يقول شيخنا احسن الله اليكم ورفع الله قدركم لا يخفى على شريف علمكم فضل ليلة القدر وما في قيامها من الاجر العظيم ومغفرة ما تقدم من الذنب. يقول ما هي نصيحتكم مع بداية دخول هذه العشر لكل من يريد قيام ليلة القدر؟ الحمدلله انصح بمناسبة دخول هذه العشر الاخيرة من رمضان بعدة امور. الامر الاول انصح الجميع بمضاعفة الجهد في هذه العشر وباستفراغ الطاقة التي يقدرون عليها في التعبدات في هذه العشر ليلا ونهارا. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخص هذه العشر بميزة زائدة على العشرين الاوليين. ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله. وفي البخاري من وفي مسلم او من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخر من رمضان. حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف ازواجه من بعده. فوصيتي بمضاعفة الجهود في التعبدات ليلا ونهارا. وبمضاعفة الجهد في الصلاة طولا وتكفيرا وبمضاعفة الجهد في ختم القرآن وتدبره وتعقله. فان النبي صلى الله عليه وسلم ندبنا الى زيادة الجهد ومضاعفته. فاياكم ايها المسلمون ان يغلبكم الكسل او ان تستولي عليكم او استولي عليكم الخمول والضعف والدعة بل ضاعفوا الجهود وانما هي ايام تسع او عشر وانما هي ليال تسع او عشر معدودات سوف ولكن سوف تجدون فيها مما يفرح قلوبكم ويسعد نفوسكم في صحائف اعمالكم ميزان الف شهر كما قال الله عز وجل ليلة القدر خير من الف شهر. الامر الثاني اوصيكم باستغلال وترها وشفعها ونهارها واياكم ان تفتحوا اسماعكم لهؤلاء الذين يقولون ليلة القدر هي ليلة كذا وليلة القدر ليلة كذا. فان هؤلاء لصوص يهجمون على همم الناس وعزائمهم فيفكرونها ويحصرونها في ليلة واحدة. وما اكثر ما ستسمعونه من مفسري الاحلام بان ليلة القدر ليلة سبع وعشرين او ليلة احدى وعشرين او الليلة الماضية او الليلة القابلة. فاوصيكم بالاجتهاد واقفال اذان عن هؤلاء وانما هي تسع ليال او عشر ليالي يجتهدها الانسان فيبقى سعيدا طيلة يعامه باذن الله عز وجل مع ما من اجور الاخرة. فالذي يقوم هذه الايام العشر اقسم بالله جزما انه سيدرك ليلة القدر. جزما يقينيا قاطعا ليس مغلوبا على الظن فيه لان العلماء يقولون بان ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. ولكن الذي يصدق هؤلاء ويستمع الى مثل هذه التفسيرات او التأويلات او الاراجيف. فانه ربما يقوم تلك الليلة ويفتر عما قبلها وعما بعدها. فاحذروا ممن يسرقون عزيمتكم بمثل هذه الاخبار التي تكثر في هذه العشر. الوصية الثالثة اوصي نفسي واخواني بتغليب جانب الخلوة في هذه العشر. لا سيما واننا ممنوعون بسبب الظروف الصحية من الاعتكاف في المساجد. نسأل الله ان يرفع عنا وعن المسلمين الوباء عاجلا فلا اقل من ان يخلو الانسان في غرفته او في مكان بعيد عن الناس. يقرأ كتاب الله ويتأمله ويتدبره فتكون الخلوة هي اعظم اجزاء ليله ونهاره. ليس معنى ذلك الا يختلط مع اخوانه واغله ويأكل معهم انما على الاقل ان تكون اغلب اوقاته في الخلوة في قراءة القرآن في كثرة الاذكار في التأمل في التدبر في الصلاة في معالجة معالجة اخطائه في التفكر في حاله مع الله عز وجل وهكذا. يعني مقاصد الاعتكاف ننقلها من المسجد الى البيت وان لم يسمى خلوتنا اعتكافا بالمعنى الحقيقي الا انه لا اقل من ان يكون متفقا معه ولو في صوره هذه وصاياي الثلاث والله اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد