قراءة من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تقديم الشيخ محمد العرفج اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اذا السماء فطرت واذا الكواكب انتثرت واذا البحار فجرت واذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت واخبرت يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك تلابل تكذبون بالدين وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ان الابرار لفي نعيم لفي جحيم. يصلونها يوم الدين. وما هو يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ اه بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه اذا السماء انفطرت واذا كواكب كثرت واذا البحار فجرت الايات فاذا انشقت السماء وانفطرت وتناثرت نجومها وزال جمالها وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا وبعثرت القبور بان اخرج ما فيها من الاموات وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الاعمال. فحينئذ ينكشف ويزول ما كان خفيا. وتعلم كل نفس ما معها من ارباح وخسران. هنالك يعض الظالم على يديه اذا رأى اما قدمت يداه وايقن بالشقاء الابدي والعذاب السرمدي. وهنالك يفوز المتقون المقدمون لصالح اعمال بالفوز العظيم والنعيم المقيم. والسلامة من عذاب الجحيم ثم يقول سبحانه معاتبا للانسان المقصر في حقه المتجرأ على معاصيه. يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم تهاونا منك في حقوقه؟ ام احتقارا منك لعذابه؟ ام عدم ايمان منك بجزائه؟ اليس هو الذي خلقك فسواك هي حسين تقويم فعدلك ركبك تركيبا قويما معتدلا في احسن الاشكال واجمل الهيئات فهل يليق بك ان ان تكفر نعمة المنعم او تجحد احسان المحسن ان هذا الا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك احمد الله اذ لم اجعل صورتك صورة كلب او حمار او نحوهما من الحيوانات ولهذا قال تعالى في اي صورة ما شاء ركبك فقوله كلا بل تكذبون بالدين اي مع هذا الوعظ والتذكير لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء وان لابد ان تحاسبوا على ما عملتم فقد اقام الله عليكم ملائكة كراما. اكتبون اقوالكم وافعالكم ويعلمونها فدخل في هذا افعال القلوب وافعال الجوارح. فاللائق بكم ان تكرموهم وتجلوهم ثم يقول سبحانه ان الابرار لفي نعيم. وان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين الايات المراد بالابرار هم القائمون بحقوق الله وحقوق عباده الملازم للبر في اعمال القلوب واعمال الجوارح. فهؤلاء جزاؤهم النعيم في القلب والروح والروح والبدن في دار الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار القرار وان جار الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده الذين فجرت قلوبهم ففجرت اعمالهم لفي جحيم اي عذاب اليم في دار الدنيا. ودار البرزخ وفي دار القرار. يصلونها ويعذبون بها اشد العذاب يوم الدين اي يوم الجزاء يوم الجزاء على الاعمال وما هم عنها بغائبين. اي بل هم ملازمون لها. لا يخرجون منها وما ادراك ما يوم الدين. ثم ما ادراك ما يوم الدين في هذا تهويل لذلك اليوم الشديد الذي يحير الاذهان يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ولو كانت قريبة او حبيبة مصافية فكل مشتغل بنفسه لا يطلب لغيرها والامر يومئذ لله. فهو الذي يفصل بين العباد ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه. والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله الله وبركاته