ثبت في صحيح مسلم من حديث الليث ابن سعد عن موسى ابن علي عن ابيه ان المستورد القرشي قال وكان عنده عمرو بن العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه ومات عليه وسلم يقول قم الساعة والروم اكثر الناس. قال عمرو بن العاص له للمستورد القرشي. قال ابصر ما تقول قال ومالي الا اقول ما قاله المص ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان كان كذلك فلان في الروم خصالا اربعة الاولى انهم احلم الناس عند فتنة انهم اسرع الناس افاقة بعد مصيبة وعد الخصال الاربعة وزاد عليها خامسا. قال اهل العلم هذا الكلام من عمرو بن العاص لا يريد به ان يثني به على الروم والنصارى الكفرة لا ولكن ليبين للمسلمين ان بقاء الروم وكونهم اكثر الناس الى ان تقوم الساعة لانهم عند حدوث الفتن هم احلم الناس ففيهم من الحلم ما يجعلهم ينظرون الى الامور ويعالجوا لاجل الا تذهب انفسهم ويذهب اصحابهم وتذهب رعاياهم. هذا قاله في شرحهما على صحيح مسلم. وهذا تنبيه لطيف لان النبي صلى الله عليه وسلم بين انه لا تقوم الساعة حتى يكون الروح اكثر الناس. لماذا؟ قال عمرو ابن العاص لان فيهم خصال اربعة الاولى وهي التي تهمنا منها من تلك الخطاء انهم احلم الناس عند فتنة. يعني اذا ظهر تغير طول الحال وظهرت الفتن فانهم يحلمون ولا يعجلون ليقو ليقوا اصحابهم والنصارى الذين هم تحتهم ليقوهم القتل ويقوهم الفتن لانهم يعلمون ان الفتنة اذا ظهرت فانها ستأتي عليهم جميعا فلأجل تلك القصد فيهم بقوا اكثر الناس الى قيام الساعة ولهذا اننا نعجب الا نأخذ بهذه الخصلة التي حمد بها عمرو بن العاص الروم وكانت فيهم تلك الاصلة الحميدة ونحن اولى بكل خير عند من هم سوانا. الحلم محمود في الامر كله ولهذا فانه يبصر عقل العاقل في الفتنة بحلمه واناته ورزقه فيدل على اتعقله وعلى بصره