فاغنى هي هناك بما قنعك به من الغنمة وغيرها في الحديث ليس الغناء عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس الغنى هنا يحتمل ان يكون معناه الغنى الحسي وهو كثرة المال اه في النقر اه الى هنا تم جواب القسم بمثبتين بعدما فيهن وقع القسم جو للسورة والضحى بالليل اذا سجى فاقسم بالضحى والليلة قد ذكرنا ان هذه السور هي سلسلة من الاقسام او وجود ما يحصل به ما يحصل ما تحصل به الكباية من الغنى وقد آآ وجد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في مكة تاجر مع خديجة ثم تزوجها وكانت امرأة ذات مال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم نبينا وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. عن الله تعالى والتوفيق الدرس السابع عشر من التعليق على جزئية عامة من كتاب الجلالين وصلنا الى سورة الضحى قال سورة الضحى مكية احدى عشرة اية مكية نزلت بمكة عدد اياتها احدى عشرة اية وفي الصحيحين ان سبب نزولها عن النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى مرة اي مرض فلم يستطع ان يقوم الليل ليلتين او ثلاثة فقعدت امرأة من المشركين طبعا من اهل مكة بجوارهما رائد ان شيطانك قد هجره تعني انه لم يعد يوحى اليه كما يقول هو فانزل الله تعالى والضحى والليل اذا سجى ما ودعك ربك وما قلى قالوا لما نزلت كبر اخرها هذه السورة نزلت بعد احتباس الوحي قيل في سببه ما ذكر وهو حديث صحيح اتفق عليه البخاري ومسلم وقيل بسبب نزولها غير ذلك ايضا وانها اه مما تأخر نزوله بسبب اه الاسئلة التي كانت اه قريش قد استفادتها من اهل الكتاب وسألت عنها النبي صلى الله عليه وسلم حين سألوه عن اصحاب الكهف وسالوه عن اجل ملك الدنيا اه وهو ذا القرنين اا اسره عن الروح وان النبي صلى الله عليه وسلم وعدهم بالاجابة ولم يقل ان شاء الله. فتأخر عنه الوحي ليجد ذلك فكان مما نزل عليه ايضا سورة الضحى فلما نزلت كبر اه حامدا لله تعالى على ان الوحي قد رجع له فليجد ذلك شرع التكبير وبه قرأ اهل مكة وقرأت ابن كثير في آآ قصار المفصل قال في سنن التكبير اخرها يرحمك الله وروي الامر به خاتمتها وخاتمة كل سورة بعدها وهو الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر وهذه طريقة المكيين اي هي قراءة ابن كثير فانه يكبر آآ في اخر كل سورة من قصار مفصل بعد الضحى بسم الله الرحمن الرحيم والضحى اي اول النهار الضحى في كلام العربي والنهاري هذا معلوم ولكن هل المقصود هنا الضحى اي هذا الوقت المخصوص او المقصود النهار كله فعبر بالضحى من باب التعبير بالجزء عن الكل ويؤيد هذا فمقابلته بالليل والضحى والليل فالمقابلة بين الضحى والليل تدل على ان الضحى هنا يقصد به النهار ان الضحى هنا لا يقصد بخصوص هذا الوقت وانما يقصد به النهار اه كله قولوا لي اذا سجى اي غطى بظلامه او سكنا ما ودعك اي تركك ربك يا محمد وفي هذا طمأنة له صلى الله عليه وسلم وتثبيت لقلبه لان الوحي كان قد احتبس عنه وتأخر فحزن لاجلي تأخر الوحي عنه فثبته الله سبحانه وتعالى بانه ما ودعهما تركه وان الوحي مستمر وان اختياره واصطفاؤه صلى الله عليه وسلم للنبوة وللرسالة ولكونه خاتمة المرسلين امر مستمر لا انقطاع فيه وما قلاك ما ابغضك يقال كلاه يكلوه ويقلي هواوية ياية بمعنى ابغضه والقلى البغض اه قالك ابغضك نزل هذا لما قال الكفار عند تأخر الوحي عنه خمسة عشر يوما ان ربه ودعه وقاله قيل هذا هو سبب النزول وقيل سبب نزول ما صدرنا به من ان النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى اي مرض اذا لم يستطع من مرضه ان يقوم الليل ليلتين او ثلاثا. وقد كانت امرأة من جيرانه قيل هي ام جميل آآ وهي ام اولادي هي حمالة الحطب ام اولاد ابي لهب قيل انها هي التي كانت تسمع تسمع قراءته فانقطعت قراءته عنها ليلتين او ثلاثا بسبب مرضه. فقالت ما اراه الا ان ان شيطانك قد ودعك قد تركك فانزل الله تعالى ما ودعك ربك وما قلك. وما قلى اه اصله كلاك فحذفت الكاف للتناسب الفواصل بأن الفاصلة في سورة الضحى على الألف والضحى الذي اذا سجع ما ودعك ربك وما قلى لم يقل ما قلاك لان الكاف يخل بتناسب الفواصل في الفاصل على الالف والضحى والذي اذا سجى ودعك ربك وما قلى. المفعول به هنا لتناسب الفاصل وسيأتي ايضا هذا اه في مواضع اخرى من هذه السورة المجد كيتيما فاوى لم يقل اوى وجدك ضالا فهدى لم يقل هداك وجدك عائلا فاغنى لم يقل اغناك مع ان الاصل الكاف ولكن حذف الكاف في هذه المواضع لتناسب الفواصل، لان فاصلة الضحى على فحذف المفعول به لكي تتناسب هذه الفواصل اه يعني ان ربه ما ودعه وما قاله وللاخرة خير لك لما فيها من الكرامة لك من الاولى اي الدنيا اخرته خير لك من الدنيا ولسوف يعطيك ربك هذا طبعا فيه تسرية النبي صلى الله عليه وسلم لانه كان يعيش كفافا فلم يكن من الاغنياء فسلاه الله سبحانه وتعالى وصبره بان عرض الدنيا ليس مهما وان الاخرة ان ثواب الاخرة خير له ولسوف يعطيك ربك فترضى اه سوف يعطيك ربك في الاخرة من الخيرات عطاء جزيلا فترضى به قيل انه قال اذا لا ارضى وواحد من امتي في النار ومعناه ان رضا النبي صلى الله عليه وسلم في الاخرة الذي وعده الله سبحانه وتعالى به انما يتحقق بقبول شفاعته في امته صلى الله عليه وسلم فيمن كان مؤمنا من امته صلى الله عليه وسلم آآ ان لا يبقى في النار عليه تكون لهذه الاية ومن ارجى الايات في القرآن الكريم اي من الايات التي فيها امل ورجاء للمؤمنين وهي ان ان الله وعد نبيه بان يرضيه يوم القيامة ورضاه. من ضمن رضاه آآ ان آآ لا لا يبقى احد من امته من قوله تعالى والفجر هذا قسم لا اقسم على ايضا كزا والشمس قسم واللي قسم والضحى هذه كلها اقسام وهذه الاقسام تخاطب بها من هو اهل لها. لان القسم هو اعظم المؤكدات فيخاطب بمن كان منكر والسور كلها مكية فهي خطاب لاهل مكة الذين ينكرون بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرون انه بشر ليس رسولا وينكرون ايضا البعث يوم القيامة قيامة فجاءت هذه الاقسام المتتالية في هذه آآ السور. طبعا بكل قسم جواب ذكر جواب القسم هنا والضحى جواب القسم ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضاه فذكر آآ امران منفيان وامران مثبتان هما محل جواب القسم فالمنفيان اسمع ودعاك ربك وما قلى لم يتركك الله سبحانه وتعالى ولم اه يلغي رسالتك بل انت مستمر في رسالتك آآ مستمر في ما خصك الله تعالى به من الاصطفاء والاشتباه وما قلعك لم يكرهك فهذان امران منفيان امران مثبتان هما ولسوف يعطيك ربك فترضى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك بترضى وللاخرة هذا امر مثبت وللاخرة تقال لك من العلا ولسوف يعطيك ربك ثم انتقلت من السورة الى تعريف النبي صلى الله عليه وسلم نعم الله تعالى عليه و تذكير من الله سبحانه وتعالى لنبيه بالنعم التي انعم بها عليه. الم يجدك يتيما فاعوض النبي صلى الله عليه وسلم نشأ يتيما لان اباه توفي وهو حمل في بطن امه عبدالله بن عبدالمطلب توفي والنبي صلى الله عليه وسلم حمل في بطن امه فولد وابوه غير حي فالذي عق عنه هو جده عبدالمطلب كما هو معلوم الم يجدك يتيما فاعوى هذا استفهام تقريري اي لقد وجدك يتيما فاواك اي بانضمك الى عمك ابي طالب؟ النبي صلى الله عليه وسلم عندما ولد ولدات من ومكث مع امه زهار اسبوعي ثم جاءت حليمة وذهبت به الى الى ارضها الى بني سعد بن بكر وكما عندها حتى حان وقت فطامه وجاءت به الى امه وسألتها المدة اي ان تزيدها في المدة لما رأت من بركة النبي صلى الله عليه وسلم ما عليها فزادت لها المدة حتى شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم عندها فلما شق صدره خشيت عليه من الجن اه وجاءت به فردته الى امه امه توفيت وهو ففي آآ السادسة او اكمل السادسة من عمره فصار في كفالة ابيه آآ صار في كفالة جده عبد المطلب اه صار في كفالة جدي عبدالمطلب حتى بلغ الثامنة من عمره فلما بلغ الثامنة من عمره توفي عنه جده فكفله عمه ابو طالب ولم يزل في كفالته حتى اصبح رجلا لان ابا طالب انما توفي سنة خمسين. اي وعمر النبي صلى الله عليه وسلم زهاء خمسين سنة والله سبحانه وتعالى هيأ هؤلاء جميعا آآ لكفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ حفظه صلى الله عليه وسلم وهذه نعمة عظيمة الم يجدك يتيما فاوى وجدك ضالا فهدى وجدك ضالا المراد بالضال يلي هون اي اه لم يجدك مهتديا الى الطريق القويم الذي انت عليه الان انت نشأت في بيئة فاسدة كافرة تعبد الاوثان وقد وفقك الله تعالى بان جنبك عبادة الاوثان وجنبك كل آآ رجس ووافق كلمة انت عليه الان منها الرسالة ومن الخير وقال بعضهم ان وجددك ضالا انه الضلال الحسي وان النبي صلى الله عليه وسلم كان قد ضل على اهله ذات مرة اي فقدوه فلم يجدوه ثم وجدوه لكن اه الاظهر ان المراد هنا هو الهداية وليس آآ هو هداية التوفيق ولسه الضلال الحسي بمعنى اخطاء الطريق ان يخطئ الرجل الطريق فلا يوجد ووجدك عائلا فقيرا؟ وفي المدينة حصل له ايضا من الغنائم والانفال آآ ما حصل به والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من الاثرياء ولم يكن من الفقراء. وقد كان يستعيذ من الفقر ولكنه ايضا لم يكن ثريا بل كان يحرص على الا يكون ثريا النبي صلى الله عليه وسلم كان آآ بعد ان فتح الله عليه آآ في المال في المدينة كانت عنده كانت غنمه مائة وكان لا يقبل ان تزيد على مائة بشاة واحدة الا ذبحها يعني عندما تكون غنمه مئة فتلد اه شاة من هذه الغنم يذبح شاة من تلك الغنم. اه يتصدق بها او يأكلها. فكان لا يقبل ان تزيد علامة وكانت ابله في حدود العشرين تقريبا. وهذا هو مال العرب يومئذ. ولم يكن من اهل النخيل انما كان ماله الابل والغنم وكان له حمار اسمه يافور كما هو معلوم وله افراس له ايضا كذلك ديك كما جاء ولم يثبت انه صلى الله عليه وسلم تملك البقر. لم يثبت انه تملك البقرة. نعم. آآ شرعه في الحج ذبحه هديا عن ازواجه ولكن لم يملكه ملك اغنية واينما كان ماله الغنم والابل اساسا وآآ كان بعضهم الغنى هنا غنى النفس اي القناعة اي جعلك قنوعا وفي الحديث ليس الغناء عن كثرة العرض اي المال بينما الغناء وهنا النفس فاما اليتيم فلا تقهر اي اذكر نعم الله سبحانه وتعالى عليك واشكرها بما يتناسب معها الله سبحانه وتعالى وجدك يتيما عامل اليتيم بلطف كما ان الله سبحانه وتعالى اواك وانت يتيم فاما اليتيم فلا تقهر عامل اليتيم بلطف والايتام هم من مات اباؤهم واكل مالهم من الكبائر من الموبقات السبع التي هي اكبر اه الكبائر واما السائلة فلا تنام وجدك الله سبحانه وتعالى اه فقير فاغناك فلا تنهر سائلا اذا تعرض لك فقير سائل احسن اليها لا تنهر السائلة لا تزجره لفقره واما بنعمة ربك فحدث اي بنعمة ربك عليك بالنبوة وغيرها هذا راجع لنا قوله وجدك ضالا فهدأ هداك الى الحق وجعلك نبيا نتحدث بهذه النعمة شكرا لله سبحانه وتعالى. فالثلاثة راجعة الى الثلاثة التي قبلها. في عملية راجعون الى قوله الم يتيما فاوى الى اخره الثلاث فحدث يخبر وحذف ضمير ضميره في بعض الافعال رعاية للفواصل الضمير حذف في قوله ما ودعك ربك وما قلى اصل قلاك وحذف في قوله الم يجدك يتيما فاوى؟ العصر اواك وجدك ضالا فهدى الاصل. هداك وجدك عائل فاغنى الاصل فاغناك اذا لماذا حذف هذه حذفت هذه الضمائر رعاية لتناسب الفواصل لان الفاصلتا على الالف سورة الشرح اه مكية وهي ثمان ايات بسم الله الرحمن الرحيم الم نشرح لك صدرك استفهام تقريري اي لقد شرحنا لك صدرك فهو كقوله الم يجدك يتيما ولا يخفى ما بين هذه الاية بانها ما بين هذه السورة والسورة التي قبلها من التناسب. لان فيها تعديدا لنعم الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه سلمت في خاتمتي سورة في السورة التي قبلها الم يجدك يتيما بعد ويزيدك ضالا فهدى فوجدك عائلا فاغنى. الم يجدك فهذا تعديد للنعم؟ الم نشرح لك صدرك نفس الشيء ايضا كذلك؟ هذا تعديد لنعم الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم وقال نبي نشرح استفهام تقريري اي شرحنا لك يا محمد صدرك بالنبوة وغيرها ووضعنا احاطتنا عنك وزرك الذي انقض اي اثقل ظهرك حتى صار له نقيض اي صوت وهذا كقوله تعالى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر فالمراد بحط الوزر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ورفعنا لك ذكرك بان تذكر مع ذكره في الاذان والاقامة والتشهد والخطبة رفع ذكر النبي صلى الله عليه وسلم معناه آآ ان اسمه اه اقترن باسم الله سبحانه وتعالى فاذا اذن المؤذن وقال اشهد ان لا اله الا الله فانه ايضا يقول واشهد ان محمدا رسول الله. وكذلك لكي اتكلم الخطيب فاثنى على الله فانه اذا يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقترن اسم النبي صلى الله عليه وسلم باسم الله سبحانه وتعالى وكفى بهذا رفعة ان يكون اسم النبي صلى الله عليه وسلم مقرونا باسم الله سبحانه وتعالى فانما على مصر اي مع الشدة يسرا اي سهولة اي اذا كنت تقاسي العسر والشدة من قريش وهم يؤذونك ويضايقونك بمكة فاعلم ان مع هذا العسر يسرا اي ان الله تعالى يهيئ وسيهيئ لك يسرا وفرجا. وقد وقع ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم في مكة وفي المدينة حين انتصر على آآ المشركين ان مع العسر يسرا تأكيد تكرر هذا تأكيدا والنبي صلى الله عليه وسلم قاسى من الكفار شدتها ما حصل له اليسر بنصره عليهم في غزوة بدر التي هي فرقان بين الحق والباطل فاذا فرغت فرغت من صلاتك فانصب اتعب النصب نصبوا التعب ومعناه اجتهد في الدعاء والى ربك فارغب اي تضرع بالدعاء تصر على هالقدر ان شاء الله