يقول الله سبحانه ارأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين الايات هيا رأيت الذي يكذب بالدين اي بالبعث والجزاء فلا يؤمن بما جاءت به الرسل. فذلك الذي يدع اليتيم اي يدفعه بعنف وشدة. ولا يرحمه لقساوة لقساوة قلبه ولانه لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا ولا يحض غيره على طعام مسكين ومن باب اولى انه بنفسه لا يطعم المسكين. فويل للمصلين اي الملتزمين لاقامة الصلاة. ولكنهم عن صلاتهم ساهون اي مضيعون لها. تاركون لوقتها مخلون باركانها. وهذا لعدم اهتمامهم بامر الله اي تضيعوا الصلاة التي هي اهم الطاعات والسهو عن الصلاة هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم. واما السه في الصلاة فهذا يقع من كل احد. حتى من النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة فقال الذين هم يراؤون يعملون الاعمال لاجل رئاء الناس ويمنعون الماعون اي يمنعون اعطاء الشيء الذي لا يضر اعطاؤه على وجه العارية او الهبة كالاناء والدلو والفاسق ونحو ذلك مما جرت العادة ببذله والسماح به فهؤلاء في شدة حرصهم يمنعون الماعون فكيف بما هو اكثر منه وفي هذه السورة الحث على اطعام اليتيم والمساكين والتحضير على ذلك ومراعاة الصلاة والمحافظة عليها وعلى الاخلاص فيها وفي سائر الاعمال والحث على فعل المعروف وبذل الاموال الخفيفة كعارية الاناء والدلو والكتاب ونحو ذلك لان الله ذم من لم يفعل ذلك فالله سبحانه اعلم تم تفسير سورة الماعون بحول الله ومعونته