اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل اذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد التي لم يخلق وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون الذين طغوا في البلاد فاكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ان ربك لبالمرصاد بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه والفجر وليال عشر والشفع والوتر. الظاهر ان المقسم عليه هو المقسم به. وذلك جائز مستعمل اذا كان امرا ظاهرا مهمة وهو كذلك في هذا الموضع فاقسم تعالى بالفجر الذي هو اخر الليل ومقدمة النهار لما في ادبار الليل واقبال النهار من الايات الدالة على كمال قدرة الله تعالى. وانه تعالى هو المدبر لجميع الامور الذي لا تنبغي العبادة الاله. ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة. يحسن ان يقسم الله بها ولهذا اقسم بعده بالليالي العشر. وهي على الصحيح ليالي عشر رمضان او عشر ذي الحجة. فانها ليال مشتملة على ايام فاضلة يقع فيها من عبادات والقربات ما لا يقع بغيرها. وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر التي هي خير من الف شهر وفي نهارها صيام اخر رمضان الذي هو احد اركان الاسلام العظام. وفي ايام في عشر ذي الحجة الوقوف بعرفة. الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان. فانهما رؤي الشيطان احقر ولا ادنى منه في يوم عرفة لما يرى من تنزل الاملاك والرحمة من الله على عباده. ويقع فيها كثير من افعال الحج والعمرة وهذه اشياء معظمة مستحقة ان يقسم الله بها. والليل اذا يسري اي وقت سريانه. وارخائه ظلامه على العباد فيسكنون ويستريحون ويطمئنون رحمة منه تعالى وحكمة. هل في ذلك المذكور قسم لذي حجر اي لذي عقل نعم بعض ذلك يكفي. لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. ثم يقول الم تر كيف فعل ربك بعاد ارم ذات العماد؟ الايات. يقول تعالى الم تر بقلبك وبصيرتك؟ كيف فعل ربك بعاد هذه الامة الطاغية وهي ارم القبيلة المعروفة في اليمن ذات العماد اي القوة والعتو والتجبر التي لم يخلق مثلها في البلاد. اي في جميع البلدان في القوة والشدة. كما قال لهم النبي هود عليه السلام واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة. فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون وثمود الذين جابوا الصخر بالواد اي وادي القرى نحتوا بقوتهم الصخور فاتخذوها مساكن وفرعون ذي الاوتاد اي ذي الجنود الذين الذين ثبتوا ملكه كما تثبت الاوتاد ما يرى امساكه بها الذي يطغى في البلاد هذا الوصف عائد الى عاد وثمود وفرعون. ومن تبعهم فانهم طغوا في بلاد الله واذوا عباد الله في دينهم ودنياهم. ولهذا قال فاكثروا فيها الفساد وهو العمل بالكفر وشعبه. من جميع المعصية وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله فلما بلغوا من العتو ما هو موجب لهلاكهم ارسل الله عليهم من عذابه ذنوبا وسوط عذاب. ان ربك لبالمرصاد لمن يعصيه يمهله قليلا ثم يأخذه اخذ عزيز مقتدر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته