لقد شاء عند العامة واشباههم تعظيم ليلة النصف من شعبان وتعظيم يومها. فبعض الناس يخص هذه الليلة عن ليلة من شعبان بقيام من بين الليالي وبعض الناس يخص يومها بصيام من بين الايام وبعض الناس في غير هذه البلاد يخصون هذه باحتفالات وبعض الناس يصلي في هذه الليلة على كيفية خاصة وهذه الامور لم يثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم فعلها في ليلة النصف من شعبان ولا امر بها ولا استحبها ولا فعلها خلفاء الراشدون ولا الصحابة ولا اتباعهم باحسان ولا ائمة الدين المقتدى بهم وما يذكر فيها من الاثار فانها لا تثبت. فالواجب على المسلم ترك هذه الامور والاستقلاع عنه بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ولقد بين العلماء رحمهم الله هذه الامور وحذروا منها استنادا الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ان الصيام في الجملة مشروع. وصيام شعبان مشروع. ولكن تخصيص يوم النص بالصيام وتخصيص بالقيام هذا هو الذي ليس عليه دليل وهذا هو المنكر. فاتقوا الله ايها المسلمون واثروا الاتباع على الابتداع. عملا بقول الله تعالى اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. وقوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله الاخرة وذكر الله كثيرا. وقد اجمع العلماء على ان الواجب رد ما تنازع فيه الناس من المسائل الى الله عز وجل. والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حكما به او احدهما فهو الشرع الواجب الاتباع. وما خالفهما وجب اقتراحه وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا فعله فظلا عن الدعوة اليه وخير الامور السالفة على الهدى وشر الامور المحدثات البدائع