ان الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير واسروا قولكم او اجهروا به. انه عليم بذات الصدور الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فينعقد هذا الدرس الاخير المتعلق باخر سورة من جزء تبارك وهي سورة المرسلات في وضع استثنائي تمر به الامة الاسلامية بل يمر به العالم جميعا بسبب هذا الوباء وباء كورونا الذي احاط بالناس ونسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان يرفع عنا البلاء وان يدفع عنا البلاء وعن سائر المسلمين كما نسأله سبحانه وتعالى ان ان يبقي لنا غنم هذا البلاء وان يذهب عنا غرمه ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن وهذه السورة سورة المرسلات سميت بهذا الاسم لورود هذه اللفظة في مطلعها وهي سورة مكية باتفاق سوى ان ابن عباس رضي الله آآ عنهما آآ قال ان قول الله تعالى في اخرها واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون انها مدنية ولكن هذا لا لا فان الامر بالصلاة قد وجد آآ في سور مكية كثيرة يقول الله سبحانه وتعالى في مستهلها والمرسلات عرفا العاصفات عصفا والناشرات نشرا. فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا هذه خمسة اقسام على نسق يقع جواب القسم انما توعدون لواقع هذه الاقسام الخمسة اقسم الله تعالى ببعض مخلوقاته ولله سبحانه وتعالى ان يقسم بما شاء من مخلوقاته وليس لاحد ان يقسم الا بالله تعالى فمن حلف بغير الله فقد كفر او اشرك ذلك ان القسم هو تأكيد الامر بذكر معظم فلا يجوز ان يكون التعظيم المطلق الا لله عز وجل فلا يحلف بغير الله لهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يحلف بالكعبة او بالامانة او ان نحلف بابائنا. من كان حالفا فليحلف بسم الله قال تعالى والمرسلات عرفا قيل في المرسلات اقوال متعددة فقيل ان المرسلات هي الرياح ذلك ان الله تعالى يرسلها بشرا بين يدي رحمته وقيل ان المرسلات هي الملائكة يرسلها الله سبحانه وتعالى آآ بامره ووحيه وقيل غير ذلك من الاقوال الاقرب والله اعلم ان المرسلات هي الريح ذلك ان الله سبحانه وتعالى اذا ذكر المرسل اذا ذكر الرياح في كتابه قرن بها الارسال وقع ذلك في سبعة مواضع في القرآن العظيم. الله الذي يرسل الرياح والله الذي ارسل الرياح ويرسل الرياح فهذا يعزز ان يكون ان ان ان يكون المراد بالمرسلات هي الريح ثم قوله وقيل اقوال قريبة او قد تندرج فيما مضى فقيل ان المرسلات هي الرسل الذين بعثهم الله تعالى قال عن جماعاتهم مرسلات الاقرب والله اعلم كما اسلفنا انها الرياح وهو اختيار اكثر المفسرين ومعنى عرفا على القول ان المرسلات هي الرياح اي متتابعة كعرف الخيل وذلك ان عرف الخيل يكون آآ على نسق متتابع بعضه يتلو بعضا فهكذا الرياح حينما يرسلها الله تعالى متتابعة ولا ريبعة ان الرياح من اعظم ايات الله تعالى ولهذا ذكرها الله سبحانه وتعالى في عشرة مواضع في القرآن الكريم بهذا الاسم الصريح الرياح ذكرها اية يستدل بها على ربوبيته سبحانه المشتغلون بالمناخ وعلم الهيئة يدركون حركة الرياح توزيعها واثرها في نقل السحب التي ينشئها الله تعالى وينشئ السحاب الثقال وكيف يصرفها الله تعالى بالرياح ومن قال ان المرسلات هي الملائكة ففسر عرفا بانها ترسل بالعرف اي المعروف وهو الحق الذي ينزله الله تعالى على انبيائه ورسله العاصفات عصفا العاصفات اه هي ايضا الرياح. وهذا يؤيد ما تقدم وهي الرياح التي تهب هبوبا شديدة وقيل ايضا ان العاصفات هي الملائكة يأمرها الله تعالى ان تعصف بمن شاء والاقرب ايضا ان كما اسلفنا ان المراد بالعاصفات اه انها الرياح التي تعصف وتهب بشدة والعاصفات عصفا العاصفات عصفا والناشرات نشرا. ايضا قيل في معنى الناشرات اقوال متعددة قيل ان الناشرات هي الملائكة تنشر اه كتب الاعمال يوم القيامة ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اي مفتوحا وقيل ان الناشرات هي الرياح لانها تنشر السحاب وتنقله من موضع الى موضع وتفرقه في السمع. وهذا هو الاقرب والاليق لما تقدم من الايات وقيل ايضا ان الناشرات هي المطر اذ المطر ينشر الارض الميتة اي يحييها اه وقيل اقوال اخر لكن هذه هي اشهرها والناشرات نشرا وهذا ثم قال الله سبحانه وتعالى الملقيات ذكرى والملقيات الاقرب ان تكون الملائكة الملائكة هي التي آآ تنزل بالوحي فتلقيه على انبياء الله وقيل ان الملقيات هي الرسل نفسها اذ انها تتلقى آآ الوحي من الله سبحانه وتعالى وتلقيه على عباد الله تعالى الملقيات ذكرى ونجد ايضا في كتاب الله تعالى امثال هذه الاقسام فبعضها يتعلق بالملائكة وبعضها يتعلق فاذا قال الله تعالى مثلا والنازعات غرقى والناشطات نشطا آآ السابحات سبحة في السابقات سبقا. فهذه طوائف من الملائكة الكرام واذا قال الله تعالى والداريات ذروى فالحاملات وقرا فهذه تتعلق بالرياح التي اه يرسلها الله سبحانه وتعالى والمرسلات عرفا كالعاصفات عصفا والناشرات نشرا الفارقات فالفارقات فرقا. نعم هذه تجاوزناها. والفارقات هي آآ قيل فيها كما قيل في آآ اخواتها قيل ان الفارقات هي الملائكة اذ انها تنزل بامر الله تعالى آآ تفرق بين الحق والباطل. وقيل انها اي القرآن. فاي القرآن تفرق بين الحلال والحرام والحق والباطل وقيل انها ان الفارقات ايضا هي الرياح لانها تفرق السحاب فالبلقيات ذكرى عذرا او نذرا اه اما ان تكون هذه الجملة حالا واما ان تكون مفعولا لاجله وقد قرأت على آآ اكثر من قراءة عذرا او نذر بالتسكين وبالظن عذرا او نذرا ومعناها واضح بين يعني ان سبب آآ القاء هذا الذكر للاعذار واقامة الحجة والانذار الذي هو الخبر المخوف عذرا او نذرا فملائكة الرحمن التي تنزل بوحيه آآ تقيم الحجة على الناس وتقطع اعذارهم وتنذرهم مما هم مقبلون عليه ورسل الرحمن الذين يتلقون وحيه ويدعون العباد اليه كذلك فلهذا قال الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. ثم يجيء جواب القسم بعد هذه اه سلسلة من الاقسام العظيمة انما توعدون لواقع انما اداة حصر يعني كأنما الغاية القصوى من هذا التأكيد والقطع والحزم هو اثبات هذه الحقيقة التي تنازعون فيها وهي البعث بعد الموت والميعاد انما توعدون لواقع وهذا هو اهم مقاصد السورة وهو اثبات المعاد انما توعدون لواقع. وقد قال الله تعالى في سورة الذاريات انما توعدون لصادق وان الدين لواقع الا على ان المقصود بالقطع بالوقوع هو ما انكروه وهو المعاد الذي كان مستبعدا بالنسبة لهم حتى انه لا يأتي احدهم ابي ابن خلف بعظم الى النبي صلى الله عليه وسلم فيفته ويذروه ويقول اتزعم يا محمد ان ربك يحيي هذا بعد ان صار رميما فيقول نعم ويدخلك النار انما توعدون لواقع النجوم طوميسات. هذا تفسير وبيان لهذا الامر الواقع الذي اقسم الله تعالى على وقوع بهذه الاقسام الخمسة فاذا النجوم طمست والنجوم معروفة هي هذه الاجرام السماوية التي تتلألأ في ظلمة الليل فاذا كان يوم القيامة سلبت ضوئها وذهب نورها. فاذا النجوم طمست واذا السماء فرجت ومعنى فرجت اي شقت ويوم تشقق السماء بالغمام والبالك على ارجائها واخبر الله تعالى بانها واهية والملك على ارجائها فهذه السماء المحكمة المثقلة التي قال الله عنها فارجع البصر هل ترى من فطور؟ تتشقق يوم القيامة اذا السماء انشقت. اذا السماء انفطرت قال الله تعالى واذا الرسل واذا الجبال نسفت. هذه الجبال الصلبة الصلبة الراسخة الشاهقة هذه اذا كان يوم القيامة تنسى ومعنى نسفت يعني ذهب بها سريعا والله تعالى يحكي حال الجبال يوم القيامة بصور متعددة يقول في موضع وبست الجبال بسا. يعني وذريات ويقول في موضع ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا وقبل ذلك وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب. صنع الله الذي اتقن كل شيء فهذه الجبال التي هي من اعظم مخلوقات الله يقرنها الله تعالى بالسموات والارض حتى اه انها لا تكاد ان تكون بمنزلتهما انا عرضنا السماوات انا عرضنا الامانة على السماوات والارظ والجبال يصبح يوم القيامة هباء منثورا مذروا قاعا صفصفا الجبال نسفت واذا الرسل اقتت هكذا قرأت اقتت بالهمز وقرأت بالواو وقتت. وقرأت بالتخفيف وقرأت بالتشديد والمعنى واحد يعني انها جعل لها ميقات وموعد واذا الرسل اقتت يعني ضرب لها موعد مؤجل كما دل عليه قوله بعدها لاي يوم اجلت وانما نص على الرسل خاصة لانهم هم الشهود على اه اممهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. فكل آآ رسول يشهد على امته هذه آآ احداث احداث من احداث يوم القيامة نبه الله سبحانه وتعالى عليها بهذه الجمل الواقعة بعد جواب القسم لكي تكون اه كالتفسير له وربنا سبحانه وبحمده كثيرا ما يذكر صور القيامة ومشاهدها في القرآن العظيم بطريقة مثيرة عجيبة يسرح الخيال في تصورها آآ ادراك ومحاولة ادراك معانيها. وان له ان يدرك التفاصيل والكيفيات لكنه يملك المعنى المعهود في الاذهان ويطلق العنان في تصور ابعاده اه حتى تحصل له بذلك الموعظة والذكرى اذا كما قال ربنا فاذا النجوم طمست واذا السماء فرجت واذا الجبال نسفت واذا الرسل اقتت لاي يوم اجلت ليوم الفصل فهي مقدمة حافلة لهذه الجملة لتعظيم ذلك اليوم. ليوم الفصل ويوم الفصل اسم من اسماء يوم القيامة وقد اسلفنا القول ان اسماء القيامة اسماء واعلام كما نقول ذلك فيما يتعلق باسماء ربنا عز وجل واسماء نبيه صلى الله عليه وسلم واسماء القرآن واسماء يوم القيامة وكل ما سماه الله تعالى فهو اسم ووصف ذلك انه يكون علما على ذلك المعين. ويحمل وصفا مستقلا له واليوم القيامة اسماء متعددة آآ بلغ بها بعض العلماء اربعين اسما بل وصل بها بعضهم الى ثمانين القرآن العظيم اسماء عدة من اسماء يوم القيامة يوم الازفة الصاخة الطامة القارعة اه يوم الدين ويوم التغابن وها هنا يوم الفصل لماذا قلنا انه اسم ووصف؟ لان من شأنه انه يفصل بين العباد يوم القيامة فريق في الجنة وفريق في سعيد يفصل في اعمالهم ومراتبهم ومنازلهم والله تعالى يفصل بين عباده يوم القيامة ليوم الفصل وما ادراك ما يوم الفصل هذا الاستفهام للتعظيم والتضخيم. وما ادراك ما يوم الفصل وكثير ما يقع في القرآن العظيم مثل هذا الاسلوب آآ ليعظم الله تعالى به المقصود القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة الحاقة ما الحاقة؟ وما ادراك ما الحاقة والله تعالى يسوقه على سبيل الاستفهام الذي يراد به التعظيم والتفخيم وما ادراك ما يوم الفصل يقول الله سبحانه وتعالى الم نهلك الاولين ثم نتبعهم الاخرين كذلك نفعل بالمجرمين. ويل يومئذ للمكذبين هكذا ايضا يأتي اسلوب استفهام بعبارات وفواصل قصيرة. ينبه الله تعالى فيها على سننه الكونية لكي تكون دليلا على ما سيقت لاجله من ان المكذب بالدين هذه عاقبته وفي هذا وخز لضمائر هؤلاء المكذبين بالدين من كفار قريش لينظروا في سنن الله السابقة الم نهلك الاولين والجوع مبالى واذا صدر الاستفهام بهمزة الاستفهام فينبغي ان يكون الجواب ببلا في حال الاثبات الم نهلك الاولين؟ وقد قيل في الاولين انها الامم السابقة باطلاق ثم نتبعهم الاخرين اي انها اشارة الى آآ من عاصر النبي صلى الله عليه وسلم من منكر البعث من كفار مكة العرب وقيل ان المراد بالاولين الامم السابقة آآ البعيدة آآ التاريخ مثل وثمود ومدين وعاد وثمود والامم المتقدمة. وان الاخرين هم قوم ابراهيم وال فرعون وغير ذلك اه ثم نتبعهم الاخرين. يعني ان هذه سنة الله الجارية آآ في خلقه. كذلك نفعل بالمجرمين اي ان ما صنعه الله تعالى بالاولين والاخرين هي سنة مطردة باقية يجريها الله تعالى وفق حكمته. وفي هذا كما اسلفنا تخويف واعاد ونذارة منكر البعث كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين وهذه الجملة ترددت في هذه السورة نحو عشر مرات. وليس هذا من باب التكرار الذي لا فائدة منه او من باب الحشو وكلا فليس في القرآن شيء زائد ولا حشو لا طائل من ورائه. فان الله تعالى يكرر بعض الايات في كتابه كما فعل سبحانه في سورة الرحمن فبأي الاء ربكما تكذبان فالمراد منها في هذه السورة هو اه وعيد من كذب بما تقدم ذكره فمن انكر ما تقدم ذكره اه من اثبات المعاد وايقاع المثولات في منكريه فالويل له والويل الكلمة وعيد. وقيل انه وعيد خاص. وان الويل واد في جهنم. ويل يومئذ للمكذبين ثم قال الله تعالى الم يخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين. الى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون. ويل يومئذ للمكذبين هذا لون جديد من الوان الاستدلال على اثبات الميعاد ما تقدم هو الاستدلال بسنن الله الكونية. وهذا استدلال في المبدأ على المعاد التذكير بالمبدأ يجعل الامر محل قبول لان القادر على بدء الخلق قادر على اعادته بل هو اهون عليه فتأمل الم نخلقكم آآ عامة القراء آآ ادغم القافة في الكاف فلم يظهر القاف لم يبهر القاف قرأ الم نخلقكم من ماء مهين وفي قراءة قالون عن نافع اظهار القاف. اظهار القاف والماء المهين هو المني الذي يخرج من الرجل ومن المرأة فيحصل بهما آآ النطفة الامشاج التي تقدم ذكرها في سورة الانسان فهو ماء مهين اي حقير تزدريه العين وتشمئز منه النفس فهو حقير آآ يشمئز الانسان من النظر اليه ومنته ومرأة اهلا بنخلقكم من ماء مهيب. هذا تنبيه على اصل هذا الانسان انه لم يكن شيئا. وبالدراسات الحديثة اسكوبية فان اصل الانسان هو جزء ايضا من ذلك الماء هذه الدفقة الواحدة يقال انها تحتوي على مليون حيوان منوي الدفقة الواحدة وانما يخلق الانسان من واحد من هذه الحيوانات التي تسبق الى البويضة فتغصبها فهو بحق ماء مهين الم نخلقكم من ماء مهين؟ فجعلناه في قرار مكين الله اكبر. ذلكم القرار المكين هو الرحم الذي جعله الله تعالى في موضع تحيط به العظام من آآ صلب المرأة وحوضها حتى لا يتعرض لسوء جعل الله تعالى خلقة هذا الجنين اه مرتبطة بهذا الغلاف السميك للرحم وجعل وجهه تلقاء ظهرها لا آآ لا بالعكس لكي يكون ذلك احفظ له فيمكث هذه الاشهر التسعة في هذا آآ الوعاء الذي يمده بالغذاء ينمو نموا ويتمرحل في خلقته كما وصف الله تعالى في سورة المؤمنون وغيرها في قرار مكين الى قدر معلوم. ذلكم القدر هو الموعد الذي ضربه الله تعالى لخروج هذا المخلوق الى الدنيا الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار كثيرا ما يذكر الله التقدير الدقيق فيما يتعلق بالتخليق فلان كان الناس يعتنون الان في ضبط المواليد في الشهر والساعة والدقيقة فهو عند الله اضبط وادق فكل انسان قد حد الله له حدا وقدر له قدرا كما تلونا في اية الرعد وفي هذه الاية الى قدر معلوم فقدرنا فنعم القادرون. اي والله قدرنا من القدرة ومن التقدير فلهذا آآ قرأت بالقراءتين بالتخفيف اه اه التشديد فقدرنا او فقدرنا ما قدرنا اه ادل على القدرة وقدرنا عدل على التقدير. فقدرنا فنعم القادرون اي والله. اي والله. ان اللسان ليذهل حينما يرى آآ مراحل تخليق الجنين وما يمر به من اطوار وكيف تتخصص خلاياه وقد كانت خلية واحدة اه تتابعت عليه الانقسامات ثم تخصصت فاذا بخلايا للعين وخلايا للكبد وخلايا للسمع وخلايا بكذا وكذا خلايا عصبية وخلايا هضمية وخلايا انسجة للبشرة وهكذا شيء عجيب مذهل قال الله عز وجل فقدرنا فنعم القادرون. ويل يومئذ للمكذبين. من انكر ذلك وكذبه وما يقتضيه؟ فالويل له ثم ذكر الله تعالى ضربا ثالثا من الادلة على اثبات الميعاد الا وهي الدلائل الارظية. فقال سبحانه الم نجعل الارض كفاتا احياء وامواتا. وجعلنا فيها رواسي شامخات. واسقيناكم ماء فراتا. ويل يومئذ للمكذبين هذه الطائفة من الايات ايضا تدل على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى. وامكان البعث وانه اهون عليه فهذه الارض امنا التي حوتنا وضمتنا وعشنا عليها ونعود اليها منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. هذا معنى كفاتا. اي انها تضمكم فهي تضمنا احياء وامواتا. فنحن في اكنانها في البيوت والكهوف والمغارات والظلال فبما جعل الله تعالى في هذه الارض من الاكنان واه البيوت والسقوف وغير ذلك هي تظمنا هي لنا كفات والكفت هو الضم وهي ايضا بعد موتنا تغطينا منها خلقناكم وفيها نعيدكم فقد فطر الله البشر على ان يدفنوا وموتاهم كما علمهم ذلك في قصة ابني ادم احياء وامواتا وجعلنا فيها رواسي شامخات والمراد بها الجبال وصفت بانها رواسي لرسوها ولتمكنها وتجذرها في قعر الارض حتى ان الله وصفها في سورة النبأ بانها اوتاد والجبال اوتاد فلهذا يقول علماء الهيئة ان قهر الارض او في جوف الارض كما على ظهرها من آآ الجبل. فاذا كان ارتفاع الجبل خمسمئة متر او اكثر من ذلك فله ما يقابله في بطن الارض فهي بمنزلة الاوتاد والاطناب انا وجعلنا فيها رواسي شامخات. فتأمل هذا التقابل في انها رواسي فهي ممتدة في العمق. وهي ايضا شامخات اي انها شاهقة في العلو شامخات اي آآ بمعنى انها آآ مرتفعة آآ شاهقة في جو السمع وجعلنا فيها رواسي شامخات واسقيناكم ما ام فراتا هذا اشارة الى المطر الذي جعله الله سبحانه وتعالى اه حياة للارض وحياة للانسان وحياة اه للحيوان ومعنى فراتا اي عذبا زلالا اه لانه امتن به اه بهذا الوصف اه لكونه هو الوصف الصالح للاستمتاع والشرب. بل وللنبات وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح اجاج. واسقيناكم ماء فراتا. ويل يومئذ للمكذبين الذين لا يعتبرون بهذه الايات الارضية والافاقية ويل لهم دلت هذه الجملة من الايات على ان القادر على خلق هذه الاشياء. وجعل الارض بهذه الصفة قادر ايضا على اعادة خلقهم من جديد. لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس العجب ان يخبركم نبيكم انكم ستبعثون وبعد هذه الحملة من الايات الدلالات المقنعات لذوي العقول والالباب. يقول الله سبحانه وتعالى انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون تغير في في السياق والتفات يلفت الانظار والانتباه. انطلقوا هكذا يأتي بصيغة فعل الامر انطلقوا ايها المكذبون. انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون. ما الذي كان يكذبون به؟ كانوا يكذبون بالبعث. كانوا يكذبون النار فيقال لهم الان كأنما انتقل المشهد الى يوم القيامة. كأنما رحلوا الى ذلك اليوم الموعود الذي كانوا ينكرون فيقال لهم انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون. ما ما هو؟ انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب لا ضليل ولا يغني من اللهب عياذا بالله وقرأت اه على صيغة الخبر الثانية انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب. والقراءة المشهورة هي بصيغة الامر آآ في الثانية كما في الاولى انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب والشعب اي الاجزاء المفترقة وذلك ان دخان لها اذا ارتفع في السماء آآ يفترق فرقا فيخرج هذا اللهب وهذا الدخان من نار جهنم والعياذ بالله فيكون لهم ظلا فاذا ارتفع تفرق الى ثلاث شعب كما وصف بعض المفسرين شعبة عن يمينه وشعبة عن شماله وشعبة فوق رأسه فهي تكتنب من كل مكان فهذا حالهم والعياذ بالله. هذا ظلهم والعياذ بالله يوم القيامة في حين ان عباد الله تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل الا ظله اما ظل هؤلاء والعياذ بالله بثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب اي ليس الظل الذي تعهدونه انه يقيكم الحر وهو ليس بهذا الاعتبار لا ضليل ولا يغني من اللهب يعني وان كنتم تحت اه سلطانه ولكنه لا يمنع عنكم ان تصلكم السنة اللهب نار جهنم ولا يغني من اللهب. وربما هذا اه يدل على ان هذا يقع اه بعد عرصات القيامة اه وظاهر الاية ان ذلك انما يكون بعد بعثهم. فيكون ذلك دخان يخرج من نار جهنم يقعون في آآ فيه يقول الله عز وجل انها ولم يسمها وذلك لمزيد تعظيم شأنها وخطرها وشدتها ولكنها النار الله واياكم انها بشرر كالقصر اي تقذف بشرف والشرر هو ما يتفلت من النار من آآ قطع متوهجة يقال لها شرر جمع شرارة او شرار فانها ترمي بشرر كالقصر القصر اي بحجم القصر وهي البيوت العظيمة وقيل في القصر قراءات اخرى كالقصر يراد بالقصر اه نوع او مقدار من الحطب اه يبلغ نحو ثلاث اذرع كانوا يتخذونه ويحفظونه للشتاء اراد ان يبين او يمثل بشيء يعهدونه في اذهانهم والقراءة المشهورة كالقصر والقصر هو البناء الكبير فهذا يليق بتلك النار العظيمة نار الله المؤصدة ترمي بشرر كالقصر كأنه ذلك الشرف جمالة صفر وجماله جمع جمال فهي جمع جمع يقال له جمالة جمالة صفر وهي في تشويهها هذا ايضا بالابل التي يعهدونها ونوع خاص منها وهي الابل السوء المشهوبة بصفرة العرب تطلق اه وصف اه الصفر على الابل السوداء المشهوبة بصفرة ويقولون لا يكاد يوجد ابل سوداء الا وهي مشوبة بصفرة فلذلك يسمونها صفر يقول الله عز وجل كانها جمالة صفر. ويل يومئذ للمكذبين. مرة اخرى يتوعد ويتهدد اولئك الذين كذبوا بالميعاد وما يقع فيه من آآ حوادث آآ اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك يصف حالهم هم في هذا التون الشديد وهذا الوضع البئيس هذا يوم لا ينطق ولا يؤذن لهم فيعتذرون في هذا الوضع الرهيب في هذا الوضع القابض لا يتمكنون من النطق تعقل السنتهم فلا يتمكنون ولا من الاعتذار والافصاح عن مكنونات قلوبهم. لان الدهشة قد علتهم وبلغت القلوب الحناجر. وان كانوا في بعض مواضع القيامة آآ يأخذون في الاعتذار ويحلفون الايمان ويكذبون الرسل ويكذبون الملائكة وغير ذلك. لكنهم في هذا الموضع العصيب يختم على عليهم فلا يتمكنون لشدة الهول من بيان يقول الله تعالى هذا يوم لا ينطقون. ولا يؤذن لهم فيعتذرون. ويل يومئذ للمكبر فيا لها من حال بعيسى وما اعجب تصوير القرآن لحال المكذبين يوم القيامة. ان فيه من العظة والعبرة لمن شرح الله صدره ما يحمله على ان ينخلع مما هو فيه من تكذيب وفسق وكفر وعصيان واما من ختم على قلبه فما تنفعهم موعظة ولا ادكار وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ولما ذكر الله حال هؤلاء انتقل الى ذكر حال مقابليهم من المؤمنين. فقال سبحانه ان المتقين في ظلال وعيون فان كان اولئك في ظل بثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب فان عباد الله المؤمنين في ظلال بلال ضليلة ميلاد ضليلة هم في عرصات القيامة في ظل عرش الرحمن وهم في الجنة في ظلال اشجارها وافيائها في ظلال وعيوب. فالظلال من فوقهم والعيون تجري من تحتهم وفواكه مما يشتهون وهو ما يتفكهون به من انواع المآكل وقد جاء في السنة آآ وصف رقيق آآ لنعيم اهل الجنة وكيف ان الرجل من اهل الجنة آآ اذا اشتهى الثمرة تدلت له حتى صارت في متناول يده. فاذا قضى منها نهمتها وارتفعت في شيء كما قال ربنا عز وجل في الحديث القدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر يا قلبي بشع وفواكه مما يشتهون. كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون. هكذا يمتعهم الله تعالى متاعا حسيا ومتاعا معنويا فهم في راحة وديعة وانس حسني بان وهم ايضا يتقلبون في انواع المتاع من الاكل والشرب والنكاح. وسائر المتع الحسية وما ذاك الا لما قدموه في هذه الدنيا كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون. اي بسبب ما قدمتم من اعمال صالحة في هذه الدنيا نلتم بها هذا الجزاء فان الله وتعالى لا يخلف الميعاد. قد وعدكم فصدق وعده جعلنا الله واياكم منهم قال الله تعالى ويل يومئذ للمكذبين. ومرة اخرى هذه الجملة تتعلق بما تقدم ذكره. فمن كذب بنعيم اهل الجنة فويل له ثم قال الله سبحانه وتعالى ويل يومئذ للمكذبين واذا قيل لهم كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون اه التفت السياق الى الفريق الاخر وهم المجرمون لما كان الحديث عن الاكل والشرب والتمتع اراد الله سبحانه وتعالى ان يبكتهم وان يندمهم. فقال كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون. فهم في النار انما يأكلون الغسلين ويشربون الحميم ويأكلون الضريع وهم في الدنيا كانوا يأكلون ويتمتعون. لكنه متاع زائل كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون. اي هذا في الدنيا. فانتم في الدنيا تأكلون وتتمتعون كما تأكل الانعام قليل متاع زائل فهي لا انتم في هذه الدنيا تنالون ما قسم لكم بمقتضى الربوبية فان الله سبحانه وتعالى قد تكفل لكل دابة بما آآ يقيم اوادها هذا من مقتضى الربوبية وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. فهو ان رزقها لكنها لا تحل له بل تكون شؤما عليه لهذا قال ربنا عز وجل قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة. يعني في الحياة الدنيا يشركهم غيرهم من الكفار وان كانت لا تحل لهم لكنهم يشاركونهم في المآكل والمشارب وربما ايضا يفوقونهم في التمتع في التمتع بها لكنها يوم القيامة تكون خالصة للمؤمنين. واما الكافرين فانما يأكلون من الضريع ويشربون من الحميم والغسلين ويل يومئذ للمكذبين. واذا قيل لهم اركعوا لا يركعوا. ويل يومئذ للمكذبين. حينما يندبون الى الخضوع لله سبحانه وتعالى الصلاة فانهم يأبون يستنكفون عن ذلك ولا يظهرون العبودية المستحقة لله تعالى وبعضهم يقع في نفسه كبر جاهلي كما وقع لثقيف في جاهليتها لما امرهم النبي صلى لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم آآ الى الاسلام استثنوا فقالوا الا الصلاة. فانا نراها دناءة. هكذا فكرهم اه الجاهلي. لان فان نرى ان الحني آآ مذلة وهي مذلة لله رب العالمين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا خير في دين لا ركوع فيه. او لا صلاة فيه. فابى ان يقبل منهم حتى يركعوا واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون. ويل يومئذ للمكذبين اما اهل الايمان فانهم يشرفون بالركوع لله والسجود له وبنطلي فيما يحكى في هذا المقام ان الامام مالك رحمه الله كان لا يرى صلاة النفل في وقت النهي فلا يرى ان تصلى الراتبة ان تصلى تحية المسجد في وقت النهي. فقدر انه دخل المسجد يوما بعد صلاة العصر فجلس اتى اليه صبي وقال له ولا يعرفه قال يا شيخ قم فاركع ركعتين. فقام رحمه الله وركع ركعتين وقيل له يا ابا عبدالله كيف وانت لا ترى الركوع في الصلاة في وقت النهي؟ قال اني خشيت ان اكون ممن قال الله فيهم اذا قيل لهم اركعوا لا يركعون قال الله عز وجل فبأي حديث بعده يؤمنون الله اكبر. اذا لم يقمعهم القرآن اذا لم يخضعوا لاياته ودلائله وحججه وبراهينه فبأي حديث يمكن ان يقتنعوا وفي هذا الماحة الى الدعاة الى الله سبحانه وتعالى انه ينبغي ان يكون دليلهم الاول وسلاحهم الذي عليه المعول هو القرآن العظيم كما قال الله عز وجل وجاهدهم به جهادا كبيرا. وقال وانذر به فيجب ان يستشعر الداعية الى الله عز وجل ان اعظم سلاح له هو القرآن العظيم. وانه ينبغي ان يحتج به يستدل ويستدل به وينكح من معينه ويستخرج الدلائل التي اودعها الله تعالى فيه لا يغرنك ما تسمع من كلام بعض المتكلمين او العصرانيين آآ المتفلسفين الذين يقولون دعوا النصوص جانبا هذه ادلة سمعية. وعليكم بالادلة العقلية ودلائل آآ الاعجاز العلمي وو الى اخره ما كان من حق فيما يذكرون فهو موجود في القرآن العظيم. فالقرآن يتضمن العقل والنقل معه ليس هناك دليل اقوى من دلالة القرآن. ولا موعظة اعظم من موعظة القرآن تمسك بهذا ايها المؤمن وايها الداعية يا طالب العلم ولا تعدل به شيئا. فباي حديث بعده يؤمنون فلا تبحث عما سواه. ولا تحاول ان تتسلح بغير سلاح القرآن. فهي اسلحة واهية ضعيفة بجنب سلاح القرآن قوته واقناعه. ولهذا قال ربنا عز وجل وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله حتى اسمع كلام الله. فاول ما نقرع به سمعه كلام كلام ربنا عز وجل في هذا تمت السورة ونختمها بذكر الفوائد المستنبطة منها فمن من الفوائد المستنبطة منها اولا اقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته كما في صدر هذه السورة اقسم بخمسة امور وايضا شرف المقسم به فان الله تعالى آآ لا يقسم الا بامر شريف الفائز الثانية تسخير الله تعالى لمخلوقاته من الرياح والملائكة فيما شاء الله تعالى يسخر الرياح والملائكة والرسل وغير ذلك فيما يريده سبحانه ومن الفوائد ايضا ان ايات القرآن فرقان بين الحق والباطل والمؤمن والكافر والحلال والحرام كما قال تعالى والفارقات فرقا ومن الفوائد ان القرآن ذكر للقلوب واعذار وانذار للناس. فالملقيات ذكرا عذرا او نذرا فهذا الملقى الذي هو اي القرآن ذكر. يحصل تحصل به الذكرى وهو اعذار وانذار. ومن الفوائد اثبات والقطع بذلك انما توعدون لواقع اه هكذا بهذه الصيغة التي لا تبقي ولا تذر للشك مجالا. ومن الفوائد بيان المتغيرات الكونية في السماوات والارض يوم القيامة. يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار التفاصيل التي ذكرها الله تعالى في هذه السورة وفي سورة التكوين وفي سورة الانفطار وفي سورة الانشقاق وفي غيرها من اي الكتاب ومن الفوائد شهادة الرسل على اقوامهم لقوله واذا الرسل اقتت لاي يوم اجلت. فلهم مهمة خاصة في ذلك اليوم كما اخبر الله سبحانه وتعالى اي انه يؤتى يوم القيامة من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. من الفوائد ان من اسماء القيامة يوم الفصل وهو اسم ووصف كما بينا ومنها وعيد المكذبين بالبعث لقوله ويل يومئذ للمكذبين. ومن الفوائد سنة الله المضطردة في اهلاك المكذبين. الم نهلك الاولين ثم نتبعهم الاخرين. كذلك نفعل بالمجرمين ومن الفوائد الاستدلال بالخلق الاول على اعادته لقوله الم نخلقكم من ماء مهين؟ فهي ففي هذا تنبيه على ان الذي بدأ الخلق قادر على اعادته بل هو ومن الفوائد بديع خلق الله. وكمال قدرته في خلق الانسان وتطوره ولهذا فاني ادعو اه اخواني طلبة العلم الى ان يقرأوا في تفاصيل اه هذه الاشياء من الناحية العلمية التي اظهرها وجلاها العلم الحديث. فان في هذا زيادة ايمان وتفكر واعتبار فهذه تزيد الايمان. وفرق ما بين المؤمن وغير المؤمن ان المؤمن حينما يقرأها يزداد ايمانا بينما يقرأها غير المؤمن كما يقرأ جملة من الارقام والبيانات لا تحرك فيه ساكنا قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ومن الفوائد اثبات القدر السابق اثبات القدر السابق فقدرنا فنعم القادرون وتجليه بتوقيت حمل الجنين ووضعه. فان هذا يدل تماما على دقة القدر السابق. وان كل شيء عنده بمقدار كما ترون الله يعلم ما تحمل كل انثى. وما تغيظ الارحام وما تزداد. وكل شيء عنده بمقدار ومن الادلة الاستدلال بالادلة الارضية على اثبات على اثبات البعث. الم نجعل الارض كفاة في الايات ايضا اشارة الى آآ ما تتجدد به هذه الارض من موت وحياة فان الانسان يرى هذه الارض تضم اه اه البذور وتغطيها ثم لا تلبث ان ان يسقيها ماء السماء فتعود آآ حية آآ وهو مرة اخرى لهذا قال الله كذلك الخروج ومن الادلة ايضا او من الفوائد ايضا الاستدلال بالخلق الاعظم على ما دونه رواسي شامخات واسقيناكم ماء فراتا. فالتنبيه بهذه المخلوقات الهائلة على ان خلق السماوات والارض اعظم من خلق الناس ومن الفوائد ايضا اسلوب الالتفات واسلوب التكرار في القرآن فالقرآن بديع تتنوع اساليبه لا يمله قارئه لا يبلى على كثرة الرد ولا يخلق بينما الايات تسير على نسق اذا به يقول انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون هذا جمال هذا اه استثارة للعقل والوجدان كذلك التكرار في بعض الايات فقد كرر ويل يومئذ للمكذبين عشر مرات في هذه السورة لكي تكون كل جملة معقبة على ما سبقها من بيان ومن الفوائد ايضا شدة عذاب جهنم وسوق المكذبين اليها كرها. انطلقوا هم مأمورون بذلك ولو كان الامر اليهم لم ينطلقوا ولم يذهبوا الى ذلك المكان البئيس. وظل كمية حموم هذه صفته ومن الفوائد الجهام افواه المكذبين وعقل السنتهم عن الكلام والاعتذار لشدة الهول. هذا يوم لا ينطق اجارنا الله واياكم ومن الفوائد انقطاع حيلة المكذبين يوم القيامة. وابلاسهم ما يستطيعون ولا الاعتذار حتى الاعتذار لا يتمكنون منه ولا يؤذن لهم فيعتذرون فلا حيلة لهم قد حيل بينهم وبين فيشتهون وقد قال الله تعالى يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان ومن الفوائد وهي الفائدة العشرون كمال نعيم المؤمنين الحسي والمعنوي الجنة كما وصف الله تعالى ان المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون. كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ونستفيد ايضا ان العمل سبب لدخول الجنة لا ثمن لها فقوله بما كنتم تعملون هذه الباء ليست باء المعاوضة ولا باء التمنية ولا باء المقابلة بل هي باء وبهذا نجمع بين هذه الاية وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم واعلموا انه لن يدخل احد الجنة بعمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان غمدني الله برحمته الباء التي في الحديث هي باء الثمانية والعوض والمقابلة فهي باء منفية. واما الباء التي في مثل هذه الاية بما كنتم تعملون جزاء بما كنتم تعملون. فهي باء السببية اعمالهم كانت سببا لدخولهم الجنة لا عوضا ومقابلا كما تدعي المعتزلة ومن الفوائد ايضا ان الجزاء من جنس العمل بما كنتم تعملون. فان الله حكم عدل مقسم. لا يظلم مثقال ذرة. فهذا يدل على كمال عدل الله تعالى وفضله ومن الفوائد ان متاع الدنيا قليل زائل كونوا وتمتعوا قليلا كلوا وتمتعوا قليلا انكم مجرمون المتاع مهما بلغ مهما تقلب الانسان في اعطاف النعيم في هذه الدنيا فهو لا شيء اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بانه يؤتى يوم القيامة بانعم اهل الارض. فيصبغ صبغة في العذاب. فيقال له يا ابن ادم هل مر بك نعيم قط فيقول لا يا ربي لا يا رب متاع زائل قليل. ليس بشيء بينما المؤمن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لموضع صوت احدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس. ويؤتى بابئس اهل الدنيا يوم القيامة فيصبغ صبغة ابن النعيم. فيقال يا ابن ادم هل مر بك بؤس قط؟ فيقول لا يا ربي نسي كل شيء مر به نسأل الله من واسع فضله. ومن الفوائد ان ترك الصلاة مخرج عن الملة. ومن موجبات الخلود في النار. وعلى هذا السلف المتقدمون. ومنهم الامام احمد رحمه الله وكثير قبله من السلف حتى حكي الاجماع على ذلك. وقوله واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون دليل يعزز هذا القول مع ادلة اخرى اصبحوا من ذلك والفائدة الاخيرة ان القرآن العظيم بلغ الغاية في الاعجاز والاقناع باي حديث بعده يؤمنون نفعنا الله واياكم بالقرآن العظيم وبهدي سيد المرسلين والحمدلله رب العالمين