بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. منتبعا باحسان الى يوم الدين. نبدأ بعون الله تعالى الدرس الثاني عشر من التعليق على جزء عم من كتاب الجلالين قد وصلنا الى قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. سبح اسم ربك الاعلى سورة الاعلى مكية نزلت بمكة. معنى مكية طبعا ليس معنى مكية نزلت بمكة هذا ليس هو معنى قوله ليس معنى قولهم مكية المكي هو ما نزل قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمدني هو ما نزل بعد الهجرة. حتى ولو كان نازلا بمكة. فما نزل بحجة الوداع مثلا بمكة هذا يسمى مدنيا هو من القرآن المدني. لان الضابط على التحقيق في الكبير البدني والمكي هو مسألة ما قبل الهجرة ما بعد الهجرة. هذه السورة عشرة اية. بسم الله الرحمن الرحيم. طبعا لم نعطي البسملة رقما في هذه اه والخلاف البسملة مشهور ناقشناه في مجالس كثيرة هل هذه البسملة المكتوبة بين اوائل السور. اهي اية من هذه السور؟ ام انها عندما كتبت لمجرد الفصل هذه اه السور. ام انها اية للفاتحة دون غيرها من السور. هناك امران مجمع عليه البسملة وواسطة خلافية. الامر الاول المجمع عليها ان البسملة من القرآن الكريم لانها جزء من اية في سورة النمل. وهي قول الله تعالى انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن انا ضاحي الامر الثاني الرجوع عليه انها ليست مكتوبة وليست اية في سورة سورة البراء. والبسملة المكتوبة بين يدي السور من غير سورة براءة. محل خلاف بين اهل العلم. هل هي قرآن بهذا الموضع ام انها اينما كتبت للفصل بين السور؟ سبح اسم ربك التسبيح بكلام العربي التنزيل ته نزهه سبحه نزهه. اي نزه ربك عما لا يليق به قال واسم زائد. ولا يتعين بالزيادة. اذ يمكن ان يكون ايضا اه ان يطلب تنزيه اسماء الله سبحانه وتعالى فالتنزيه كما يقع في ذات الله تعالى بان تنزه عن كل النقائص انه يقع في اسماء الله سبحانه وتعالى ايضا كذلك فليست ليس له اسم هنا متعينا للزيادة ومن المقرر في علمه وصول الفقه آآ انه اذا دار اللفظ بين حمله على الاصالة والزيادة فانه يحمل على الاصالة لا على الزيادة. الاعلى صفة لربك سبحي اسم ربك الاعلى. الذي علاقة فسوى. صفة لربك. نعت بالاسم الموصول. الذي خلق فسوى اي خلق المخلوقات فسواها جعلها متناسبة الاجزاء غير متفاوتة فليست يدك اليسرى باطول من رجلك اليمنى ليست يدك اليسرى باطول من من يدك اليمنى وليست رجلك ايضا كذلك اليمنى آآ تفوت اليسرى وكذا عيونك واذانك فهذا الخلق متناسب متساو وهذا من بديع صنع الله سبحانه وتعالى. سوى كل ذلك جعله متساويا بس ايه بقى؟ والذي قدر اي قدر ما شاء من المقادير هذا الى ما قدره من خير وشر. والمراد هنا هداية الارشاد لارشد كل من خلقه الى سبيل الذي اراده له. والهداية فتأتي في القرآن الكريم بمعنى الارشاد. كقول الله تعالى واما ثمود فهديناهم. فاستحبوا العمى على الهدى هديناهم اي ارشدناهم ودعوناهم. وهي الهداية المثبتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى وانك بل تهدي الى صراط مستقيم. اي ترشدوا وتدعوا. وجاءت ايضا بمعنى التوفيق وهذه لا تكونوا لله الا لله سبحانه وتعالى ولذلك نفيت عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى انك لا تهدي لمن احببت فالهداية المنفية في قوله انك لا تهدي ليست هي الهداية المثبتة في قوله وانك لتهدي فالمنفية هي هداية التوفيق. والمثبتة هي هداية الارشاد والذي اخرج المرعى. ما ترعاه الدواب من العشب والنبات فجعله غثاء احوى. المعنى اخرجه اخضر. يانعام رطبا ثم جعله اي صيره بعد ان كان اخضر يانعا رطبا سيره غثاء جافا هشيما احوى اي اسود يابس. ليس المقصود انه اخرج المرعى احواء لأ المعناه انه اخرجه اخضر رطبا ثم صيره جعله اي سيره. جعل تاتي في كلام العرب على وجوه. وقد ورد في القرآن من ذلك عدة وجوه بمعنى صير كما في هذه آآ الاية. وتأتي جعل ايضا بمعنى اعتقد قال تعالى وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن اناثا. وبالقراءة الاخرى الذين عباد الرحمن اناثا. وجعلوا الملائكة اعتقدوا فجعل هنا بمعنى اعتقد فانها تأتي تارة بمعنى تقعد تاتي تارة بمعنى سيارة جعله اي سيره وهذا هو المقصود هنا اي جعله بعد الخضرة غثاء اي جافا هشيما احوى اي اسود يابسا المعنى نزه الله سبحانه وتعالى المتصف بهذه الصفات. فمن كانت هذه صفاته يخلق الخلق ويسوي اجزاءهم واعدائهم ويقدروا المقادير يخرجوا النبات من الارض فهو حري حقيق بان يسبح وينزه عن كل النقائص وعن كل ما لا يليق به سبحانه وتعالى. سنقرئك فلا تنسى اي سنقرئك القرآن تكفل الله سبحانه وتعالى لنبيه بان يحفظه القرآن. فلا تنساه وحذفت همزة لكثرة الاستعمال. قال ابن مالك في الكافية وغالبا اغناهم خير وشر عن قولهم اخير منه واشهر ان هذا اي افلاح من تزكى وكون الاخرة خيرا لفي الصحف الاولى. اي هذا الذي ذكر اي فلا يكون نسيان منك له. لا هنا ليست ناهية وانما هي نافية. ولو كانت ناهية لجزم الفعل بعدها. ما قيل فلا تنس لان من المقرر في علم النحو ان لا الناهية تجزم الفعل المضارع. والفعل المضارع اذا كان معتلا فانه يجزم بحذف حرفي العلة لكن لا هنا ليست ناهية سنقرئك فلا تنسائي فلا يقع نسيان منك فهي هنا نافية وليست ناهية. المعنى ان الله سبحانه وتعالى تكفل لنبيه بان يحفظ بان يحفظه القرآن. ولا ينسى منه الى ما شاء الله. فلا تنسى اي فلا يقع بك نسيان فيما تقرأه الا ما شاء الله ان تنساه بنسخ تلاوته وحكمه. اي الا ما شاء الله سبحانه وتعالى ان تنساه آآ بنسخه قال تعالى ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها قرعة منه ما ينسخ آآ ان ينساه رسول الله صلى الله عليه وسلم والنسخ على ثلاثة اوجه كما هو معلوم. نسخ يكون في التلاوة والحكم. ونسخ يكون في التلاوة دون الحكم. ونسخ يكون في الحكم دون التلاوة. فمثال نسخ التلاوة والحكم ما في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت كان فيما انزل على النبي صلى الله عليه وسلم عشر رضاعات معلومات يحرمنا. عشر رضاعات معلومات. ثم نسخنا بخمس رضعات. قالت فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يتلى. المعنى ان النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي كان آآ نسخ ذلك قريبا فكان بعض الناس يتلو هذا ويظنه قرآنا لقرب عهد نسخه لانه لم يبلغوه فهو قد الجميع قد مسخ. عشر رضعات نسخ لفظها وحكمها قطعا واما خمس رضعات قطعا لانها ليست بين دفتي المصحف. هل نسخ حكمها؟ هذا محل خلاف بين اهل العلم من المعروف ان السادة الشافعية والحنابلة يشترطون خمس رضعات ويرون الحكم بذلك وان المالكية والحنفية التحريم بمجرد الارضاع قل او كثر ولا يشترطون العدد آآ اخذا بالاطلاقات الواردة آآ في كتاب بالله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والوالدات يرضعن اولادهن. هذا فعل مثبت والفعل آآ المثبت من قبيل بالمطلق فيحصل بالمرة وكقوله صلى الله عليه وسلم يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب فالرضع ايضا عام في والكثير ورأوا ان حديث هذا الحديث منسوخ. آآ مثال تسخي اللفظي دون الحكم اية رجم الشيخ والشخة اذا زنايا مو هوما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم. هذا كان اية من سورة الاحزاب. ثم نسخ لفظ الاية فهذا الذي قرأنا انفا ليس قرآنا الان لان القرآن هو ما بين دفتي المصحف. لكن حكمه ثابت لانه متضمن حكما بعقليا وهو الرجم على المحصن ان من احسن من المسلمين فانه يرجم ومثال آآ نسخ الحكم دون اللفظ آآ هذا كثير في القرآن الكريم. مثلا اية عدة الحول والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول او وصية قراءتان متواترتان هذه الاية آآ لفظها قرآن فهي قرآن يتلى من قرأها فله في كل حرف منها عشر حسنات ويمكن ان تقرأها في الصلاة. واذا قرأتها فانت في عبادة لان قراءة القرآن عبادة. ولا يقرأها الجنب لان لانها اهلها حكم القرآن الكريم فهي تأخذ احكام القرآن الكريم من هذه الناحية. لكن الحكم الذي دلت عليه وهو ان المتوفى عنها سنة هذا الحكم منسوخ. فالمتوفى عنها لا تعتد سنة. فقد نسختها الاية التي قبلها بترتيب المصحف. وهي قول الله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا. هذه هي النسخ اذا اه ان تنساه بنسخ تلاوته وحكمه. اه ذكرنا ان النسخة كونوا في التلاوة والحكم ويكونوا في التلاوة فقط ويكون في الحكم فقط وبينا آآ انواع ذلك. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة مع قراءة جبريل خوف النسيان. فنهي عن ذلك كما في سورة اه القيامة لا حرك به لسانك لتعجل به. النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرك لسانه بالوحي مخافة ان ينساه. يريد ان يضبط اهو ضمن له الله سبحانه وتعالى ان يحفظه وانه لا ينساه. وآآ امره الا يعجل بالقرآن لا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحي. قال وكان يجهر بالقراءة مع قراءة جبريل خوفا وهنا من ان الفلاح انما هو لمن تزكى. ومن ان الاخرة خير من الاولى. قد بين للامم السابقة. وستر في الكتب السابقة. فهو امر انذر به العقدمون. انذرت به الامم السابقة. ان هذا النسيان فكأنه قيل له لا تعجل بها. انك لا تنسى. ولا تتعب نفسك بالجهر بها. انه اي الله سبحانه وتعالى يعلم اي يعلم الجهر من القول والفعل. وما يخفى اي يعلم ما يخفى ايضا كذلك منهما اي من القول والفعل. ونيسر اليسرى انسان يسرك للشريعة السهلة وهي الاسلام. يسرى انثى الايسر. والايسر الاكثر يسرا والمراد هنا شريعة الاسلام لانها سمحة فهي ايسر الشرع. وقد رفع الله سبحانه وتعالى عن المسلمين الاعصاب والاغلال التي كانت على الاممي السابقة. فاحلت لهم اشياء كانت حراما على من قبلهم فدين الله يسر وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم السمحة فهي ايسر الشرائع. فذكر عظ بهذا القرآن. تذكرته وعظ الناس. ان نفعت الذكرى من المذكور في سيتذكر يعني انه ان لم تنفع آآ يعني وان لم ونفعها لبعض وعدم النفع لبعض اخر. فذكر اي عوض قرآني ان نفعت الذكرى من تذكره. التذكرة للجمع ولكن ليس فكل احد ينتفع بها. فبين من ينتفع بهذه التذكرة. سيذكر من يخشى اي من يخاف الله سبحانه وتعالى وذاك قوله فذكر بالقرآن من يخاف وعيدي. ويتجنبها يتجنب ذكراي يتركها جانبا ولا يكتب اليها الاشقى. الاشقاء بمعنى الشقي اي الكافر. الذي يصلى النار والعياذ بالله الكبرى هي نار الاخرة والصغرى نار الدنيا. ثم لا يموت فيها ولا يحيى اي لا يموت ترح ولا يحيا حياة هنيئة فهو يعذب حتى يغشى يغشى عليه ويغمى عليه بالله فهو بين الحياة والموت. قد افلح اي فاز الفلاح اسم جامع لكل اه امور الخير جميعا. من تزكى اي من تطهر بالايمان. من نمى نفسه وطهر اراها بالايمان. وذكر اسم ربه مكبرا. ذكر الله سبحانه وتعالى مكبرا الصلاة فصلى الصلوات الخمس. وذلك من امور الاخرة وكفار مكة معرضون عنه معرضون عن اه تزكية النفس بالايمان وعن الصلاة. بل يؤثرون الحياة الدنيا بالتحتانية او تؤثرون بالهوكانية قرأتان متواترة. وآآ وهو قدم القراءة بالتحتانية لان لانه يفسر على قراءة ابي عمرو ابن العلاء فهي التي جرى عليها في تفسيره قراءة ابي عمرو ابن العلاء. وابو يقرأ بل يؤثرون الحياة الدنيا بل يؤثرون وهم على كل حال متواترت. قد نبهنا في اكثر من درس على ان ما يقع في القرآن الكريم من آآ التغاير من التغاير في القراءات بين حروف المضارعات بالتاء والياء كيعملون وتعملون ويؤثرون وتؤثرون انه راجع الى مسألة. دائما تكون احدى القراءتين. هي التي يقتضيها سياق الكلام. يكون الكلام يقتضي خطاب فتكون التاء هي المناسبة. او يكون الكلام جار على الغيبة فتكون الياء هي المناسبة. طيب لماذا نخرج عما يقتضيه سياق الكلام؟ نخرج لنكتة بلاغية تسمى والالتفات هي وتغيير الكلام من مقام تكلمي الى الخطاب او الغيبة الخروج من احد هذه المقامات الى قامين لاخرين. الالتفات له نكتة عامة يجتمع فيها جميع انواع الالتفات. وله نكت خاصة تخص كل موضع آآ يقع فيه. النكتة العامة هي استرعاء ذهن السامع. ان الكلام اذا جرى على نسك واحد من غير تغير قد يسهو السامع فاذا غير له الاسلوب نشط ذهنه وانتبه اذا تغير اسلوب الكلام دائما هذا يسترعي ذهن السامع ويجعله آآ ينتبه كل موضع له نكت تخصه آآ كل اية وقع فيها التفات يمكن ان يخرس لها نكتة خاصة بتلك الاية وبذلك الموضع لكن هناك نكتة عامة تجمع يوم جمع دروب الالتفات. اذا القاعدة العامة انه ان كل فعل مضارع وقعت فيه قراءتان بيعملون وتعملون او تؤثرون ويؤزرون ونحو ذلك وهذا كثير في القرآن الكريم احذر قراءتين تكون جارية على ما يقتضيه سياق الكلام من الغيبة او ما يقتضيه من الخطاب. والاخرى تكون من باب الالتفات. آآ نعم الحياة الدنيا اي آآ يفضل يؤثر يفضلنا اثاره فضله والله لقد اثرك الله اي فضلك. الحياة الدنيا المرض بهذه الحياة التي نحن فيها على الاخرة اي على آآ الحياة الاخرة التي تكون يوم القيامة التي تشتمل على الجنة فالناس يحبون اه العاجل. بل تحبون العاجلة. الانسان يحب الخير العاجل حتى ولو كان الخير العاجل لا يساوي شيئا في مقابل الاجل. والنفس مولعة بحب والاخرة خير اي افضل. اصلها اخير وحذفت منها همزة الاستفهام. اهم لحد دلوقتي ما انا عايزة تقف على لكثرة الاستعمال. يقال خير وشر اصلهما اخير واشهر لا في الصحف اي الكتب الاولى اي المنزلة منزلتها قبل القرآن الكريم. صحف ابراهيم التي انزلت عليه وهو وايضا في صحف موسى. اما صحف موسى فهي التوراة. وما صحف ابراهيم فهي اه صحف انزلت عليه سلها اسم يختص بها انما جاءنا اسم التوراة لموسى والزبوري لداوود والانجيل. لعيسى ولكن هذا ليس هو آآ قدر الكتب. ولذا امرنا في اركان الايمان بالايمان بالكتب اجمالا ونؤمن تفصيلا بما بين لنا منها. وما لم يبين لنا فاننا نؤمن به على سبيل الاجمال اننا نؤمن برسل الله تعالى من سمي لنا منهم تفصيلا ومن لم يسمى لنا اجمالا لان القرآن الكريم فيه فيه اسمه خمسة وعشرين رسولا من الرسل فقط. وعدة الرسل آآ ثلاثمئة وبضعة عشرة رسولا. فهناك كان كثير من الرسل لم تقص علينا اخباره. قال تعالى ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك كبعض الرسل لم تقص علينا اخبارهم فكذلك ايضا هناك كتب لم تبين آآ لنا تفاصيلها وكتاب ابراهيم اطلق عليه صحف ابراهيم ولم يسمى اسما آآ خاصة. متصل على هالقدر ان شاء الله بارك الله فيكم