بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذه ثلاث تنبيهات والتنبيه الاول ان ما يصدر من طالب العلم من تزكية لشخص في زمن ما ليس حكما مستمرة في كل وقت بل بما للمزكي من حاله وقتئذ. فان كان مزكى على حال طيبة ثم تغير بعد ذلك فتنقطع التزكية. فما صدر من ومن غيري من تزكية لاحد فهذا حكمها. ولا اذكر اشخاصا ولا اسمي احدا بعينه. ومن سميته او ذكرت شخصه انا راجع عن تسميته وعن ذكر شخصه اكتفاء بالعموم. التنبيه الثاني ان الكلام في احكام الشرع على العموم من تكفير او تفسيق دعوا تبديع لا ينزل على الاعيان والافراد الا اذا تحققت الشروط وانتفت الموانع وذلك ليس لكل احد بل هذا انما هو لاهل العلم خاصة لانهم الاختصاص الثالث ان بعض الناس يتقدم للسؤال بصفة شخصية سواء في لقاء او اتصال ثم يتبين انه قد سجل نشر ولم يستأذن وحكم هذا انه لا يجوز له ذلك. فقد جاء في المسند والسنن من حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا حدث الرجل فالتفت فهي امانة. انت قارن الرسلان ومعنى الحديث ان الرجل اذا تحدث بشيء ثم التفت فان التفاته قليلة في انه يتوقى احدا يسمع حديثه. فيدل هذا على انه لا يحب اطلاع احد على ذلك الحديث غير الذي حدثه. وكأنه يستكتب الحديث اقول هذا في الالتفات فكيف بمن يسجل وينشر ولم يستأذن؟ لا شك ان هذا جناية وعدوان ثم بدا لي تنبيه رابع وهو ان بعض الناس يقتطع جواب المفتي والعالم ويلصقه بجواب اخر ويجمع بينهما مما لا يلائم احدهما الاخر ثم ينسبه اليه وهذا من العدوان لان هذا دبلجة وظم كلام الى كلام يغير المعنى وتقوير العالم بما لم يقله فالواجب على هؤلاء جميعا ان يتوبوا الى الله عز وجل وان يقلعوا عن هذا العدوان الذي فيه ضرر عليهم وعلى المتكلم وعلى السامعين من المسلمين وغيرهم وان يحذفوا ما يسروه ويبينوا تراجعهم عما فعلوه ونشروه. فهذا من تمام توبتهم والواجبة عليهم. فنسأل الله للجميع صلاح النية والعمل ونسأله سبحانه وتعالى ان يرزقنا السلامة والعافية وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا انه ولي ذلك قادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله نبيه محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان