وبعد انصراف عبدالله بن ابي بن سلول بثلث الجيش ان للنفاق بقي ايضا من يريد الدنيا في الصفوف الله يعلمه ونحن لا نعلمه فقد يكون معك اقوام ظواهرهم الصلاح ولكن قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. سبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا مجلس من مجالس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه وهو متعلق بتوابع غزوة احد وكما لا يخفى عليكم فان كسيرا مما يتعلق بغزوة احد ورد في سورة ال عمران كما ان كسيرا مما يتعلق بغزوة بدر ورد في سورة الانفال وما يتعلق بغزوة بني النضير ورد في سورة الحشر فهذه بعض التوابع لما كان من امر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين وغيرهم يوم احد اتناوله من قصة ال عمران اذ قد انتظمت شيئا من ذلك خير انتظام يقول الله سبحانه ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه وعد الله المؤمنين ان ينصرهم وفي صبيحة يوم احد انجز لهم هذا الوعد فقتلوا وجرحوا فئاما من اهل الشرك وبدت طلائع النصر والحمد لله الا ان الصحابة الذين وكلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبل الرماة هم من الرماة وكان عليهم عبدالله بن جبير وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اوصاهم الا يبرحوا اماكنهم فان رأوا المسلمين تتخطفهم الطير الا ان هؤلاء الرماة خالفوا امر النبي صلى الله عليه وسلم وخالفوا امر اميرهم عبد الله ابن جبير فلما رأوا المسلمين يجمعون الغنائم تركوا اماكنهم وذهبوا للمشاركة في جمع الغنائم واميرهم يناديهم فلا يلوون على قوله ولا يستمعون كلامه فلما كان ذلك منهم عصوا امر النبي صلى الله عليه وسلم وامر اميرهم استدار عليهم عدوهم وكان على القوم اهل الشرك انذاك خالد بن الوليد قبل ان يسلم فانزل بهم ما ذكره الله في كتابه وما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه اي تقتلون اهل الكفر بازنه سبحانه وتعالى قال حتى اذا فشلتم اي اختلفتم فيما بينكم وخالفتم امر نبيكم صلى الله عليه وسلم وامر اميركم وتنازعتم في الامر منكم من يقول اثبتوا مع الامير ومنكم من يأمر بالمخالفة ومشاركة الغنائم او عفوا منكم من يأمر بالنزول لمشاركة الغنائم لاني يأمر بالمخالفة جهارا او صراحة انما يأمر بمشاركة المسلمين في الغنائم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون. اي ان الله اراكم طلائع النصر وبعد ذلك فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم فتحول النصر بعد ذلك الى هزيمة وابتلاء قال تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة كما ذكر بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال والله ما كنت اظن ان منا احدا يريد الدنيا ابدا انما كنت اظن اننا جميعا خرجنا لنيل الشهادة في سبيل الله او النصر على الاعداء ما كنت اظن احدا يريد الدنيا حتى انزل الله ما انزل انزل منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة فيتعجب الشخص من امر البشر ويعرف حدوده ولا يتقول على الله فخير الناس وخير القرون والذين خرجوا للجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الله يعلم مرادهم والله يعلم نواياهم قال تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ايوة بعد ان كانت ايديكم هي العليا وبعد ان كانت لكم الغلبة عليهم شرفكم الله عنهم وحولهم عليكم لاختباركم قال تعالى ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين اذ تصيدون ولا تلوون على احد. اي تمانون في الفرار والهرب ويناديكم المنادي فلا تلتفتون اليه ولا تسمعون كلامه فالمنادي ينادي هلموا الى اين تذهبون لما الفرار؟ وكل ذلك لا يجدي وكل ذلك لا ينفع اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم الرسول يناديكم من ورائكم هلموا تعالوا وانتم لا تلتفتون الى النداء ولا تصغون الى النداء اذ تصعدون ولا تلوون على احد والرسول يدعوكم في اخراكم وفي الحديث ان ابليس نادى يوم احد اي عباد الله اخراكم فاجتلدت اولى الفئتين مع الفئة الاخرى والتمس الامر على اهل الاسلام فتجالدوا فيما بينهم احيانا وسقط والد حذيفة ابن اليمان وكان مسلما سقط على الارض وجاء حذيفة لاستنقاذ والده والقوم مقبلون على والده ومع صياح ابليس اي عباد الله اخراكم اجتلدت الفئتان فقال حذيفة يا معشر المسلمين ابي ابي فلم يروحوا الا وقد قتلوا اباه فقتل ابوه بايدي مسلمة مع الفوضى التي حصلت فقال حذيفة رضي الله عنه يغفر الله لكم قال الراوي فما زالت في حذيفة بقية خير حتى لحق بالله عز وجل حتى لحق بالله عز وجل قال تعالى يستصعدون ولا تلوون على احد الرسول يدعوكم في اخراكم فاثابكم غما بغم اي غما بعد غم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم والله خبير بما تعملون هنا وقفة جديرة بالتأمل كيف نصاب بغم بعد غم لكي لا نحزن يفترض انك اذا اصبت بهم تحزن فاذا جاءك هم اخر ازداد الحزن فكيف قيل فاصابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم اجاب بعض العلماء على هذا اجابة شافية لعلها تنفعنا في دنيانا احيانا الشخص منا يبتلى بابتلاء يأتيه خبر مزعج يقال له في الخبر المزعج بيتك احترق طرق العفش افش الزوجي الذي اشتريته كله احترق فيحزن يحزن حزنا شديدا فيأتيه خبر اخر بعد ذلك ويقل استرجع قل انا لله وانا اليه راجعون لماذا اولادك كلهم احترقوا وزوجتك ايضا احترقت فالحزن يبلغ مداه تأتيه ثالث فيقول اطمئن ابناؤك كلهم سلمهم الله وزوجتك سلمها الله انما الذي احترق بعض عفش الزوجية فقط فحينئذ يزول عنه كل الهم فيقول الحمد لله بعد ان كان حزينا اشد الحزن جاء خبر اخر اسعده فانساه الحزن الاول انساه الحزن الاول فالغم الذي اصيب به اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة احد انهم قتل منهم عدد فقتل حمزة وبقرت بطنه وبعد شج رأس النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وبعد جاءهم خبر ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل وان ابا بكر قد قتل وان عمر قد قتل فبلغ الهم مداه ومنتهاه فجاء بعض الخبر بان الله سبحانه وتعالى سلم رسوله وعافاه وسلم ابا بكر وسلم عمر فاذهب هذا الخبر اذهب الخبر بان النبي لم يصب لم يقتل اذهب الهم الاول كله فقالوا اذا المصاب والحمد لله خفيف فهذا وجه قوله فاثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما اصابكم قد تأتيك اخبار ونسأل الله ان يسلمنا واياكم فيها ان عزيزا عليك عامل حادسة بالسيارة ترتاح وتقلق قلقا شديدا فبادوا تتوالى الانباء بان الركاب كلهم والحمد لله في امان والذي جرح هو السيارة جرحت بعض الجروح فتقول الحمد لله وترضى وتسكن وهذا من فضل الله عليك فهذا يشير الى شيء من معنى قوله سبحانه وتعالى فأثابكم غما بغم لكي لا تحزنوا على ما فاتكم اي من الغنيمة التي فاتتكم ولا ما اصابكم من قتل بعض اخوانكم وجرح اخرين والله خبير بما تعملون ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسة فالنعاس في المعارك نعمة من الله اما النوم فليس كذلك والشخص كما قال بعض اهل العلم في هذا الصدد ان الشخص قد يكون مغموما غما شديدا ومهموما هما شديدا جلس من جراء هذا الغم مهموما لا يدري ماذا يصنع ويفكر في امور كثيرة ويتجاذب هذا البلاء وذاك البلاء فلس حزينا فتأتيه سنة من عند الله من النوم. سنة خفيفة ليس نوما مستغرقا فيه انما تعتريه سنة في ثواني او في دقائق فيستفيق فاذا بكل الهموم قد زهبت وكأنها طارت جميعا من ذهنه ويستعيد نشاطه هذا حدث للمسلمين لاهل الايمان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد قال ابو طلحة كنت ممن غشيهم النعاس يوم احد فاجلس وفي يدي السيف يسقط السيف من يدي فاتناوله غشينا النعاس في مصافنا وكان امانا من الله سبحانه وتعالى قال تعالى اذ يغشيكم النعاس امنة منه في سورة الانفال وهنا يقول تعالى ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاس يغشى طائفة منكم اي النعاس اصاب طائفة منكم وهم اهل الايمان وطائفة قد اهمتهم انفسهم طائفة من القلق مشغولون بانفسهم ليسوا بمشغولين بالاسلام وحوزة الدين ليسوا بمشغولين بالرسول الامين عليه افضل صلاة واتم تسليم انما طائفة شغلت بنفسها وطائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ايظنون ان الله خذل رسوله وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا يظنون ان الله ضيع دينه وضيع اولياءك وخذل اتباع دينه يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ولاهل الجاهلية ظن سيء في الله سبحانه فكل ظن لا يليق بربنا يدخل في ظنون اهل الجاهلية يدخل في ظن الجاهلية فمن ظن ان المتقين يهينهم الله لتقواهم وان المطيعين يهينهم الله لانهم اطاعوه فقد ظن بالله ظن الجاهلية من ظن ان الله سبحانه يكرم المسيئين ويكرم الظالمين ويهين الاتقياء البررة فقد ظن بالله غير الحق ظن الجاهلية نعم قد يبتلى المؤمن وقد يختبر او يفتن المجرم ويترك للابتلاء والاختبار لكن دوما العاقبة للتقوى والعاقبة للمتقين فظهرت مقولات من بعد من بعض اهل النفاق فمنهم من يقول كان محمد يعدنا ان كنوز كسرى ستفتح لنا واننا سنغنم كنوز قيصر فهو قد قتل او على وشك ان يقتل وستستأصل شأفة المسلمين فبدأت الظنون السيئة تظهر على افواه البعض على السنة البعض وفي نزرات الاخرين وحركات الاخرين وسكنات الاخرين فظنوا بالله ظنونا جاهلة وكما اسلفت فاي ظن لا يليق بالله اذا ظننت ان الله سيضيع المظلوم وسيكرم الظالم على زلمه فظننت بالله غير الحق ظن الجاهلية اذا ظننت ان الله سيخذل نبيه ولن ينجز لهما وعده او ان الله سيخذل اهل الايمان يوم القيامة وسيسوي بينهم وبين المجرمين فيكرم المجرمين على اجرامهم ويعذب المطيعين على طاعتهم واخلاصهم لقد ظننت بالله ظن الجاهلية خير الحق ظننت بالله غير الحق ظنا كظن اهل الجاهلية والله يقول افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم اي ما الذي اصاب عقولكم اجننتم ما لكم كيف تحكمون افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون من ظن ان الله يخلف الميعاد وقد ظن بالله غير الحق ظن الجاهلية فكل ظن لا يليق بالله سبحانه والظان حينئذ يظن بربه غير الحق ظن الجاهلية قوم من اهل النفاق اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء اين الذي كنا نوعد به انا سننتصر وسنملك ها هنا وها هنا وستسير الظعين من مكان كذا الى مكان كذا لا تخاف الا الله. اين كل هذا؟ هذا كله اساطير وخرافات ها هو الموت يلاحقنا كما يقولون قال الزبير وكأني انظر الى معاتب ابن كان مرتب ابن قشير وهو من وهو يقول هل لنا من الامر من شيء فالزبير كان يطلع على بعض هؤلاء المنافقين الذين انشغلوا بانفسهم ولم يشغلوا برسول الله صلى الله عليه وسلم بل قالوا هل لنا من الامر من شيء اما اهل الايمان فالكل يسعى للتفتية لفداء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى بيقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر من شيء ما قتلنا ها هنا ولونا لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم اي ان قدر الله سينفذ ولو احترزت وجبنت ولم تخرج الى ساحات الغار وقد قدر الله عليك امرا لابد ان تخرج للامر الذي قدره الله عليك لن تستطيع الفرار قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم الى اماكن موتهم وليبتلي الله ما في صدوركم اي بهذا الذي حدث يوم احد لاختبار ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ينقي ما في قلوبكم انه عليم بذات الصدور ثم يقول تعالى ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا قال قد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم الاية فيها تنبيهات وفوائد كما لا يخفى عليكم ان من المؤمنين من فر يوم احد ولكن عفا الله عنه وهنا هل تصدر من المؤمن كبيرة من الكبائر هل يتصور ان المؤمن تصدر منه كبيرة من الكبائر فالفرار من الزحف كبيرة وقد فر بعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد فنام قد تصدر من المؤمن كبيرة من الكبائر ولكن لا ينبغي ان تيأسه من رحمة الله بل ان صدرت وان زلت الاقدام قام تائبا منيبا مستغفرا او واه وقد دل على ما ذكر ايضا ما يلي قول ربنا سبحانه وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين هذه صفات المتقين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم فقد تصدر من التقي كبيرة فاحشة من التقي ولكن ان صدرت ذكر الله فاستغفر لذنبه ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون استفيد من الاية الكريمة ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا. امر وهو ان المعصية اذا لم يتب الشخص منها ولم يحسن في الاقلاع عنها قد تجره الى معصية اخرى فعلينا اذا اذا قدرت علينا معاصي قال فيها ان نبادر بالتوبة النصوح حتى لا تتسبب لنا هزه المعصية في معصية اخرى وقد قال تعالى في شأن اقوام ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فقال فاما من اعطى واتقى فاما من بخل واستغنى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى وقال ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها ويروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بانهم كذبوا باياتنا وكانوا عنها غافلين فاذا لم تحسن التوبة من المعصية جرتك الى معصية اخرى وتنزيل هذا على ما حدث يوم احد يتمثل في الاتي ان اهل العلم ذكروا وجهين لما حدث الوجه الاول ان الصحابة الذين عصوا امر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرماة وعصوا امر اميرهم وفوجئوا بان العدو قد استدار عليهم واعمل فيهم قتلا جرحا اتجهوا لمراقاة العدو فبدأوا يشمرون عن ساعد الجد لملاقاة العدو مرة ثانية فجاءهم الشيطان وقال كيف تقاتلون؟ انتم عصاة الم تعصوا رسولكم الم تعصوا اميركم كيف تقاتلون اذا قتلتم ستقتلوا على معصية اهرب اهرب وبعد زلك توب مع زلك تب وارجع في اي غزوة اخرى جاهدوا انت نظيف فقال الشيطان استدرجهم بهذه الطريقة من الاستدراج استدرجهم بسبب كسبهم بسبب كسبهم فماذا كان حملهم الذنب الاول على الفرار عصوا اميرهم فعصيان الامير دخل منه الشيطان فحملهم الشيطان على الفرار من الزحف فوقعهم في ذنب اعظم ومن العلماء من قال ان بعض المتباء بعض المقاتلين يوم احد جاءه الشيطان اثناء القتال وذكره بذنوب عملها ذكره بذنوب ارتكبها قال الم تذكر انك عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا ذكره باشياء من الذنوب عملها فيما سبق فتذكرها قال له الشيطان ارجع تب تب منها وتعال قاتل فاستزله الشيطان بسبب كسبه الاول فالحزر الحزر من ترك الاستغفار بعد الذنب اذا اذنبت مهما كان من امرك بادر بالاستغفار وبادر بالتوبة حتى لا تستدرج ان الشيطان يستزل العباد بهذه الذنوب التي تصدر منهم ولا يحدثوا منها توبة نصوحة على سبيل المثال قد يستدرجك الشيطان فتنظر الى امرأة متبرجة في الطريق او الى صورة لا تليق بك او تدخل على موقع من المواقع القذرة التي زارت في ازماننا فترى منظرا قبيحا وبعد تظن ان الامر انتهى خلاص تصلي وتذهب وتأتي لكن تأتي عند صلاتك يصور لك الشيطان في السجود الذي يفترض انك تدعو الله فيه وتسأله المغفرة وتسأله الرحمة والحفز والرزق الشهادة في سبيل الله وغير ذلك يشغلك بالمنظر الذي امعنت النظر اليه ويصوره امامك فيشغلك عن الصلاة والتفكر فيها فيقل حينئذ اجرك ويقل حينئذ ثواب صلاتك والله اعلم فالشيطان يستزل الناس ببادي كسبهم وبعض جرائمهم. ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم فضل منه ورحمة ان عفا عنهم سبحانه وتعالى ان الله غفور حليم لا يخفى عليكم ان الخوارج كانوا يطعنون في عثمان ويكفرونه وينالون منه فذهب احد الخوارج الى ابن عمر قال يا ابن عمر يريد التشفي في امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قال يا ابن عمر اني سائلك عن اشياء سلاسة فاصدقني فيها اتشهد يا ابن عمر ان عثمان تخلف عن غزوة بدر قال نعم قد تخلف عن غزوة بدر قال اتشهد يا ابن عمر ان عثمان فر يوم احد قال نعم فر يوم احد قال اتشهد يا ابن عمر ان عثمان ما بايع الرسول بايعة الرضوان التي فيها لقد رضي الله عن المؤمنين يبايعونك تحت الشجرة خير مما يجمعون فقوله ولئن قتلتم في سبيل الله او متم اي متم ايضا في سبيل الله فقد يعمل الشخص بطاعة الله ويعمل لنصرة دين الله سبحانه ولا يصاب بسهم فينزف ويموت قال نعم لم يشهد عثمان بيعة الرضوان فالرجل فرح لهذه الاجوبة وقال الله اكبر يعني كانه ايد بدعته التي هي تضليل عثمان او الحكم على عثمان بملاليق فقال ابن عمر تعال تعال اوضح لك ما كان اما ما كان يوم بدر فان الرسول في اول امر ما خرج يريد القتال انما خرج يريد العير تجارة قريش وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عثمان وعثمان زوجها فكانت مريضة مرضا شديدا فازن له النبي ان يبقى معها ليمرضها واما فراره يوم احد فان الله سبحانه قال ولقد عفا عنهم فاذا بين الله انه عفا عنهم. لماذا تلوموا؟ لكنك كرهت ايها الرجل كرهت عفو الله عنهم لكن عموما الله قد عفاه عفا عنهم وانت تكره عفوا الله عنهم. اما ما ذكرت من بيعة الرضوان فان عثمان خرج مع الرسول صلى الله عليه وسلم من المدينة الى مكة في هذه السنة مع بعضهم مع سير الصحابة ولكن لما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم ان يرسل الى اهل مكة من يتفاوض معهم نيابة عن رسول الله كانت الوجهة ان يرسل علي للتفاوض مع اهل مكة فلكن كفار قريش كانوا يكرهون عليا كرها شديدا لانه قتل منهم عددا رضي الله عنه لا يريدون عليا من الذي يريده اهل مكة والقرشيون كانوا يريدون اسمائهم لانه الين بعض الشيء في آآ بعض الابواب من علي وله عليهم بعض الفضل لم يجد النبي احدا انسب من عثمان كي يرسله للتفاوض مع اهل مكة ولما جاءت البيعة وضع النبي احدى يديه في الاخرى وقال هذه يدعو عثمان ولكنكم كرهتم زلك يا معشر الخوارج فاسكته ابن عمر ورده عن تماديه في الغيب وزيف له ما اراد ان يستوشيه وان يجمعه في شأن عثمان رضي الله تعالى عنه ويكفي عثمان فخرا ان الملائكة تستحي منه وانه من السابقين الاولين الى الاسلام ويكفيه فخرا ان الرسول صلى الله عليه وسلم زوجه بنتا له وبعد ان ماتت البنت زوجه البنت الاخرى زوجه الرسول ابنته الاخرى فضلا عن تجهيزه لجيش العسرة. وفضلا عن حفره لبئر روما على ما هو معلوم ومشهور قال تعالى ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور رحيم ثم تأتي اية تحمل المواساة لاهل الايمان وتبث فيهم وتقوي فيهم روح الايمان بالقدر ان الامور كل الامور تجري بمقادير ولا يمكن ان تتخلف المقادير التي قدرها الله فمن ثم لا داعي للاسف ولا للحزن على ما قد فات يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا لا تتشبهوا باهل الكفر ليس فقط في الملبس والمطعم والمشرب انما في اصول المعتقد ايضا وهذا الاولى لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اي قالوا عن اخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم اي يا اهل الايمان لا تكونوا كالكفار فالكافر اذا خرج اخوه مسافرا فاصيب بحادث فمات يقول ليته ما سافر ليته اجل السفر لغد ليتني منعته من السفر جاء يستأذنني فاذنت له ليت زوجته اخرته وكذا اذا خرج للقتال فقتل يقول ليته ما خرج هذه الغزوة يندمه الشيطان تنديما شديدا وهذا من تعذيب الله له لانه لا يؤمن بالقدر فعذاب يرسله الله على المعترضين على القدر من اهل الكفر انهم يقولون لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم فيا اهل الايمان لا تكونوا كهؤلاء يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا فقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا اخرجوا غزاة ضربوا في الارض اي سافروا او كانوا غزا اي فقتلوا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم ان يجعل الاعتراض على القدر حسرة في قلوبهم فلا تتشبهوا يا اهل الايمان باهل الكفر في ذلك ولكن عندكم هدي انا لله وانا اليه راجعون وما اصابكم لم يكن ليخطئكم وما اخطأكم لم يكن ليصيبوكم قال تعالى والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة وانما يموت اسناء سعيه لنصرة هذا الدين فمن كان شأنه كذلك ولئن قتلتم في سبيل الله او متم او متم ايضا وانتم تنصرون دينكم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون ولئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون اعلية حال كنت سواء فارقت الحياة قتيلا في سبيل الله او فارقت الحياة ميتا على فراشك او فارقت الحياة بحادث اصابك فلا بد وان تحشر وان تجمع مع الجمع يوم القيامة وان يقضي الله سبحانه وتعالى فيك بالذي يريده سبحانه وتعالى وربنا حكم عدل ورؤوف ورحيم ولئن متم او قتلتم لالى الله تحشرون اي تجمعون فالايات تحمل مواساة لاهل الايمان الذين فقدوا قتيلا في سبيل الله فمن قتل له قتيل على الايمان ومات له ميت على الايمان او قتل له قتيل في سبيل الله فلا يأزى ولا يحزن ولا يأسف. ومن ثم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي غزوة مؤتة ولما ارسل الصحابة الثلاثة الفضلاء على على السرية او على الغزوة زيد وجعفر وابن رواحة لما اتاه الخبر انهم قتلوا جلس يعرف في وجهه الحزن والحزن الشديد وعيناه تدمعان وقال اخذ الراية زيد فاصيب ثم اخذا جعفر فاصيب يعني قتل ثم اخذها ابن رواحة فاصيب قال وما يسرنا انهم عندنا وفي رواية وما يسرهم انهم عندنا اي هم لا يتمنون الرجوع الى الدنيا ونحن لا نتمنى لهم الان وقد بلغوا هذه المنازل العلية ان يرجعوا الى الدنيا وما فيها من فتن وما فيها من نكد قد كان جعفر يطير مع الملائكة كما اخبر الرسول عليه الصلاة والسلام ولذا كان ابن عمر كلما التقى بولده عبدالله بن جعفر يسلم علي السلام عليك يا ابن ذي الجناحين فهؤلاء الذين طاروا بالاجنحة مع الملائكة او الذين هم احياء عند ربهم يرزقون هل يسرهم ان يرجعوا الى الدنيا وفتنها وما فيها من المنافسات التافهة الدنيئة وما فيها من الاحقاد والغل والحسد لا يتمنون ذلك انما ان تمنوا الرجوع فكي يقتلوا في سبيل الله ليتمنوا الرجوع لاستمتاع بالدنيا وزهرتها انما ان تمنوا الرجوع الى الدنيا انما ليقتلوا مرة ثانية في سبيل الله ولاعلاء كلمة الله لما يرون من كرامة الشهداء جعلنا الله واياكم منهم وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته