والله جل وعلا امر المؤمنين بان يسألوا اذا جهلوا. وقد قال وتعالى لما انكر كفار قريش ان يكون الرسول بشرا رجلا وقالوا ان الرسول يجب ان يكون ملكا قال سبحانه وتعالى في سورة النحل وما ارسلنا من قبلك الا رجالا اي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. هذه الاية امر الله جل وعلا فيها اهل الكتاب ان يسألوا امر فيها جل وعلا اهل الشرك كفار قريش غيرهم ان يسألوا اهل الذكر يعني اهل الكتاب عما اذا كان الرسول الذي جاءهم بشر ام هو ملك؟ فاذا كان الرسول الذي جاءهم بشر فاقبلوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لانه بشر قد خلت من قبله الرسل. وقد وصف اهل الكتاب بانهم اهل الذكر لان الكتاب الذي انزله الله جل وعلا هو الذكر واعلى الذكر القرآن كما قال سبحانه انا نحن نزلنا الذكر وانا له حافظون وانا له لحافظون. وهنا في هذه الاية قال جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا يعلمون بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. قال العلماء هذه الاية في سؤال اهل الكتاب ولكن عموم لفظها يشمل سؤال اهل القرآن واهل السنة لانهم احق ببيان ما نزل الله جل وعلا. لهذا قال وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. قال الشيخ عبدالرحمن عثمان ابن سعدي في تفسيره عند هذه الاية وعموم هذه الاية فيها مدح اهل العلم وان وان اعلى انواع العلم العلم بكتاب الله المنزل فان الله جل وعلا امر من لم يعلم بالرجوع الى اهل العلم واهل الذكر في جميع الحوادث وفي ضمن ذلك تعديل لاهل العلم وتزكية لهم حيث امر الله جل وعلا بسؤالهم وانه وبذلك يخرج الجاهل من التبعة