قوله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم انا انزلناه في ليلة القدر. قال المصنف يقول تعالى مبينا لفضل القرآن وعلو قدره انا انزلناه في ليلة القدر انا انزلناه في ليلة القدر كما قال تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة وذلك ان الله تعالى ابتدى بانزال القرآن في رمضان في ليلة القدر ورحم الله بها العباد رحمة عامة لا يقدر العباد لها شكرا وسميت ليلة القدر لعظم قدرها وفضلها عند الله ولانه يقدر فيها ما يكون في العام من الاجال والارزاق والمقادير القدرية. طيب انا انزلناه في ليلة القدر يقول ابتدأنا انزاله هذا قول سعيد بن جبير وقول ابن عباس انا انزلناه اي مرة واحدة من اللوح المحفوظ الى بيت العز هذا انزال وهذا انزال ولا تعارض بين الانزالين الاول انزال خطي والثاني انزال سماعي اي سمع جبريل القرآن من الله مو من اللوح فاتى به الى النبي عليه الصلاة والسلام ثم فخم شأنها وعظم مقدارها فقال وما ادراك ما ليلة القدر اي فان شأنها جليل وخطرها عظيم ليلة القدر خير من الف شهر اي تعادل من فضلها الف شهر فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في الف شهر خالية منها وهذا مما تتحير فيه الالباب كيف عبادة ليلة يجعلها الله افضل من الف شهر العقول تحتار كيف؟ لكن فضل الله واسع قال تتحير فيه الالباب وتندهش له العقول حيث من تبارك وتعالى على هذه الامة الضعيفة القوة الضعيفة القوة والقوى بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على الف شهر عمر رجل معمر عمرا طويلا نيفا وثمانين سنة عبادة ليلة وهي ليلة القدر تساوي نيفا وثمانين سنة ليش نزلت هذه الاية حكى النبي عليه الصلاة والسلام عن رجل من عباد بني اسرائيل انه عبد الله خمس مئة سنة فالصحابة قالوا وين نوصل درجة هذا الرجل يعبد الله خمس مئة سنة احنا اعمارنا ستين وسبعين كيف نصل فانزل الله ليلة القدر خير من الف شهر الان من اكثر عبادة؟ تأمل انسان مسلم فلنفرض انه من سن الخامسة عشر كل سنة يقيم العشر الاواخر من رمضان قطعا ادرك بيت القدر من السن الخامس عشر الى الوفاة فلنفرض انه مات في السبعين كم سنة اقام ليلة القدر خمسا وخمسين عاما خمسا وخمسين ضرب الف شهر صار عبادة هذا الرجل اللي مات وعمره سبعين اكثر من عبادة ذاك الرجل الذي مات وعمره مئة سنة. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ثم قال مبينا عظمة هذه الليلة تنزل الملائكة والروح فيها اي يكثر نزولهم فيها يجوز ان يقول تنزل اي يكثر ويجوز ان يكون المعنى تنزل الملائكة نوع خاص من ملائكة الرحمة من كل امر سلام هي اي سالمة من كل افة وشر وذلك لكثرة خيرها حتى مطلع الفجر اي مبتدأها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر وقد تواترت الاحاديث في فضلها وانها في رمضان وفي العشر الاواخر منه خصوصا في اوتاره وهي باقية في كل سنة الى قيام الساعة. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف ويكثر من التعبد في في العشر الاواخر من رمضان وجعل ليلة رجاء ليلة القدر والله اعلم