يقول الله سبحانه الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك الايات يقول تعالى ممتن على رسوله. الم نشرح لك صدرك؟ اي نوسع لشرائع الدين والدعوة الى الله؟ والاتصاف بمكارم الاخلاق والاقبال على الاخرة وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقا حرجا حتى لا يكاد ينقاد لخير ولا تكاد تجده منبسطا ووضعنا عنك وزرك. اي ذنبك الذي انقض اي اثقل ظهرك. كما قال تعالى ليغفر لك الله ما من ذنبك وما تأخر ورفعنا لك ذكرك حي علينا قدرك وجعلنا لك الثناء الحسن العالي. الذي لم يصل اليه احد من الخلق. فلا يذكر الله الا ذكر معه رسول الله الله عليه وسلم كما في الدخول في الاسلام وفي الاذان والاقامة والخطب وغير ذلك. من الامور التي اعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وله في قلوب امتي من المحبة والاجلال والتعظيم ما ليس لاحد غيره بعد الله تعالى فجزاه الله عن امتي افضل ما جزى نبيا عن امته وقوله فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا بشارة عظيمة انه كلما وجد عسر وصعوبة فان اليسر يقال قرينه ويصاحبه. حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر. فاخرجه كما قال تعالى سيجعل الله بعد عسر يسرا وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا وتعريف العسر في الايتين يدل على انه واحد وتنكير اليسر يدل على تكراره فلن يغلب عسر يسرين وفي تعريفي بالالف واللام الدال على الاستغراق والعموم دلالة على ان كل عسر وان بلغ من الصعوبة ما بلغ فانه التيسير ملازم له ثم امر رسوله اصلا والمؤمنين تبعا لشكره والقيام بواجب نعمه فقال فاذا فرغت فانصب اي اذا فرغت من اشغالك ولم يبقى في قلبك ما يعوقه. فاجتهد في العبادة والدعاء. والى ربك وحده فارغب ان يعظم الرغبة في اجابة دعائك. وقبل في دعواتك ولا تكن ممن اذا فرغوا لعبوا واعرضوا عن ربهم وعن ذكره فتكون من الخاسرين وقد قيل ان معنى هذا فاذا فرغت من الصلاة واكملتها فانصب في الدعاء. والى ربك فارغب في سؤال مطالبك واستدل من قال هذا القول على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا يا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته