بسم الله والحمد لله صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد حياكم الله جميعا في هذا اللقاء المبارك. لقاء الثلاثاء مع تفسير القرآن العظيم وحيث توقف بنا الكلام في لقاء الماضي اه في تفسير سورة الحاقة وقد اخذنا مجموعة من الايات وهذه الايات التي تحدثنا عنها في لقائنا الماضي كانت تتحدث عن موقف الامم الماظية الغابرة من دعوة رسلهم ومن الايمان باليوم الاخر وانهم كذبوا المرسلين وكذبوا البعث والجزاء والحساب والجنة والنار وانهم اجمعوا على انه لا بعث ولا جزاء ولا حساب ولا جنة ولا نار. فكانت النتيجة انهم كذبوا بيوم القارعة بيوم القارعة وهو يوم القيامة كذبت كذبت عاد وتمود بالقارعة فكذبوا رسله وكذبوا كذبت ثمود وعاد بالقارعة والنتيجة لما كذبوا الرسل كذبوا ساق الله سبحانه وتعالى بيان حالهم والنتيجة التي نزلت بهم والعقوبة التي حلت بهم وقال الله سبحانه وتعالى فاما ثمود فاهلكوا الطاغية ونعرف ان الله سبحانه وتعالى اهلك ثمود الصيحة اخذتهم الصيحة فلم تبق منهم احدا اهلكهم الله بالريح وسخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما فجعلت الاقوام كانهم اعجاز نخل خاوية وذكر الله سبحانه وتعالى اقواما بخر فرعون ومن قبله ونوح قوم نوح وقوم لوط وغيرهم من الامم التي اهلكها الله سبحانه وتعالى بالعذاب. وكان العذاب ينزل اما ريحا يسلطها الله سبحانه وتعالى عليهم او صيحة او ما ان يغرقهم او خسف او نحو ذلك. فماتوا واهلكهم الله بسبب تكذيبهم. هذا هذه ايها الاخوة عقوبة عقوبة المكذبين عقوبة الضالين عقوبة المفسدين الطاغين في الارض هذه عقوبتهم في الدنيا اما العقوبة في الاخرة فاستمع لها فاستمع لها. قال الله سبحانه وتعالى قال فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة لما حكى الله سبحانه وتعالى علينا ما فعله سبحانه وتعالى بالمكذبين الرسل وكيف جازاهم الله وعجل لهم العقوبة في الدنيا وان الله سبحانه وتعالى انجى الرسل وانجى اتباع الرسل ذكر الله سبحانه وتعالى الجزاء الفريقين في الاخرة جزاء المكذبين وجزاء المصدقين المؤمنين قال الله سبحانه وتعالى في في وصف وفي عرض حال يوم القيامة قال فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة النفخ في الصور ومن الذي ينفخ اول شي كم نفخة تنفخ قال بعض اهل العلم النفخات او النفخات اثنتان نفخة الصعق والموت والهلاك ونفخة البعث وقيل انها ثلاث نفخات نفخة الصعق ونفخة الفزع او الفزع ونفخة البعث والصحيح انها عليه اكثر اهل العلم ان هذا نفختان كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الزمر ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون حكى الله سبحانه وتعالى ان النفخة نفختان قال الله سبحانه وتعالى هنا فاذا نفخ في الصور نفخ النافخ من هو النافق هو الملك الموكل بنفخ السور وهو اسرافيل اسرافيل واعظم الملائكة ثلاثة ثلاثة جبريل وهو الموكل الروح موكل بالوحي والموكل بالرسل والرسالات وانزال الكتب حياة القلوب حياة القلوب ميكائيل والموكل بالارزاق. حياة الابدان القطر من السماء والارزاق في الارض والثالث هو اسرافيل وهو الذي ينفخ في الصور او ينفخ وتعود الارواح الى اجسادها. تعود الارواح مرة اخرى الى اجسادها بعد مفارقتها عند الموت وهؤلاء الملائكة هم اعظم ملائكة الله وهم اعظم رسل الله طيب اذا عرفت عندنا نفختان النفخة الاولى نفخة خراب الكون نفخة الصعق نفخة ان يموت كل من في السماوات والارض كلهم الا من شاء الله ولا يبقى الا الله سبحانه وتعالى او قد يبقى من يعلمه الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض. صعق يعني مات من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله الله اعلم بمن يسلم من ذلك ثم نفخ في اخرى. فالنفخة الاولى نفخة الموت نفخة الهلاك نفخة تدمير الكون تساقط النجوم والكواكب القمر والشمس وخراب الكون كله ودك الجبال وتسوية الارض كل هذا يحدث في النفخة الاولى ثم تأتي النفخة الثانية قيل كم بين النفختين؟ قيل اربعين هل هي اربعين سنة او اربعين يوما او اربعين شهرا الله اعلم قال فاذا نفخ في الصور هذه النفخة الاولى النفخة الثانية نفخة البعث ثم نفخ في اخرى فاذا هم قيام من قبورهم ينظرون انفخه في ينفخ ينفخ اسرافيل في الصور مرة اخرى تعود الارواح الى اجسادها ويخرجون من قبورهم احياء قال هنا قال فاذا نفخ في الصور نفخة واحدة نفخة واحدة ليست اثنتان نفخة واحدة يعني نفخة شديدة قوية نفخة شديدة قوية كما تقول تقول ضربته بالسيف ضربة واحدة يعني ضربة قاسية ضربة قوية يقول الله نفخ في نفخ في الصور نفخة واحدة قال الله وحملت الارض والجبال ودكتا دكة واحدة فتت الجبال واضمحلت وخرطت بالارض فاصبحت ارضا واحدة ونسفت الجبال وذهبت وكانت سرابا وكانت كالصوف المنفوش استوت على الارض واصبحت الارض قاعا صفصفا. لا ترى فيها عوجا ولا امتع لا منخفض ولا مرتفع فيصنع الله بها ان تكون قطعة واحدة. هذا معنى حملت الارض والجبال ودكتا دكة واحدة قال الله سبحانه وتعالى فيومئذ وقعت الواقعة هذا ما يحدث للارض. هذا ما يحدث للارض بان تدك الجبال وتصبح الارض قطعة واحدة ما الذي يحدث للسماء قال الله سبحانه وتعالى وانشقت السماء السماء تضطرب تمور السماء مورا تتشقق السماء بالغمام السماء تكون ابوابا فتحت السماء فكانت ابواب وهكذا يحدث لها من الامور العظيمة الهائلة تتغير لون السماء فتصبح وردة حمراء كالدهان لينة جدا ضعيفة كما قال سبحانه قال فهي يومئذ وهي ظعيفة جدا اين قوة السماء ذهبت اصبحت ضعيفة فهذه احداث تقع تقع ثم بعد ذلك تأتي النفخة الثانية تأتي النفخة الثانية يخرج يخرجون من قبورهم كما قال الله سبحانه وتعالى فاذا نفخ في الصور ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون يخرجون من قبورهم يخرجون هذه النفخة الثانية. قال الله سبحانه وتعالى هنا قال والملك على ارجائها قال والملك المراد بالملك هنا جنس الملائكة اي الملائكة الملائكة قال الملائكة الكرام يكونون على ارجاء الارض اي على جوانب واطراف الارض وعلى جوانب السماء واركان السماء خاضعين لربهم مشتكينين لعظمة الله سبحانه وتعالى. والملك على ارجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يعني ثمانية من من الملائكة في غاية القوة اذا جاء الله سبحانه وتعالى ونزل سبحانه وتعالى وجاء للفصل كما قال سبحانه وتعالى وجاء ربك والملك صفا صفا فاذا جاء الله سبحانه وتعالى هل ينظرون الى ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الامر فاذا جاء الله سبحانه وتعالى اذا اتى للفصل بين العباد والقضاء بينهم يحمل عرش ربك فوقهم ثمانية. ثمانية ثمانية قيل ثمانية من الملائكة وقيل ثمانية صفوف من الملائكة تحمل العرش والله اعلم بعظم هؤلاء الملائكة والله اعظم بعددهم في عددهم هل هم ثمانية اشخاص او هم ثمانية الله اعلم وملائكة العرش حملة العرش حملة العرش من اعظم الملائكة من اعظم الملائكة وانت في في الصباح والمساء في الاذكار يقول اشهدك واشهد حملة عرشك اشهدك واشهد ملائكتك ملائكتك واشهد حملة عرشك حملة العرش نوع من الملائكة جنس من الملائكة قال صلى الله عليه وسلم قال اذن لي ان احدثكم عن ملك من ملائكة العرش من حملة العرش ما بين شحمة اذنه وعاتقه مسيرة خمس مئة سنة عظيم جدا قال الله سبحانه وتعالى هنا ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال بعد ذلك اذا جاء الله للفصل والقضاء بين الناس قال الله بعدها يومئذ يعرضون يعرضون على من يعرضون على الله كما قال الله سبحانه قال وعرضوا على ربك صفا يعرضون قال يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية لا في اجسامكم ولا في صوركم ولا في اعمالكم. لا يخفى على الله منكم خافية لا في اجسامكم ولا في صوركم ولا في اعمالكم سبحانه وتعالى يعلم ولا يخفى عليه شيء منه شيء منهم لا في اجسادهم لا في صورهم سبحانه يعلم سبحانه وتعالى اجسادهم ويعلم صورهم ويميز بعضهم عن بعض نساء ورجالا يعلم اعمالهم وما قدموه من خير او شر لا يغيب عنه شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى. لا تخفى منكم خافية قال فان الله سبحانه وتعالى لا شك انه يعلم الغيب والشهادة ولا يخفى عليه شيء ابدا قال سبحانه وتعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ثم بعد ذلك بين سبحانه وتعالى انقسام الناس يوم القيامة وانهم قسمان لا ثالث لهما. اما اهل سعادة ونجاة وسلامة وفوز واما اهل شقاء وضلال وهلاك وهلاك قال الله سبحانه وتعالى في الفريق الاول فريق اهل السعادة قال فاما من اوتي كتابه بيمينه وهذي علامة النجاة والسلامة يعطى كتابه صحيفته تعطى صحيفته بيمينه ويأخذ صحيفته عندما تتطاير الصحف يأخذ صحيفته بيمينه قال يعطون كتابهم بيمينهم التي فيها اعمالهم الصالحة. وهذا كله دليل على التنويه بشأنهم وانهم اهل الفوز لانه اذا اعطي كتابه بيمينه دل على الرضا عنه دل على الرضا عنه. قال قال فيقول ويقول هاء مقرؤوا كتابية من شدة الفرح والسرور ومحبة ان يطلع الناس على ما في صحيفته من الفوز والكرامة والنجاة والسلامة يقول للناس ولمن يسمعه خذوا كتابي اقرأوا كتابي. انظروا في كتابي يبشرهم بهذه البشارة التي حصل عليها. وهذا الفوز وهذه الكرامة والمغفرة للذنوب وستر العيوب ويقول هاؤم اقرؤوا كتابي قد يسأل سائل يقول كيف وصل الى هذا الامر واعطي كتابه بيمينه وقال وفرح فرحا وفرح هذا الفرح هذا الفرح العظيم وهذا السرور لماذا قال الله سبحانه وتعالى انه في الدنيا كان كان يظن وتيقن انه سيلاقي هذا اليوم. ولذلك يستعد لهذا اليوم قال اني ظننت اني ملاق حسابيا ظن ومنت هنا معناه ايقنت وليس الظن هنا بمعنى الشك وانما المراد بالظن هنا هو اليقين يعني جزمت كما قال الله سبحانه وتعالى قال الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم يعني يجزمون جزما ويتيقنون يقينا انهم سيلاقون ربهم وهنا قال اني ظننت اني ملاق حسابي اي سالقى جزائي وسألقى ما قدمت في الدنيا ما تفعله في الدنيا من خير ستجده في صحيفتك يوم القيامة. لو تعمل مثقال ذرة لن يضيع كما قال سبحانه وتعالى قال وان تك مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين قال ظننت اني ملاق حسابية قال الله عز وجل فهو في عيشة في عيشة راضية اي عيشتي الراضية يعني سينال المعيشة الطيبة وسينال ما يرضيه وهو فوزه في جنات النعيم لان الله قال بعدها في عيشة راضية في جنة عالية. وهي المنازل والقصور والغرف العالية يفوز بهذا الفوز والعيشة الراضية تشمل كل ما يتمناه الانسان ويرضى به يوم القيامة مما تلذ الاعين ومما تشتهيه الانفس وقد رضوا بما اعطاهم الله اه ورضي الله عنهم فاصبحوا في عيشة راضية. وهذه العيشة الراضية هي الجنة العالية التي فيها الثمار العظيمة التي وصفها الله لان قطوفها دانية ثمرها وجناها من الفواكه قريبة سهلة التناول. يتناولها الانسان وهو قاعد وهو قائم وهو مضطجع وهو متكئ يأكل منها قال ويقال لهم ماذا يقال لهم كلوا واشربوا من نعيم الجنة كلوا من طعام ولذيذ الجنة واشربوا من شراب الجنة شربا هنيئا تاما كاملا من غير شيء ينغصهم بل يشربون ويأكلون بلذة وارتياح نفس يقال كلوا واشربوا وذلك جزاء لما كانوا يعملونه في الدنيا كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم بسبب ما قدمتم في الايام الخالية في الدنيا ما قدمتم من اعمال صالحة من صلاة وصيام وصدقة وحج واحسان الى الخلق وغير ذلك من الاعمال الطيبة التي كنتم تعملونها في الدنيا تلقونها في الاخرة وتجازون بها فهذه فهذه الاعمال هي التي ادخلتكم الجنة بعد رحمة الله سبحانه وتعالى كما قال الله قال بما كنتم او بما اسلفتم بسبب الاعمال سبب لدخول الجنة وفوق ذلك رحمة الله لن يدخل الجنة احدا بعمله. لكن الاعمال اسباب من يقدم العمل الصالح يرجو ان يجازى به. يرجو من الله ان يجازيه الله بالحسنة عشر امثالها واكثر هذا في جانب نعيم اهل الجنة وهذا ما يحصل للسعداء يوم القيامة اما الاشقياء الضالون الهالكون المتكبرون المتغطرسون الكافرون بالله المجرمون. قال الله فيهم واما من اوتي كتابه بشماله هؤلاء هم اهل الشقاء قال يعطون كتبهم بشمالهم. وفي سورة وفي اية اخرى قال كتابه من وراء ظهره فيعطى من وراء ظهره بيده الشمال وهذي علامة الشقاء هذه علامة الشقاء اذا اذا اذا اعطي كتابه بشماله ولم يأخذه بيمينه دل على انها انه شقي عظيمة. انه شقي شقاوة عظيمة ولذلك اهل الشقاء يعطون كتب اعمالهم وصحائفهم بشمالهم ليظهر عليهم الخزي والعار والفضيحة امام الناس والهم والغم والخزي يوم القيامة يأخذ بالشمال والناس ينظرون اليه فيقول ماذا يقول يا ليتني لم اوتي كتابية يا ليتني لم اخذ كتابي يا ليتني لم يؤلم اعطى كتابي وشوف لاحظ كلمة كتابية حسابية لم ادري ما حسابي كتابي السلطانية هذه يسميها اهل العلم واهل اللغة هاء السكت الاصل ان انه يقول يا ليتني لم اوتى كتابي لكن ادخلت الهاف الاخير هذي يسميها السكت وهي لغة من لغة العرب قال يا ليتني لم اسجد كتابية ولم ادري ما حسابية يقول لم اعلم بالجزاء والحساب ولم استعد لهذا اليوم ولم اعلم انه سيكون هناك بعث وجزاء كنت غافلا عن هذا ثم يقول يا ليتها كانت القاضية ما هي الموتة الاولى لما مات الموتة الاولى يقول ليت الموتة التي متناها في الدنيا قضت علينا وانتهينا ولم نبعث يا ليتني كنت ترابا ولم ابعث ثم التفت فاذا امواله قد حشرت معه واذا واذا الذين يحرضونه على الكفر من اصحابه وجلسائه قد حشروا معه وينظر الى ماله الذي يعذب به صفائح من نار فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره واذا نظر الى ماله قال قال ما اغنى عني ماليا. ما نفعني هذا المال لا في الدنيا ولا في الاخرة. ولم ينفعني بل ظرني في الاخرة عذبت به ثم ينظر الى جلسائه وينظر الى اصحابه فيقول هلك عني سلطانيه. اين الذين يشفعون لي؟ اين اصدقائي الذين ينفعونني؟ ذهبوا ولم استفد منهم شيء بل زادوني غما وهما فاذا تحسر هذا التحسر العظيم قال الله للملائكة ولخزنة النار خذوه اخذ عزيز مقتدر خذوه بقوة واسحبوه الى النار خذوه فغلوه اي غلو اي اجعلوا اجعلوا الاغلال وهي السلاسل والاربطة في الاعناق ويغلق حتى ينخنق وتربط يديه تربط يداه في عنقه وتشد يداه في عنقه الاغلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون تغل بيديه كما قال الرسول قال المقرنين الاصفاد مقرنين في السلاسل قال خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوا اسحبوه الى نار جهنم والى لهب جهنم فالقوه وقد غلت في اية اخرى يعرف المجرمون بسيماهم ويؤخذ بالنواصي والاقدام تربط تربط رجلاه في رأسه في ناصيته ثم يلقى في النار خذوه فغلوه. ثم الجحيم صلوه. قال الله في بيان عقوبتي الشديدة قال ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا تسلك سلاسل النار لا يعلم قدرها وعظمها الا الله. والسلاسل هي حلق بعضها مرتبط ببعض سلسلة عظيمة طولها سبعون ذراعا سبعون ذراعا شدة طولها وقد يكون هذا العدد يعني سبعون ذراعا او قد تزيد على ذلك قال في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا من سلاسل الجحيم في غاية الحرارة والثقل والعظمة يؤخذ في سلك فيها وينظم فيها ينضف في السلسلة يدخل فيها تدخل معه في دبره وتخرج مع فمه ويعلق فيها في نار جهنم ويزاد عليه العذاب ولا يزال العذاب فيه وهو يتمنى الموت وبئس الحالة وبئس العقوبة وبئس الحسرة ان يكون في هذي في هذه الحال قد يسأل سائل يقول ما السبب الذي جعلهم يصلون الى هذه الحال العظيمة الهويلة قال الله سبحانه وتعالى انه كان لا يؤمن بالله العظيم كان كافرا بربه كافر باياته. كافرا برسله. كافرا بما انزل من الكتب. لا يريد الحق غافلا عنه يأكل ويشرب للحياة. ولا يعرف حق الله لا في طاعته ولا حق الله في عباده النتيجة انه لا يؤمن بالله هذا الامر الاول اما الامر الثاني قال ولا يحض على طعام المسكين ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء والمساكين من اخوانه. ولا يريد ان يحسن اليهم ولا يريد ان ان يعطف عليهم ابدا. ولا يحض على طعام المسكين ابو الدرداء معروف. صحابي جليل وامرأته هي ام الدرداء فكان يوصي امرأته ويقول اذا طبخت زيدي مرفها زيدي مرقها حتى نعطي الفقراء والمساكين ثم يقول شف تأمل معي يقول قطعنا نصف نصف السلسلة السلسلة قطعنا نصف السلسلة بالايمان بالله والتصديق بمحمد وبقي نصفها فاطعم الطعام واطعم الطعام حتى نقطع النصف الثاني شف كيف يتأملون القرآن ويتدبرونه ويعملون باياته هذا هذا هذا التأمل في القرآن الكريم قال ولا يحض على طعام المسكين قال ليس له اليوم ها هنا حميم ليس له صديق ولا معين ولا نصير ولا شفيع يشفع له كما قال الله سبحانه وتعالى قال ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. وقال سبحانه وتعالى في اية اخرى قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له النتيجة قال ليس له حميم ينصره ويعينه ويساعده واما الطعام هل لهم طعام؟ نقول نعم يطعمون الطعام ولكن طعامهم من اي شيء. قال من غسلين في اية قال طعام من ضريع. وفي اية يأكلون الزقوم كل هذا من طعام من طعام اهل النار والغسلين الغسلين قال اهل العلم ان الغسيل المراد به نتن ريح وقبح ريحه نتنة وطعمه قبيح ومرارته شديدة هو صديد اهل النار ما ينزل من اهل النار من الدم والصديد والقيح من شدة النار فتجري منه اودية فيسقون منه تم الغسلين يسقون منه هذا طعامهم. هذا شرابهم. نسأل الله العفو والعافية هذا شراب اهل النار. قال الله سبحانه وتعالى ولا طعام الا من غسلين. لا يأكله الا الخاطئون الذين اخطأوا الطريق ولم يعرفوا الطريق الى ربهم الخاطئون لما حكى الله سبحانه وتعالى لما حكى سبحانه وتعالى علينا احوال يوم القيامة وان الناس على قسمين على قسمين وانهم منهم السعداء الفائزون ومنهم الاشقياء الخاسرون بين لنا عظمة هذا القرآن بين لنا عظمة هذا الوحي وانه من عند الله لذلك قال سبحانه وتعالى ولا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون. اي يقسم الله بما نشاهده وما لا نشاهده. ما نشاهده من السماوات والارض والجبال ونحوها. وما لا نشاهده من الملائكة والجن وما غاب عنا يقسم الله على اي شيء على ان هذا الذي تسمعونه من اخبار الحاقة والامم الماضية والجزاء ويوم القيامة وما يحصل من عرصات يوم القيامة وتطاير الصحف وجزاء الفريقين قول رسول كريم وهو محمد صلى الله عليه وسلم انه اتاكم بهذا الكلام الذي نزل عليه بالوحي نزل عليه بالوحي ليس كلاما من عنده وانما هو وحي من الله قول رسول كريم وهذا الرسول وصفه الله بانه كريم اي انه لا يبخل انه لا يبخل على نفسه ولا يبخل عليكم بشيء. قال رسول كريم. قال وما هو بقول شاعر ليس ليس هذا الكلام الذي تسمعونه وهذه الحروف والكلمات شعر بل هي كلام الله سبحانه وتعالى وما هو بقول الشاعر قليلا ما تؤمنين حتى انكم يكون منكم القليل من المصدق ثم قال ولا بقول كاهن. والكاهن من يدعي علم الغيب ليست هذه الاخبار في القرآن الاخبار الغيبية هي من من كلام الكهنة. بل هو من كلام الله. ولذلك قال قليلا ممن يتذكر منكم. ثم اخبر سبحانه وتعالى بهذا الكلام بانه تنزيل لانه تنزيل من رب العالمين وان هذا القرآن نزل من الله ثم بين بين حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لا ينطق عن الهوى وانه يبلغ رسالة ربه. فقال ولو على سبيل الفرظ تقول علينا بعض الاقاويل لو كذب علينا وادعى اقوال لم نقلها ما النتيجة قال لاخذنا منه باليمين لاخذ الله سبحانه وتعالى منه باليمين لاخذ بيمينه بقوة او اخذ بالقوة ثم لقطعنا منه الوتين ما هو الوتين قال هو حبل الوريد وهو العرق المتصل بالقلب اذا قطعت مات صاحبه اذا قطع مات صاحبه قال قطعنا لو كذب علينا محمد وادعى علينا دعاوى لم نقلها النتيجة اننا نأخذه بقوة بيمينه ونقطع عنه العرق حتى يموت ولا يستطيع منكم احد ان يمنع يمنع عنه هذه العقوبة. قال فما منكم من احد عنه حال زين ما احد يستطيع ان يحجز احجز محمد عنا اذا اردنا اهلافا ثم وهذا كله على فرض على سبيل الفرظ والا محمد بلغ الرسالة. وهو امين وحيد ولم يخفي شيئا ولم يدعي شيئا لم يقله الله سبحانه وتعالى. بل بلغ الرسالة بي بكل ما جاءه من من الوحي بحروفه وكلماته قال والله سبحانه وتعالى في اخبار عن هذا القرآن قال وان هذا القرآن هذا القرآن وهذا الوحي تذكرة للمتقين. يتذكرون به وينتفعون به. وهو نفع لهم وثم قال وانا لنعلم ان منكم مكذبين يا من اوحي يا من نزل عليهم القرآن يا من خاطبهم الرسول منكم من يكذب وسيندم وهذا تهديد لان الله يعلم المكذبين سيجازيهم ثم قال وانه لحسرة. اي ندامة على الكافرين سيندمون اشد الندامة. وقد ندموا الذين قالوا يا ليتها كانت القاضية قال وانه لحق اليقين. اي هذا القرآن حق اليقين واعلى درجات اليقين. لان اليقين علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وحق اليقين اعلى الدرجات يعني اليقين الحق الذي لا يشك فيه عاقل فختم الله سبحانه وتعالى بوصف القرآن بهذه الاوصاف العظيمة ثم قالوا فاذا كان الامر كذلك عليك ان تسبح الله وتعظمه وتعرف حق الله عليك فسبح باسم ربك العظيم. سبح باسم الله وعظمه وجلله سبحانه وتعالى وقدسه واعف نعبده حق العبادة واتقي حق التقوى وراقبوا حق المراقبة واعرف حق الله عليك حتى تنجو وحتى تسلم من ان يصيبك ما اصاب اهل الضلال واهل الهلاك اسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يجعلنا واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته وان شاء الله الى لقاء قادم باذن الله نستكمل ما توقفنا عنده والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين