تمام واذا فامرين نفى ان يكون له ولد من صلبه كما قالت النصارى في عيسى ونفى ان يكون له ولد بالتبني كما قالت اليهود والنصارى لان اليهود والنصارى زعموا انهم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد حياكم الله تعالى ايها الاخوة في مجلسنا الخامس من سلسلة دروس اسرار البيان في تفسير وتدبر القرآن وكنا في الدرس الفائت قد وصلنا الى قول الله سبحانه وتعالى ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون وقبل ان نشرع في تفسير هذه الايات تفسيرا تحليليا سنقدم اولا بتلاوتها وتفسيرها تفسيرا اجماليا. فليتفضل فضيلة الشيخ سعد الشوبكي مشكورا بسم الله الرحمن الرحيم يقول جل ذكره ذلك عيسى ابن مريم اي من ذكرت لكم صفاته الجليلة ونعوته حميدة انفا هو عيسى ابن مريم. اي لكم قول الحق الذي فيه تتجادل طوائف اليهود والنصارى. ما كان لله ان يتخذ منه اي لا يليق بكمالات الله ان يتخذ ولدا. لا ولد صلب ولا ولدا بالتبني لما كان اتخاذ الولد من النقائص نزه تعالى نفسه بقوله سبحانه اي تنزيه لله ثم علل عدم احتياجه للولد بقوله اذا قضى امره فيقول له كن فيكون. اي اذا قضى خلق شيء يقول له كن فيكون موجودا فلا يحتاج الى ولد يعضه. وقل يا محمد النصارى وغيرهم من المشركين فلا تليق العبادة التي هي نهاية التعظيم الا بمن صدر عنه غاية الانعام لا لعيسى ولا لغيره. هذا اي اعتقاد الحق من التوحيد ونفي الولدية من سلكه نجا ومن تنكبه وسلك بنيات طريق القت به في المخاطر وانتهت به في المتارف. فاختلف الاحزاب من بينهم. اي اختلفت طوائف اليهود والنصارى في شخص عيسى فزعم اليهود انه ساحر كذاب. واما النصارى فزعم كفارهم انه ابن الله. وانه ثالث ثلاثة فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم. وهذا وعيد لمن كفر منهم من شهود هول يوم عظيم. كنا في الدرس الفائت قد تطرقنا الى دخول مريم عليها السلام على قومها تحمل ابنها بين ذراعيها. فلما قالوا لها من اين جاءك هذا الولد؟ شعرت الى عيسى عليه الصلاة والسلام. قال فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهدي صبيا قال اني عبد الله بدأ معهم بتعريف نفسه وذكر اولا انه عبد لله سبحانه وتعالى اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت. واوصاني بالصلاة والزكاة وهداني دليلان على كونه عبدا من عباد الله سبحانه وتعالى واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. وهذا يدل على انه يموت وبرا بوالدتي. وهذا يدل على انه محدث مولود. ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت فاثبت لنفسه انه ولد ويوم اموت فاثبت لنفسه انه يموت. ويوم ابعث حيا واثبت لنفسه انه يبعث حيا. وكل هذه الصفات من عوارض العبيد لا من عوارض الاله بعد ان ذكر الله سبحانه وتعالى كل هذه الصفات والنهوت الجليلة لعيسى عليه الصلاة والسلام قال لك ذلك عيسى ابن مريم وهذا هو سر ايراد اسم الاشارة الذي للبعيد. في الاشارة الى عيسى يقول الاصل في اسم الاشارة الذي للبعيد ذلك تعرفون ان ذلك هو اسم شارة يشار به للبعيد والاصل في اسم الاشارة الذي يشار به للبعيد ان يشار به الى بعيد محسوس الرئيس الان ليس موجودا بين ايدينا حتى نشير اليه اذا ما هو سر ايراد اسم الاشارة الذي للبعيد الاشارة الى عيسى في الحقيقة هذا اسلوب من اساليب اللغة العربية اذا رزقنا الله سبحانه وتعالى لك صفاتا لشيء ما وانه اذا عاد واشار لك الى الموصوف وكأنه يميز لك هذا الموصوف اكمل تمييز. لتميزه عن غيره وهو بدأ اولا ببيان صفات عيسى ابن مريم وبعد ذلك قال لك ذلك عيسى ابن مريم. فاراد ان يميزه لك اكمل تمييز. وهذا من اغراض ايراد اسم الاشارة اولا طيب لماذا اشار اليه باسم الاشارة الذي للبعيد؟ اراد ان يشير الى بعد منزلته في الشرف واذا اسم الاشارة هذا ذلك يدلنا على امرين يدلنا على تشريف عيسى عليه الصلاة والسلام وانه بعيد المنزلة في الشرف يدلنا على انه اراد ان يميزه اكمل تمييزه اريد ان امثل لكم بمثال في سورة البقرة الله سبحانه وتعالى في اوائل سورة البقرة ايش يقول يقول ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. بدأ الان بعد ذلك يعدد لك صفات هؤلاء المتقين. اليس كذلك الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون. ثم اشقا لك بعد ذلك اولئك اولئك فاشار اليهم باسم الاشارة الذي للبعيد اولئك على هدى من ربهم. لماذا اشار اليهم باسم الاشارة الذي للبعيد؟ لامرين كذلك بتشريفهم وللاشارة الى بعد منزلتهم الامر الثاني انه اراد ان يميزهم بالصفات التي ذكرها لك سابقا. غيرهم من الناس هذه صفات اهل التقوى يتميزون بهذه الصفات وكذلك عيسى ابن مريم لقوله ذلك يتميز بهذه الصفات وفي ذلك رد على اليهود والنصارى في ذلك رد على اليهود الذين انزلوا عيسى ابن مريم الى عديد الجناة ونفوا عنه النبوة وزعموا انه ابن زانية وفيه كذلك رد على النصارى الذين غلوا في عيسى ابن مريم منهم من جعله ابنا للاله ومنهم من جعله الها قال ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ذلك عيسى ابن مريم قول الحق لما نصب قول هنا ما في اندفاء لينصب مفعولا به هنا. لما نصب قولا في قراءتنا قراءة عاصم وقراءة كذلك ابن عامر وقراءة يعقوب في الحقيقة انما نصب قول هنا على قراءتنا لانه اضمر فعل احققت وكانه بعد ان ذكر عيسى وذكرت صفاته قال لنا بعد ذلك حققت لكم قول الحق الذي فيه يمترون. الذي فيه يمتري بنو اسرائيل ان منهم من امن بعيسى ومنهم من كذبه ومنهم من رفعه الى مرتبة الهية اراد الله سبحانه وتعالى ان يقول لنا انا لكم الحق في كتابي اذا قول الحق هذا منصوب بفعل مقدر هو احققت. هذا احد التوجيهات لعلماء اللغة سيكون على هذا التوجيه قول مصدرا مؤكدا لمضمون الجملة قبله. يعني ذلك عيسى ابن مريم هذه تشير الى كل الصفات السابقة ثم جاء قوله سبحانه وتعالى قول الحق اي لكم قول الحق ليؤكد به ما ذكره سابقا. نعم قول الحق الذي فيه يمترون. ما المراد بالمراء في هذه الاية؟ يمترون اي يتحاججون يتجادلون فيما فيه مرية. اي فيما والمرية التردد في الامر. وهو قالوا اخص من الشك لكن هل هذا يمنع ان يكون المراء بين اهل حق واهل باطل او هو مقتصر على اهل الباطل دون اهل الحق هل المراء يكون فقط بين اهل الباطل ولا يكون المراء بين اهل الحق واهل الباطل تمام الان المتوجه هنا ان نقول ان المراء يجوز ان يكون بين اهل الحق واهل الباطل خاصة اذا علمنا ان بعض النصارى امنوا بعيسى ومن هؤلاء الحواريون قال من انصاري الى الله؟ قال الحواريون نحن انصار الله اذا كونهم يمترون في الشيء هذا لا يمنع من ان يكون بعضهم على حق وبعضهم على باطل خلافا لمن قصره على اهل الباطل. لان بعض المفسرين يقصرون المراء على الجدار في الباطل طيب ما الدليل على ان المراء قد يكون في الحق وقد يكون في الباطل من كتاب الله سبحانه وتعالى دليله قوله سبحانه وتعالى فلا تماري فيهم الا مراءا ظاهرا. الله سبحانه وتعالى يقول لنبيه لا تجادلهم الا جداالا ظاهرا فاذا هو نسب المراء للنبي صلى الله عليه وسلم وجاز له ان يجادلهم جدالا ظاهرا. ما المراد جدال الظاهر في الاية يا شيخ انس اي جدالا مقتصرا على ما ظهر لك من الوحي دون تعمق قصر على الوحي لكنه سماه مرائا وهذا وجه الشاهد من الاية ويشهد لذلك ايضا ما رواه ابو داوود عن ابي امامة رضي الله عنه مرفوعا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا. فاذا يمكن ان يكون المراء بين اهل حق واهل باطل لانه وصف النراء بانه مراء بالحق. نعم. ثم قال جل ذكره ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون هنا لابد ان ندقق النظر في هذه الاية. قال الله سبحانه وتعالى ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه. لما قال هنا ما كان لله ان يتخذ من ولد لما لم يقل لم يتخذ ولدا كما قال في اية اخرى وما الفرق اصلا بينما كان لله ان يتخذ من ولد من جهة وبين ولم يتخذ ولدا لو قلت لك ما كان لك ان تغش هنا انا انفي عنك ان كان الغش لا يليق بحالك ان تغش. واذا قلت لك لم تغش فانا انفي وجود الغش منك. اليس كذلك كذلك هنا. الاية نفى قابلية اتخاذ الولد. نفى ان كان اتخاذ الولد. ما كان لله ان يتخذ من ولد يعني الله سبحانه وتعالى لا به ان يتخذ ولدا ولم يتطرق هنا لموضوع هل اتخذ ولدا او لم يتخذ ولدا؟ هل له ولد او ليس له ولد؟ ويقول لك لا يليق بالاله اصلا ان يكون له ولد لانه يستلزم نقصه وسنأتي الى ذلك ان شاء الله تعالى الاية الاخرى قال لك ولم يتخذ ولدا وقال لك لم يلد فهذا فيه نفي لوجود الولد هذا هو الفرق الأول الفرق الثاني ان صيغة ما كان لله ان يتخذ من ولد افيد انتفاء الولد عن الله سبحانه وتعالى بابلغ وجهود هي المسبوقة بكون منفي ما كان يعني فهذه تفيدني يا شيخ من جهة البلاغ تفيدنا مبالغة النفي بيد ان الايات الاخرى لا تفيد توكيد النفي ما الفرق بين نفي اتخاذ الولد ونفي الولد؟ يجاب نفي اتخاذ الولد يعم نفي اتخاذ ولد الصلب وولد التبني اذا قال لك يا شيخ انس انا ما اتخذت ولدا هذا ينفي ان يكون له ولد من صلبه وان يكون له ولد بالتبني. يعني ان يتبنى ولدا ابناء الله واحباؤه اليس كذلك؟ والقرآن نقل عنهم ذلك قالوا نحن ابناء الله واحباؤه اما الاول وهو اتخاذه سبحانه وتعالى لولد من صلبه فهذا يستحيل عقلا. لماذا لانه يستلزم تعدد الالهة استلزموا تعدد الالي هل لا يصح في اقول ان يكون لي هذا الكون اكثر من اله لماذا؟ لان ذلك يستلزم نقص كل واحد منهم. لانه اذا اراد احدهم امرا ولم يرد الاخر هذا الامر فيكون الثاني مقهورا لا يكون الى واذا تعاونا على فعل شيء ما لا يكون ايضا كل واحد منهم الها لماذا؟ لانه يستلزم انه يحتاج الى غيره وان يعني مباشرته الفعلة يتوقف على موافقة غيره. وهذا يستلزم نقصه بكل الاحوال يمتنع عقلا ان يكون لهذا الكون اكثر من اله والامر الثاني هو ان الله سبحانه وتعالى نفى اتخاذ الولد بالتمني هو منزه سبحانه وتعالى عن اتخاذ الولد بالتبني عقلا وشرعا. قال الله سبحانه وتعالى وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه. قل فلما يعذبكم بذنوبكم؟ بل انتم بشر ممن خلق. يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء بمقتضى عبد الله الشيخ انس ان لا يتخذ ولدا بالتبني. لماذا لانه لو اتخذ اليهود والنصارى اولادا بالتبني لما عذبهم لان الاب لا يعذب ابناءه فلو كانوا ابناء الله سبحانه وتعالى لما عذبهم الله سبحانه وتعالى. ايش قال ربنا في الاية قالوا نحن ابناء الله واحباؤه. قل فلما يعذبكم بذنوبكم فاذا لو كان ابا لكم لما عذبكم. هذا الامر الاول ثم قال لهم بل انتم بشر ممن خلق هل انتم بشر ممن خلق؟ هذا يقتضي العدل بين الناس فمن عبد الله سبحانه وتعالى لا يتبنى ولدا لا يتبنى مخلوقا من مخلوقاته. لينالهم بمقتضى عدل الله سبحانه وتعالى ما ينال بقية البشر ولو ان الله سبحانه وتعالى اراد ان يتخذ ولدا بالتبني لاصطفى مما يخلق ما يشاء. لكن الله سبحانه وتعالى ايش قال؟ قال سبحانه ان نزه نفسه عن ان يتخذ ولدا بالتبني كذلك. لماذا؟ لانه اذا اتخذه ولدا بالتبني لم يعذبه. لان الاب لا يعذب ابنه وايضا ما حاجة الله سبحانه وتعالى الى ولد بالتبني مقتضى عدل الله سبحانه وتعالى لا يتخذ ولدا بالتمنية اذا ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه نزه سبحانه وتعالى نفسه عن اتخاذ الولد من جهة ولد الصلب ومن جهة ولد التبني. اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون كل ما سوى الله مخلوق كل ما سوى الله مخلوق ثم قال جل ذكره وان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم تأملوا معي في الاية وان الله ربي وربكم فاعبدوه ان الله ربي وربكم اثبت وصف الربوبية لله سبحانه وتعالى اولا فدل على انه انما تلزمنا عبادة الله سبحانه وتعالى لكونه ربا لنا قد تفرد بخلقنا ورزقنا وتدبير امرنا. لماذا نعبد الله سبحانه وتعالى؟ نعبد الله لانه هو ربنا. فعلة العبادة هي كونه ربا لنا سبحانه وتعالى اذا الله سبحانه وتعالى هنا قال لك وان الله ربي وربكم فاعبدوه. ان الله ربي وربكم هذا وصف وصف الله سبحانه وتعالى نفسه بانه رب الناس ثم رتب على هذا الوصف الامر بالابادة وهو حكم فرتب الحكم على هذا الوصف وترتيب الوصف على الحكم المناسب مشعر بالية هذا الوصف للحكم. يعني هذا الوصف الربوبية هو علة العبادة. فعلة عبادته لله سبحانه وتعالى هي كونه ربا لنا هذا صراط مستقيم الله سبحانه وتعالى اشار باسم الاشارة هذا الى الاعتقاد الحق الذي بينه لنا سابقا بانه تجب عبادة الله سبحانه وتعالى لانه رب لنا وكذلك ما يتعلق بعقيدتنا بعيسى عليه الصلاة والسلام قال هذا صراط مستقيم وهنا شبه لنا لاعتقاد الحق بالصراط المستقيم. الا انه لم يذكر لنا وجه الشبه في الاية وكذلك لم يذكر لنا اداة التشبيه ولم يقل لنا الاعتقاد الحق كالصراط المستقيم انما قال هذا صراط مستقيم. فحذف اداة التشبيه وكذلك لم يظهر لنا الله سبحانه وتعالى وجه الشبه بين اعتقاد الحق وبين الصراط المستقيم فنقول هذا النوع من التشبيه يسمى بالتشبيه البليغ. والذي فيه تحذف اداة التشبيه ويحذف وجه الشبه بين المشبه والمشبه به. نقول انما شبه الله سبحانه وتعالى اعتقاد الحق من التوحيد ونفي الولدية وطلاقة القدرة واستحقاقه سبحانه وتعالى وحده للعبادة في الطريق المستقيم ووجه الشبه بين الاعتقاد الحق والطريق المستقيم هو ان الاعتقاد الحق يوصلك الى الجنة الطريق المستقيم يوصلك الى المكان المقصود في اقصر طريق واوضحها خلافا لبنيات الطريق التي من سلكها القت به في المخاوف. وانتهت به في المتالف قال شهيد قول الله سبحانه وتعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله اذا عندي طريق مستقيم. وعادة يكون الطريق المستقيم يا شيخ هو اقصر الطرق الى وصول المكان. واما الطرق الملتوية فتكون في العادة اطول وتدخلك في المخاوف وتدخلك في المتالف. الامر الثاني ان الصراط هو الطريق الواضح بخلاف الطرق الاخرى هذا صراط مستقيم اي هذا طريق واضح مستقيم اي موصل الى الوجهة باقصر واحسن طريق بعيدا عما يخيف وعن ما يتلف. يمكن ان اعطيكم مثالا على تشبيه البليغ انا اقول لك مثلا زيد كالاسد. وهنا انا شبهت زيدا بالاسد لماذا؟ في شجاعته مثلا اذا جئت الى هذا التشبيه تواجه الشبهي واحذفت اداة التشبيه. اقول زيد اسد ما الفرق بين التشبيه الاول والثاني؟ التشبيه الاول انا شبهته بزيد يتظاهر في التشويه زيد كالاسد لكني اذا قلت لك زيد الاسد فكأني جعلته من جملة الاسود وهذا ابلغ في التشبيه مع حذف ماذا؟ مع حذف وجه الشبه بينهما مع حذف وجه الشبه بينهما. فاذا اذا حذفت اداة التشبيه الوجه الشبهي سميت هذا التشبيه ماذا؟ سميته تشبيها بليغا تشبيها بليغا والله تعالى اعلى واعلم ثم قال جل ذكره فاختلف الاحزاب من بينهم. فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم واختلف الاحزاب من بينهم يدل على ان بني اسرائيل منهم من امن عيسى ومنهم من كفر بعيسى اما بنفي نبوته او برفعه الى مقام الالهية فاذا فاختلف الاحزاب من بينهم اي تفرقوا احزابا وهذا لا يستلزم ان يكونوا كلهم على باطل بل قد يكون بعضهم على باطل وبعضهم على حق وويل للذين كفروا. ما المراد بالويل المراد بالويل في هذا السياق تهديدهم المراد بالويل في هذا السياق تهديدهم وبعيدهم. والويل قد يراد به امر اخر وهو الدعاء عليهم بالعذاب الويل قد يرد ويراد به التهديد الوعيد بالعذاب قد يرد ويراد به الدعاء عليهم بالعذاب الله سبحانه وتعالى يقول فويل للذين كفروا. السياق يقتضي انه سبحانه وتعالى يتهددهم لانهم ان لم يؤمنوا بالحق الذي جاءهم به انه سيعذبهم في جهنم اسمع بهم وابصر يوم يأتوننا. اي ما اسمعهم للحق وما ابصرهم به يوما لكن الظالمون اليوم في الدنيا في ضلال مبين اي ظاهر فهم صم عن سماع الحق. وعمي عن رؤيته. وانذرهم يوم الحسرة اي وانذر يا محمد هؤلاء المشركين بالله يوما تكثر فيه حسراتهم اذا انقطعت من النجاة امالهم وانسد باب ولا سهمت اذ قضي الامر. اي فرغ من الحساب وذهب اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار. وهم في غفلة يريد وانذرهم لانهم في حالة يحتاجون فيها الى الانذار بغفلة عن الحق وعدم ايمانهم انا نحن نرث الارض ومن عليها اي نحن ننفرد في الارض بعد ان يفنى من عليها ويصيرون في بطنها. والينا يرجعون. بعد ثنائهم لنجزي المحسن باحسانه والمسيء باساءته. يريد لا يحزنك تكذيب هؤلاء المشركين لك يا محمد فيما اتيتهم به من الحق فان الينا مرجعهم لنجزيهم ثم قال جل ذكره اسمع بهم وابصر. يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين. اسمع بهم وابصر صيغة تعجب اسمع بهم وابصر صيغة تعجب. اي ما اسمعهم وما ابصرهم بالحق يوم القيامة. يعني يوم القيامة سيرون الحق واضحا بخلاف حالهم في الدنيا. ولذلك هنا اثر صيغة التعجب. قال ما اسمعهم للحق يعني يمكن ان يقول لك في غير القرآن سيسمعون الحق وسيبصرون الحق يوم القيامة لكن هو لم يقل لك هذا هو قال لك اسمع بهم وابصر اي ما اسمعهم وما ابصرهم. فصيغة التعجب هنا انما اوردها ليبين لك انه كانوا في الدنيا في غفلة في ضلال لا ينتفئون بسمعهم ولا ينتفئون ببصرهم فلا يهتدون بخلاف حالهم في الاخرة. فالله سبحانه وتعالى سيكشف عنهم الغطاء يوم القيامة وسيرون الامور كما هي. يعني الفرق بين حالهم في الدنيا وحالهم في الاخرة يستدعي ان يتعجب منهم طيب هنا مسألة مهمة قلنا انه اسمى بهم وابسط صيغة تعجب ما المراد بهذا التعجب بالاية اما ان يراد بالتعجب هنا تعجب المخاطب الله سبحانه وتعالى او ان يراد بالاية هنا تعجيب السامع التعجب اولا في حق المخلوق هو استعظام الشيء مع الجهل بسبب عظمه. يعني انت تجهل سبب عظم الشيء وتستعظمه في نفسك الله سبحانه وتعالى منزه عن ان يستعظم شيئا. والله سبحانه وتعالى منزه عن ان يكون جاهلا بسبب عظمة هذا الشيء. لو قلنا انه المراد بالتعدي هنا تعجب الله سبحانه وتعالى منهم فنقول نحمل التعجب على صفة من صفات الله سبحانه وتعالى تليق به بلا كيف تليق به ويشهد بتعجب الله سبحانه وتعالى قوله في قراءة متواترة بل عجبت ويسخرون. الله سبحانه وتعالى اثبت لنفسه التعجب في القرآن في قراءة متواترة وتعجبه كما تقدم هو تعجب لائق بذاته سبحانه وتعالى وننزه الله سبحانه وتعالى عن التعجب اللائق بالمخلوقات وقال بعض بعض العلماء ان المعنى انه جدير ان يتعجب من حالهم كانوا صما وبكما وعميا في الدنيا ثم صاروا يسمعون ويبصرون في الاخرة. هنا لم ينسوا بالتعجب الله سبحانه وتعالى. وهذا توجيه ذكره الرازي في تفسيره واما معنى التعجيب فيكون بالنظر الى المخاطب فتكون الاية تعجيبا للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. يعني الله سبحانه وتعالى اراد ان يعجب النبي واصحابه من حالهم كأنه يقول لمحمد انظر بحال هؤلاء كانوا في الدنيا كذا وكذا وصاروا في الاخرة الى كذا وكذا. نعم. فهذا هو الفرق بين التعجب والتعجيب. فاذا التعجب يكون من المخاطب التعجب فاذا التعجب يكون من المتكلم والتعجيب يكون قائما في المخاطب وكل هذه الوجوه الوجوه جائزة. والله تعالى اعلى واعلم قال جل ذكره وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون وانذرهم يوم الحسرة بما اضاف الله سبحانه وتعالى اليوم الى الحسرة. نقول اضافه الى الحبس الرتي لكثرة ما يحدث فيه من تحسر المجرمين على ما فرطوا فيه من اسباب النجاة في الدنيا في الاخرة يتحسرون. فانقطعت في الاخرة امالهم وانسد باب خلاصهم فكان ذلك اليوم كانه مما اختصت به الحسرة وهذا بالنسبة لمن الى اهل الكفر وان كان هو يوم الفرح بالنسبة لاهل الايمان يوم الحسرة هذا نسبي بالنسبة لاهل الكفر لا بالنسبة لاهل الايمان. نعم. لا يسمى يوم الحسرة بالنسبة لاهل الايمان وقفة اخرى وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم استشهد بهذه الاية في معرض كلامه عن اليوم الاخر فقال يؤتى بالموت كهيئة كبش املح يوم القيامة ينادي مناد يا اهل الجنة وينظرون فيقولوا هل تعرفون هذا ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قدره ثم ينادي يا اهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا؟ فيقولون نعم هذا الموت كلهم قد رآه. فيذبح ايذبح الموت ثم يقول يا اهل الجنة خلود فلا موت. ويا اهل النار خلود فلا موت. ثم قرأ قوله سبحانه وتعالى وانذرهم يوم الحسرة اذ قضي الامر وهم في غفلة اخر الاية ثم قال جل ذكره انا نحن نرث الارض ومن عليها والينا يرجعون كيف يرث الله سبحانه وتعالى الارض ومن عليها تقول المراد هنا تمحض تصرف الله سبحانه وتعالى في الارض دون ان يشاركه في ذلك احد وان ظاهرا وان الارض كانت في حياة الناس عليها في تصرف سكانها كل بما يناسبهم فاذا هلك الناس ومات الحيوان فقد صاروا الى باطن الارض وصارت الارض في غير تصرفهم ولم يبقى تصرف فيها الا لخالقها وهذا قد يشهد له ماذا قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي انا الملك اين ملوك الارض؟ انتهى الملك. الان انت تسمي ملوك الارض ملوكا لكن اذا ماتوا لم يعودوا ملوكا. اذا قامت الساعة لم يعودوا ملوكا. اليس كذلك لانهم لا يستطيعون التصرف فيها بشيء. وكذلك الناس يتصرفون في الارض بما الله سبحانه وتعالى لهم منها فاذا مات الناس هؤلاء صار التصرف المحظوظ في هذه الارض لله سبحانه وتعالى واذا هذا هو معنى انا نحن نرث الارض ومن عليها وايضا هنا اكد لك هذا الامر ردا على الذين ينفون قيام الساعة هنا اكد لك بان واكد لك كذلك بماذا؟ بنحن وهذا يسمى بضمير الفصل اكد لك هذه الجملة الخبرية. انا نحن نرث الارض وفي ذلك رد على من؟ رد على نفاة البعث والنشور انا نحن نرث الارض ومن عليها قال والينا يرجعون. والينا يرجعون. اصل النظم ويرجعون الينا طيب لماذا قدمه؟ قدمه لامرين اثنين اولا اذا خاطبت هذه الاية اهل الايمان كان الغرض من هذا التقديم والتأخير الاهتمام يا مسلم ان تؤمن به لكن هو اراد ان يظهر العناية الزائدة فيه. بالنسبة للمسلم. لكن بالنسبة للمشرك هي قصر لمرجعه الى الله سبحانه وتعالى ولا تكون لمجرد الاهتمام بل تكون ايضا لافادة القصر ويقصر رجوعهم اليه فيقصر سبحانه وتعالى رجوعهم اليه يعني لا ترجعون الى غيري وهذا يدرس في علوم البلاغة وهنا تتغير بلاغة الاية بالنسبة للمخاطب لا تعني شيئا بالنسبة الى الاول وتعني شيئا اخر بالنسبة للثاني والله تعالى اعلى واعلم نكتفي بهذا القدر سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته