فحين اذ يعيش في حياته سعيدا لانه يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه والله اعلم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم القاعدة الثانية والستون تمام الرضا بالقضاء على قدر تمام الرضا بالربوبية. يا ستير تمام الرضا بالقضاء على قدر تمام الرضا بالربوبية وانتم تعلمون انه ينبغي الرضا بالقضاء والقدر لان الرضا من تمام الرضا بربوبية الله عز وجل فلو كنت مؤمنا بانه هو ربك حقا وصدقا. وعظم ايمانك بمقتضيات ربوبيته في قلبك. فاقسم بالله لن تتسخط على قضائه لانك تعلم ان من مقتضيات ربوبيته انه لا يريد بك الا خيرا. ولا يقدر لعبده الا ما فيه خير له في عاجله واجله ففعل الله وقضاؤه خير كله لو كنت مؤمنا بهذه القضية لما تسخطت ورضيت. وان قضاء الله خير للعبد دي كلها وعدل كله ومصلحة كله وحكمة كله فلو كنت مؤمنا بذلك حقا وصدقا فلماذا تتسخط تتضجر من قضاء الله فاذا كلما خف هذا الميزان في قلبك كلما عظم تسخطك على قضاء الله عز وجل وقدره. فلو سألك سائل لماذا انا لا ارضى بقضاء فقل لانك لم ترضى بربوبيته اصلا. فلو كنت راضيا بربوبيته لتم رضاك بقضائه وقدره. ولذلك المتقرر عند العلماء انه لا تطمئن نفوس الخلق عند حلول المصائب لا تطمئنوا النفس عند حلول المصائب الا اذا علمت بان ما اصابها لم يكن ليخطئها وان ما اخطأها لم يكن ليصيبها وان من اصابها بهذه المصيبة هو الرب الحكم العدل الغفور الرحيم الذي لا يفعل الا لحكمة ومصلحة وكلها من مقتضيات الربوبية. فاذا انت تعلل تخفيف المصيبة بمقتضيات الربوبية فتقول لمن مات ولده. يا اخي ربك رحيم مقتضيات ربوبية تريد ان تخفف عليه المصاب فتذكره بربوبية الله له. فاذا قام في قلبه هذا المعنى خفت مصيبته. لكن متى تعظم المصيبة يا شيخ سيد اذا خفي معنى الربوبية ومقتضياتها على القلب ايوة اقسم بالله وجربوا ذلك تجدونه جربوا ذلك تجدونه. بل انك احيانا اذا جئت الى رجل خسر في اموالا طائلة في تجارة تقول له يا اخي لعل الله عز وجل اراد بك غير عللت بمقتضى ربوبية او كان هذا المال ستحاسب به في الاخرة عللت بالبعث وهم مقتضيات الربوبية فالله اراد بان يخلصك منه الان. فامر وهو من مقتضيات ربوبية بخسارتك حتى يكون حتى لا يكون ثقلا او حملا عليك في الاخرة. اذا كل كلامك من اوله الى اخره تريد به تخفيف المصيبة ها ويتظمن احياء معاني الربوبية في قلبه ابدا ذكر المصاب بربوبية الله ومقتضياتها تخف مصيبته ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. وقال النائحة اذا لم تتب قبل موتها يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرى. فالنوح لا يكون الا بسبب خفاء مقتضيات الربوبية. على قلب العبد ولذلك يا اخوان يا سلام والله لو تعلمون هذا لكان فيه خير عظيم. لكن مشكلة قلوبنا تغفل يغفلها الشيطان عند المصائب عن استشعار شيء من ذلك. يقول العلماء فينبغي لكل مؤمن ان يرضى بقضاء الله والا يتردد في الرضا حتى ينتفي من حياته القلق والاضطراب فلا يحزن العبد على ما فاته ولا يتهيب من مستقبله ويكون بذلك اسعد الناس. ولذلك اسعد الناس هو من لا يحزن على ما مضى ولا يخاف مما هو ات هذا هو السعيد الذي لا يحزن على ما مضى ولا يخاف مما هو ات. فلا فلا قلق ولا اضطراب عنده فيكون من اطيب الناس حالا ونفسا واهدأهم بالا فمن عرف ان ربه هو الله القادر المدبر الحكم العدل الذي لا يظلم احدا وانه الرازق المعبود