الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن والاه واهتدى بهداه اما بعد لا نزال في الكلام على متعلقات عقيدة اهل السنة والجماعة في باب الرؤية وقد اطال فيها الامام الطحاوي رحمه الله تعالى اطالة طيبة وتكلمنا في الدروس الماضية عن جمل مما يتعلق بهذه العقيدة ونواصل باذن الله عز وجل ما وقفنا عنده من المسائل التي ذكرها الامام الطحاوي مسألة تلقي الناس علوم الشريعة اعلم رحمك الله تعالى ان الناس في تلقي الشريعة ثلاثة اقسام القسم الاول العقلي المحض وهؤلاء جعلوا العقل هو الحاكم على شريعة الله عز وجل فهم وان كانوا يأخذون من الكتاب والسنة الا انهم يجعلون شرط قبول الوحيين موافقته للعقل فما توافق مع العقل من الادلة اخذوا به وما تغاء وما وما اختلف مع العقل فانهم يردونه ويحرفونه ويقدمون العقل عليه فيجعلون الشرعيات تابعة للعقليات. وهؤلاء هم الجهمية والمعتزلة والاشاعرة. وعامة فرق المتكلمين من الفلاسفة بينما قابلهم طائفة اخرى تلقوا الشرعيات مع تعطيل العقل في فهم النصوص ومعرفة الحكم والعلل فهم يأخذون بظواهر النصوص ولكن لا يفقهون عللها ولا يتكلمون في حكمها وهؤلاء يجعلون البرهان النقلي خال عن التأمل العقلي وينفون مع ذلك العلل والاحكام. وهؤلاء طائفة من الظاهرية في الفقه ويمثلها كذلك طائفة من الاشاعرة في مسائل القدر لا سيما في باب الاسباب فهم يتلقون الشرع ويعطلون العقل عن فهم الحكمة والعلة ولذلك نفى الظاهرية رحمهم الله تعالى مسألة القياس. لان القياس مبني على فهم الحكمة او العلة وهم يتلقون الشرعيات بلا تأمل بالعقليات فانتم ترون ان هذين المذهبين ان هذين المذهبين فيهما تناقظ. فالاولون جعلوا العقل حاكما على الشرع والاخرون عطلوا الشرع عن العقل واما الطائفة الثالثة فهم اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى فهؤلاء توسطوا فجعلوا اصل ثبوت الدين عقيدة وشريعة مبنيا على ادلة الوحي وجعلوا العقل خادما لهذه النصوص في فهمها وادراك معانيها وعللها ومعرفة حكمها وهذا هو الحق الذي ينبغي اعتماده فلا نجعل العقل حاكما على الشرع ولا نعطل الشرع عن العقل فانه لا يكمل جمال الشرع الا بعقل ولا يكمل جمال العقل الا الا بماذا؟ الا بالشرع ولذلك لو ارتفع العقل ارتفعت التكاليف اذا العقل وسيلة عند اهل السنة والجماعة لفهم النقل ولكن ليس حاكما على النقل ولا مقدما عليه هؤلاء هم اهل السنة والجماعة ومذهبهم لا جرم انه هو الحق الذي لا ينبغي القول بغيره فاذا قيل لك ما وظيفة العقل بالنسبة للشرع؟ قل وظيفة العقل بالنسبة للشرع هو الخدمة ان العقل خادم للشرع في فهم نصوصه وفي ادراك معانيها وفي عللها وبيان احكامها هذا هو الذين دون الله عز وجل به. ومن المسائل ايضا قول الامام الطحاوي في مسألة عظيمة بديعة ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام وما اجمل كلام العلماء رحمهم الله. ولا يثبت او قال ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام نقول اعلم اولا ان حقيقة الاسلام قائمة على الاستسلام لله عز وجل بالتوحيد. والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. هذه هي حقيقة الاسلام التي يجب علينا ان نفقهها. وهي ان الدين مبني على التسليم لله عز وجل على التسليم لله عز وجل بالتوحيد. وعلى التسليم بالانقياد لله عز وجل بالطاعة وعلى البراءة من الشرك والخلوص منه ثم اعلم ثانيا ان هذا التسليم هو دين الانبياء جميعا. فالله عز وجل انما بعث الانبياء الى اممهم حتى يربوا الامم على التسليم لامر الله عز وجل. فوظيفة الانبياء هو تطويع الامم في هذه قضية. والتي من اعظمها قضية التوحيد. تطويع الامم في التسليم لامر الله عز وجل. وهو المقصود بقول الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام اي الاستسلام والاذعان لله عز وجل وهذا المعنى قد بعث به الانبياء جميعا ونزلت به الكتب. فجميع الانبياء من اولهم نوح الى اخرهم محمد صلى الله عليه وسلم انما جاءوا لتطويع الامم والبشرية والافراد لامر الله تبارك وتعالى هذا هو حقيقة الاسلام. وبناء على ذلك فضد التسليم والاستسلام الحيرة والاعتراض والشكوك ضد التسليم والاستسلام الحيرة والشكوك والاعراض وبناء على ذلك فالشاك لا يعتبر محققا لحقيقة الاسلام التي جاءت بها الرسل ونزلت بها الكتب وكذلك من عنده كثرة اعتراض على الادلة. كلما جاء دليل اعترض عليه بعقله. ايضا هذا عنده غبش في قضية تحقيق اصل الاسلام المبنية على الاستسلام لله عز وجل. فاصل الديانة مبنية على التسليم. فمن شك في امر يجب الايمان به فلا ينفعه وايمانه المهزوز المضطرب فلا قيام للدين بالشكوك والحيرة او الاعتراضات وانما قيام الدين مبني على الجزم واليقين والتسليم والاستسلام لامر الله عز وجل فاذا اصل دين الاسلام مبني على هذه القضية العظيمة التي نص عليها الطحاوي بقوله ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر تسليم الاستسلام والاذعان لله عز وجل ولامره فان قلت وهل كل من شك في شيء من امر الدين يعتبر كافرا؟ فان قلت وهل كل من شك في شيء مما يتعلق بامر الدين يعتبر كافرا؟ فنقول اعلم اولا القاعدة العامة في مسألة الايمان. وهي انه لا ينفع ايمان مع شك وحيرة او ريب. لا ينفع ايمان بما فيجب عليك ان تؤمن به شرعا اذا كان في قلبك شيء من الريب او الحيرة او الشك في هذا المؤمن به فلا تثبت قدم الايمان الا باليقين. فمتى ما دخل الشك فيما يجب الايمان به فان هذا الايمان المهزوز لا ينفع فالايمان بالله لو دخله الشك لما نفعك الايمان به والايمان بالملائكة يطلب فيه اليقين ولا يجوز ان يدخله ريب ولا شك. وكذلك جميع القضايا التي امرت ان تؤمن بها هذا هو الاصل العام فيما يجب الايمان به. لكن احيانا قد يطرأ الشك على الانسان في هذه في هذه الاشياء في هذه الاشياء واذا طرأ الشك فلا يخلو من عدة احوال الحال الاولى اذا كان هذا الشك يعرظ عروظا للذهن بسبب ما يلقيه الشيطان بلا قبول قلبي. فهي مجرد وسوسة وحديث نفس لا تؤثر في صاحبها ان شاء الله شريطة الا يسترسل معها ولا يقرنها بقول ولا عمل وما اكثر ما يلقيه الشيطان في قلوبنا على هذه المسائل يريد ان يشككنا فيما يجب الايمان به شرعا. فقد يعرض في قلوب بعض العارفين او السالكين. شيء من هذه للوساوس والخطرات. عروظا غير مطلوب لهم. ويحرصون على مجاهدته وعدم الرضا به واخراجه من ويجاهدونه اعظم المجاهدة ولا يجعلونه مجالا للكلام ولا للعمل ولا للاسترسال. فهذا الشك العارض لا يظر الانسان ولا يؤثر في صحة ايمانه. ولا اصل يقينه لقول الله تبارك وتعالى عفوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين ان الله تبارك وتعالى تجاوز عن امتي ما وسوست. وفي رواية ما حدثت به انفسها ما لم انفسها ما لم تعمل او تتكلم والمتقرر عند العلماء ان حديث النفس معفو عنه بثلاثة شروط. الا يقارنه استرسال والا يقارنه قول والا يقارنه عمل او رضا. فمتى ما كان حديث النفس خاليا عن هذه الامور التي ذكرتها فانه لا يضرك بل ان مجاهدتك له دليل على صدق ايمان قلبك ما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء ناس من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا نجد في انفسنا ما يتعاظم. احدنا ان يتكلم به. قال اوقد وجدتموه؟ قالوا نعم قال ذاك صريح الايمان. ليس وجود هذه الوساوس الصريح الايمان لا. بل مجاهدتكم لهذه الوساوس وعدم رضاكم بوجودها دليل على انكم مؤمنون وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك. هذا طرق طرق شك عارض. القاه الشيطان على قلب المؤمن. من خلق ربك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا بلغه فليستعذ بالله ولينتهي. ولم يقل وليجدد اسلامه دل ذلك على ان طروء مثل هذه الوساوس والخطرات الابليسية الشيطانية لا تؤثر في نقض الايمان ولكن على الانسان الا يرضى بها والا يسترسل معها لانها كالشرارة يلقيها الشيطان في قلبك. فان اطفأتها بماء الاعراض والمجاهدة ذهب ضررها وكفيت شرها. واما اذا زدت عليها ابي نفخ التفكير والاسترسال وكثرة السؤال عن هذا الامر. وجعله مشكلة عظيمة في عقلك تحتاج الى حل فانك حينئذ قد اعنت على نفسك فستكون تلك الشرارة نارا مضطرمة لا يطفئها بعد ذلك شيء ابدا والشيطان له قدرة على على ان ينفذ في قلب ابن ادم. وان يوصل للقلب الخطرات والوساوس والاوهام والخيالات والشكوك ابتلاء من الله عز وجل في صحيح الامام مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة. قالوا واياك يا رسول الله قال واياي ولكن الله اعانني عليه فاسلم ليس معنى اسلم اي دخل في الاسلام لا وانما معناها اي استسلم وانقاد رغما عن انفه لم يستطع ان يصل الى ما يريد لقوة الايمان الذي حل في قلبه صلى الله عليه وسلم. ولحماية الله وعصمته له. واختار هذا التفسير ابو العباس رحمه الله فهو لم يسلم بمعنى انه نطق بالشهادتين. وانما معناها اسلم وانقاد اي استسلم. اذعن. علم ما ان امامه صخرة عظيمة لا يستطيع ان ان يخترقها او ان يتعرض لها بالسوء وفي الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم والحديث على ظاهره كما تقرر عند اهل السنة والجماعة فما يحسه الانسان من طروء هذه الوساوس والشكوك فيما يجب الايمان به لا يضره طروؤها. ولا ينقض اصل ايمانه على قلبه ما لم يصاحبها برضا او استرسال او كلام او عمل والحالة الثانية من طرق الشك الشكوك المنافية لاصل الاسلام. الشكوك المنافية لاصل الاسلام. وهي الشكوك مستمرة المقرونة بالرضا والاسترسال فيرضى بها صاحبها ويستكن لها. ويعمل على مقتضاها. هذا الشك الذي رضيت بوجوده في قلبك واسترسلت معه هو الذي ينقض اصل الايمان فيما يجب الايمان به شرعا مع ان كلي الشك في الحالة الاولى والثانية قد عرظ عروظا. لكن الاول لم يضره لعدم رضاه واستكانته له واسترساله معه وانه لم يقرنه بقول ولا بعمل. واما الثاني فان طلوء الشك قد ضره لما لانه استكان له ورضي به واسترسل معه. واستمر معه. وذلك كالشك في وجود الله عز وجل كما هو حاصل من بعض شبابنا الذين يتتبعون مواقع الملحدين ويقرأون كلامهم صار عندهم غبش في قضية وجود الله عز وجل وكذلك الشك في وجود الجنة والنار. وكذلك الشك في وجود الملائكة والجن. وغيرها من العوالم التي اخفاها الله عز وجل دل عنها لان الصكوك لا تطرأ على الاشياء المشاهدة. وانما الشكوك تطرأ على الاشياء الغيبية انما الشكوك تطرأ على الاشياء الغيبية فصار الشك يختلف باختلاف قبول القلب به ورضاه وعدم قبوله عدم الرضا به والاسترسال معه الحالة الثالثة من كان مؤمنا باصل العقيدة جملة وتفصيلا وشك في بعض متعلقاتها شكا مبناه على طلب الحق والسؤال فانه لا يضره هذا الشك ولا طروءه. وكأني بكم رفعتم اعينكم تقولون اعد اذا طرأ اذا كان الانسان مؤمنا باصل العقيدة جملة وتفصيلا. ولكن طرأ الشك عليه في بعض متعلقات هذه العقيدة ثم سأل سؤال الطالب عن الحق فانه لا يضره هذا الجزء الذي بقي شاكا فيه. ولكن عليه الا يرضى وجود هذا الشك وان تمر عليه الايام والليالي من غير سؤال بل لابد ان يسأل عن هذه الجزئية التي حصل عنده الغبش فيها اهل العلم. لقول الله عز وجل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فمن كان عنده شك في بعض افراد وجزئيات الاعتقاد. ولكن الشك لا يكون في اصل العقيدة. وانما في بعض متعلق قاتها فهذا لا يضره لكن يجب عليه ان لا يستسلم لهذا الشك والا يرضى به وان يبحث عما عن من يزيل عنه هذه الشبهة من اهل العلم رفع الله قدرهم ومنازلهم في الدنيا والاخرة وغفر لامواتهم وثبت احياءهم فما اعظم اثرهم علينا فجزاهم الله خير ما جزى عالما عن امته ولذلك لما حصل من عائشة من عائشة ما حصل. لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم في اخر حياته بامر ربه يسلم على اهل البقيع ويصلي عليه. خرجت معه عائشة غيرة ظنت منه انه سيذهب الى احدى نسائه فلما رجعت وقال لها ما قال قالت من اخبرك هذا؟ قال الله. قالت اوكل شيء يخفيه ابن ادم يعلمه الله فهي مؤمنة بان الله عالم بكل شيء وليس وليست القضية قضية شك في اصل عقيدة اثبات العلم لله عز وجل. ولكن حصل السؤال في جزئية من جزئيات هذه العقيدة ليس في اصلها لم يحصل الشك في اصلها وانما حصل الشك في هذا المتعلق والجزء من اجزاء هذا الاعتقاد فاجابها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم واكتفى بالاجابة مما يدل على ان طروء هذا الامر على ذهنها وسؤالها عنه لا يضرها لا يضرها وكذلك اذا كان الانسان مؤمن بوجوب اصل التسليم والاستسلام لادلة الوحيين هذه قضيته التي يعتقدها ويدين بها الله عز وجل. لكن تنزل بعض الادلة او يسمع بعض الادلة فيثور عنده اشكال فيسأل لا سؤال من يستدرك على الادلة وانما سؤال من يستفهم ويستفسر ويستعلم عن الدليل بسبب شك طرأ عنده فهذا الشك الذي طرأ عليه في هذا الدليل لا يضره لان قاعدته العامة انه يجب التسليم للدليل وانما فحصل الشك في بعض متعلقات هذه العقيدة. فهذا لا بأس به لما نزل قول الله لما لما سمعت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم يقول من حوسب عذب ابن اي واحد يحاسب يعذب. اشكل على عائشة رضي الله عنها هذا الحديث. فقالت كيف ذلك يا رسول الله؟ والله عز وجل يقول فسوف يحاسب حسابا يسيرا اذا ما في عذاب قال يا عائشة انما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك فدل ذلك على ان الحساب يوم القيامة ينقسم الى قسمين. حساب عرض وعاقبته السلامة والمغفرة وحساب نقاش هو المطالبة بنتائج النعم وعاقبته الهلاك والبوار فلم يجعل النبي صلى الله عليه وسلم استشكالها هذا اعتراضا منها على اصل قبول الادلة فهمتم هذا؟ فاذا اذا كان الانسان مقرا باصل الاعتقاد. ولكن حصل عنده شك في بعظ دقائقه او جزئياته فانه لا يضره طروء هذا الشك على عقله. لكن لا يجوز له ان يسكت عن هذا عن هذا الشك ولا على وجوده في قلبه بل يجب عليه ان يسعى جاهدا في السؤال عمن يكشف عنه هذه الشبهة. وخلاصة ما ذكرنا عدة امور. الامر الاول ان اصل دين الاسلام مبني على الاستسلام لله عز وجل. الثاني ان اصل دين المتكلمين مبني على الصكوك والخطرات والاوهام. وسيأتينا هذا في مسألة بعد قليل الثالث ان الشك الذي ينقض الاسلام والايمان هو الشك الذي يستكين له صاحبه ويستسلم له ويسترسل معه ويستكين له واما الشك الذي يطرأ على الذهن طلوءا مع المجاهدة في في قلعه لا فلا يضر. واما الشك في بعض دقائق وجزئيات الاعتقاد مع الاقرار باصلها فانه فانه لا يضر. اذا علمت هذا فاعلم بارك الله فيك. ان اهل البدع على مختلف اصنافهم جعلوا اصل الدين هو الحيرة والشك على خلاف مراد الله عز وجل من شريعته ودينه تماما عامة اهل البدع او اكثر اهل البدع يجعلون اصل دينهم مبنيا على الشكوك والاوهام بل انهم يجعلون اصل الدين الحيرة والشك. بمعنى انه لا يقبل ايمانك بالله الا اذا انكرت وجوده اولا ثم شككت في وجوده وبدأت تبحث انت بنفسك. حتى تصل الى قضية اليقين في وجوده من غير تقليد فيجعلون اصل الدين عندهم النظر والشك او القصد الى النظر. وهذا كله على خلاف المعتقد الصحيح حتى ان بعض بعض اهل البدع يقال لهم الصوف اسطائية. وهم قوم دينهم مبني على حتى انه يشك في وجوده هو حتى انه ينظر الى الشمس في رائعة النهار ويشك في وجودها حتى ان من من هؤلاء من جاء يناظر بعض اهل السنة فاومأ بعض اهل السنة الى غلمانه ان خذوا حماره فلما انتهت المناظرة وخرج لم يجد الحمار قال اين حماري قالوا لم تأتنا بحمار. قال بلى والذي نفسي بيده لقد جئت بحمار قالوا يا رجل اخشى ان انك شاك فقط فبدأ يحلف لهم الايمان المغلظة المبنية على الامر على الاعتقاد اليقين بان هناك حمار قد اخذ. فقيل له اوتعتقدون الاعتقاد الجازم في وجود حمار ويأبى عقلك وقلبك عن التشكيك في وجوده. ويقبل قلبك التشكيك في وجود الله تبارك وتعالى وعلى ما قال الله عز وجل قالت لهم قالت رسلهم افي الله؟ افي الله شك فاطر السماوات والارض الاية بتمامها فهؤلاء قوم يبنون اصل الدين عندهم على الشكوك والاوهام والخطرات والخيالات. ولذلك اتحداك ان تجد لي مبتدعا في العلم ليس هناك من المبتدعة من هو راسخ في في العلم. لم؟ لان اصل الدين الذي بنى عليه عقيدته انما هو مبني على الشكوك والاوهام فيجعلون طريق اليقين الشك. فمن وصل الى اليقين عن غير طريق الشك فيقينه غير معتبر عند الله عز وجل. بل لا بد ان تشك اولا ثم تبحث عما يوجب لك اليقين ثانيا وهذا كله دجل وخرافة ومخالفة لما جاء الله لما جاءنا لما جاءنا به الانبياء عن الله عز وجل فاذا اصل الدين هو مبني على اسلام والتسليم واما هؤلاء فان مبنى دينهم على الشكوك والاوهام والخطرات ولذلك بعض بعض من ينتسب الى الدعوة الان وهو معتزلي في الحقيقة ولكنه يخفي اعتزالياتي والا فهو معتزل. على حسب ما معه من تقريراته العقدية والسلوكية معتزلة يقرر اصول المعتزلة يقرر في بعض حلقاته المبنية على الخرافة والدجل باسم الوسطية. يقول لا بد من ان نشك في في اي شيء فان الشك هو طريق اليقين كما قاله المعتزلة وكما قاله الفلاسفة. سواء بسواء فيجعل طريق الوصول الى اليقين هو المرور بدائرة الشك. حتى ولو نشأت من صغرك متيقنا بشيء فيقينك لا اجر لك ولا فيه عند الله لا بد ان تنقض يقينك بالشك ثم ترجع مرة ثانية تتيقن مرة اخرى وما اقرب هؤلاء الى الحمير فان اليقين نعمة من الله عز وجل بل ان اهل السنة يجعلون هناك علوما ظرورية ظرورية خلقها الله في فترة الانسان. لا يستطيع مهما اجلب بخيله ورجله على قلبه ان يخرجها فما تخرج من قلبي يسمونها العلوم الظرورية او العلوم الاضطرارية التي لا يستطيع الانسان ان ينقضها حتى وان فعل ما فعل لا يستطيع ان ينقضها فوجود اليقين في قلبك في مسائل الاعتقاد نعمة عظيمة وهؤلاء يقولون لا لابد ان تنقض هذا اليقين بالشك ثم ترجع بعد ذلك ترتب اولى ترتب معلوماتك حتى تصل الى اليقين مرة اخرى ومن المسائل ايضا قوله رحمه الله تعالى في اصل عظيم جدا من اصول اهل السنة والجماعة قال فمن رام؟ اي طلب وطمع قوله علم ما حضر عنه علمه ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه مرامه عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان ما اجمل كلام العلماء اعلم رحمك الله تعالى ان المتقرر انه لا يجوز اقحام العقول في مسائل الغيبيات وان السلامة فيما كان من من امور الغيب انما هو ترك التنقيب في البحث عما اخفاه الله عز وجل عنك فترك التنقيب في البحث عما اخفاه الله عنا هو طريق السلامة في باب الغيبيات فاذا قيل لك ما طريق السلامة في باب الغيبيات فقل مبني على امرين. على الا اقحم عقلي فيها وعلى ان اترك التنقيب عما اخفاه الله وجل عني ثم اعلم رحمك الله اصلا اخرا. وهي ان من طرق السلامة ايضا في العقيدة ترك الخوظ فيما لم علمه ترك الخوض فيما لم يبلغك علمه فلا يجوز للانسان ان يتخوض في دين الله عز وجل عقيدة وشريعة بلا علم ولا برهان فترك الخوض في مسائل الغيبيات التي سكت عنها الدليل طريق عظيم من طرق السلامة. وما اكثر من يتخوضون بالكلام التافه في مسائل الغيبيات يطلبون ما اخفاه الله عز وجل عنهم بلا بلا دليل ولا علم ولا برهان ثم اعلم اصلا اخر ايضا من اصول اهل السنة. وهو اني نتيقن ونعتقد ان ما ترك الدليل بيانه فالخير في بعدم استبيانه ان ما ترك الدليل بيانه فالخير لنا في عدم استبيانه فالله عز وجل اخبرنا بان له استواء ولم يخبرنا عن كيفية هذا الاستواء فالخير لنا الا نبحث عن هذه الكيدية. الله اخبرنا ان له وجها ولم يخبرنا عن كيفية هذا الوجه. فالخير لنا ان لا نبحث. عن كيفيته فكل ما ترك الدليل بيانه فالخير لنا في عدم استبيانه. فهمتم هذا؟ هذا هو الخير تكفون اعتمدوا هذه الاصول اول شي عدم اقحام العقل في باب الغيبيات. هذي طرق السلامة الان. عدم اقحام العقل في في باب الغيبية. ترك تنقيب عما اخفاه عنا الدليل. ترك الخوظ في مسائل الغيبيات. بلا علم ولا برهان. ان نعتقد ان ما ترك الشارع بيانه فالخير لنا في عدم استبيانه. اذ لو كان البحث عن كيفيته والوصول الى العلم بها من الخير لدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فانهما ترك لنا خيرا الا ودلنا عليه ولا شرا الا حذرنا منه ولذلك فقد اجمع اهل السنة رحمهم الله على ان طمع العقول في استكشاف الغيب في استكشاف الغيب لابد من قطعه لابد من قطع الطمع العقلي في استكشاف ما وراء الغير. فان معرفة ما وراء الغيبيات للعقل فيه نهمة وطمع لا يجوز لك ان تستسلم لطمع عقلك في استكشاف هذا الامر. ولا ان تنقاد معه بل عليك ان تحكم زمامه وان تقطع فيما وراء الغيب وان تقول له يا عقلي اتق الله فيني. لا تبحث فيما وراء الغيب. ويكفيك ما بينه لك الدليل ولذلك يقول الطحاوي فمن رام علم ما حوضر عنه علمه. ولم يقنع بالتسليم فهمه حجبه غرامه يعني مقصوده في استكشاف ما وراء الغيب. عن خالص التوحيد وصافي معرفة وصحيح الايمان ولذلك طريق السلامة في مثل هذا الباب مبنية على ما ذكرت. من يعيدها لي؟ اولا على ها عدم اقحام العقل في باب الغيبيات الثانية ترك التنقيب عما اخفاه عنك الدليل. الثالثة ترك الخوظ في الكلام في شيء من مسائل الغيبيات الا الا بماذا؟ الا بدليل. الرابعة ان يقطع الانسان طمع عقله في استكشاف ما وراء الغيب؟ فطمع العقول في استكشاف ما حجب عنا من العلم لابد من قطعه لابد من قطعه ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم هلك المتنطعون. من هؤلاء المتنطعون يا ترى المتنطعون اوصافهم كثيرة لكن من جملة اوصافهم انهم يطلبون علم ما اخفاه الله عز وجل عنهم. يتكلمون في مسائل الغيبيات بلا علم ولا دليل. يتشدق الواحد منهم بكلام في امور الغيب ولا خطام لكلام ولا زمام من ادلة الوحيين. وانما هو التخرص والهوى ثم اعلموا رحمكم الله ان هناك فائدة عظيمة في كلام الامام الطحاوي في قوله حجبه مرامه عن عن خالص التوحيد وصافي المعرفة وصحيح الايمان. ايش هذي الفائدة؟ وانقلوها الى من تحبون وهي ان من اراد ان تشرق انوار التوحيد في قلبه ويفتح الله لقبول التوحيد ومتعلقاته عقله وقلبه فعليه امرين بها فتح الله قلوب الصحابة للتوحيد وقبوله ومن يسر الله عز وجل له هذين الامرين فان الله سيفتح قلبه للتوحيد وسيعلمه ما لم يكن يعلم. وسيجعل قلبه في عصمة وامن وامان من الشبه والشكوك والخيالات باذن الله عز وجل الامر الاول ترك الاعتراظ على الادلة. ترك الاعتراظ على الادلة. واذا قلت ترك الاعتراظ اعني به وجوب التسليم الدليل من حين ما تسمعه. فان من قبل الدليل اول مرة فان الله يشرح صدره لقبول هذا الدليل ولذلك من الناس من كتب الله عليه الضلال لان قلبه لم ينشرح. لقبول الدليل اول مرة. كما قال الله عز وجل ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة. فاذا احذر من الاعتراضات على الادلة الشرعية فان من عقوبات الاعتراظ اقفال القلب عن قبول الدليل الشرع. وحرمان القلب من دخول بصيص نور الدليل اليهم. او نفاذه فليكن فلا تجد في فلا يكن في صدرك حرج. من هذا القرآن ولا من ادلة السنة الصحيحة. كلما سمعت بدليل قل سمعنا واطعنا وامنا وصدقنا اياك ان تعترض على الادلة وما اكثر من يعترض على الادلة في هذا الزمان حتى انه يقول قائلهم لابد من الاعتراظ على كل شيء. حث الله تبارك وتعالى يعترض عليه اظنكم سمعتم هذا الكلام والعياذ بالله وهو من هذا الرجل الذي يدين بدين المعتزل. ويقرر ما ما يقرره المعتزل. سواء بسواء. يقول حتى الله اعترض عليه. تربية الامة على الاعتراظ عند سماع الدليل هو في حقيقته حفر تحت اقدام الامة في هاوية تهوي فيها لا مخرج منها بعد ذلك. ولذلك من اعظم ما ينبغي على العلما وعلى الدعاة وعلى طلبة العلم والخطباء ائمة المساجد بل وعلى الاباء تجاه ابنائهم ان يربوا ابنائهم على قوة التسليم للادلة حتى يصل الانسان بهذا التصديق وكثرته الى مرتبة الصديقين. فان الصديقين ليست مرتبة خاصة بابي بكر. وانما سمي الصديق تصديقا لسرعة المبادرة. بقبول الدليل وتصديقه. لما جاءه كفار قريش يخبرونه بامر لا تقبله العقول المجردة في مسرى النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى بيت المقدس في ليلة ورجوعه في ليلة واحدة. قال ان كان قاله فقد صدق تسليم هائل تسليم عظيم. هذا التسليم هو الذي ينبغي ان نربي انفسنا وابنائنا وامتنا ولذلك ما ضل قوم بعد هدى الا كثر فيهم الجدل كما قال صلى الله عليه وسلم. الا اوتوا الجدل. قال الله عز وجل ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون. هذا هؤلاء القوم مذمومون عند الله. فكلما كثرت الخصومة والمنازعات والجدالات والخلافات في قوم فقد اراد الله بهم شراء بارادته الكونية عز وجل ونحن ونحن عشنا عصرين عصر التسليم وعصر وعصر كثرة الجدل. ربما بعضكم لا يزال صغيرا لم يعش الا عصر الجدل. لكن ان عشنا في عصور ايها الاخوان متى ما افتى العالم بكلمة واحدة دانت له الامة كلها. اقصد البلد لا نسمع وسيلة تسخر من فتياه. ولا نسمع احدا اعلاميا يتكلم على فتياه. بل الجميع بجميع المجتمع بكل اطيافه يدينون لهذا الرجل كلمته لان هؤلاء العلماء ربوا هذه الامة ربوا هذه الامة على على التسليم بامر الله عز وجل ورسوله ثم ما طال بنا زمان الا ورأينا الاعتراض على كل شيء اما الاعتراظ على العلماء وعلى فتاوى العلماء فحدث ولا حرج. من اطفال صغار لا يعرف بعضهم كوعه من كرسوعه ويتكلم ويرد ويعترض على فتاوى كبار العلماء لكن المشكلة ليست في الاعتراظ على كلام العلماء الان المشكلة في الاعتراظ على ايش؟ على ادلة الوحيين على ادلة الوحيين. حتى لو تغرد باية الان لو جرب ان تغرد بحديث او اية لتجد بعض التعليقات على مدلولي هذه الاية ومدلول هذا الحديث وربيت الامة في هذا الزمان على الاعتراضات ومتى ما ربيت الامة على الاعتراضات انطفأ نور التوحيد من من قلوبها. كلما كثر اعتراضك على الادلة كلما اغلق الله انوار التوحيد واطفأها في قلبك. حتى تصل باعتراظاتك الى الكفر والى الشرك وتتخبط في ظلمات الجهل والبغي رضوان والعكس بالعكس كلما عظم تسليمك للادلة. وانشرح خاطرك بسماع قال الله وقال رسول الله. وقبلت قبولا قلبيا يعلمه الله منك اتسمعه من من الادلة كلما اشرقت انوار الاسلام واشرقت انوار التوفيق واشرقت انوار التوحيد في قلبك. وهذا لا اقول تجد لا بل هو حقيقة قطعية يحسها الانسان من نفسه ومن قلبه ولذلك اعظم الناس توحيدا واعظم الناس علما من هم؟ الانبياء الصحابة اقصد بهذه الامة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لانهم اكمل الناس تسليما فاذا قضية اه هذا الايمان العظيم وراءه التسليم. وراءه التسليم العظيم. وكلما عظم التسليم عظم الايمان. كلما عظم الاذعان والانقياد للادلة كلما عظم التوحيد في القلوب كلما عظم التوحيد في القلوب. فمن اراد ان تشرق انوار الايمان الصافي الصحيح. والتوحيد الخالص والعقيدة الصافية في قلبه فعليه بالتسليم وعدم الاعتراض ترك الاعتراض ترك الاعتراض على الادلة. اياك ان تعاد ولا اقصد اياك ان تسأل عما يشكل عليك في معناها لا. السؤال عما اشكل شيء والاعتراض. على اصل مدلولها شيء اخر فالمحرم هو ماذا؟ هو الاعتراظ المبني على عدم القبول. القلب لمدلول هذا الدليل. واما ان يطرأ عليك في بعض معانيها شيء من الشيك. فتريد ان تستفسر عنه فهذا امر مطلوب ولا حرج فيه. الامر الثاني الذي يشرح الله به الصدور ويفتح فيه الالباب لقبول الايمان وصحيح التوحيد والمعرفة العمل بما بلغك من العلم العمل بما يبلغك من العلم. فما ثبت به البرهان فانك تعمل به. اذا احفظوا هاتين الحقيقتين وعلموها غيرك لا يكمل التوحيد ولا يصح الايمان في القلب الا اذا كان مبنيا على التسليم وعلى العمل بما وصل. سلم واعمل. هذي وظيفتك انت يا ابن ادم في هذه الحياة. تجاه الادلة الله ما انزل ادلته حتى تعترض عليها انت يا ابن ادم. الله ما خلقك معترظا على حكمه. الله خلقك لتعبده تعبده بالتسليم والعمل قال الله عز وجل او لم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين ما خلقناك لتكون خصما لنا ولا ان تخاصمنا ولا ان تعارضنا في حكمنا وتشريعنا. من انت يا ابن ادم؟ انت مخلوق من نطفة قذرة اصلا. انت خلقناك حتى تحيي عبادتنا في ارضنا حتى تحيي عبادتنا في ارضنا ما خلقناك لتعترض علينا ولا لتخاصمنا وتخاصم رسلنا وكتبنا وادلتنا وانما خلقناك لتذعن وتسلم. وتسمع وتطيع وتعمل. ولا تجد في صدرك حرجا في شيء مما انزلناه كتابا انس هذه وظيفتنا نحن في هذه الحياة لكن الشيطان ابى الا ان يقلب الدفة. فصار الانسان لا يعرف بالتحقيق وانه نحرير الا اذا اكثر الاعتراضات على الادلة واما من يقبلها ويستسلم ويذعن لها فان الناس في هذا الزمان ينظرون له نظرا نظر الجاهل او لا يصفونه بالعلم مع ان هذا هو العلم. فاذا العلم مبني على كمال التسليم وعلى العمل. فمن وفقه الله لهذين الاصلين فقد اراد الله وعز وجل ان ينشرح صدره ان ينشرح صدره. للاسلام ولذلك الله عز وجل يقول لو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا. فقرن الخيرية وشدة التثبيت بالعمل. اعمل تثبت. اعمل يصفو توحيدك. اعمل يقوى ايمانك فلا يصح التسليم بلا عمل ولا عمل بلا تسليم بل هما حقيقتان بل هما حقيقتان متلازمتان واخطر واعظم انواع الاعتراضات الاعتراضات على امر عقدي اعظم انواع الاعتراظات التي نسمعها انما هي الاعتراضات على امر من امور العقيدة. انتهى الوقت باقي شوي زين لعلنا نختم هذا الدرس باخر مسألة في كلام الامام الطحاوي في باب الرؤية وهي اصول والله مهمة جدا كأن الامام الطحاوي سأله سائل وقال يا امام لو انني لم يقنع بالتسليم فهمي وبحثت بعقلي عما اخفاه الله عز وجل. فما الذي يحصل لي فقال الامام الطحاوي في مسألة مستقلة فيتذبذب بين الكفر والايمان. فيتذبذب بين الكفر والايمان. اي بسبب بحثه وتنقيبه عما اخفاه الله عز وجل. وطلبه لعلم ما ما ما حظر عنه علمه قوله فيتذبذب بين الكفر والايمان. والتصديق والتكذيب. والاقرار والانكار موسوسا تائها زائغا شاكا لا مؤمنا مصدقا ولا جاحدا مكذبا. وهذا يدل عليه قول الله عز وجل مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء فايمان المنافق ايمان فيه اضطراب. واضطراب ايمانه جعله يتذبذب. وكلما كانت قضية الايمان غير راسخة نية في القلب وكانت مضطربة مهزوزة فان هذا الاهتزاز والاضطراب سوف يبين على على سلوك الانسان فاذا رأيت الانسان يوما على ذلك المذهب ثم رأيته غدا او في السنة القادمة على مذهب اخر فهذا التذبذب اضطراب الظاهر انما هو ثمرة من ثمرات هذا الاهتزاز والاضطراب الباطن. فلو كان الايمان في قلبه وقضية الدين مستقرة لا شك ولا ريب فيها فحين اذ سيكون هديه في الظاهر ثابتا راسخا مستقرا. فاستقرار الباطن يفضي الى اقرار الظهر. واهتزاز الباطن واضطرابه يفضي الى اهتزاز الظاهر واضطرابه ولذلك الامام الاشعري رحمه الله وغفر له زلته جلس اربعين عاما على مذهب المعتزلة. ثم انتقل من مذهب المعتزلة الى الى مذهب الماتوريدية ثم اخذ من هذا وهذا وانشأ له مذهبا ثالثا اسمه الاشعرية. ثم رجع بعد ذلك الى مذهب اهل السنة والجماعة هذا الاضطراب في اول حياته وكثرة التنقل دليل على وجود الاضطراب الباطن في قضية الايمان الاضطراب الباطني في قضية الايمان وهذا الاضطراب لا يكاد يخفى على شريف علمكم في هذا الزمان. بينما نجد انسانا ينافح عن الدين والشريعة تجده بعد زمان انقلب على عقبيه وصار حربا على الدين وحربا على الشريعة. تذبذبوا بين الايمان والكفر وبين التصديق والتكذيب هذا التذبذب في الظاهر وكثرة التنقل بين المذاهب والطوائف في الظاهر دليل على وجود الاهتزاز الباطني لو كان باطنه ثابتا راسخا لما حصل له ذلك الاهتزاز في الظاهر وكما قال الله عز وجل فهم في ريبهم يترددون. تذبذبون لا يثبت لهم عقيدة ولا يثبت لهم حال ولا لهم منهجا ولا تدري عن اي طائفة الى اي طائفة ينتسبون وهذا كثير جدا في الذين عرضت لهم هذه الصكوك وساروا معها. ولم يقنعوا بما دل عليه الكتاب والسنة فانهم بسبب هذا الشك والاضطراب والحيرة القلبية الباطنية. فانهم يبقون متشككين حائرين مضطربين ليسوا بمؤمنين ولا بكفار. تارة ينزعهم نازع الكفر يكونون كفارا وتارة ينزعهم الإمام فيؤمنون فتارة ينزع الى الكفار بشكه وتارة ينزع الى المؤمنين بتصديقه. وتارة يعرض له التكذيب وتارة له التصديق وتارة يعرض له الاقرار وتارة يعرض له الانكار. وهذا كثير وهذا كثير في اهل الطوائف والمذاهب. والمذاهب اخر مسألة ببابنا او في في امرنا هذا اذا كانت هذه الاضطرابات بين الكفر والايمان والتصديق والتكذيب والاقرار والانكار مبناها على تلك الخطرات والوساوس الشيطانية فما الاشياء التي تحمي القلب؟ فما الاشياء التي تحمي القلب؟ من هذه الوساوس وكيف ندافع هذه الوساوس في امور الاعتقاد؟ بخاصة وامور الفقه والشريعة بعامة كيف ندافع هذه الوساوس؟ هذه الوساوس التي توجب لنا الاضطرابات الايمانية كيف ندافعها عن قلوبنا نقول اعلم اولا ان هذه الوساوس انما مصدرها من ابليس. فاذا علمت مصدرها فحينئذ تستطيع ان تحدد علاجها فبما ان مصدرها من ابليس فلابد ان نتعامل معها بعدة امور من اعظم ما تدافع به كثرة الاستعاذة بالله عز وجل من هذه الوساوس فان ابليس استعان علينا بكونه يرانا ولا نراه. فلنستعذ بالله عز وجل. من شر ووساوسه فان الله يراه والشيطان لا يرى الله. وهذا معاملة له بنقيض قصده ولذلك يقول الله عز وجل قل اعوذ برب الناس اعوذ. هذا هو العلاج. ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس. وقال الله عز وجل ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغ فاستعذ بالله لان مصدر الكبر من الشيطان وقال النبي صلى الله عليه وسلم فاذا بلغه فليستعذ بالله ولينتهي. وسوسة في الله القاها الشيطان علاجها الاستعانة والانسان فاغر عفوا والشيطان فاغر فهو على قلب ابن ادم فاذا ذكر الله خنس خنس الخبيث واذا غفل القلب عن الله التقم قلبه الاستعاذة بالله من اعظم العلاجات العلاج الثاني طلب العلم الشرعي المؤصل على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح فانه متى ما استقر العلم الصحيح بالطريقة الصحيحة في قلبك فانه سيكون عبارة عن حزام امان من قبول هذه الوساوس والخطرات. ولذلك كلما ابعد الانسان عن العلم الصحيح وصافي معرفة كلما استولت عليه هذه الوساوس والخطرات ولذلك اقل الناس شكا اهل السنة والجماعة. اليس كذلك؟ ما العبرة ما العلة وراء ذلك بعد توفيق الله وفضله؟ هو صحة الذي دخل في قلوبهم لان علومهم في قلوبهم صحيحة صارت شكوكهم قليلة وكلما عظم علم الانسان قل شكه والعكس بالعكس كلما خلا القلب عن العلم او كان العلم الذي احللته قلبك علما مخالف الكتاب والسنة عظم الشك. ولذلك يقول رحمهم الله اعظم الناس شكا عند الموت اهل الكلام. الكلام يعني اهل البدع الذين طلبوا عقائدهم على القواعد الفلسفية والعقول التافهة اكثر الناس شكا عند الموت هم اهل الكلام كالذي يقول عند موته منهم وما استفدنا من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا يعني علم مشكوك فيه قيل وقالوا ويحفظ عن احدهم انه لما بلغه الموت قال ان المحدث مفتقر الى الواجب والافتقار امر عدمي مشكوك فيه. ثم يقول اموت ولا اعلم شيئا. وقد افنى حياته في قراءة كتب الفلاسفة والف المؤلفات في فن الفلسفة والمنطق ثم بعد ذلك يعترف في اخر حياته انه لم يحصل لم يحصل شيئا الا هذه القضية وتلك القضية لم تثبت في ذهنه ايضا ثبوت المستيقن وانما وانما شاك. حتى قال بعضهم حتى تمنى بعضهم ان يموت على عقائد عجائز نيسابور الحمد لله على على العلم الصحيح اكثر الناس شكا عند عند الموت هم اهل الكلام الثالث الالتهاء والاشتغال عن هذه الوساوس الالتهاء والاشتغال عن هذه الوساوس وعدم جعلها مشكلة كبيرة تحتاج الى حل فان تهوين امرها وعدم استعظامه والالتهاء عنه ونسيانه وانصراف والانصراف بالقلب عنه هذا من جملة علاجه فان طرأت عليك الوساوس وانت وحيدا فاطلب من تجلس معه. هذا من الالتهاء عنه. وان كنت ساكتا فاطلب من تكلم معه حاول ان تغير حالتك التي هجم الشيطان عليك والقى عليك هذه الوسوسة وانت عليه فان قلت وما برهان هذا؟ اقول قول النبي صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان احدكم الى ان قال من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فاذا بلغه فليستعذ. بالله هذا العلاج الاول ولينتهي الانتهاء والانتهاء عنها وعدم التفكير واطالة التأمل او ادارتها في الذهن. حاول ان تلتهي عنه من اعظم ما تعالج به كثرة الوساوس ان تلتهي عليه ومنها كذلك قراءة الايات الدالة على وحدانية الله عز وجل وحكمته لا سيما اذا كانت الوساوس والخطرات فيما يتعلق بالله تبارك وتعالى. فان قلت وما برهانك على هذا؟ اقول ما في الصحيح من حديث ابي هريرة في بعض الروايات قال فاذا بلغه فليقرأ الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد او نحويها من الايات الدالة على وحدانية الله عز وجل في الوهيته وربوبيته وفي اسمائه وفي اسمائه وصفاته وعلى كل حال فلا يجوز الصمت عن وجود الشك في القلب بل لابد من السعي في ازالته بالعلم والسؤال والكشف هذا ما يتعلق بهذه الاصول العقدية العظيمة واسأل الله ان ينفعني واياكم بما نقول ونسمع. واظن الوقت انتهى. والله اعلى واعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد ونبدأ في الدرس القادم في العقيدة الجديدة ان شاء الله والله اعلم