بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد وصلنا الى قول الله سبحانه وتعالى فوربك لنحشرنهم الشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا كيف وربك يا محمد لنحشرن هؤلاء المنكرين للبعث والنشور مقرنين باوليائهم من الشياطين. لان الشياطين كانوا سبب ضلالهم لنحضرنهم حول جهنم جثية اي ياثين على الركب من هول المطلع وشدة الذل ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا. يقول جل ذكره ثم لنأخذن من كل جماعة تشايعت على الباطل اشدهم على الله صيانا. فلنبدأن العذاب به. وهذا تهديد لعظماء المشركين كابي جهل وامية بن خلف ورائهم ثم لنحن اعلم بالذين هم اولى بها صليا اي لنحن اعلم بمن هو اولى هؤلاء العتات بشدة العذاب. ثم يقول جل ذكره وان منكم الا واردها. اي وان منكم ايها الناس الا قاصدها اي سي يقصد جهنم. فمنكم من يقصدها وهم الكفار ومنكم من يقصدها ويجوزها من على الصراط الى الجنة كان على ربك حتما مقضيا. اي كان هذا الامر على ربك واجبا مقطوعا به من اوجبه على الله الله اوجبه على نفسه مقضيا اي لابد من وقوعه ثم ننجي الذين اتقوا اي ننجي الذين اتقوا من دخول جهنم اهل التقوى يريدون جهنم الا انهم لا يدخلونها ونذر الظالمين فيها جثية. اي نذرهم جاثين على الركب بعد ان نقذفهم فيها. والله تعالى اعلى واعلم. وعندنا في هذه الايات عدد من الوقفات التدبرية اولها الله سبحانه وتعالى كان يحدثنا عن استبعاد المشركين للبعث والنشور. ويقول الانسان واذا ما مت لسوف اخرج حيا ولا يذكر الانسان انا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا. اذكروا حجة يرد فيها على شبهتهم ثم بعد ذلك يلتفت الى نبيه صلى الله عليه وسلم. ويخاطبه بطريق مباشر يقول له فيه فوربك لنحشرنهم والشياطين وهذا يسمى في البلاغة بالالتفات. اي انه يلتفت من صيغة الغائب الى صيغة المخاطب. وهذا مؤذن بغضب الله سبحانه وتعالى عليه فكأن الله سبحانه وتعالى اعرض عن الحديث عنهم ثم وجه الخطاب لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. اضاف اضاف نفسه سبحانه وتعالى اسم الرب الى محمد صلى الله عليه وسلم يشعره بانه سينتقم للنبي صلى الله عليه وسلم ممن عاد ما ارسل به اذا الالتفات هنا من من صيغة الغائب الى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم فيه اعراض عن الحديث عنهم وفيه اقبال الى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه طمأنة للنبي صلى الله عليه وسلم وتشريف له وان الله سبحانه وتعالى سينتقم له ممن انكر ما اوصي به من عقيدة البعث والنشور. والله تعالى اعلى واعلم وايضا قوله سبحانه وتعالى لنحشرنهم في جواب القسم بدون العظمة اظهار لاحاطة قدرة الله سبحانه وتعالى بهم ثم قال جل ذكره ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا. ثم قد ترد للتراخي الزمني. الا ان المراد بها هنا التراخي والترقي الرتبي تهوينا للمقام فكأن الله سبحانه وتعالى ارتقى الى مرتبة اعلى من السابقة. في السابق تكلم الله سبحانه وتعالى عن حشر جميع الكفار. ثم هنا ارتقى اختار من هؤلاء الكفار رؤوسهم نعم. فاقتضى المقام ان يأتي بثم التي تكون للتراخي والترقي الرتب. وهو الترقي المعنوي وقوله سبحانه وتعالى ثم لننزعن من كل شيعة ايهم اشد على الرحمن عتيا. قد يقول قائل ما مناسبة تسمية الله سبحانه وتعالى نفسه في هذه الاية بالرحمن؟ نقول قل ان ما صام الله سبحانه وتعالى في هذه الايات الرحمن لتفظيع عتوهم لان شديد الرحمة بالخلق حقيق بشكر خلقه. لا بالكفر به والطغيان الله سبحانه وتعالى حقيق بان يشكر وبان يحمد لا بان يكفر به. فان قال قائل الله سبحانه وتعالى يقول وان منكم الا واردها المراد بمنكم هنا؟ هل المراد بمنكم جميع الناس؟ او المراد بمنكم بخصوص هؤلاء الكفار المنكرين للبعث. في الحقيقة الراجح من اقوال اهل العلم ان المراد بمن سيرد النار جميع الناس. فكل الناس سيردون جهنم في قوله تعالى وان منكم الا واردها والورود في اللغة هو الحضور والقدوم على الشيء وهو خلاف الصدور. الورود هو ان الى الشاي وان اقدم على الشيء هو خلاف الصدور وقد استعمل الورود هنا في قصد النار وقد استعمل الورود هنا في قصد النار فكل الناس يقصدون جهنم. فمن الناس من يصدر عنها ويجوزها على الصراط الى الجنة ومن الناس من يقذف فيها. الورود لا يلزم منه الدخول. فالورود قد يرد ويكون معه دخول وقد يرد ويكون معه حضور واقتراب دون دخول اه ومن الورود بمعنى الحضور والقصد قوله تعالى ولما ورد ماء مدين. الان موسى لما ورد ماء مدينة ما دخل داخل مصدر الماء هذا. انما اقترب وحضره وقد يكون مع الحضور دخول كما في قوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم النار وبئس الورد المورود فاذا قد يكون الورود مقترنا بالدخول. كما حدثنا الله سبحانه وتعالى هنا عن فرعون فان قيل كيف يرد المؤمنون النار يقول المؤمنون المتقون لربهم يريدون النار الا انهم يصدرون عنها ويجوزونها على الصراط ولا يدخلونها. ويدل على ورودها وعدم دخولها عدد من الاحاديث والاثار منها ما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وارضاه في تفسير قول الله سبحانه وتعالى وان منكم الا واردها قال ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد الناس كلهم النار ثم يصدرون عنها باعمالهم فاولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس حضر الفرس هي التي تعدو كالخيل التي تعدو ثم كالراكب في رحله. كالراكب على ابله ثم كشد الرجل امك مشيها المشي السريع ثم كالمشي العادي. فاذا بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ان جميع الناس يريدون النار الا انهم يجوزونها اذا كانوا من اهل التقى والايمان يجوزونها من فوق الصراط الى الجنة لذلك قال الله سبحانه وتعالى ثم ننجي الذين اتقوا ثم ننجي الذين اتقوا. نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم كذلك لا يدخل النار ان شاء الله من اصحاب الشجرة احد من الذين بايعوا تحته وقالت حفصة بنت عمر بلى يا رسول الله فانتهرها النبي صلى الله عليه وسلم فقالت حفصة وان منكم الا واردها اي استدلت بقول الله سبحانه وتعالى وان منكم الا واردها فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله عز وجل ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جثيا النبي صلى الله عليه وسلم نفى الدخول عنهم. لان النبي صلى الله عليه وسلم في اول الحديث نفى دخولهم النار. ايش قال في اول حديث النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال لا يدخل النار فهي استشكلت واحتجت بالاية فالنبي عليه الصلاة والسلام في اجتهادها هذا فنفى النبي صلى الله عليه وسلم دخولهم النار الا ان الا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفي عنهم ورودها اثبت لهم الورود ونفى عنهم الدخول. نعم ومن ذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار الا تحلة القسم اذا الانسان توفي له ثلاثة من الاولاد فلا يلج النار الا تحلة القسم وفي رواية فتمسه النار ما المراد بتحلة القسم فحلة القسم قدر ما ينحل به القسم ما ينحل به القسم فلو حلف مثلا انسان على الاكل من طعام ما قال والله لاكلن من هذا الطعام فلا يحنث ان اكل لقمة واحدة اي اقل ما يقع عليه القسم فاذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد لياليج النار الا تحلة القسم. ما المراد بالقسم هنا جمهور اهل العلم قالوا المراد بالقسم القسم الذي دل عليه قول الله سبحانه وتعالى وان منكم الا واردها. اي انه سيرد على النار الا انه سيصدر عنها. وقد يقول قائل اين القسم في الاية؟ وان منكم الا واردها؟ يجابنا بجوابين. الجواب الاول ان القسم مقدم قبلها. اي والله ان منكم او ان قوله تعالى وان منكم الا واردها معطوف على قوله تعالى فوربك فاذا حينئذ تكون الا هنا في هذا الحديث بمعنى لكن اي لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار لكن تحلت القسم ويكون هنا الاستثناء منقطعا لا يكون الاستثناء متصلا لا يكون الاستثناء متصلا لا يكون الاستثناء بمعنى انه يرد لفترة يسيرة او مقدار يسير من الزمان. نعم. ثم قال جل ذكره كان على ربك حتما مقضيا كان على ربك امرا محتوما. الحكم هو المحتوم مقضيا اي واجب الوقوع كان واجب الوقوع الحتم متعلق بالقدر ومقضية متعلق بالقضاء الحياة المتألق بما كتبه الله سبحانه وتعالى واوجبه على نفسه في اللوح المحفوظ مثلا ومقضية اي في الله سبحانه وتعالى يوقعه هناك فرق بين الايقاع وبين التقدير وعلى في قوله تعالى كان على ربك يدل على الوجوب المعنى انه يجب على الله ان يورد جميع الناس نارا نعم. وهذا امر اوجبه الله سبحانه وتعالى على نفسه ولم يوجبه عليه احد. فلا احد يوجب على الله. فلا احد يوجب على الله والله اعلم ثم يقول جل ذكره واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما واحسن نديا اي اذا تتلى عليهم اياتنا بينات اي واضحات ومفعمة بالادلة المقنعة على البعث قال الذين كفروا للذين امنوا اي الفريقين خير مقاما واحسنوا نبيا. اي قال الذين كفروا معرضين باصحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما رأوا منهم خشونة العيش وقلة العدد في مكة اي الفريقين منا ومنهم؟ ترغد عيشا بساعة مسكنه واكثر جمعا للناس في ناديه ومجلسه مساكننا اوسع واكبر واجمل من مساكنكم ونوادينا اكبر من نواديكم واجمل من نواديكم واكثر جمعا من نواديكم يستدلون بتوسعة الله سبحانه وتعالى عليهم في الرزق وبكثرتهم في المجالس على كونهم اولياء لله. فاذا هم يستدلون على محبة الله سبحانه وتعالى لهم لماذا بتوسعة الله سبحانه وتعالى عليهم في المساكن وفي في الاتباع وفي الانصار الى اخره طب لماذا هم يستدلون هنا بهذا الدليل؟ يستدلون بهذا الدليل ردا على ما توعدهم به النبي صلى الله عليه وسلم من انهم سيحشرون جاثين على ركبهم حول جهنم ثم يقذفون بها الى النار فنقض الله سبحانه وتعالى مغالطتهم بقوله وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم احسن اثاث مرئيا. اي وكم اهلكنا من قبلكم يا قريش من قرن كانوا اكثر متاعا منكم واحسن منظرا وهيئة احسن اثاثا الاثاث هو المنزل متاع المنزل اي منظرة. ورؤيا اي منظرة ثم يذكر جل ذكره علة التوسعة على اهل الضلال. قد يسأل سائل لماذا الله سبحانه وتعالى يوسع على اهل الضلال وكان اهل الايمان في مكة يعيشون في في فقر مدقع يقول جل ذكره كل من كان في الضلالة اي حاء اذا عن طريق الحق الى طريق الضلال فليمدد له الرحمن مد. اي فسيمضي له الرحمن املاء شديدا باغنائه بالمال ونحوه استدراجا له ليزداد اثما حتى اذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة ان العذاب العاجل بنصر المؤمنين في مكة عليهم واما قيام الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا كيف سيعلمون حينئذ من هو شر مسكنا من الفريقين الذي اعده الله سبحانه وتعالى لهم في جهنم واضعف جندا امام الله سبحانه وتعالى ثم يقول جل ذكره ويزيد الله الذين اهتدوا هدى. ويزيد الله الذين امنوا بالله وصدقوا برسوله هدى بما يتجدد لهم من الايمان بالفرائض التي يفرضها عليهم والعمل بها. الله سبحانه وتعالى كان ما يزال ينزل القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويفرض الفرائض الجديدة عليهم. فكلما عملوا عملا فرض جديد ازدادوا ثوابا الى ثوابهم ثم قال جل ذكره والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا. اي خير من جزاء الكفار مرجعا لان عاقبتها المسرة تقول عندنا عدد من الوقفات التدبرية هنا ارتكب منكروا البعث فيما قالوه مغالطة منطقية وجه المغالطة هنا انهم استدلوا برغد عيشهم في الدنيا على محبة الله لهم طالما ان الله سبحانه وتعالى وسع علينا في الدنيا فهذا يستلزم اننا على حق وان ما جئتنا به يا محمد من قضية التوحيد والبعث والنشور ليست صوابا. نعم فاجاب القرآن عن دعواهم بقوله لو كانت توسعة الله سبحانه وتعالى عليكم في الدنيا دليل محبته لكم لما اهلك الله سبحانه وتعالى اقواما كانوا اكثر ساعة في الدنيا منكم وعليه فالاغناء في الدنيا ليس دليل المحبة بل الصواب ان يقال من احبه الله اغناه بالتقوى وعمره بالايمان. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينظر الى صوركم واموالكم ولكن ينظروا الى قلوبكم واعمالكم وان قال قائل لما اغناهم الله سبحانه وتعالى مع كفرهم؟ ما حكمة الله سبحانه وتعالى من اغنائهم مع كفرهم يجاب؟ الله سبحانه وتعالى يمهل الكفار حتى اذا فركنوا الى اباطيل ظنونهم واغتروا بسلامة احوالهم وتوسعة الله عليهم ونسوا الله في غفلة الامهار والاغترار وازداد اثما الى اثمهم جاءهم العذاب في الدنيا بايدي المؤمنين. او عند الله سبحانه وتعالى عند قيام الساعة قال الله سبحانه وتعالى انما نملي لهم ليزدادوا اثما. فاذا حكمة الله سبحانه وتعالى في الاملاء لهم والتوسعة عليهم في الدنيا كي يزدادوا اثما الى اثمهم. وفي الحديث ان الله عز وجل يملي للظالم فاذا اخذه لم يفلته وقال جل ذكره قل من كان في الضلالة كيف يكون المرء في الضلالة والضلالة امر معنوي اراد هنا الله سبحانه وتعالى بفي الظرفية المعنوية. والمعنى من كان منغمسا في الضلالة ومتمكنا فيها فليمدد له الرحمن مده واما قوله تعالى فليمدد له الرحمن مدا. قد يقول قائل ما فائدة الاتيان بلام الامر هنا هل يأمر الله سبحانه وتعالى نفسه كي يملي للظالم يقول المعنى هنا سيمد له الرحمن مدا هذا امر اريد به خبر واستؤمن الامر في لازم معناه للدلالة على التحقيق للدلالة على التوكيد للدلالة على قطعية التحقق. قال العلماء في سر ذلك ان الاخبار تحتمل الكذب والصدق. اليس كذلك الخبر هو محتمل الصدق والكذب لذاته. واما الانشاء والامر لا يحتمل الصدق والكذب لذاته. ونظير ذلك في الحديث من كذب علي متعمدا يتبوأ مقعده من النار. هل الله سبحانه وتعالى يأمره ان يتبوأ مقعده من النار؟ الله سبحانه وتعالى هنا يخبرهم بانهم سيكونون من اهل النار انما اورد الخبر بصيغة الامر للدلالة على تحققه والله تعالى اعلى واعلم. لقوله تعالى قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مد وقوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى بين هذين الايتين ما يسمى بالاحتباك الله سبحانه وتعالى لما ذكر التوسعة على اهل الكفر اضمر التضييق على اهل الايمان ولما ذكر الله سبحانه وتعالى انه يزيد الذين اهتدوا هدى اضمر زيادة اهل الضلال اثما الى اثمهم وهذا ما يسمى بالاحتباك والاحتباك ان تأتي آآ شيئين اثنين الشيء الاول له صفتان والشيء الثاني له صفتان وهذه الصفات متقابلة ستحذف الصفة الثانية من الاول وتحذف الصفة الاولى من الثاني وتستدل بالصفة الاولى على نقيضها في الثانية وتستدل بالصفة في الثاني على نقيضها في الاول هذا هو الاحتباك قال البقاعي هنا فكما خذل الكفار بالنوال وفق المتقين لمحاسن الاعمال باقلال الاموال ولنا وقفة اخيرة في هذه الايات قابل الله سبحانه وتعالى بين المقام والاثاث والمكان وبين النبي اللي هو النادي والرئي اللي هو المنظر والجند اللي هم الجنود فما سر ذلك؟ يقول مشركو قريش تفاخروا على المؤمنين بانهم خير منهم مقاما ومنزلا في مكة والمنازل هي مواضع الاثاث وتفاخروا بانهم احسنوا منهم مجلسا وناديا وادي في العادة هي مواضع التفاخر بالزينة ومواضع تجمع الاتباع والانصار في الاندية واماكن الاجتماعات الانسان يتفاخر بزينته. نعم. ويتفاخر باتباعه وانصاره وجنده واتباعه. اليس كذلك وهذا كله من حسن المنظر كذلك بخصوص المنظر لا يقتصر فقط على على الزينة الذاتية بل ايضا الانسان لما يكون حوله اتباع كثر فهذا ايضا من حسن المنظر فذكرهم الله سبحانه وتعالى انه اهلك من هم اكثر اثاثا في منازلهم. هم ذكروا المنازل والله ذكر لهم من عندهم المنازل وفي هذه المنازل اثاث خير من اثاثهم. نعم ومن هم احسن منظرا في زينتهم وفي كثرة اتباعهم وانصارهم واعوانهم ثم قارن سبحانه وتعالى بين حالهم في افتخارهم على المؤمنين ومآلهم بعد ان يمكن الله سبحانه وتعالى للمؤمنين منهم في الدنيا او تأتيهم الساعة واخبرهم انهم سيعلمون حينئذ من هو شر مكانا من الفريقين. لا خير مقامه ومن هو اضعف جندا في مقابل ما تفاخروا به من الاتباع والانصار. هم تفاخروا بماذا في الدنيا تفاخروا بالزينة وتفاخروا بكثرة الاتباع والانصار. فالله سبحانه وتعالى يقول لهم بعد ان يهزمكم المؤمنون او ان تلقوا ربكم يوم القيامة ستعلمون من هو شر مكانا واضعف جندا لماذا اتى بالجند هنا في مقابل الندي لانه الندي مكان تجمع الجنود اذن ولذلك اعرض عن ذكر ما يتعلق بالزينة هنا. في الحديث عن يوم القيامة او عقب الكلام عن هزيمتهم لانه في المعارك الكبرى في المواقف الكبرى لا يلتفتوا الى الزنا والتفتوا الى الانصار والاتباع ولذلك قال الانوسي وكأنه عبر بالجندي لان قصدهم المغالبة. الانسان يأتي بكثرة الجن للمغالبة وما كل من في الندي يكون مقاتلا؟ فاقتصر على ما يحتاج له المرء في هذه المواقف. وهم الجند بقيت لنا فائدة واحدة في مفاضلته سبحانه وتعالى بين جزاء المؤمنين والكفار الله سبحانه وتعالى ختم هذه الايات بقوله والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وكأن الله سبحانه وتعالى يفاضل بين ثواب هؤلاء وثواب هؤلاء فكيف يسمي الله سبحانه وتعالى جزاء الكفار ثوابا طالما انه فاضل بين جزاء هؤلاء وجزاء هؤلاء هذا معناه ان لهؤلاء الكفار ايضا ثوابا عند الله سبحانه وتعالى. نقول هنا الله سبحانه وتعالى انما سمى جزاءهم ثوابا تهكما بهم تهكما بهم هذا وجه من الوجوه وقيل المفاضلة هنا على طريقة الصيف احر من الشتاء يعني شدة الحر في الصيف اكثر من شدة البرد في الشتاء وهذا ذكره بعض المفسرين وقالوا هذا له نظائر في كتاب الله سبحانه وتعالى منه قوله تعالى اذلك خير ام جنة الخلد التي وعد المتقون والله اعلى واعلم نكتفي بهذا القدر. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته