تطعموا هذه المعاني بقلوبكم وانتم تقولون لربكم في كل ركعة اياك نعبد واياك نستعين اسأل الله تعالى ان يرزقني واياكم منها اوفر الحظ والنصيب جاء في الحديث الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ والله اني لاحبك ثم اوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك السلام عليكم واسطة عقد سورة الفاتحة هي قول الله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي هذه الاية العظيمة في فوائده كثيرة اكتفي منها في هذه الشذرة بثلاث. الاولى ان فيها تقديم المعبود سبحانه على فعل العبادة. وتقديم استعان به تعالى على فعل الاستعانة. فقد قال سبحانه اياك نعبد ولم يقل نعبدك. وقال اياك نستعين ولم يقل نستعينك. لان الفرق بين التعبيرين شاسع واسع. فاياك نعبد معناها لا نعبد الا اياك حسرة ولذلك يمتنع العطف على الظمير فلا يصح ان يقال اياك نعبد وغيرك فهي قاطعة الدلالة على افراد الله تعالى بالعبادة بنظمها وحده. اما نعبدك فليس فيها معنى الافراد بالعبادة قطعا ومعناها مفتقر الى نية قائلها لانه يحتمل ان يكون نعبدك وحدك ويحتمل ان يكون نعبدك او نعبد غيرك والعياذ بالله. وكذلك الحال في اياك نستعين. فليس لها بهذا النظم الا معنى واحد هو لا نستعين الا اياك. اما نستعينك فتحتمل الوجهين السابقين معا. الثانية انه قال اياك نعبد بنون الجمع ولم يقل اياك اعبد بهمزة الافراد. وقال واياك نستعين ولم يقل اياك استعين لان الاسلام دين جماعة وتكاتف وتعاون واتحاد. الثالثة ان ديما اياك نعبد على اياك نستعين فيه تقديم للغاية على الوسيلة. فعبادة الله تعالى هي الغاية من خلقه الثقلين. قال سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. والاستعانة بالله هي وسيلة تحقيق العبادة