بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الخامس عشر من التعليق على جزء عامة من كتاب الجلالين قد وصلنا الى سورة البلد مكية عشرون اية. لا اقسم البلد لا زائدة. هكذا عبر واختار كثير من المفسرين العلماء ان لا يعبر في القرآن بلفظ الزايد. وانما يعبر بالصلة يسمونها حروف الصلة. ولا يقصد زايدي هنا انه حشو مستغنى عنه. والكلام تام بدونه. والمعنى تام بدونه. فليس في القرآن كلمة صالحة للسقوط وانما المراد ان المعنى يمكن ان يفهم بدونه. ولكن هذه الحروف تعطي الكلام تأكيدا وتقوية فهي وان كانت في الصنعة النحوية زائدة الا ان لها معان في الجملة ليس في القرآن حشو او لفظ صالح بان يستغنى عنه. اقسم اي احلف بهذا البلد المراد به مكة التي نزل بها نزلت بها هذه السورة. وانت يا محمد صلى الله عليه وسلم يحلنا حلال بهذا البلد بان يحللك فتقاتل فيه. وقد انجز الله تعالى له هذا الوعد يوم الفتح الجملة اعتراض بين المقسم به وما عطف عليه. يقسم الله سبحانه وتعالى الا بهذا البلد. وفي ضمن القسم بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم بانه سيكون بمكة يوما وهو يقاتل من شاء ويصالح من شاء. وقد وقع ذلك في فتح مكة. في رمضان من السنة الثامنة حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة في زهاي عشرة الاف مقاتل. واحل الله له مكة فدخلها وقعت على واقام فيها حلالا دخلها حلالا غير محرم وخرج منها حلالا غير محرم واقام فيها بضعة عشر يوما ووالد وما ولد. اي واقسم بالوالد والمراد به ادم ومع ولده المراد به جنس ذرية ادم آآ عليه السلام. وما بمعنى من؟ لان الاصل في العقلاء ان يستعمل لهم من؟ وما غالبة في غير العاقل لكن ما في الحقيقة تعم العاقلة وغيره ولكن الاولى بها هو غير العاقل لقد خلقنا الانسان هذا جواب القسم المراد بالانسان جنس الانسان هنا من حيث هو. في كبد اي في نصب وشدة يكابد طيب الدنيا وشدائد الاخرة. ايحسب ايظن قرر بفتح السين هو كسرها. وهنا قرأتان متواترتان. الاقيس هو الفتح لما تقرر فعلا من تصريفه من ان كل فعلنا على وزن فاعل بالكسر فقياسه ان يكون في المضارع على وزن يفعل في الفتح كراكب يركض. حمد يحمد بما يعلم ولكن لا افصح في هذا الفعل خاصة الكسر في المضارع لما ثبت انه هو لغة اهل الحجاز وانه لغة النبي صلى الله عليه وسلم فالافصح فيه الكسر. وان كان العكس من جهة الصنعة التصريفية آآ الفتح وحسب يحسب ويحسب بمعناه ظن ايظن الانسان آآ فسر بانه قوي قريش وهو آآ ابو الاشد ابن كلدة وكان من اقوى الرجال. آآ قرشي جمحي. وفسر ايضا ان المراد الانسان من حيث هو. ان مخففة من الثقيلة اسمها محذوفة. اي ايحسب انه انه لن يقدر عليه احد وحذف اسمها اذا خففت عنا فان اسمها يحذف. ولا يذكر الا في ضرورة الشعر قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الخلاصة وخففت ان فقل العمل وقال وان تخفف ان فاسمها استكن وان تخفف ان فاسمها استكن والخبر اجعل جملة من بعد ان ولا يثبت اسمها ان كانت مخففة الا في ضرورة الشعر. كقول شاعر ولو انك في يوم الرخاء سألتني طلاقك لم ابخل وانت صديق. ولو انت ثبت هنا الاسم مع التخفيف هذا خاص بضرورة الشعر. اه لقد علم الضيف والمرملون اذا ابر افك وهبت شمالا بانكا ربيع وغيث مريع وانكى هناك تكون الشمال. وانك هناك تكون الثمال هذا قليله اذا خففت ان فحذف اسمها. وهذا هو القياس. ان لن يقدر عليه احد وان يقدر هنا من القدرة لانه يقدر تأتي بمعنى تضيق ومن قدر عليه رزقه اي ضيق عليه. لذلك هو المقصود هنا. المقصود هنا يظن الانسان ان الله ليس قادرا عليه هو المقصود يقول واهلكت اي يقول عداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم اهلكت مالا نبدا بالتخفيف يقرأ ابو جعفر لبد اه اي مالا كثيرا متلبدا بعضه على بعض كأنه متلبد. بعضه فوق بعض. ايحسب ان لم يراه احدا. يحسب ان يظن انه ان ايضا مخففة كذلك من الثقيلة. لم يراه احد فيما انفقه فيعلم قدره. والله عالم بقدره وانه ليس مما يتكثر به وهو مجازيه على فعله ايضا. مجازه على فعله السيء لم نجعل له عينين استفهام تقرير اي جعلنا له عينين. تقرير هو حمل المخاطبة على الاقرار ويعبر عنه تارة تسجيل ايضا فالاستفهام هنا هو استفهام تقريري الم نجعل له عينين اي لقد جعلنا لك والاستفهام من الله سبحانه وتعالى لا يكون على حقيقته لان اصل الاستفهام على الحقيقة ان يكون استخبارا اي طلبا للخبر والله تعالى عالم بكل شيء فلا احد يحصل علما لله سبحانه وتعالى فلا يمكنه ان يكون الاستفهام من الله سبحانه وتعالى على ظاهره من الاستخبار آآ اي طلب العلم وتحصيل العلم. فالله سبحانه وتعالى لا يحصل العلم بالسؤال وانما يكون تارة تقريعا وتارة تسجيلا. الى غير ذلك من النكت التي يخرج اليها الاستفهام عن معناه العصري الذي هو الاستخبار اجعلنا له عينين. عليه الانسان ان ينظر في فطرته وخلقه. فالانسان خلقه الله سبحانه وتعالى هيأ له كيف يرى هيأ له كيف يسمع؟ هيأ له كيف يتكلم آآ جعل خلقه عجبا هذا الجسم يعمل بنظام دقيق جدا وكل عضو منه عنده وظيفة فهذا من تمام قدرة الخالق البارئ سبحانه وتعالى. الم نجعل له عينين ولسانا مراد بلسانه هنا اللسان الذي ينطق به وشفتي الشفتان معروفتان وهديناه النجدين بينا له طريقي الخير والشر وقال بعضهم هديناه الى الثديين فالصبي يهتدي الى الى الرضا. وسبحان الله نشاهده حتى بالعجماوات العنز تضع جديا والنعجة تضع خروفا. فيهتدي الى زدها ويشرب من لبيا مص ومن لبنها ساعة ولادته من الذي هداه الى هذا الدرع؟ ذلك تقدير العزيز العليم. وهديناه النجدين اي بيننا له طريقي الحق والشر. فلا اقتحم اذا هلا اقتحم العقبة اي جاوزها وما ادراك ما اعلمك ما العقبة التي يقتحمها استفهام هنا للتعويم كقوله تعالى القارعة والقارعة الحقة والحق فيه تعظيم وتفخيم هذه الاعادة. والجملة اعتراض وبين سبب جوازها اي كيف يجاوز كيف يجاوز العقبة؟ فك رقبة او اطعم في من ذي مسغبة يتيما لا مقربة. اي من كان يريد ان يتجاوز العقبة فليفك رقبة اي فليعتق عبدا فهذا من وجوه البر والخير. وجوه الاحسان التي يتجاوز الانسان بها العقبة فيدخل بها الجنة. او اطعم في يوم ذي مسغبة اي مجاعة يتيمة ذا ما قرابتنا اذا قرابت او مسكينا ذا متربة. المسكين الشديد الحاجة وقد اختلف العلماء في المسكين والفقير ايهما احوج؟ فقال بعض اهل العلم الفقير احوج وفسر الفقير بانه مال من لا مال له. وقالوا ان المسكين له مال واستدلوا لذلك بقول الله تعالى واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر. فقالوا هؤلاء اي لهم سفينة فمعناه انهم يملكون شيئا. وعكس بعض اهل العلم فقال ان المسكين اشتقاقه من السكون اي سكنت يده عن تحركي فلا مال له. والفقير هو الذي له مال لا يكفي. وعلى كل حال هما درجتان من الحاجة. متغايرتان لان الشارع عاطف بينهما في مصارف الزكاة. والعطف يقتضي المغايرة انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب. والمغايرة بالعطف تقتضي انهما درجة وان اختلف العلماء في تحديد الدرجة. وعلى كل حال يرجع الخلاف الى ان آآ احدهما ليس له شيء والاخر له شيء لا يكفيه ذا متربة اي لصوق بالتراب. وهذا يؤيد ان المسكين ليس له شيء وهو اختيار الامام مالك رحمه الله تعالى. وفي قراءة فك رقبة او اطعام في في يوم ذي مسربة. وهذه هي قراءة الجمهور. الفعل فك رقبتنا واطعم قراءة ابن كثير وابي عمرو والكسائي. ابن كثير وابو عمرو والكساء يقرأ فك بصيغة الفعل واطعم بصيغة الفال وقرأ الباقون فكوا بصيغة المصدر. فك رقبة. اي فكها استخلاصها من الرق تحريرها تحرير الارقاء فهو من وجوه البر التي آآ تدخل الجنة وتقي من النار. ولاطعام طعام الطعام معروف. في يوم ذي سورة الاي في وقت مجاعة يتيما مفعول به للمصدر او الفعل اذا قرأناه فعلا اطعم تكون يتيما مفعول به للفعل واذا قارنه مصدرا ايضا تكون مفعولا له وهذا مثال لاعمال المصدر الملون. مصدر يعمل مضافا وهذا غالب آآ احوالي غالب المصدر العامل هو المصدر المضاف ويعمل منونا وهذا وان كان اقل اقل من المضاف من عمل المضاعف الا انه اقيس لان المصدر المنونة لان التنكير يقربه من الفعل والاضافة تبعده منه. والمصدر اصلا انما عمل تشبيها له بالفعل لكن بالاستقراء مواضع اعمال المصدر المضاف اكثروا في كلام العرب من اعمال المنوء. والمطربة المراد بها اللسوق بالتراب اي الفقر يقال تربة بمعنى افتقر. وفي الحديث تربت يداك وهو دعاء مشهور عند العرب لكن آآ احيانا لا يريدون به الدعاء وانما يريدون به التعجب. وبما وقع ذلك على لسان النبي صلى الله عليه وسلم كقوله لمعاذ جتك امك وقوله في الصافية حرق عقرع حرقا فهذا لا يراد به الدعاء وانما يراد وهي التعجب. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ اني احبك فكيف يدعو عليه ثكلتك؟ لا يراد هنا الدعاء. وانما هذا من اساليب التعجب عند العرب آآ ذكر الفاظ الدعاء على وجه التعجب كقولهم. في من يتعجبون من شجاعته قاتله الله. ما اشجعه فانهم لا يريدون الدعاء عليه هنا وانما يريدون مجرد التعجب. آآ قال وفي قراءة آآ فك رقبة او بدل الفعلان مصدران مرفوعان مضاعف الاول رقبة وينون الثاني فيقدر قبل العقبة اقتحام. نعم اي اذا اقتحم العقبة وما ادراك ما اقتحام العقبة؟ فك رقبتي. والقراءة المذكورة بيانه ثم كان من الذين امنوا عطف على اقتحام وثم للترتيب الذكري والمعنى وقت الاقتحام اي لا يراد بثم هنا العطف بمهلة كما هو اصل معناها في كلام العرب. لان هذا اذا فسرنا هذا التفسير يقتضي ان الايمان متأخر عن العمل والعمل لا ينفع غير المؤمن. ليس معنى ثم كان من الذين امنوا انه يقع منه ايمان بعد ان يعتق بعد ان يطعم لا اليس هذا هو المقصود؟ فثم هنا للترتيب الذكري بين الجمل وليست ولا تفيد تأخر الايمان بل الايمان ولابد ان يكون متقدما على العمل حتى يكون صاحبه منتفعا به. ثم كان من الذين امنوا والمعنى كان وقت الاقتحام اي وقت اقتحام العقبة من الذين امنوا وتواصوا اي اوصى بعضهم بعضا بالصبر على الطاعة وعن المعصية صبر حبس النفس على ما تكرهه وهو على ثلاثة انحاء صبر على الطاعة وصبر عن المعصية وصبر على البلاء. فالصبر عن المعصية ان يحبس الانسان نفسه عن كل ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى كما فعل يوسف عليه السلام حين تهيأت له ظروف المعصية وآآ صبر فقال معاذ الله انه ربي احسن مثواي. والصبر على الطاعة ان يحبس الانسان نفسه على فعل طاعات على فعل الطاعات. آآ وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تفطرت قدمه. وقال تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الصبر على البلاء يكون بحبس النفس عن الجزع وعن آآ ان تتصرف عند الصدمة عند الصدمة بمصاب. بحيث لا يتسخط الانسان قضاء الله ولا قدره. ويحبس نفسه عن كل ما ينافي الرضا بالقضاء. وعن كل ما يظهر ومن الجزاء. اما اصل الحزن والبكاء فهذا لا يعاقب عليه لانه انفعال والاحكام الشرعية تتعلق بالافعال لا بالانفعالات. الذي يتعلق به آآ الحكم الشرعي من الوجوب والندب والاباحة هو ما تفعله انت لان الفعل هو المقدور بالنسبة لك. واما الانفعالات فهي خارجة عن طاقة الانسان فلا يتعلق بها لكن اذا اصيب الانسان بصدمة فانه لا يعاقب على الحزن ولا على البكاء لان هذا انفعال. لكن اذا شرع في تشقيق جيوبه او تلطيم خدوده او هذه افعال الصياح فعل يمكنه ان يفعله ويمكنه ان يفعله. والشك شق الجيب هو هذه افعال ليست انفعال قالت اما الحزن والبكاء فهذه انفعالات فهي لا لا تتناولها اصلا الاحكام الشرعية. لانها خارجة عن طاقة الانسان في الاحكام الشرعية تتعلق بالافعال لا بالانفعالات. نعم. وتواصوا بالمرحمة اي بان يرحم بعضهم بعضا. ورحمة الخلق والعطف عليه وبحالة الاولية الراحمونة يرحمهم الرحمن. اولئك الموصون بهذه الصفات اصحاب الميمنة اصحاب يمين الذين يكرمهم الله سبحانه وتعالى والذين كفروا باياتنا جحدوها كفر في كلام العرب الجحود والانكار. هم اصحاب المشلة شا متى يا اصحاب الشمال؟ اصحاب النار والعياذ بالله عليهم نار مؤصدة بالهمز او موصدة الهم ذكر اتوى بعمل وحمزة وحفص نقرأ الباكونة موصدة اي مطبقة. ونقتصر عليها هكذا