لكن بينت ايات المزمل تقييد ذلك وبينت السنة ايضا قوله صلى الله عليه وسلم قال اما انا فاني آآ اقوم وانام اقوم وانام. فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحيي الليل كله ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا. ولم يزل قيام الليل شعار الصالحين قيام الليل هو شعار الصالحين. يناجون ربهم ويتملقون ويدعون ويخلون به فينبغي للمؤمن الناصح لنفسه ان يجعل له حظا من هذا الشعار. وان لا يكون كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في وصف مقزز ان الله يبغض كل جعبري جوا. سخاب بالاسواق. جيفة بالليل حمار بالنهار جيفة بالله يلقي بنفسه على فراشه لا يذكر الله تعالى ولا يركع لله ركعة. حتى ان الامام احمد قال عمن يترك الوتر قال هو رجل سوء لا ينبغي ان تقبل له شهادة ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا وتأملوا يرعاكم الله كيف ان في الدنيا ساحب في ساحا ومجالا طويلا لعبادة الله. فقد قال الله هنا ليلا طويلا. وقال في سورة المزمل ان لك في النهار سبحا طويلا. في الوقت بركة في الوقت سعة لمن لمن وفقه الله تعالى. كثير من الناس يقول لا ندري كيف يمضي اليوم والليلة. لا ندري كيف تأتي الجمعة بعد الجمعة البركة منزوعة. الواقع ان ان اليوم والليلة مذ خلق الله السماوات والارض اربعة وعشرين ساعة لكل الناس لكن من الناس من يغتنمها ويبارك له فيها. ومن الناس من يستغرق في الغفلات فتذهب عليه سبهللا لا يدري كل يوم تطلع عليه الشمس لا ينجز شيئا ان هؤلاء يحبون العاجلة. ويذرون وراءهم يوما ثقيلا. بين الله سبحانه وتعالى ما السبب الذي يحول بين هؤلاء المكذبين المعاندين وسلوك طريق الحق انهم يحبون العاجلة اهي الدنيا فهم متعلقون بزخرفها وملذاتها وشهواتها ان هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم. يعني ينسون ويهملون ولا يكترثون ولا يبالون بيوم القيامة فيدرون ورائهم يوما ثقيلا. والحقيقة ان اليوم امامهم لكن لما صاروا غافلين عنه متناسين له كأنما جعلوه وراء ظهورهم. لان الذي يجعل الشيء وراءه لا يهتم به ولا يكترث به لا يبصره فلذلك عبر بقوله وياذرون ورائهم يوما ثقيلا اتخذوه ظهريا ان هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا. قال ربنا عز وجل من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا. ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا نحن خلقناكم وشددنا اسركم هكذا الاية نحن خلقناه خلقناكم نعم بصيغة الغيبة نحن خلقناهم وشددنا اسرهم واذا شئنا دلنا امثالهم تبديلا. الله اكبر نحن خلقناهم هذا تذكير باصل الخلقة التي نبه عليها في اول السورة. انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه. فيقول ها مذكرا منكر المعاد منكر البعث نحن خلقناهم وشددنا اسرهم. يعني ليس فقط خلقا عاديا لا خلق شديد الخلقة. قال المفسرون وشددنا اسرهم يعني شددنا خلقهم ومفاصلهم اعضائهم وهو خلق متين والعارفون بعلم وظائف الاعضاء اللي يسمى علم الفسيولوجي يدركون دقة خلق الانسان وكيف ركب الله تعالى هذه العظام؟ وكيف ربط بينها بالاوتار في العضلات بالاوتار بانواع الاربطة التي تشد خلق الانسان حتى يكون خلقا متماسكا. انظروا الان ايها الاخوة ومن بلغ انظروا الى الصناعات التي يصنعها ابن ادم. السيارة التي تكون من لا يمضي عليها اشهر وسنيات حتى تتناثر وتحتاج الى صيانة. وابن ادم ربما يعيش مئة سنة في عمليات اه حيوية تجري داخل جسمه بانتظام. صحيح انه يضعف وهذه سنة الله ويدب فيه الهرب لكن كم عملية تجري في لحظة واحدة في بدنك في جهازك العصبي جهازك الهضمي وجهازك التنفسي سائر اجهزتك. شيء عجيب مذهل لمن اه يعني اقترب من هذا العلم علم وظائف الاعضاء. هذا من معنى قول الله تعالى وشددنا اسرهم قال واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا اذا شئنا قيل ان اذا هنا بمنزلة ان ان شئنا وان ذلك لم يقع ولكن هذا نوع من التهديد كقول الله تعالى ان نشأ نذهبكم ايها الناس ونأتي باخرين يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد. وما ذلك على الله بعزيز فيكون هذا من باب التهديد لهم واذا شئنا بدلنا امثالكم تبديلا اي بمعنى نأتي بخلق سواكم هذا معنى المعنى الثاني ان اننا نفنيكم نفنيكم ثم ننشأكم نشأة اخرى. وهو البعث وان المقصود بقوله امثالكم يعني انتم انفسكم لانكم يعادوا تركيبكم فيكون هذه النسخة المعادية مثيلة للنسخة الاولية واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا. فهذه دلالة على البعث وفيها استدلال بالمبدأ على الميعاد تذكير بالمبدأ واستدلال به على المعاني واذا شئنا بدلنا امثالكم تبديلا ثم قال ان هذه تذكرة يعني ما جاء في هذه السورة من المواعظ البليغة والتشويق والتخويف تذكرة لانها تجلو القلب وتحيي النفس وتبصرها وتجلو الغشاوة عن الاعين والوقر عن الاذان ولكن عن القلوب واذا شئنا بدلنا امثالكم تبديلا ان هذه تذكرة. فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. انتم امام مسئوليتكم اعطاكم الله مشيئة حقيقية. بها تأتون وبها تذرون. لستم مسيرون. مقهورون. لستم مجبورون لستم مسيرين. لستم مقهورين. لستم مجبورين. عندكم ارادة ومشيئة بها تأتون وبها تذرون. وعليها الثواب والعقاب واذا شئنا بدلنا نعم ان ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا. وسبيل الله بين لزوم طاعته اشفنا بمعصيته وما تشاؤون الا ان يشاء الله في هذا ضبط للمعادلة حتى لا يطوح الانسان كما طوحت المعتزلة والقدرية وقالوا للعبد مشيئة مستقلة عن مشيئة الله والعبد يخلق فعل نفسه. فبين الله ان مشيئة العباد لا تخرج عن مشيئته. لان مقتضى الربوبية ان مشيئته نافذة فمشيئة العباد داخلة تحت مشيئة رب العباد فقال وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما حكيما. لكن لا تعارض بين الامرين. لان كل واحد منا حينما يأتي شيئا او يذر شيئا يفعله بسبق اصرار ومحض اختيار. ولا يرى انه مجبور على فعله. وهو لا يعلم ما قضى الله عليه في الازل وبالتالي فلا حجة له على الله بذلك والذي سيقع منه هو الذي قد قدره الله في الازل قطعا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين كما قال في التكوير وقال ها هنا وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عليما حكيما. فله العلم المطلق ما كان وما يكون وما سوف يكون وما لم يكن كيف لو كان يكون. حكيما اي حكيما في وحكيما في شرعه وفي حكمه وهو حكيم في قدره فما ربك بظلام للعبيد ولا يفعل شيئا عبثا ولهوا ولعبا بل لحكمة وغاية خلافا لنفاة الحكمة والتعليم وهو حكيم في حكمه فلا يظلم مثقال ذرة في مجازاة الناس ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته. اي في جنته يدخل من يشاء في رحمته. والظالمين اعد لهم عذابا اليما. ما الذي نصب الظالمين؟ فعل مقدر يفهم مما بعده يعني واعد للظالمين عذابا اليما وهي النار هذه هي صورة الانسان ونستفيد من الايات الاخيرات الفوائد التاليات منها فضيلة ذكر الله نعم اثبات تنزيل القرآن انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا وفيه رد على المعتزلة قائلين بانه مخلوق بل نقول القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وفيها اثبات علو الله بذاته فوق مخلوقاته. لان التنزيل انما يكون من اعلى الى اسفل. فدلت على علو الله القرآن كلامه. فاذا كان ينزل فمعنى ذلك ان المتكلم به في العلو. نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من فهي تدل على علو الذات الفائدة اه الثامنة والثلاثون وجوب الصبر لحكم الله الكوني والشرعي واصبر لحكم ربك التاسعة والثلاثون الحذر من طاعة الاثم والكفور. واعلموا يا رعاكم الله ان الاثم والكفور لا يقر له ولا يهنأ له بال حتى يجر غيره الى سبيله. لانه يريد ان ان يهلك كما هلك ولهذا يجب الحذر من اه اغرائهم واستذلالهم والتنبه لحيلهم ومكائدهم لا تشمل من تقدم ذكرهم من عموم الكافرين لانه قال هؤلاء وهنا قال اثما او كفورا تثنية آآ فيراد به جملة هؤلاء آآ من الفوائد ايضا فضيلة ذكر الله فضيلة ذكر الله تعالى طرفي النهار كما قال واذكر اسم ربك بكرة واصيلا فلا بد من عمارة الاوقات بذكر الله الحادية والاربعون فضيلة طول القيام والتهجد. ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا الثاني هو الاربعون اثر الذكر والقيام في الصبر على طاعة الله والاستقامة والثبات. لانه لما قال فاصبر لحكمك ربك ماذا قال؟ قال واذكر اسم ربك. ومن الليل فسبح قطعة اه كذلك ايضا من الفوائد ان حب الدنيا والغفلة عن الاخرة سبب للكفر والفسوق والعصيان قال الله عز وجل ان هؤلاء يحبون العاجلة. ما الذي اوقعهم في الكفر والفسوق والعصيان لحب الدنيا؟ حب العاجلة الفائدة الرابعة والاربعون ثقل يوم القيامة على الكافرين ويذرون وراءهم يوما ثقيلا. كما قال في المدة على الكافرين غير يسير يعني آآ يعني انه عسير عليهم الفائدة الخامسة والاربعون كمال قدرة الله وقوته واحاطته كما قال تعالى انا خلقناهم وشددنا اسرهم. واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا. فهي تدل على كمال قدرة الله وقوته واحاطته السادسة والاربعون الاستدلال بالبداءة على الرجعة نحن خلقناكم وشددنا اسركم. فنحن لسنا عاجزين عن ان نعيد امثالكم الفائدة السابعة والاربعون حصول التذكرة في القرآن عامة وفي هذه السورة خاصة. ان هذه تذكرة. فالقرآن لا شك تذكرة وموعظة وهدى وبيان وشفاء. الثامنة والاربعون اثبات مشيئة العبد. وفعله ودخولهما ودخولهما تحت مشيئة الرب ومفعوله فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما. والتاسعة اثبات اثبات اسم الله العليم والحكيم. وما تضمناه من العلم والحكمة. فكل اسم من اسماء الله تضمنوا صفة الفائدة الخمسون وبها نختم ان دخول الجنة برحمته ودخول النار بعدله. والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين