سورة العاديات هذه السورة تتكلم عن الجهاد في سبيل الله واهمية الجهاد واهمية الخيل في الجهاد في سبيل الله. فالعاديات ضبحا والموريات والمغيرات واثرن به نقعا ووسطن به جمعا كلها الخيول. ويصف الله جل وعلا هذه الخيول واوقفها في القتال في سبيل الله جل وعلا. وهذا كله قسم ثم عطف على القسم. فالقسم بالعادة ثم ما بعده عطف عليه والمقسم عليه قوله تعالى ان الانسان لربه لكنود. يعني جنس الانسان الا من امن وعمل صالحا واما جنس بني ادم فانهم يجحدون نعمة الله جل وعلا. وهذا مشاهد في الواقع. قال الله جل لو على وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين. قال تعالى وقليل من عبادي الشكور فلذلك احذر ان تكون من هؤلاء القليل لان الجاحد للاسف هو الاكثر. وسيأتينا بيان لايضا لشيء من هذا في سورة العصر ان شاء الله تعالى حيث ذكر الله عز وجل الخاشعين شيرين ثم ذكر صفات الناجين ثم بين ان هذا الجاحد بنعمة الله عز وجل سوف يشهد على نفسه وهذه الشهادة تكون في الدنيا بلسان حاله ومقاله. وتكون في الاخرة بشهادة اعضائه عليه يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. ثم قال وانه من صفات هذا الكنود انه محب للخير حبا شديد اذن قد يقول الانسان كيف يحب الخير وكيف كنوت نقول الخير هنا هو المال وليس الخير الذي هو الاعمال الصالحة. فالمعنى بالخير هنا حب المال فحب المال الفطرة ولكن حبه الشديد خلاف الشريعة. لان من احب المال قال تعالى وتحبون المال حبا جما الذي يحب المال حبا كثيرا سيبعثه حبه الكثير لفعل المنكرات وترك الواجبات. فيبخل بالزكاة ويبخل بالنفقة الواجبة وينفق ماله في المحرمات. ولذلك لا تكثر من حب المال بل اجعل حبك من المال حبا معتدلا متوسطا وفق الشريعة. لان من جعل المال في قلبه طغى. كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى واستغنى هنا اعم من مجرد الاستغناء بالمال لكن يدخل ضمنه الاستغناء بالمال ثم ذكر جل في علاه انه سوف يبعث يوم القيامة هذا من باب الوعظ والتذكير والتخويف سوف تبعث يوم القيامة ويحصل ما في صدرك من الخير والشر مما قد كنت تظهر او تخفي فان قال قائل وكيف يحصل مما في صدري قال لك رب العالمين ان ربهم بهم يومئذ فهو العالم بما تخفي الصدور جل في علاه