ستين والحمد لله اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق الايات هذه السورة اول السور القرآنية نزولا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها نزلت في مبادئ النبوة اذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الايمان فجاءه جبريل عليه السلام بالرسالة وامره ان يقرأ فاعتذر وقال ما انا بقارئ ولم يزل به حتى قرأ. فانزل الله اقرأ باسم ربك الذي خلق عموم الخلق ثم خص الانسان وذكر ابتداء خلقه من علق والذي خلق الانسان واعتنى بتدبيره لابد ان يدبر بالامر والنهي وذلك بارساء الرسل وانزال الكتب ولهذا اتى بعد الامر بالقراءة بخلقه للانسان. ثم قال اقرأ وربك الاكرم. اي كثير الصفات واسعها كثير الكرم والاحسان واسع الجود الذي من كرمه ان علم انواع العلوم وعلم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم فانه تعالى اخرجه من بطن امه. لا يعلم شيئا وجعل له السمع والبصر والفؤاد ويسر له اسباب العلم. فعلمه القرآن وعلمه الحكمة وعلمه بالقلم الذي به تحفظ به العلوم وتضبط الحقوق وتكون رسلا للناس تنوب مناب خطابهم ولله الحمد والمنة. الذي انعم على عباده بهذه النعم. التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق ولكن الانسان لجهله وظلمه اذا رأى نفسه غنيا طغى وبغى وتجبر عن الهدى ونسي ان لربه الرجعى ولم يخف الجزاء. فربما وصت به الحال ان يترك الهدى بنفسه ويدعو غيره الى تركه فينهى عن الصلاة التي هي افضل افضل اعمال الايمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي ارأيت ايها الناهي للعبد اذا صلى ان كان العبد المصلي على الهدى العلم بالحق والعمل به او امر غيره بالتقوى. فهل يحسن ان ينهى من هذا وصفه؟ اليس نهيه من اعظم المحادة لله؟ والمحاربة للحق ان النهي لا يتوجه الا الى من هو في نفسه على غير الهدى او كان بامر او كان يأمر غيره بخلاف التقوى ارأيت ان كذب الناهي بالحق وتولى عن الامر اما يخاف الله ويخشى عقابه؟ الم يعلم بان الله ما يعمل ويفعل ثم توعده ان استمر على حاله فقال كلا لئن لم ينته عما يقول ويفعل لنسفعا بالناصية. اي لنأخذن بناصيته اخذا عنيفا وهي حقيقة بذلك فانها ناصية كاذبة خاطئة اي كاذبة في قولها خاطئة في فعلها فليدعو هذا الذي حق عليه العذاب نادية اي اهل مجلسه واصحابه ومن حوله ليعينوه على ما نزله به سندعو الزبانية اي خزنة جهنم لاخذه وعقوبته فلينظر اي الفريقين اقوى واقدر فهذه حالة الناهي وعد بهما العقوبة. واما حالة المنهي فامره الله الا يصغي الى هذا النهي. ولا ينقاد لنهيه فقال لا تطعه اي فانه لا يأمر الا بما فيه الخسارة واسجد لربك واقترب منه في السجود وغيره من انواع الطاعات والقربات انها كلها تدني من رضاه. وتقرب منه. وهذا عام لكل ناه عن خير. ولكل منهي عنه وان كانت نازلة نازلة في شأن ابي جهل حينها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة وعذبه واذاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته