قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه بعض التوابع لغزوة احد ففي سياق الايات المباركات المتعلقة بغزوة احد يقول الله سبحانه وتعالى ولتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون هذه الاية الكريمة تحمل المواساة لاهالي الذين قتلوا في سبيل الله الذين استشهدوا يوم احد فقيل لهم ولغيرهم يا هؤلاء لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا لا تظن انهم قد ماتوا بل هم احياء عند ربهم يرزقون سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك او باللفظ الادق ان ابن مسعود سئل عن الاية الكريمة فقال اما انا قد سألنا عن ذلك فقيل لنا ارواحهم في حواصل طير خضر في قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث تشاء ثم ترجع الى تلك القناديل وتهوي اليها اطلع عليهم ربهم فقال هل تريدون شيئا قالوا يا ربنا نريد ان نرد الى الدنيا فنقتل في سبيلك مرة اخرى لما يروا من فضل الشهادة في سبيل الله فلما علموا او لما علم ان او لما رأى ليس لهم حاجة تركوا وفي هذا المقام يجدر التنبيه والتذكير بشيء من فضل الشهادة في سبيل الله في فضل الشهادة في سبيل الله عدة ايات وعدة احاديث وكذا في فضل الجهاد في سبيل الله فالخطوة التي تخطوها لنصرة دينك للغزو في سبيل الله والظمأ الذي يصيبك والجوع الذي يصيبك قال الله سبحانه وتعالى ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه ذلك بانهم لا يصيبون ظمأ ولا نصب ايها الا تعبن ولا مخمصة اي جوع ذلك بانهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيظوا الكفار ولا ينالون من عدو ميلا الا كتب لهم به عمل صالح ان الله لا يضيع اجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للشهيد عند الله عز وجل ست خصال يغفر له عند اول دفعة من دمه ويرى مقعده من الجنة ويزوج اثنتين وسبعين من حور العين قلت له ايش حسان ولا مؤاخزة يا اخوان ويزوج اثنتين وسبعين من حور العين ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويؤمن من الفزع الاكبر ويؤمن من عذاب القبر ويشفع في سبعين من اهل بيته كذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولذا فقد قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لوددت اني اغزو في سبيل الله فاقتل ثم اغزو فاقتل سم اغزو فاقتل وذلك لما يرى من فضل الشهادة في سبيل الله قال تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون هذا وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للذين قتلوا يوم مؤتة فقد نعاهم الى الصحابة اذ قال اخذ الراية زيد فاصيب ثم اخذها جعفر فاصيب ثم اخذها ابن رواحة فاصيب فدمعت عيناه وقال وما يسرنا انهم عندنا او وما يسروهم انهم عندنا اي بعد ان وجدوا من النعيم ما وجدوه لا يتمنون الرجوع الى الحياة الدنيا بما فيها من نكد وكبد وتعب ونصب وفتن ومحن فلا يحبون الرجوع ثانية الى الحياة الدنيا ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ويجدروا بالذكر ان يذكر ببعض هؤلاء الافاضل الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى بالشهادة في سبيله يوم احد ففي سيرهم مدكر وفي سيرهم معتبر كان على رأس هؤلاء المقتولين يوم احد حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم همزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشهداء كما قد ورد بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان شجاعا مغوارا لا يستطيع او لا يكاد احد ان يستطيع لا يكاد احد ان يواجهوا ولا يقدر على مواجهته رضي الله عنه كما كان ثم شخص ينال منه وجها لوجه ولكن كما قال وحشي قاتل حمزة في قصة قتله رضي الله عن حمزة فوحشي يذكر قصة قتله يقول كنت عبدا عند جبير ابن مطعم وكان حمزة وقتل طعيمة ابن عدي عم جبير ابن مطعم فقال جبير يا وحشي ان قتلت حمزة فانت حر لقد قتل عمي قال فكنت رجلا راميا فكمنت له يوم احد حتى واتتني فرصة ان اضربه بسهم فكان فيه اجله فقد كنت رجلا راميا فقتل حمزة رضي الله تعالى عنه واكرمه الله عز وجل بالشهادة في سبيل الله الا ان هذا شق على الرسول ايضا يعني مقتل حمزة ايما مشقة وبعد آآ قد اسلم وحشي ابن حرب فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام اانت قتلت حمزة قال قد كان الذي بلغك قال فان استطعت ان تغيب وجهك عني تغيب وجهك عني اي لا احب ان اراك فابتعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ان مات النبي صلى الله عليه وسلم نعم قبل منه الاسلام ولكن وعلى ما يبدو ان اسلامه لم يكن مشوبا بكامل التقى وقد ذكر ان البعض او بعض الناس اتوه وهو نشوان اي وهو يشرب خمرا على اية حال شرف الله حمزة بالقتل ولكن ليست هذه المشكلة انما المشكلة في فجور اهل الشرك وتعديهم وتخطيهم فلم يقف امرهم على قتل حمزة انما مثلوا به وقد طأوا اعضاءه قطعا قطعا وكانت هند فقد قتل حمزة اباها واخاها وشارك في قتل اخيها تريد ان تتشفى فاتت الى بطنه وبقرتها ومزقت بعض اعضائه وشوهته قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لان امكنني الله منهم لامثلن بسبعين منهم فنزلت الاية وان عاقبتم فاعقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ولئن صبرتم لهو خير للصابرين الشاهد ان حمزة قتل وقد مثل به وفي ذلك يقول ابو سفيان فقد كان في القوم مثلا لم امر بها ولم تسؤني لم آمر بها ولم تسؤني يعني بها حمزة رضي الله عنه وجاءت امه او عفوا اخته صفية بنت عبدالمطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ان انقشع غبار المعركة تبحس عن اخيها فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حل بحمزة قال اصرفوها على ما روي في الخبر وليحرر فاني اخاف على عقلها فقال الزبير ابنها لعلي يا علي اصرف عمتك قال علي بل اصرف انت امك يا زبير فاعلين والزبير بينهما قرابة علي ابن ابي طالب وابو طالب اخ لصفية تعليم علي ابن خالي الزبير والزبير ابن عمة حمزة ابن عمة علي رضي الله عنهم سلم الله سبحانه وتعالى ودفن حمزة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الاثنين والثلاثة من قتل احد في قبر واحد ويقول قدموا اكثرهم اخذا للقرآن تكريما لحملة القرآن حتى بعد مماتهم قربوا في القبر او قدموا اكثرهم قرآنا وكان من الذين قتلوا في هذه الغزوة المباركة قل مباركة لما لها من الحكم والفوائد والغايات كان من الذين قتلوا فيها مصاب بن عمير الذي كان في مكة شابا مدللا وبعد ان اسلم تغيرت احواله وكان من اهل الثراء وبعد ان اسلم قل ثراؤه وحرمته امه امواله فاج معيشة شظف فلما قتل يوم احد وكان يحمل لواء من الوية المسلمين ما وجدوا عليه شيئا يكفنونه فيه الا برد ان غطي رأسه بدت رجلاه ان غطيت رجلاه بدا رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم غطوا رأس واجعله على رجليه شيئا من الاذخر واجعله على رجليه شيئا من الاذن القتيل او الميت يغطى رأسه لهذا الحديث وايضا كان من القتلى في هذا اليوم يوم احد حنظلة الغسيل حنظلة بن عامر الراهب او ابن ابي عامر وابوه كان رجلا معاديا للنبي صلى الله عليه وسلم اشد العداء كان ابوه من المعادين للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن الله من على هذا الابن الكريم حنظلة بالاسلام والايمان وكان مع زوجته في فراش الزوجية فسمع داعي الجهاد فخرج وهو جنب فكان من امره ان قتل شهيدا الى رحمة الله فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة كانت تغسله او ان الملائكة غسلته فبذلك كانت الانصار تفرح وتفتخر فيقولون منا من غسلته الملائكة من من غسلته الملائكة وكان من هؤلاء الذين نالوا شرف الشهادة في سبيل الله انس بن النضر وقد اخذ على نفسه عهدا وقد كان تخلف عن غزوة بدر لان النبي لم يخرج الى بدر بنية القتال اولا لم يخرج من المدينة بنية القتال انما بنية التماس العير قريش كما قال تعالى تودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم فلما تخلف عن غزوة بدر قال تغيبت عن بدر تغيبت عن اول لقاء شهده النبي صلى الله عليه وسلم لان احياني الله ليرين الله ما اصنع فلما كان يوم احد وجد في الصحابة انكشافا قال اللهم اني اعتزر اليك مما صنع هؤلاء يعني اخوانه من المسلمين وابرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعني اهل الكفر فتقدما حتى التقى بسعد بن معاذ وهو من الشجعان المقاتلين لكن سعد يقول والله ما استطعت ان اصنع مثل الذي صنع لقد قال لي يا سعد بن معاذ الجنة يا سعد بن معاذ والله اني اشم ريحها خلف جبل احد قال سعد فما استطعت ان اصنع مثل الذي صنع وضرب وطعن بنحو من ثمانين ضربا حتى مزق جسمه تمزيقا ولم يعرفه احد الا ان اخته عرفته ببنانه اي باطراف اصابعه قال بعض الصحابة كنا نقول ان هذه الاية الكريمة نزلت فيه وفي امثاله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وكان من هؤلاء ايضا عبدالله والد جابر بن عبدالله استدعى ولده قبل الغزوة او في صبيحتها فقال يا جابر اني اراني مقتولا في اول من يقتل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واني لا اترك نفسا اعز علي منك بعد نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوصي باخواتك خيرا استوصي باخواتك خيرا وكان مدينا فوصى بسداد ديونه ثم كان الامر كما قال فقتل في اوائل من قتلوا صبيحة يوم احد قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر يا جابر ان الله كلم اباك فقال يا عبدي تمنى علي قال اتمنى ان ارجع الى الدنيا لاقتل في سبيلك فذكر الحديث هؤلاء بعض الافاضل الذين قتلوا يوم احد اما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سلمه الله من القتل الا ان رأسه قد شج واسنانه المقدمة قد كسرت رباعيته قد كسرت فقال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم بانهم ظالمون ثم سلم الله واصطفى الصحابة مرة ثانية حول الرسول عليه الصلاة والسلام يدافعون عنه دفاع المستميت وكان من هؤلاء المدافعين عن النبي صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله فقد قال قيس بن ابي حازم رحمه الله رأيت يد طلحة شلاء وقي بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد رأيت يد طلحة شلاء وقي بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم احد فالحاصل ان اهل الاسلام ابلغوا بلاء حسنا مع رسول الله بعد الانكشاف الاول الى ان سلمهم الله وذكرت جملة من الغايات والحكم والتي منها ان الله سبحانه يريد ان يتخذ من الصحابة شهداء كما قال ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين فلم يكن هؤلاء الذين نالوا مرتبة الشهادة في سبيل الله كحمزة ومصعب وغيرهما ما كانوا ليصلون الى هذه المراتب العلية الا بما نالهم من القتل في سبيل الله والا فكم من ميت قد مات وكم من جريح قد جرح وكم من متألم قد تألم ولكن الرفعة والكرامة لمن قتلوا في سبيل الله اذ هم احياء عند ربهم يرزقون قال الله تعالى في كتابه ويستبشرون فرحين بما اتاهم الله من فضله هم في حواصل طير خضر وكما سبق تسرح الطيور بهم في انحاء الجنة فبين عشية وضحاها بل في في لمح البصر ما هو الا ان قتلوا في سبيل الله الا وقد تحولوا بعد القتل وعلى التو الى حواصل طير خضر دخلت ارواحهم فيها تلك الطيور التي تمر على الجنة تأكل منها وتأوي الى القناديل المعلقة بعرش الرحمن ففضل ونعيم لا يتصوران ان تكون الان في هذه الدنيا بما فيها من كرب ونكد وبلاء وكبد وهموم وغموم وتتحول في لمح البصر بقتلك في سبيل الله الى ان تدخل روحك في حواصل طير خضر تسرح بها في الجنة كيف تشاء فيا له من نعيم مقيم لا خوف على صاحبه ولا هو يحزن قال تعالى ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون لا خوف عليهم مما هو ات فلا خوف عليهم في قبورهم فقد امنهم الله من فتنة سؤال الملكين وسؤال القبر فتنته اعظم من فتنة المسيح الدجال ثبتنا الله واياكم عند السؤال سلمهم الله ونجاهم من فتنة القبر وسلمهم الله ونجاهم من الفزع الاكبر فقد قال تعالى في اقوام لا يحزنهم الفزع الاكبر لا خوف عليهم من الحساب ولا مما هو ات ولا يحزنون على ما قد فات لا يحزنون على ما فاتهم في دنياهم لا يلون على شيء فان الله تولى امرهم وهم اولادهم وازواجهم من بعدهم قال تعالى لا خوف عليهم ولا ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم قيل يستبشرون يبشرون فكأنهم يقولون يا من بعدنا يا للحياة الدنيا ابشروا ابشروا لا خوف عليكم اذا انتم قتلتم في سبيل الله ولا انتم تحزنون قال تعالى يستبشرون بنعمة من الله وفضل قيل في الفضل ما هو اعظم من النعمة فقيل ايضا النظر الى وجه الله الكريم ابشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين ثم ان الله اثنى عليهم ثناء حسنا اذ قال يستبشرون الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح ذكر اهل العلم وقد تقدم شيء من هذا ان اهل الشرك لما انصرفوا في طريقي وهم في طريق الرجوع الى مكة قال قائلهم مازا صنعتم لا محمدا قتلتم ولا الكواعب اردفتم فبئس ما صنعتم قال ما حصيلة النصر الذي حصدتموها محمد باق لم يمت عليه الصلاة والسلام وليس معكم اي نسوة من الغنائم ما غنمتم اشياء كبيرة اشياء لا محمدا قتلتم ولا الكواعب اردبتم ابو بكر وعمر ما زال على قيد الحياة فماذا صنعتم هلموا الى الى المدينة والى محمد واصحابه مرة اخرى لنستأصل البقية الباقية منهم فبلغ هذا الخبر الرسول عليه الصلاة والسلام فانتدب اصحابه قال لهم ان اهل الشرك اسمعوا قتلكم واستئصالكم فمن يخرج معي خرج افاضل الصحابة الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح وكان منهم ابو بكر وسائر فضلاء الصحابة والزبير فهؤلاء الذين اجابوا رسول الله لما دعاهم هم مجروحون وكان بهم قوة ايمان وطوق عزيم الى لقاء العدو لاستدراك ما قد فات فلما جاءهم المخوفون فقالوا لهم ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم زادهم هذا القول ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فقويت عزائمهم وقويت ثقتهم في الله عز وجل ولما انتدبهم الرسول اجابوا نداءه وزهب بهم النبي عليه الصلاة والسلام الى مكان يقال له حمراء الاسد للقاء المشركين فلما علم اهل الشرك بذلك اجتزأوا بالذي نالوه وانصرفوا الى مكة ولم يرجعوا بل قد قذف الله الرعب في قلوبهم فرجعوا الى مكة وسلم الله النبي واصحابه قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه قيل المعنى يخوفكم باوليائه انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه ان يخوفكم باوليائه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين قال سبحانه ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم وهذه فئة للنفاق الذين تخلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم احد فكما سلف فقد انسحب عبدالله بن ابي بن سلول بما يقارب ثلث الجيش بين يدي غزوة احد مما احدث اخلالا في صفوف المسلمين الا ان الله سبحانه وتعالى سلم ولو كان امثال هؤلاء متواجدين لازداد البلاء اذ له قال لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم اي لاسرعوا بالفساد بينكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين فهذا مجمل ما ورد في يوم احد وبالله تعالى التوفيق والباب مفتوح لاي سؤال يتعلق بهذه الغزوة المباركة واقول من بركاتها آآ ان الله اجتبى من المسلمين الشهداء فالبركة الخير الكثير او سبوت الخير في الشيء فقد يقول قائل وما بركة غزوة احد فبركتها هو كما سلف في الغايات المحمودة واي شيء ابرك من ان يتخذ من المؤمنين شهداء واي شيء ابرك من ان يتميز الصف المسلم فيعلم المسلم المؤمن من المنافق والمحب من المبغض والمتفاني في الدفاع عن رسول الله والمتخاذل عن الدفاع عن رسول الله فان الشدائد والفتن والمحن تصفي الناس وتزهر معادنهم فيظهر لك بالشدائد المحب المشفق ويظهر لك بالشدائد الشانئ المبغض فاذا المت بك بلية كانت هذه البلية سببا في اكتشافك لمحبيك باكتشافك لمبغضيك وقد كان ذلك او شيء منه يوم احد عرف اهل النفاق الذين قال احدهم لو كان لنا من الامر شيء ما قتلن ها هنا وعرف اهل الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتصديق ذلك قوله تعالى ما كان الله ليزر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسلهم ان يشاء الايات من الفوائد التي اشير لها من قبل ان الصف المسلم قد يعتري بعض افراده حب الدنيا ولا ادل على ذلك من كون بعض الصحابة قد خرج للقتال يريد الدنيا اذ له قال منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين قد يكون في الاوساط المسلمة من دخل فيهم يريد الحياة الدنيا لا يريد الاخرة بالدرجة الاولى وانما مراده الحياة الدنيا حتى قال بعض الصحابة والله والله ما كنت اظن ان فينا من يريد الدنيا حتى اخبرنا الله بذلك اذ قال منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة في الايات الكريمة ومن المأخوذ من قصة هذه الغزوة الادب مع الله فلا نتألى عليه ولا نشترط على ربنا شروطا فالنبي لما قال كيف يفلح قوم شجوا نبيهم انزل الله تعالى ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم قد تاب الله على بعضهم وحسن اسلامهم كخالد بن الوليد رضي الله عنه وغيره ايضا او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون فاذا نتأدب مع الله سبحانه وتعالى ويعلم ونحن لا نعلم ونحن لا نعلم هذه بعض الفوائد المستنبطة من هذه الغزوة وحتى لا تشاءم احد بجبل احد ان النبي صعد احدا وقال وقد اهتز بهم الجبل قسمة احد فان عليك نبي او صديق او شهيد او كما قال صلى الله عليه وسلم