اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم احسب الناس ان يتركوا يقولوا امنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. الف لام ميم قال المؤلف الله اعلم بمراده بذلك وهذا حق فيما لو جعلنا هذه الكلمة لها معنى ولكن الصواب انه لا معنى لها كما قاله مجاهد وغيره هي في حد ذاتها ما لها معنى وذلك لان القرآن نزل باللغة العربية والحروف المركبة الهجائية ما لها معنى فان الف باء تاء تاء جيم ما لها معنى ولكن هذه لها مغزى وهو الاشارة الى ان هذا القرآن الكريم الذي اعجزكم معشر العرب واعجز غيركم لم يأتي بحروف جديدة ما تعرفونها وانما اتى بحروف تعرفونه وتركبون منها كلامكم ومع ذلك اعجزكم ولهذا لا تكاد تجد سورة مبدوءة بهذه الحروف الهجائية الا وجدت بعدها ذكر القرآن ذكر القرآن او ما هو من خصائص القرآن الف لام ميم ذلك الكتاب الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك الف لام راء تلك آيات الكتاب الحكيم تجد ايضا الف لام ميم تنزيل كتاب من الله العلي الحكيم حميم حميم ها الف لام ميم تنزيل كتاب لا اراد فيه من رب العالمين وهكذا هذه الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا ما فيها ذكر القرآن لكن فيها ذكر ما هو من لازم القرآن وهو قول ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون فان من امن بالقرآن لا بد ان يفتن لابد ان يفطر قوله احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا قوله ان يقولوا هذا محل استفهام يعني ايظن الناس ان يتركوا اذا قالوا امنا بدون ان يختبروا هذا امر لا يكون بل لا بد من الاختبار وكلما كان الانسان اقوى ايمانا كان اختباره اكثر فان الله تعالى يبتلي الناس يبتلى الصالحون الامثل فالامثل حتى ينظر في دينه هل فيه قوة او هو دين ضعيف وقوله احسب الناس حسب بمعنى ظن وقوله الناس يشمل يشمل من المؤمنين وغير المؤمنين وذلك لان قوله اني مؤمن يكون من المؤمن حقا ويكون من المنافق والمنافق لا يصح ان يسمى مؤمنا على الاطلاق بل انما يقال مؤمن بلسانه كافر بقلبه ان يقولوا امنا اي بقولهم امنا يعني يظن الناس ان يصرفوا عن بلا فتنة اذا قالوا امنا وهم لا يفتنون يختبرون بما يتبين به حقيقة ايمانهم وهذا الاستفهام للتقرير ولا للانكار للانكار يعني لا تظنوا هذا انكم اذا قلتم امنا تركتم بلا فتنة بل لا بد من فتنة واختبار والله سبحانه وتعالى يبتلي المرء تارة بافعاله التي يفعلها به سبحانه وتعالى وتارة بافعال غيره التي يسلطون به بها عليه اما بافعاله فان الله تعالى قد يبتلي الانسان بمصائب يختبر بها ايمانك مصائب مالية او اهلية او بدنية فان من الناس من اذا اصابته هذه المصائب والعياذ بالله عجز ان يصبر وربما يرتد بعد اسلامه ويكفر والعياذ بالله ومن الناس من يفطر ويحتسب كذلك قد يبتلى المرء بامر يسلطه الله عليه ما هو منفع الله مثل ان يسلط عليه قوم يؤذونه بالقول او بالفعل او بهما جميعا مثل ما حصل لمن حصل للصحابة رضي الله عنهم للنبي عليه الصلاة والسلام واصحابه اصل للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فان النبي عليه الصلاة والسلام اوذي ايذاء عظيم من قومه ومن غير قومه وكذلك اصحابه اوذوا ايذاء عظيما ولا لا؟ ومع ذلك صبروا واحتسبوا فان عمار بن ياسر واله حصلهم ايذاء عظيم وكذلك غيره من من المؤمنين منهم من يؤذى بالقول ومنهم من يؤذى بالفعل ومنهم من يؤذى بالقول وبالفعل وقوله وهم لا لا يفتنون يقول نزل في جماعة امنوا فاذاهم المشركون طيب من الناس من يقول امنا بالله فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ثم يرتد والعياذ بالله كذلك من الناس الان وخصوصا من الشباب المتجهة الى الدين من يؤذيه اولئك الفسقة ويسبونه ويقول انت مطوع وانت رجعي وما اشبه ذلك هذا ابتلاء من الله وامتحان ليعلم سبحانه وتعالى هل يصبر هذا على دينه او ينحسر ثم يرجع خوفا من اذية هؤلاء ومن الناس ايضا من يؤذى بالتحلي باخلاق المؤمنين. كحلق اللحية مثلا فيؤذى بذلك اما بالقول والاستهزاء والاستخفاف واما بالفعل فيضرب عليها او يحبس فتجده يحلق لحيته خوفا من هذا الامر وهذا لا يجوز لان الواجب ان تصبر نعم ان اكرهت على هذا غلت يدك واتي بالموسى وحرقت هذا امر ليس اليه لكن ما دام الامر اليك فانه لا يجوز لك ان تفعل المعصية خوفا من الناس المعاصي يجب ان الانسان ما يفعله خوف من الناس ابدا يجب ان يصبر ويحتسب. فمن الناس من يقول امنا بالله ولقد فتنا الذين من قبلهم في ناس يعني قاعدة نعم ليش ما ذنبك؟ ما ما ما هذا غاية ما هنالك انه بيضرب او يحبس يقول احلقها انا ما افعل المعصية؟ انتم اذا ضربتموني اضربوه. هي مشقة تزول فليصبر وليحتسب على دينه ولا يرد على هذا قوله تعالى الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان لان ما عليه شيء لان ذاك بعظ العلماء يقول هذا في ايمان القول الذي مصدره اللسان وان كان الصحيح انه حتى في حتى في الايمان الفعلي في الكفر الفعلي شامل يعني الاية عامة حتى مثلا لو ابقي على السجود وما اشبه ذلك اما التخلي عن الامر الشرعي فهذا لا يمكن ان يتخلى عنه ففرق بين الفعل الذي تجبر على فعل معصية مثلا على كفر هذا تعذر به. واما ان ان الترك واجب وهو وجوب اعفاء اللحية فهذا ما يجوز. لو قيل لك اترك الصلاة ما يمكن صلي ولو اوذيت بالفرق والحبس ما في مانع فرق بين حتى اكل ميتة الميتة اذا اذا اليه لانك اذا اكلت منه بقيت حياته. اما هذا فليس كذلك. هذا قد تهدد بالظرب ولا تظرب. وقد تظرب وتسكن وتحتسب هذه هي الفتنة التي ذكر الله اذا لم تأتي تطبقها على هذا متى تكون فتنة ما دام قلنا ان الانسان اذا اوذي بالله يجوز ان يجعل ما امر الله به؟ ما يصلي ما يصلي الفجر فائدة. فلا بد من فتنة واختبار. ولقد فتن الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا بايمانهم علم مشاهدة وليعلمن الكاذبين فيه ولقد فتنا الذين من قبلهم فتنا بمعنى اختبرنا الذين من قبلهم وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان من فتنة من قبلنا ان الرجل يمشط بامشاط الحديد ما بين عظمه وجلده ومع ذلك فانه يصبر ويحتسب يعني يؤتى بامشاط الحديد ويخرع به اللحم نعم وينشر ومع ذلك يصبر على دينه ولا فاذا كان هذا فيمن قبلنا فان هذه الامة اولى بالصبر اولى بالصبر على هذا الامر العظيم لا سيما اذا كان المقام مقام جهاد مثل ما وقع للامام احمد رحمه الله في ايام المحنة فانه كان يضرب بالسياط ويجر بالبغال ليقول ان القرآن مخلوق ومع ذلك ابى ان يقول ان القرآن محفوظ لانه لو قال ان القرآن مخلوق ما هي بالمسألة تنقضي عليه هو لكنه يترتب على ذلك فساد الامة كلها ولهذا من اكره على الكفر وكان كفره يستلزم كفر غيره وفساد الملة فانه لا يجوز له ان يوافق ولو اخطئ لان المقام في حقه وش المقام؟ مقام جهاد والانسان يجب ان يجاهد في سبيل الله ولو تعرض للقتل اما اذا كانت المسألة اكراها شخصيا على الكفر فان هذا يجوز بشرط ان يكون قلبه مطمئنا بالايمان على هذا هذا رجل مثلا قدوة وامام في الناس اكره على ان يفعل معصية او ان يفعلكم الله فعله لها ليس مجرد ان يتخلص من الاذية ولكن يفسد به امة من الناس فهذا نقول له لا لا تفعل لا توافق ولو اكرهت ولو ضربت لان لان المقام مقام جهاد في سبيل الله وانسان اخر لا لا يؤبه به ولا ينظر الناس اليه ولا يفترون به اكره على ان يفعل شيء من من الكفر او ما دونه فلهم ان يفعل بشرط ان يكون قلبه مطمئنا بالايمان مثل ما قال الله سبحانه وتعالى وقوله فلا يعلمن الله الذين صدقوا بمعنى صدقوا الصدق مطابقة القول للواقع او مطابقة الفعل الذين صدقوا في ايش؟ في قولهم انهم مؤمنون فمن كان صادقا في ايمانه فانه يسلم بذلك ومن كان كاذبا فانه والعياذ بالله ينخدع بهذه الفتنة وينقلب على وجهه ويخسر الدنيا والاخرة وقول المؤلف علم مشاهدة يشير الى ان قوله تعالى فليعلمن فليعلمن الله فان قوله ليعلمن الله مستقبل بدليل دخول نون التوكيد عليه وبيدي انه جملة قسمية والجملة القسمية تكون في المستقبل فهو فعل مضارع واقع في جملة قسمية مؤكد بالنون فيكون للمستقبل والله تبارك وتعالى يعلم ذلك قبل ان تحصل الفتنة اليس هكذا؟ فكيف الجواب عن قول الثلاجة يعلمن الله الدال على ان العلم ما يكون الا بعد الفتنة المؤلف قال علم مشاهدة وذلك لان علم الله تعالى بالاشياء ينقسم الى قسمين علم بانها ستقع وعلم بانها وقعت الاول علم لما لم يكن والثاني علم لما كان وهذا هو الذي ينزل عليه مثل هذه الايات مثل ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منه المراد علم مشاهدة وامرين بما سيكون مجاهدا فهذا سابق سابق ولكنه علم بانه سيكون ومتعلق العلم الان اما مستقبل يعلمه الله بانه سيكون واما واقع علم الله بانه ايش لانه قد كان هذا جواب. والجواب الثاني ان العلم ينقسم الى قسمين علم يترتب عليه جزاء وعلم لا يترتب عليه الجنة فعلم الله في الازل قبل وقوع الشيء علم لا يترتب عليه الجزاء وعلم الله تعالى بعد الوقوع وعلم يترتب عليه الجزاء فيكون العلم الذي يقول الله الذي يجعله الله تعالى مرتبا على الوقوع المراد به علم المجازاة علم المنجزات فهذان جوابان عن مثل هذه الاية ولا يقال ان الله لا يعلم الشيء الا بعد وقوعه كما قال ذلك غلاة القدرية فان غلاة القدرية يقولون ان الله ما يعلم بالشيء الا بعد وقوعه ويستدلون بهذا المتشابه من القرآن ولكننا نقول هؤلاء في قلوبهم زيغ لانهم ها؟ اتبعوا ما تشابه منه ولو رجعوا الى قول الله تعالى الم تر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير. لتبين لهم ان الله عالم بما سيكون قبل ان يكون وقوله فلا يعلمن الله وليعلمن الكاذبين الكاذبين في ايش في قولهم انهم مؤمنون والله تعالى اذا فتن الانسان الخلق علم من كان صادقا في قوله ومن كان كاذبا وفي هذا التحذير تحليل المرء عند وقوع الفتن ان يرتد عن ايمانه فيكون بذلك كارثة. نعم. ها؟ ايش؟ الحاجة ايه ابطالها الامام احمد اشتهر بها الكلام هو اللي ناظره ايه لكن بس مناظرة الكنانة للبشر هذه خاصة لكن المناظرة العامة التي ثبت عليها الامام احمد امام العالم الا المقصود لا المقصود انه له معنى لكن ما ما نعلم شرع الله بها. هذا معنى ايه في قوله فلا يعلمن الله وقوله وليعلمن لم هذه للتوكيد وهي ايضا موطأة للقسم فهي تكون جملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات وقوله اه ليعلمن الله مفتوح الفعل مع انه ما فيه ناصر ها اذا مبني وليس منصوب هون نبينا فتحي محل راء وليس منسوب. ففيها فوائد منها الحكمة تلك اذا الصور بالحروف الهجائية وقد تقدم لنام الحكمة في هذا ومن فوائد الاية ايضا ان الله سبحانه وتعالى يختبر المؤمنين يختبر المؤمنين ليعلم بذلك صدق ايمانهم من عدمه ومنها ان هذا الاختبار ليس خاصا بهذه الامة بل لهم ولغيرهم لقوله ولقد فتنا الذين من قبلهم ومنها ان انه كما قيل عند الامتحان يكرم المرء او يهان وانه لا يعرف في حقيقة المرء الا بامتحانه فاذا امتحن وثبت كان ذلك دليلا على صدقه وان انحرف كان ذلك دليلا على كذبه وعدم صدقه ومنها اثبات العلم لله سبحانه وتعالى في قوله فليعلمن الله الذين صدقوا ومن فوائد الاية انقسام الناس الايمان الى صادق وكاذب فمن هو الصادق ها؟ الذي يسقط على ايمانه عند الامتحان والكاذب الذي لا يفطر