من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تقديم الشيخ محمد العرفج. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انه هو يبدأ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد. فعال لما يريد. هل اتاك حديث الجنود فرعون وسمود. بل الذين كفروا في تكذيب. والله محيط. بل هو قرآن مجيد بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه ان بطش ربك لشديد. اي ان عقوبته لاهل الجرائم العظام لقوية شديدة وهو وهو للظالمين بالمرصاد. قال الله تعالى وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد انه هو يبدئ ويعيد. اي هو المنفرد بابداء الخلق واعادته. فلا يشاركه في ذلك مشارك. وهو الغفور الذي يغفر الذنوب جميعا اها لمن تاب ويعفو عن السيئات لمن استغفره واناب الودود الذي يحبه احبابه محبة لا يشبهها شيء فكما انه لا يشابه شيء في صفات الجلال والجمال والمعاني والافعال فمحبة في قلوب خواص خلقه. التابعة لذلك لا يشبهها شيء من انواع المحاب. ولهذا كانت محبة اصل العبودية وهي المحبة التي تتقدم جميع المحاب. وتغلبها وان لم يكن غيرها تبعا لها كانت عذابا على اهلها وهو تعالى الودود الواد لاحبابه كما قال تعالى يحبهم ويحبونه. والمودة هي المحبة الصافية. وفي هذا سر حيث قرن الودود بالغفور ليدل ذلك على ان اهل الذنوب اذا تابوا الى الله وانابوا غفر لهم ذنوبهم احبهم فلا يقال تغفر ذنوبهم ولا يرجع اليهم الود. كما قال بعض الظالمين بل الله افرح بتوبة عبده حين يتوب من رجل على راحلته عليها طعام وشرابه وما يصلحه فاضلها في ارض فلاة مهلكة فايس منها فاضطجع في في سيارة ينتظر الموت فبينما هو على تلك الحال اذا راحلته على رأسه فاخذ بخطامها فالله اعظم فرحا بتوبة العبد من هذا براحلته وهذا اعظم فرح يقدر فلله الحمد والثناء وصفو الوداد ما اعظم بره واكثر خيره واغزر احسانه واوسع ذو العرش المجيد اي صاحب العرش العظيم. الذي من عظمته انه وسع السماوات والارض والكرسي. فهي بالنسبة للعرش حلقة كحلقة ملقاة في فلاة بالنسبة لسائر الارض فخص الله العرش بالذكر لعظمته ولانه اخص المخلوقات بالقرب منه وهذا على قراءة الجر يكون المجيد نعتا للعرش. واما على قراءة الرفع فانه يكون نعتا لله. والمجد سعة الاوصاف وعظمتها فعال لما يريد. اي مهما اراد شيئا فعله. اذا اراد شيئا قال له كن فيكون. وليس احد فعالا لما يريد الا الله. فان المخلوق فانه لا بد لارادتها من معاون وممانع والله لا معاون لارادته ولا ممانع له مما اراد ثم ذكر من افعاله الدالة على صدق ما جاءت به رسله فقال هل اتاك حديث الجنود فرعون وثمود؟ فكيف كذبوا المرسلين فجعلهم من المهلكين؟ بل الذين كفروا في تكذيب اي لا يزالون مستمرين على التكذيب والعناد لا تنفع فيهم الايات ولا تجدي لديهم العظات والله من ورائهم محيط قد احاط بهم علما وقدرة كقوله ان ربك لبن مرصاد ففيه الوعيد الشديد للكافرين. من عقوبة من هم في قبضته وتحت تدبيره. بل هو قرآن مجيد. اي وسيع المعاني عظيمها فكثير الخير والعلم في لوح محفوظ من التغيير والزيادة والنقص ومحفوظ من الشياطين وهو اللوح الذي قد اثبت الله فيه كل شيء. وهذا يدل على دلالة القرآن وجلالته. ورفعة قدره عند الله تعالى والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته