من تفسير الشيخ عبدالرحمن بن سعدي تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان تقديم الشيخ محمد العرفج. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان كتاب الابرار لفي عليين وما ادراك ما عديون كتاب مرفوع يشهده المقربون ان الابرار لفي نعيم تعرف في وجوههم نظرة يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عيني يشرب بها مقربون ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون واذا مروا بهم يتغامزون واذا رأوهم هؤلاء وما ارسل عليهم حافظين اليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول الله سبحانه كلا ان كتاب الابرار في عليين. وما ادراك ما عليون؟ كتاب مرقوم يشهده المقربون لما ذكر ان كتاب الفجار في اسفل امكنة واضيقها ذكر ان كتاب الابرار في اعلاها واوسعها وافسحها ان كتابهم كتاب مرقوم يشهده المقربون من الملائكة الكرام وارواح الانبياء والصديقين والشهداء وينوه الله بذكرهم في الملأ الاعلى وعليون اسم على الجنة فلما ذكر كتابهم ذكر انهم في نعيم وهو اسم جامع لنعيم القلب والروح والبدن على الارائك اي على السرر المزياة بالفروش الحسان ينظرون الى ما اعد الله لهم من النعيم وينظرون الى وجه ربهم الكريم تعرف ايها الناظر في وجوههم نظرة النعيم اي بهاءة ونضارته ورونقه فان توالي اللذات والمسرات يكسب الوجه نورا وحسنا وبهجة قول للرحيق وهو من اطيب ما يكون من اشربة ولذها مختوم من ذلك الشراب ختامه مسك يحتمل ان مراد مختوم عن ان يداخله شيء ينقص لذته او يفسد طعمه وذلك الختام الذي ختم به مسك ويحتمل ان مراد انه الذي يكون في اخر الاناء الذي يشربون منه الرحيق حثالة وهي المسك الاظفر فهذا الكدر منه الذي جرت العادة في الدنيا انه يراق يكون في الجنة بهذه المثابة وفي ذلك النعيم المقيم الذي لا يعلم حسنه ومقداره الا الله. فليتنافس المتنافسون اي فليتسابقوا في المبادرة اليه بالاعمال الموصلة اليه. فهذا اولى ما بذلت فيه نفائس الانفاس واحرى ما تزاحمت لوصوليه فحول الرجال وهذا الشراب مزاجه من تسليم عينا يشرب بها المقربون. صرفا وهي على اشربة الجنة على الاطلاق. فلذلك كانت خالصة للمقربين الذين هم اعلى الخلق منزلة ممزوجة لاصحاب اليمين اي مخلوطة بالرحيق وغيره من اشربة لذيذة ثم يقول سبحانه ان الذين اجرموا كانوا من الذين امنوا يضحكون. لما ذكر تعالى جزاء المجرمين وجزاء المحسنين وذكر ما بينهم يا ما بينهما من التفاوت العظيم. اخبر ان المجرمين كانوا في الدنيا يسخرون بالمؤمنين. ويستهزئون بهم ويضحكون منهم فيتغامزون بهم عند مرورهم عليهم. احتقارا لهم وزرا ومع هذا تراهم مطمئنين. لا الخوف على بالهم. واذا انقلبوا الى اهلهم صباحا ومساء انقلبوا فكهين. اي مسرورين مغتبطين. وهذا اشد ما يكون من وفرار انهم جمعوا بين غاية الاساءة مع الامن في الدنيا حتى كانهم قد جاءهم كتاب وعهد من الله انهم اهل السعادة حكموا لانفسهم انهم اهل الهدى وان المؤمنين الضالون افتراء على الله وتجرأوا على القول عليه بلا علم. قال تعالى وما ارسلوا عليهم حافظين اي ما ارسلوا اي ما ارسلوا وكلاء على المؤمنين ملزمين بحفظ اعمالهم حتى يحرصوا على رميهم بالضلال وما هذا منهم الا تعنت وعناد وتلاعب. ليس لهم مستند ولا برهان. ولهذا كان جزاؤهم في الاخرة من جنس قال تعالى فاليوم اي يوم القيامة الذين امنوا من الكفار يضحكون حين يرونهم في غمرات العذاب يتقلبون وقد ذهب عنهم ما كانوا يفترون. والمؤمنون في غاية الراحة والطمأنينة على الارائك. ويسرون المزينة ينظرون الى ما اعد الله لهم من النعيم فينظرون الى وجه ربهم الكريم. هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون اي هل جوز من جنس عملهم؟ فكما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين ورموهم بالضلال. ضحك المؤمنون منهم في الاخرة. حين رأوهم في العذاب والنكال الذي هو عقوبة الغي والضلال. نعم ثوبوا ما كانوا يفعلون عدلا من الله وحكمة. والله وعليم حكيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته