بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله في هذا اللقاء المبارك وهذا اليوم هو يوم الثلاثاء الموافق العاشر من شهر شعبان من عام الف واربع مئة واثنين واربعين هذا اليوم نجتمع في هذا المقام المبارك وفي هذا اللقاء المبارك مع تفسير القرآن العظيم وهذا اليوم معنا عدد من سور آآ القرآن القصار التي في اواخر القرآن الكريم اه السورة التي معنا سورة الفيل سورة الفيل هذه السورة نتحدث عن اه عدة امور وينبغي لنا ان يعني ندرك هذه السورة وكلنا نحفظها. كلنا نحفظها وكلنا نسمعها يعني نسمعها جميعا اه نسمعها قراءة ونحفظها تلاوة وينبغي ان نتدبرها ونفهمها. هي تتحدث عن حدث عظيم جدا ينبغي المسلم ان يتعلم ويفهم هذا الحدث واثار هذا الحدث وفوائد هذا الحدث هذه السورة اولا تتحدث عن عن حدث عظيم. وفيها عدة يعني امور مهمة اول هذه الامور ان نعرف نعمة الله سبحانه وتعالى على نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده ومن نعمة لنعمة ومن نعم الله سبحانه وتعالى انه يصرف الشر ويبدله بالخير وهذه السورة التي تتحدث عن حادثة الفيل ان اصحاب الفيل الذين جاؤوا لهدم الكعبة ولطمس الاسلام وطمس دين الله سبحانه وتعالى ان الله سبحانه من نعمه ان اهلكهم ودمرهم وابقى بيته وابقى دينه قائما ما القصة؟ الكل يعرفها وذلك ان ابرهة الحبشي وكان اميرا على بلاد اليمن من قبل ملك الحبشة كان اميرا من قبل ملك الحبشة وكانوا على دين النصرانية فكر ان ان يقيم كنيسة ويجعل الناس يأتون اليها ويقصدونها ويحجون اليها فبنى هذه الكنيسة ولما علم ان الناس يتجهون الى الى المسجد الحرام او الى البيت الحرام والى الكعبة في مكة علم ان الناس يتوجهون لذلك اراد ان يصرفهم الى كنيسته اه ما استطاع الى ذلك الا ان يزيل ويهدم هذا هذا البيت وجهز جيشا عظيما رمرما كبيرا وجهز معه اه فيلة عظيمة وانطلق من بلاد اليمن ويمر على جبال السماوات وكلما مر على قبيلة من قبائل العرب هددها وخوفها علم به القاصي والداني وبدأ الناس يتعالمون يتخابرون بخبره حتى وصل الى قريبا او الى قريب من مكة فلما حل بالقرب من مكة ونزل حتى يجهز الفيلة لهدم هذا البيت وهو في هذا المكان جالس حتى يعني هو الان يعني يتوقع ان هناك مفاوضات من اهل مكة قيل ان بعض اصحابه وجدوا ابنا فاخذوها وكانت هذه الابل لسيدي مكة وهو عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم فلما علم عبد المطلب بان ابله قد اخذت جاء فعلم ابرهة بان سيد مكة قد جاء اليه يظن انه سيتوافى سيتفاوظ معه حول الكعبة او حول البيت فلما جاء دخل عليه قال ان اصحابك قد اخذوا ابل فليأتوني بابلي فضحك وضحك الحاضرون قال انت سيد انت سيد مكة قال نعم. قال ظننت انك جئت لتتفاوض معي حول هذا البيت قال لا انا جئت لاخذ ابني فانا رب الابل واما البيت فله رب يحميه وخرج من عنده وسلموا له ابله ومشى هو لما ذهب عبد المطلب اخبر اهل مكة في هذا الجيش العرمرم وهذا الجيش العظيم فخرج اهل مكة كلهم من ديارهم وصعدوا الجبال فلما اراد ان يتوجه الى الى تدمير وان يؤمن وان يتمم هذا الكيد العظيم وفي اثناء الطريق وكأن نعرف القصة ان معه فيل عظيم يقال له محمود ووقف هذا الفيل وامتنع الى الذهاب الى مكة. فبدأت السياط تضرب فيه. وهو لا يمتنع. فاذا اقاموه الى اي جهة من الجهات انطلق واذا وجهوني الى الكعبة بركة في مكانه وامتنع وفي اثناء هذه الحال اذ ارسل الله سبحانه وتعالى خيرا من السماء محملة بالحجارة الحجارة النارية واذا هي تضربهم وهذا جند من جنود الله واذا هي تمزقهم اشلاء وتجعل الواحد منهم يتمزق في الارض ويهلك اهلكهم الله واماتهم جميعا في مكانهم وغنمت غنم اهل مكة غنائم عظيمة مما تركه هؤلاء من الغنائم والذهب والفضة والاموال كفى الله شر هذا الرجل واصحابه وهذا الرجل واصحابه واهلكه وابقى دينه وابقى بيته قائما عامرا قال الله سبحانه وتعالى في هذه القصة العجيبة العظيمة قال الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه ومخاطبا كل انسان بسم الله الرحمن الرحيم الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل نلاحظ ان السورة ابتدأت باي شيء ابتدأت بالاستفهام وهذا الاستفهام يقول اهل التفسير استفهام تعجيب يعني اعجب اعجب يا محمد وتعجب يا محمد وتعجب ايها السامع وتعجب ايها القارئ كيف فعل ربك ولم يقل فعل فلان او فلان وانما هو ربك سبحانه وهو رب البيت كما قال عبد المطلب قال البيت له رب يحميه كيف فعل ربك لاصحاب الفيل وهم ابرهة وجنوده المجرمين الذين جاءوا ليدمروا بيت الله سبحانه وتعالى يظنون ان انهم ان عندهم القدرة على تدمير هذا البيت ولم يعلموا ان الله سبحانه وتعالى يدافع عن دينه ويدافع عن بيته وان الله فوقهم الم ترى كيف فعل ربك ربك باصحاب الفيل الم يجعل كيدهم في تظليل ما كادوه وخططوا له رتبوا له بتدمير هذا البيت. قال الله سبحانه وتعالى يجعل كيدهم؟ الم يجعل كيدهم في تظليل وهذا استفهام اخر غير استفهام الاول. استفهام تعجيب. قال الم يجعل كيدهم في تظليل وقد يراد بهذا الاستفهام استفهام التقرير يعني قد تقرر وثبت ان الله جعل كيدهم في تظليل جعله كيدهم قد ذهب وتدمر وهلك ولم يبقى له اثر. فاصبح هباء منثورا. اجعل كيدهم في تظليل وهذا الكيد الذي فعله الله سبحانه وتعالى والانتقام لبيته ما هو قال وارسل عليهم دمرهم تدميرا واهلكهم حيث ارسل عليهم طيرا ابابيل ومعنا ابابيل اي جماعات افواجا وراء افواج وقد يسأل سائل يقول ما هذا الطير وما نوعه من اي جنس يقول الله سبحانه وتعالى قال طير والله اعلم به لم نحضره ولم يأتينا خبر فالعلم عند الله انما هو طير من الطيور وهو جند من جنود الله. ولله جنود السماوات والارض جنده على اعدائه في كل وقت كل كل ما في السماوات وما في الارض هي جنود الله هي جنود الله قال وارسل عليهم طيرا ابابيل اي جماعات كثيرة بعضها بعضها تأتي بعد بعض وافواج متتالية طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل والسجيل هي الطين الطين المطبوخة التي اذا سقطت على الانسان احرقته ولم يبقى له اثر كما ارسل الله سبحانه وتعالى السجين ارسله الطي من من طين ومن طين او من سجيل ارسله على قوم لوط ارسل الله الحجارة من سجيل على قوم لوط فاهلكتهم جميعا قال الله سبحانه وتعالى فجعلنا اليها سافلة وامطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك سوى يعني معلمة كل حجر يعرف صاحبه ويتوجه الى صاحبه ويتوجه الى صاحبه فيهلكه وهذا الله والله سبحانه وتعالى ارسل الطير الابابيل ترمي هؤلاء بحجارة من سجيل تأتيهم من السماء وتسقط عليهم او تهلكهم لا يستطيعون الفرار ماتوا عن اخرهم ولم يبقى منهم اثر. قال الله سبحانه وتعالى ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول عصف مأكول هذا الطعام والعنف والبرسيم اذا اكلته اذا اكلته البهيمة واهلكته ثم لفظته فانك تجده قد قد تمزق وتقطع تدوسه باقدامها فهؤلاء اصبحوا بعد هذه الضربات القوية بالحجارة اصبحوا كأنهم مثل هذا الطعام الذي تأكله البهيمة والبرسيم ويسقط على الارض وتأطاه باقدامها يصبح عصفا مأكولا متمزقا. فهؤلاء هذه نتيجة هذه نتيجتهم وهذه نهايتهم التي اخبر الله بها وقد وقع هذا هذا الامر او هذه الحادثة وقعت عندما ولد النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم ولد عام الفيل ولد عام الفيل وفي هذا ارهاص وفي هذا التمهيد وتذكير ببعث النبي صلى الله عليه وسلم. فكأن هذه الحادثة وقعت تذكير لاهل مكة انه سيبعث فيهم من يجدد ومن ينشر الاسلام ويقيم دين الله في هذا في هذا البيت وحول هذا البيت وفي مكة وكأنها رسالة لهم ان الله صرف عنكم عدوكم وصرف كيد كيده في تدمير الكعبة. حتى حتى يقيم ليقيم اه دينه ويبعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم قال الله سبحانه قال فهذه فهذا التمهيد وهذا التذكير بنعمة الله سبحانه وتعالى وبما انعم الله سبحانه ان في بعثه صلى الله عليه وسلم وهي ايضا رسالة لاهل مكة تذكيرا بان الله سبحانه وتعالى قد شرفهم بهذا البيت بهذا البيت وانعم وانعم عليهم بان كانوا بان الله انعم عليهم بان كانوا اهل سقاية واهل سدانة البيت ورفادة الحجاج ولذلك تلاحظ ان السورة التي بعدها كما ذكر اهل التفسير قالوا السورة التي بعدها لان جزء من هذه السورة وهناك ارتباط قوي جدا بين السورتين وتلاحم بينهما ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في السورة التي تليها لاله قريش ايلافهم لما قال لايلاف قريش ايلافهم يعني فعلنا وكما قال اهل التسجيل قالوا قالوا ارتباط السورتين كان الله يقول فعلنا بعدوكم ابرهة واصحابه واصحاب الفيل. ودمرناهم واهلكناهم تأليفا لقلوبكم حتى تجتمع قلوبكم حتى حتى تكون يعني تعرفون نعمة الله عليكم من من نعمة التأليف والتذكير بما انعم الله عليكم. ولذلك قال لاجل تأليف قريش لالاف قريش وقريش قبيلة عظيمة معروفة في مكة في مكة وتنتسب اليها ايضا قبائل اخرى وقريش هي معروفة والرسول صلى الله عليه وسلم ينسب الى قريش فيقال يقال محمد القرشي وهو قرشي من قريش ولذلك يذكر الله سبحانه وتعالى قريش واهل مكة بهذه النعمة في انصرف عنهم شر اصحاب الفيل فقال اذا في قريش ايلافهم اي تأليفا لهم ثم قال رحلة الشتاء والصيف يقول تذكروا هذه الرحلة تذكر يا اهل مكة يا اهلا يا اهل مكة تذكروا هذه الرحلة بان انعم الله عليكم بهاتين الرحلتين رحلة الشتاء الى اليمن ورحلة الصيف الى الشام فانتم تتنقلون امنين ولذلك العرب خارج مكة اذا علموا ان هذه القوافل قوافل من اهل مكة فانهم لا يتعرضون لها. فيقولون هؤلاء هم اهل البيت هؤلاء هم اهل البيت لا تتعرضونهم بسوء. فكانوا يتنقلون بامن وامان. يذهبون الى الشام ويأخذون ارزاقهم ويذهبون الى اليمن. قال الله رحلة الشتاء والصيف. ثم لما ذكرهم بنعمة الامن وبما انعم الله عليهم كما قال اولم يروا انا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم الناس من حولهم يتخطفون ويأتوهم الاعداء وانتم في حرم امن لاحد الرجل يلقى قاتل ابيه في الحرم فلا يتعرض له هذا لا بد اذا كان الله قد عظم الحرم عليكم ان تعظموا عظموا الله عز تعظموا حرم الله وتعظموا الله سبحانه وتعرفوا عظمة الله. ولذلك قال فليعبدوا فليعبدوا رب هذا البيت ليعبدوا ربهم يعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف. اعظم النعم الشبع والامن واعظم النقم الجوع والخوف ولذلك الله سبحانه وتعالى من على اهل مكة تذكيرا لهم تذكيرا لهم برسالة محمد وتذكيرا لهم بما انعم عليهم يذكرهم بهذه النعم فيقول اطعمكم الله عز وجل من جوع وكما قال الله سبحانه سورة اخرى يجبى اليها ثمرات كل شيء وكما قال الله وارزقهم من كل الثمرات الله رزقه من الثمرات بدعوة ابراهيم. فكانت الثمرات تأتيهم والخير يأتيهم وليتذكروا نعمة الشبع ونعمة الغنى. قال الذي اطعمهم من جوع اطعمهم الله من جوع وامنهم من خوف وهم امنون في ديارهم. لا احد يتعرض لهم ولا احد يسطو عليهم. وان خرجوا من مكة في رحلتي الشتاء والصيف لم يتعرض لهم احد كل ذلك تذكيرا بما انعم الله عليهم وهذه ايضا يتذكر بها كل انسان كل انسان امنا في سربه عنده قوت يومه وليله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من اصبح امنا في سربه عنده قوت يوم قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها كأنما اعطي الدنيا كلها اذا كان امنا في سربه وفي داره وعنده قوت يومه وليلته فكأنما اعطي الدنيا كلها. اعطي الدنيا كلها ايها الاخوة سورتان عظيمتان قرأناهما وبين معانيهما وتدبرناهما ونسأل الله ان ينفعنا بهما. ننتقل اه سورتين اخريين ايضا نتدبرهما