اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اانتم اشد خلقا ام بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها. اخرج منها مااءها ومرعاها والجبال متاعا لكم ولانعامكم فإذا الكبرى يوم يتذكر الانسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى واما من طغى واثر الحياة الدنيا واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى يسألونك عن الساعة ايام مرساها فيما انت من ذكراها الى ربك منتهاها انما يخشاها فانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقول الله سبحانه اانتم اشد خلقا ام السماء بناها؟ رفع سمكها فسواها وغطش ليلها واخرج في ضحاها الايات يقول تعالى مبينا دليلا واضحا لمنكر البعث مستبعدي اعادة الله للاجسام فانتم ايها البشر اشد خلقا ام السماء؟ ذات الجرم العظيم والخلق القوي. والارتفاع الباهر اله الله رفع سمكها اي جرمها وصورتها فسواها باحكام واتقان. يحير العقول ويذهل الالباب وغطش ليلها اي اظلمه فعمت الظلمة جميع ارجاء السماء فاظلم وجه الارض واخرج ضحاها اي ظهر فيه النور العظيم حين اتى بالشمس فانتشر الناس في مصالح دينهم ودنياهم والارض بعد ذلك اي بعد خلق السماء دحاها اي اودع فيها منافعها وفسر ذلك بقوله اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها. اي ثبتها بارض فدح الارض بعد خلق السماوات كما هو نص هذه الايات الكريمة واما خلق نفس ارض ومتقدم على خلق السماء كما قال تعالى قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين الى ان قال ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات الذي خلق السماوات العظام وما فيها من انوار والاجرام والارض الغبراء الكثيفة وما فيها من ضروريات الخلق نافعهم لابد ان يبعث الخلق المكلفين فيجازيهم باعمالهم فمن احسن فله الحسنى. ومن اساء فلا يلومن الا نفسه ولهذا ذكر بعد هذا قيام الساعة. ثم الجزاء فقال فاذا جاءت الطامة الى قوله هي المأوى اي اذا جاءت القيامة الكبرى والشدة العظمى التي يهون عندها كل شدة. فحينئذ يذهل الوالد عن ولده. فالصاحب عن صاحبه وكل محب عن حبيبه ويتذكر الانسان ما سعى في الدنيا من خير وشر. فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته ويعلم اذ ذاك ان مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا وينقطع كل سبب ووصلة كانت له في الدنيا سوى الاعمال برزت الجحيم لمن يرى. ان جعلت في البراز ظاهرة لكل احد قد هيأت لاهلها. واستعدت لاخذهم بامر ربها اما من طغى اي جاوز الحد بان تجرأ على المعاصي الكبار. ولم يقتصر على ما حده الله. واثر الحياة على الاخرة فصار سعيه لها. ووقته مستغرقا في حبوبها وشهواتها ونسي الاخرة والعمل لها فان الجحيم هي المأوى. له اي المقر والمسكن لمن هذه حاله واما من خاف مقام ربه ايخاف القيام عليه ومجازاته بالعدل تأثر هذا الخوف في قلبه ونهى النفس عن الهوى الذي يصدها عن طاعة وصار هواه تبعا لما جاء به الرسول وجاهد الهوى والشهوة الصادين عن الخير ان الجنة على كل خير وسرور ونعيم هي المأوى لمن هذا وصفه ثم يقول سبحانه يسألونك عن الساعة ايام مرساها فيم انت من ذكراها الايات ان يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث عن الساعة متى وقوعها؟ ايان مرساها؟ فاجابهم الله بقوله فيم انت من ذكراها؟ اي ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ما الفائدة لك ولهم في ذكرها؟ ومعرفة وقت مجيئها فليس تحت ذلك نتيجة. ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية بل المصلحة في اخفائه عليهم طوا علم ذلك عن جميع الخلق واستأثر بعلمه فقال الى ربك المنتهى اي اليه ينتهي علمها كما قال في الايات الاخرى يسألونك عن الساعة ايام موساها قل انما علمها عند ربي لا يجلى فيها لوقتها الا هو انما انت منذر من يخشاها اي انما نذرتك نفعها لمن لمن يخشى لمن يخشى مجيء الساعة ويخاف الوقوف بين يدي الله فهم حين لا يهمهم الا الاستعداد لها والعمل لاجلها واما من لم يؤمن بها فلا يبالي به ولا بتعنته لانه تعنت مبني على التكذيب والعناد. اذا وصل الى هذه الحال كانت الاجابة عنه عبثا ينزه احكم الحاكمين عنه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الى الحلقة القادمة غدا ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته