اعوذ بالله من الشيطان الرجيم المباركة ما ان مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصير والنخل باسقات لها طلع نضيد. رزقا للعباد واحيينا به بلدة اذا كذلك الخروج. ونزلنا من السماء ماء مباركا فانبتنا به جنات وحب الحصير والنخل باسقات لها طلع نظير رزق للعباد يقول نزلنا لان لان المطر ينزل شيئا فشيئا وربما يعبر عنه بانزل لانه تجريبه الاودية والشعاب وقوله من السماء اي من العلو لان هذا المطر ينزل من السحاب. وليس من السماء التي هي السقف المحفوظ بدليل قوله تعالى والسحاب يسخر بين السماء والارض اذا هو ينزل من العلو والحكمة في انزاله من العلو ليشمل قمم الجبال ومراتع الابل والسهل والاودية لانه لو جاء يمشي سيح من الارض ما وصل الى قمم الجبال ولكن الله عز وجل جعله من فوق وقول ماء مباركا من بركته انه آآ ينبت الله به جنات وحب الحصير. الجنات هي البساتين الكثيرة الاشجار وسميت البساتين وكثيرة الاشجار جنات لانها تجن اي تستر ما تحتها وكل بستان ذو شجر ملتف بعضه الى بعض يسمى جنة واما قول احب الحصير يعني به الزروع التي تحصد فذكر الله فذكر الله هنا الاشجار والزهور. ففي الاشجار تجد فمن الاشجار تجذب الثمار ومن الزروع تحصد الحبوب والنخل باسقات لها طلع نظير. خص الله النخل لانها اشرف الاشجار. ولهذا شبه بها مؤمن حيث قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان من الشجر شجرة مثلها مثل المؤمن قال ابن عمر رضي الله عنهما فذهب الناس يخوضون في شجر البوادي كل يقول هي الشجرة الفلانية يقول ابن عمر فوقع في قلبي انها النخلة لكني كنت اصغر القوم يعني فاستحيا ان يتكلم وهو اصغرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة وهي الشجرة المذكورة في قول الله تعالى ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فلهذا خصها هنا بالذكر فقال والنخل باسقات اي عاريات لها طلع نظير اي منظور فاطلعوا في شماريخه تجده منضودا من احسن ما يكون من النطق ومع ذلك تجد هذه الثمرات تسقى بالشمراخ الدقيق. اللين مع انه قد يكون فيه احيانا فوق ثلاثين حبة او اكثر لها طلع نظير رزقا للعباد. اي فعلنا ذلك انزلنا من السماء ماء فانبتنا به جنات وحب الحصين والنخل باسقات فان ذلك رزقا للعباد اي عطاء وفضلا للعباد. والعباد هنا يشمل عباد المؤمنين والعباد الكافرين. لان الكافر عبد لله كما قال الله تعالى ان كل من في السماوات والارض الاجر عبدا والمراد هنا العبودية الكونية القدرية. اما العبودية الشرعية فلا يكون لله الا من كان ممتثلا لامره مجتنبا لنهيه مصدقا بخبره اذا للعباد يشمل ها؟ الكفار والمؤمنين واحيينا به بلدة ميتا احيينا به اي بالماء الذي نزله من السماء بلدة ميتا بلدة لما كانت مؤنثة اللفظ مذكرة المعنى صح ان توصف بوصف مذكر بلدة ميته اي بلدا ميتا احياه بهذا الماء الذي نزل من السماء كيف احياء؟ تجد الارظ هامدة خاشعة ليس فيها نبات فاذا انزل الله المطر عجت بالنبات واخضرت وازدهرت فهذه حياة بعد بعد الموت. كذلك الخروج اي مثل ذلك الاحياء الخروج من خروج الناس من قبورهم لله عز وجل وانما ذكر الله تعالى الخروج لان من عباد الله من انكر ذلك زعم الذين كفروا ان لا يبعثون وحجته انهم قالوا من يحيي العظام وهي رميم كيف تحيا العظام بعد ان رمت وصارت ترابا هذا مستنكر عندهم بعيد ولكن الله سبحانه وتعالى بين انه ليس ببعيد وانه كما يشاهدون الارض الميتة ينزل عليه المطر فتحيا اذا فالقادر على احياء الارض بعد موتها بنزول المطر قادر على احياء الاموات بعد موتهم. وهذا قياس جلي واضح