فقرر اهل السنة والجماعة ان التوحيد الذي ينجي العبد في العبادة انما هو ان يوقن بان الله هو المستحق للعبادة وحده وان هذا هو معنى لا اله الا الله وان الربوبية توحيد الربوبية وهذا بين بان الادلة دلت على ان التوحيد الذي طلبه الله جل وعلا من الناس لما بعث اليهم الانبياء انما هو توحيد المتعلق بالاله المتعلق بالالوهية قال جل وعلا لما ارسل كل رسول كما في سورة الاعراف ان كل رسول يقول لقومه الا تعبدوا الا الله. وقال جل وعلا انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. فامر الله جل وعلا بهذا التوحيد الذي هو توحيد الالهية وهو عبادته وحده دون ما سواه يتضمن يتضمنه توحيد الالهية. فمن عبد الله وحده دون ما سواه فانه مؤمن بان الله هو ربه وحده مفارقة لطريقة الاشاعرة مثلا والمعتزلة والمتكلمين الذين قالوا ان التوحيد المطلوب من العبادة ان ينجيهم هو توحيد الربوبية فاذا كان كذلك فان الله اثبت ان المشركين الذين بعث بعث اليهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يوقنون بان الله هو ربهم وانه خالقهم ورازقهم ومدبر الامر. قل من يرزقكم من السماء والارض من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله يؤمنون بان الذي يفعل هذا هو الله جل وعلا هذا ربوبية لكن ما انجاه. لهذا غلط الاشاعرة ومنح نحوهم لما فسروا الاله بانه القادر على الاختراع وفسروا الاله تارة بانه المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما عداه كما قال صاحب السنوسية من كتبهم يقول يسمونها ام البراهين يعني التي فيها البراهين العقلية الكافية وهي ليست كذلك قال فمعنى لا اله الا الله لا مستغنيا عما سواه ولا مفتقرا اليه كل ما عداه الا الله اذ الاله هو هو المستغني عما سواه المفتقر اليه كل ما عداه. هذا كل احد يؤمن بان الرب بان الله جل وعلا مستغني عن الخلق وان الخلق مفتقرون اليك هذا يؤمن بها يؤمن به ابو جهل ويؤمن به كل الذين عارضوا الرسل ليس عندهم اشكال الاشكال ومعارضة الرسل في ان يوحد المعبود ان يذر الاصنام وان يتوجهوا بالعبادة الى اله واحد ولهذا في القرآن والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله يعني يستحق العبادة الا الله يستكبرون و لما قالوا في سورة صاد اجعل الالهة الها واحدا؟ اذا فهذا المنهج مهم في ان السلف والصحابة فمن بعد الى زماننا هذا ممن لزم هذا المنهج يعلمون ان الابتلاء وقع في الالوهية. وممن ابرز هذا اي ما ابراز وركز عليه الحافظ الامام ابن جرير الطبري في التفسير فركز عليه وهناك من قبله من ائمة السنة لكن هو كرر هذا المعنى في تفسيره في ذكر توحيد الربوبية نصا وتوحيد الالهية نص