قال جل وعلا وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا فجعل الله هذه الامة امة وسطا ومعنى كونها وسطا اي انها عدل خيار لان الوسط هو العدل وهو الخيار المصطفى لان العرب كانت تمتدح الشيء بكونه واسطة الشيء وبكونه وسطه لانه احسنه وافضله. فجعل الله هذه الامة امة وسطا لما؟ لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وقد جاء في صحيح ابي في الله البخاري عند تفسير هذه الاية ان الناس يوم القيامة يأتون فيقيم الله جل وعلا الحجة فيأتي الى قوم نوح فيقول لهم قد جاءتكم الحجة وجاءكم النذير فيقولون ما جاءنا من نذير فيقول الله جل وعلا عليكم شهود هذه امة محمد عليه الصلاة والسلام. هذه امة محمد فتأتي الامة فتقول نعم قد جاءهم نوح بالبينات او كما قال عليه الصلاة والسلام. وهذا فيه بيان ان هذه الامة بعلمائها وفقهائها ومن عقل الدين عن المصطفى صلى الله عليه وسلم انها شاهدة على الناس ولا ولا يزال في هذه الامة طائفة ظاهرة بالحق كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله