اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وما علمناه الشعر وما ينبغي له والا ذكر وقرآن مبين. لينذر من كان حيا ويحق القول الكافرين. وما علمناه اي النبي الشعر رد لقولهم انما به من القرآن شعر وما ينبغي له ما يسهل له الشعر ان هو ليس الذي اتى به الا ذكر عظة وقرآن مبين مظهر للاحكام وغيرها قوله وما علمناه الشعر وما ينبغي له اما علمنا فهي تعودنا الى الله سبحانه وتعالى واما ضمير الهاء فتعود الى النبي صلى الله عليه وسلم فاذا قال قائل اين مرجع الضمير لان كل الايات السابقة ليس فيها ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم قلنا ان الضمير يعلم مرجعه من السياق السابق او السياق اللاحق وهذا يشبه العهد الذكري بان او من الفهم من الفهم بحيث يكون الامر مفهوما عند المخاط وهذا كالعهد ماشي كالعهد الذهني هنا يعلم مرجع الضمير في قوله ان هو الا ذكر وقرآن مبين ومعلوم ان الذي جاء بهذا الذكر والقرآن المبين هو محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى وما علمناه اي ما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم الشرك لان الشعر في الواقع لو علمه الله النبي صلى الله عليه وسلم لكان في ذلك حجة للمفطرين المكذبين ول قالوا انما ان هذا القرآن من جملة الشعر الذي علم اياه ولهذا لم يعلم الشعر ولم يعلم الكتابة كما قال تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطوه بيمينك اذا لاغتاب المبطلون يقول ما علمناه الشعر فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل شعرا ابدا واذا قدر ان جرى على لسانه كلام موزون وزن الشعر فانه ليس عن خصم وارادة وانما جاء عفوا والذي يأتي عفوا ليس مقصودا فلا يكون معلوما مثل قوله صلى الله عليه وسلم النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب فان هذا رجس ولكنه ليس عن قصد فلا يكون ذلك تعليما اما الشعر فانه الكلام الموزون المقفل كلام موزون مقهى وثم شعرا لانه يأخذ بالشعور ولهذا تجد ان النغم يأخذ باللب اكثر مما يأخذ النثر يعني ربما تسمع خطبة بليغة جيدة جدا وتجد ما يماثلها المعاني من نظم ولكنك ترى ان تأثير النظم اشد واخذه بالشرور اكثر ولهذا سمي شعرا وبه نعرف ان ما يسمى الان بالشعر المنثور ليس ليس بشعر لانه لا يأخذ بالمشاعر ليس بشعر وليس بنثر وانما هو كالمنافق لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء لا يقرب اليه من يقربون الى النثر والخطب ولا من يقربون الى الشعر والقصائد فهو في الحقيقة ليس بشيء ولكن لكل امرئ من دهره ما تعود الذين احدثوه يطربون له ويرون انه اشد شاعرية من شعر امرئ القيس نعم فنحن نقول ان الشعر هو الذي يأخذ بالمشاعر بان يكون كلاما موزونا مقفا يأخذ باللب وما وما ينبغي له وما علمه الشعر قال المؤلف ردا لقوله انما اتى به من القرآن شعر والمكذبون والذين يقومون ضد اي انسان لابد ان يصفوا قوله بالمعائب لماذا من اجل ان ينفروا الناس عنه ولكن كما قال الله عز وجل يريدون ان يدعون الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره قال الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون كل الرسل وصفوا بهذين الوصفين من اعدائهم السحر والجنون ومحمد عليه الصلاة والسلام ايضا وصف بذلك وصفوه بانه ساحر وشاعر ومجنون وكاهن وكذاب كل ذلك من اجل من اجل ان ينفروا الناس عنه ولكن هل حصل الامر؟ هل هل نفر الناس ابدا لان الحق والحمد لله سيعلو مهما قوبل به من صدمات فان العاقبة له فاذا قال قائل هذا الوصف للرسول عليه الصلاة والسلام هل يتعدى الى اتباعه الجواب نعم كل ما وصفت به الرسل يوصف بمثله اتباعه الم تعلموا ان المجرمين اذا رأوا المؤمنين يقولون ان هؤلاء لضالون يصفونهم بالضلال وفي عصرنا يصفونهم بالرجعية والتأخر وما اشبه ذلك من الكلمات التي ينفر الناس عن بها عن الحق واهل البدع يصفون اهل السنة والجماعة ها بالقاب السوء يقولون انهم نوابت غثاء حشو اشوية مجسمة مشبهة وما اشبه ذلك. كل هذا من اجل التنفير عما هم عليه ولكن الحمد لله ان الامر يكون ثوابا لهؤلاء الذين يوصفون بهذه العيوب وامتحانا لهم للصبر على ما هم عليه من الحق ثم العاقبة تكون تكون لهم المؤلف رحمه الله قال وما يسهل له الشعر يعني ليس سهلا له بل هو صعب عليه انشاء وصعب عليه انشادا يعني هو عليه الصلاة والسلام اذا انشد شعر غيره ينشده احيانا على غير على غير الوزن المعروف لانه ليس له عناية بالشعر او تحفظ له اما بنفسه فلا ينشئ ولكن الاولى ان نفسر هنا ما ينبغي اي ما يمكن ولا يصلح له ولا يليق به لانها كلما جاءت في القرآن ما ينبغي فالمراد بها الممتنع غاية الامتناع كما في قوله تعالى وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ليس معنى ما ينبغي يعني انه ما هو طيب ولكن يمكن لكنه مستحيل غاية الاستحالة ومثل قوله للشمس ينبغي لها ان تدرك القمر لانه لا شك ان من تمسك بهذا القرآن فان له الشرف والسيادة على جميع الخلق ولهذا فاني احثكم على ان تتمسكوا بهذا القرآن وانتم اذا تمسكتم به عقيدة وعملا وهديا يعني هذا شيء مستحيل ان تدرك الغمرة وهذا حسب العادة فيما يتعلق بالشمس وما ينبغي له اي ما يمكن ولا يليق به عليه الصلاة والسلام ان يكون شاعرا ان هو الا ذكر وقرآن مبين. قال المؤلف ليس الذي اتى به الا ذكر فافادنا بان ان هنا نافية يعني ما هو الا الا ذكر ان مكسورة الهمزة مكسورة الهمزة تأتي لعدة معاني نستذكرها الان وان كان قد مرت وان كانت قد مرت علينا الاول فهد ها نعم نافية كما هو كما هنا وعلامتها غالبا ان يأتي بعدها الا طيب والثانية هم شرطية مثل ها ان تذاكر تنجح طيب وتأتي يا بندر ها نعم يا عابر زائدة مثل ما ان هات البيت اي نعم من ذهبوا ذهبوا ها ولا صريف ولكن انتم الخزف بني غدانة ما ان انتم ذهبوا ولا صريف ولكن انتم الخزف طيب هذا خلاف مخففة من الثقيلة مثل اه؟ ايش لا طيب ان هذان ساحران وان مالك كانت كرام المعادن وان ما لكم كان الكرام معك. طيب وما علمناه الشعر وما ينبغي له يعني ما علمنا محمدا صلى الله عليه وسلم الشعر وما ينبغي له اي لا يصح ولا يمكن ان يعلم او ان يتعلم الشعر لان تعلمه الشعر يوجب احتجاجا من المبطلين كما في قوله تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطنين فلو تعلم النبي صلى الله عليه وسلم الشعر لقالوا ان هذا القرآن شعر مما تعلمه كما انه لو كان يكتب لقالوا ان هذا شيء مما كتبه قال الله تعالى ان هو الا ذكر وقرآن مبين. واظنه وقفنا على هذه الجملة وبينا ان ان تأتي لعدة معاني وهي زائدة اذا ثقيلة طيب والذي يعين المعاني المتعددة في الكلمة الواحدة هو السياق وهذه قاعدة في كل كلمة ذات معان متعددة يعينها السياق وقرينة الحال قال ان هو اي ما هو اي الذي علمناه الا ذكر وقرآن مبين فقوله ان هو ضمير يعود على المصدر المفهوم من علمه وكون مرجع الضمير مصدرا معلوما من الفعل السابق امر لا يستغرب الم تر الى قوله تعالى اعدلوا هو اقرب للتقوى هو اي العدل المفهوم من كلمة اعدلوا فهنا وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو اي الذي علمناه الا ذكر وقرآن مبين. اي ما الذي علمناه الا ذكر وقرآن مبين قوله الا ذكر قال المؤلف عظة يعني موعظة يتذكر بها من تذكر ومن الذي يتذكر؟ الذي يتذكر بهذا القرآن بينه الله تعالى في قوله ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد وهذا باعتبار الاستعداد والقبول وقال تعالى في ايات اخرى ما يدل على ان كل المتقين يتعظون بهذا القرآن فيكون فيها فيه بيان للذين يتعظون به من حيث السلوك طب في سورة قاف بيان للذين يتعظون به من حيث القبول والاستعداد في التذكر وفي الايات الاخرى التي تربط التذكر بالقرآن بالايمان والتقوى وما اشبه ذلك دليل على من يتعظ به من حيث السلوك والعمل وكلما ازداد الانسان عملا بالقرآن ازداد تذكرا به وهذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله في معنى الذكر هو احد معاني لان الذكر بالنسبة او لان الذكر الذي وصف به القرآن يتضمن عدة معاني المعنى الاول ما ذكره المؤلف وهو ايش؟ العظة والتذكر به المعنى الثاني انه ذكر يذكر به الله وهو اشرف انواع الذكر كيف ذلك لان القرآن كلام الله عز وجل فبمجرد ما تتلوه وانت تشعر انه كلام الله سوف تذكر عظمة الله عز وجل ولان القرآن يشتمل على اخبار هي اصدق الاخبار وانفعها للقلوب ولانه يشتمل على قصص هي احسن القصص واجملها واتمها ولانه يشتمل على احكام احكام من من لدن حكيم خبير هي اعدل الاحكام واقومها بمصالح العباد ولانه يشتمل على اوصاف الله تعالى واسمائه التي هي افضل الاسماء واشرف الاوصاف كل هذا في الواقع ذكر القرآن نفسه ذكر لله عز وجل لانه يشتمل على كل هذه المعاني التي بينها الله تعالى في كتابه المعنى الثالث للذكر انه رفعة وشرف لمن يقوم به ويعمل به لقوله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون والذكر بمعنى الرفعة والشرف موجود في القرآن كما في الايات التي تلوثها الان وكما في قوله تعالى ورفعنا لك ذكرك اي ذكرك بالشرف والتبجيل والتعظيم فصار معنى الذكر هنا التذكر الذي هو الموضع الموعظة والذكر الذي هو ذكر الله عز وجل بما يشتمل عليه القرآن مما اشرنا الى شيء منه. والثالث الشرع فستكون العاقبة لكم ولا ولا تظنوا انكم قليلون لو كنتم قليلين فان الاهتداء بالقرآن يستلزم ان ينجذب الناس للمهتدي به حتى يكثروا شيئا فشيئا كالحجر تلقيه في اليم ثم تتسع الدائرة حتى يشتمل حتى يشمل اللم كله فالحاصل ان المهم ان الانسان اذا تمسك بهذا القرآن الكريم فسوف يكون له الشرف والسيادة والظهور على جميع الخلق قال ان هو الا ذكر وقرآن مبين قرآن يحتمل ان يكون بمعنى مفعول وان يكون بمعنى فاعل لان قرآن مصدر مثل الشكران والغفران والنكران وما اشبهه والمصدر يأتي بمعنى اسم الفاعل ويأتي بمعنى اسمه المفعول وعلى هذا فهو قارئ القرآن قارئ ومقروء اما كونه قارئا فلانه من القرء يعني الجمع فهو جامع للاحكام والاخلاق والاداب الموجودة في الكتب السابقة قبله كما قال الله تعالى وانزلنا عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه وهو جامع ايضا لكل ما تقوم به امور الدنيا وامور الاخرة هو ايضا مقروء اي مسجد لانه يتلى والقراءة بمعنى التلاوة اذا القرآن نقول انه مصدر بمعنى اسم الفاعل واسم المفعول وهل له نظير؟ اعني اتيان المصدر على وزن فعلان نعم اي نعم له نظيف ماذا؟ هن الغفران والشكران والنكران وما اشبهها. طيب قال مبين قال المؤلف رحمه الله مظهر للاحكام وغيرها فمبين هنا من من ابانا بمعنى اظهر وقد سبق لنا مرارا ان ابانا يكون لازما ويكون متعديا يكون لازما بمعنى ظهر وهو كثير في القرآن مثل ان انتم نعم وان كان وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. اي بين طاهر وتأتي مبين من ابان بمعنى اظهر اي المتعدي كما في هذه الاية هذه الاية مبين اي مظهر لاي شيء هو مظهر مظهر للاحكام وغير الاحكام كما قال الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء فما من شيء يحتاج الناس اليه الا وجد في القرآن كل شيء يحتاج الناس اليه موجود في القرآن لكن وجوده في القرآن اما ان يكون على وجه صريح او على وجه ظاهر او على وجه الايمة والاشارة او على وش الشمول العموم او على وجه اللزوم المهم ان القرآن مبين لكل شيء تارة يذكر الدليل على المسألة وتارة يذكر التوجيه الى الدليل المسألة فمثلا في مسائل كثيرة لا توجد في القرآن وهي من اهم احكام الاسلام كعدد الركعات في الصلوات وتقليد انصبة الزكاة وما يجب فيها وما اشبه هذا لكن في القرآن ما يشير اليه مثل قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا هذه الاية اذا وجهتها الى السنة شملت جميع السنة وشرعنا كله لا يعدو الكتاب والسنة. اذا فالقرآن مبين لكل شيء ولهذا قال المبين في الاحكام وغيرها. هو ايضا مبين لكل ما سبقنا من الحوادث التي يكون في بيانها مصلحة كقصص الانبياء وقصص الاولياء وقصص المكذبين للرسل وغير ذلك. كل ما سبق مما في ذكره مصلحة لنا فهو مذكور اما ما ليس لنا فيه مصلحة فانه لا حاجة الى ذكره وقد يكون هذا الشيء الذي لم يذكر موكولا الى عقول الناس وتجاربهم كما في كثير من طبائع الاشياء الامور الطبيعية سواء كانت فلكية او جيولوجية او غير ذلك نجد ان القرآن لم يفصلها ولم يبينها. لماذا لانه ليس فيها فائدة فائدتها تكمن في ان الناس يطلبونها وينظرون في ايات الله ويتحركون حتى يدركوها ولهذا تجد بعض المسائل التي يتنازع فيها الناس كمسألة دوران الارض هل هي موجودة في القرآن على وجه صريح ها ما هي موجودة لو كان هذا مما يتعين علينا اعتقاده اثباتا او نفيا لكان الله عز وجل يبينه بيانا واضحا كما بين الامور التي لابد لنا من من الاعتقاد فيها صريح اذا هذي موكولة للناس استخراج ما في الارض من المعادن وغيرها من المصالح العظيمة التي لم يطلع عليها الا اخيرا هذا ايضا لم يذكر في القرآن وان كان في القرآن اشارة لكنه لم يذكر على وجه التفصيل بل قال الله تعالى وفي الارض قطع متجاورات وقطع هذي من صيغ الجمع جموع التكفير لو تقول انها ملايين القطع لم يخرج عن دلالتها هذه القطعة لولا انها تختلف في منافعها وذواتها ومن هذا يعني من هذا الامثلة وهو كثير في القرآن قوله سبحانه وتعالى والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقرون بشيء لم يقل لا يقوم بالباطل بل قال لا يقضون بشيء وكل ما يتعلق بها ما قال الله قطع متجاورات اذا هي متباينة في هذه الاية متى تستطيع ان تقول ان الله ارشدنا الى استخراج ايش؟ المعاد من الارض لانه لا بين انها قطع ما هي ما هي القطع اللي فوق التراب هذا فقط في اشياء كثيرة ما ما تعلم وربما تعلم في المستقبل وربما بعضهم علم الان. المهم ان القرآن مبين ايش مبين لكل شيء وانت اذا تدبرت القرآن مرة بعد اخرى لا تعيد التدبر مرة ثانية الا ظهر لك معنى جديد غير الاول ولا يمكن لاحد ان يحيط بمعاني القرآن لكن كلما تدبره الانسان غالبا الحق مريدا للصواب فانه يهتدي الى معاني كثيرة سئل علي بن ابي طالب رضي الله عنه هل عهد اليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لانه كان يروج في ذلك الوقت من وقت علي والشيعة يروجون بان النبي صلى الله عليه وسلم عهد بالخلافة لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه. فسئل هل عهد اليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء يعني من الخلافة او من العلوم التي كتمها عن الناس؟ فقال لا والذي برأى النسمة وفرق الحبة وفلق الحبة الا فهما يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه وما في هذه الصحيفة والذي في هذه الصحيفة العقل وفكاك الاسير والا يقتل مسلم بكافر الشاهد الكلام الاول الا فهما يؤتيه الله تعالى من شاء في كتابه. هذا الفهم يختلف فيه الناس اختلافا كبيرا جدا ترى بعض العلماء يتكلم على اية يستخرج منها فوائد محدودة معدودة وترى اخر يتكلم عليها يستخرج منها اضعافا مضاعفة بالنسبة لما استخرجه الاول كل ذلك بحسب استعداد الانسان وفهمه وبصيرته وكلما ازداد الانسان ايمانا وتقوى ازداد هدى للقرآن والذين اهتدوا اولادهم هدى واتاهم تقواهم قال عز وجل لينذر بالياء والتاء لينذر بالياء الظمير يعود على ايش؟ على القرآن. لتنذر الظمير يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن على قراءة التاء قدر المؤلف به لتنذر به. ولهذا قال بالياء والتاء به كلمة به تعود على القراءة الثانية وهي تنذر اما القراءة الاولى فلا تحتاج الى هذا التقصير ولا شك ان القرآن نفسه منذر وان النبي صلى الله عليه وسلم منذر به فالقرآن فيه وعيد وفيه اوصاف لمن يستحق هذا الوعيد وهذا هو الانذار كما ان فيه ايضا بشارة كما ان فيه بشارة واوصافا للمبشرين وهذا هو التبشير فالقرآن فيه بشارة وفيه انذار والنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالقرآن وانذر به وخوف به ورغب به من كان حيا قال المؤلف يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون من كان حيا هل المراد في الحياة هنا؟ الحياة المعنوية التي هي حياة القلب او الحياة الحسية التي هي حياة الجسم ها؟ الظاهر انه يشمل الامرين ولهذا قال ابن كثير رحمه الله من كان حيا على وجه الارض يعني من كان حيا حياة نسبية لان رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة عامة لجميع الخلق فهو ينذر من كان حيا يعني ينذر كل حي او من كان حيا حياة معنوية يعني حياة القلب حيث المراد به من يعقل ويتبصر ويؤمن وعكس من؟ عكس الميت ميت الجسم وميت القلب اما ميت الجسم فلا يمكن انذاره بالقرآن لانه انتقل الى دار الجزاء ولا يمكن ان يفهم ولا ان يعلم واما ميت القلب فلانه قد طبع على قلبه والعياذ بالله فلا يصل اليه النور ولا يصل اليه الخلق الحق ويحق القول العذاب على الكافرين وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به هنا قال لينذر من كان حيا فينتفع بالانذار ويتعظ ويتجنب المحرمات ويأتي بالواجبات ويحق القول ماذا تتوقع ان يقال اتوقع ان يقال ويحق القول على من كان ميتا او على الاموات لان هذا مقتضى المقابلة نعم لكن عدل عن هذا الى ذكر الكافرين ويحق القول على الكافرين وفائدة العدول عن ذكر المقابل بلفظه فامران الامر الاول ان المراد بالميت الكافر ان المراد بالميت الكافر وان الكافر لا يمكن ان ينتفع بالقرآن والثاني التسجيل على ان من لم ينتفع القرآن فهو كافر فهو كاهن ومن انتفع به في شيء دون اخر ففيه خصلة من خصال الكفر ولهذا كل معصية فهي من خسار الكفر لكنها قد تكون قليلة وقد تكون كثيرة فلهذا عدا الله عز وجل عن هذا الى قوله ويحق القول على الكافرين دون قوله ويحق القول على الميتين. بل قال على الكافرين ليشمل الباطل وغير الباطل يعني ليس لهم قضاء اطلاقا لانهم مرغوبون مملوكون فلا يلقون بشيء. في ميعادها فائدة خامسة وهي اثبات التعليم اثبات العلة اسفاف العلة وان شئت فقل الحكمة لقوله لينذر ان لا وكل ما رأيت اللام لام التعليل في كتاب الله عز وجل فهي مثبتة للحكمة في افعال الله تعالى او في مشروعاته