بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل المرسلين. خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثالث من التعليق على جزء عامة من كتاب تفسير الجلالين قد وصلنا الى سورة النازعات يقول الله تعالى والنازعات غرقا والنازعات اي قسما بالنازعات وهي الملائكة تنزع ارواح الكفار غرقا اي نزعا شديدا نزعا بشدة والناشطات نشطا اي الملائكة تنشط ارواح المؤمنين اي تسدها برفق والسابحات سبحا اي الملائكة تسبح في امر الله تعالى بامره تعالى فتدبروا اموره الخلائق في امور دينهم وفي امور معاشهم فالسابقات السابقان هي الملائكة تسبق بارواح المؤمنين الى الجنة المدبرات امرا اي الملائكة تدبر امر الدنيا اي تنزل بتدبيره وجواب هذه الاقسام محذوف لي لا توعثن ايها النازعات غرقا لتبعثن وحذف الجواب لان بعده ما يدل عليه يوم ترجف الراجفة. تتبعها الراجفة اي لتبعثن يا كفار مكة وهو عامل في يوم ترجف الراجفة الجواب القسم المحذوف تقديره لتوعدهن ويجب الوقف على قوله فالمدبرات امرا لكي لا يكون قوله يوم ترجف الراجفات يوم ترجف الراجفة ظرفا للمدبرات اذ لا يقصد ان الراجفة ترجف اه عند تدبير المدبرات امرا. المدبرات امرا يوم ترجف الراجح. هذا ليس مقصودا فلذلك يوقف على امران المدبرات امراء يوم ترجف اي لتبعثن. هذا جواب القسم المحذوف لتبعثن يوم ترجوه الراجفة. وهذا القسم المحذوف هو العامل في الظرف اه في قوله يوم ترجوه راجح يوم ترجف الراجفة الى النفخة الاولى بها يرجف كل شيء ان يتزلزل فوصفت بما يحدث فيها تتبعها الرادفة للنفخة الثانية وبينهما اربعون سنة والجملة حال من الراجفة فاليوم اليوم واسع للنفختين قالوا في اليوم واسع للنفختين في جواب على سؤال مقدر وهو ان يقال فكيف قلت لتبعثن يوم ترجف الراجفة كيف قدرت ان لتبعثن هي التي عملت في يوم ترجو في الراجفة مع ان الراجفة التي هي النفخة الاولى اه وقتها لكن لا وقت بعث فكيف تقول لتبعثهن يوم العرش وجاوب عن ذلك ان البعث في اليوم واليوم واسع يشمل النفختين يشمل النفخة التي هي نفخة اهلاكه والنفخة التي هي نفخة بعث قال فاليوم واسع للنفختين وغيرهما فصح ظرفيته للبعث الواقع الواقع عقب الثانية قلوب يومئذ واجبة اي خائفة قلقة ابصارها اي ابصار اصحابها خاشعة اي ذليلة لهول ما ترى يقولون ان يقول الكفار والمجرمون يومئذ ائنا لمردودون في الحاذرة او الحاضرة يقولون انحن سنرد الى اول الامر وهو الحياة التي كنا فيها يقولون اي ارباب القلوب والابصار استهزاء وانكارا للبعث فان بتحقيق الهمزتين ائنا تسهيل الثانية اي ان وادخال الف بينهما ائنا على الوجهين اي على التسهيل مع الادخال والتحقيق مع الادخال في الموضعين. كل ذلك آآ قراءة وتفصيل ذلك مبسوط فيه آآ اصول القراءات كما هو معلوم يقولون انا لمردودون في الحاضرة اي نرد بعد الموت الى الحياة والحاذرة اسم لاول الامر. ومنه قولهم رجع فلان الى حاذرته اذا رجع من حيث جاء فاذا كنا عظاما نخرة اي ان نرد ونبعث اذا كنا عظاما نخرة اي بالية وذكرات ناخرة وهي قراءة الكوفيين الا حفصة اي بالية متفتتة قالوا ان يقولوا منكر البعث تلك اذا كرة اي رجعة خاسرة. يقول ذلك على وجه الاستهزاء في الدنيا. اقول ذلك في الدنيا على وجه الاستهزاء لا استهزاء اذا وقع ذلك فنحن اهل خسران يقولون ذلك على وجه الاستهزاء قال تعالى في جوابهم فانما هي زجرة واحدة انما هي الرادفة التي يعقبها البعث هي النفخة الثانية التي هي نفخة بعث زجرة اي نفخة واحدة فاذا نفخت فاذا هم بالساهرة اذا حرف للمباغتة والمفاجأة اذا الفجائية تسمى وهي حرف دال على المباغتة والمفاجأة وتقع بعدها الجملة الاسمية. هم بالساهرة اي كل الخلائق بالساهرة اي بوجه الارض. احياء بعد ما فكانوا ببطنها امواتا هل اتاك حديث موسى؟ هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم يقول له الله تعالى هل اتاك يا محمد حديث موسى عامل في اذ ناداه اي ان لفظ حديث عامل في قوله اذ ناداه. اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى. طوى اسم للوادي بالتنوين وتركه قراءة. فقال له الله سبحانه وتعالى اذهب الى فرعون انه طغى يتجاوز الحد في الكفر فقل له هل لك الى ان تتزكى؟ قالوا هل لك على سبيل العرض فيه تلطف في الخطاب اللي فرعون. وقد كان عاليا مستكبرا لكن الله تعالى امر موسى واخاه هارون ان يتلطف لفرعون في الخطأ كما في قول الله تعالى اه فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى وقد امتثل ذلك فجاء بالقول اللين فقال هل لك على سبيل العرض قال لك الى ان تزكى وفكراته بتشديد الزي تزكى وتزكى التجديد كراهة اهل الحجاز ويعقوب اي هو قراءة المدنيين وابن كثير ويعقوب. والباقون قرأوا تزكى بالتخفيف قالوا في كرات بتجديد الزي بادغام التاء الثانية في الاصل فيها اي عصرة الزكة تتزكى. لو اضغمت التاء والثانية في الزاء ازاي؟ فقيل تزكى ومعناه تتطهر من الشرك بان تشهد ان لا اله الا الله واهديك الى ربك فتخشع ديك يدلك اي هل لك في ان ادلك على ربك اه على معرفته ببرهان فتخشى كيف تخاف لانك ستكون على علم والخشية من لوازم آآ العلم انما يخشى الله من عباده العلماء من خاف ادلج ومن ادلج فبلغ المنزل قال اتخشى افتخافه فاراه الاية الكبرى ارى موسى عليه السلام فرعون الاية الكبرى من اياته اه التسع وهي اليد وقيل هي العصا الايات الكبرى اختلف فيها الا هي اليد قال هي العصا التي اذا القاها صارت ثعبانة وقيل هي اليد التي يدخلها في جيبه فتخرج بضاعة من غير السوء فكذب فرعون موسى وعصى عسى الله سبحانه وتعالى ثم ادبر تولى يسعى يجتهد في كيد موسى وفي الافساد في الارض في الارض بفسادها. فحاشا فنادى. حشر الجماعة السحرة والجند. فنادى اي ناداهم باعلى صوته انا ربكم الاعلى فقال انا ربكم الاعلى. اي لا رب فوقي وكانت لهم اصنام اي تلك الاصنام ارباب لكن انا ربكم الاعلى الذي لا اله فوقه فوقه فاخذه الله بعد ذلك بالاغراق اغرقه الله سبحانه وتعالى ذي البحر وانجى موسى ومن امن معه نكال الاخرة اي اغرقه واهلكه بالاغراق نكال اي جزاء قولته الاولى وقولته الثانية فاخذه الله ويهلكه بالغرق نكال اي عقوبة وجزاء الاخرة اي الكلمة اه الاخرة وهي قوله انا ربكم الاعلى والاولى اي اه اه جزاء كلمته الاولى ايضا وهي قوله ما علمت لكم من اله غيري وكان بينهما اربعون سنة ان في ذلك لعبرة لمن يخشى. ان في ذلك لعبرة اي عظة لمن يخشى ان يخاف الله سبحانه وتعالى ان في ذلك المذكور ما ذكر من اهلاك فرعون لاعظة اي موعظة لمن يخاف الله سبحانه وتعالى ونقتصر على هالقدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك