المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واثني عليه الخير كله فهو المتوحد باستحقاق جميع انواع المحامد فالحمد له كثيرا كما انعم كثيرا. واسأله سبحانه ان يجعلني واياكم ممن يحمده ويشكره كما يحب ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا اذا اما بعد فاسأل الله جل جلاله لي ولكم ان يجعلنا ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر كما اسالوا المولى جل جلاله ان يجعلني واياكم ومن نحب من عباده واوليائه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واسأله ان يبارك لنا في اعمالنا واعمارنا وان يجعل قليل علمنا حجة لنا لا حجة علينا ثمان العلم والحرص عليه من علامات محبة الله جل وعلا للعبد قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فدل الحديث بمنطوقه على ان من تفقه في الدين وكان فقهه نافعا له انه من علامات ارادة الله جل وعلا به الخير ودل بمفهومه مفهوم المخالفة على ان من ترك العلم وسعى عنه الى غيره فانه ممن لم يرد الله به خيرا لانه ولا شك العلم يرفع العبد. كما قال جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فاهل الايمان مرفوعون عن غيرهم واهل العلم من اهل الايمان اعلى من عموم اهل الايمان بدرجات وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا فلله جل وعلا الحمد على ان وفق من وفق منا الى الاقبال على العلم والحرص عليه. فنسأل المولى جل جلاله ان يثبتنا على هذا السبيل وان يجعلنا ممن يرد حوض النبي عليه الصلاة والسلام غير مغيرين ولا مبدلين ولا محدثين انه سبحانه جواد كريم موضوع هذه المحاضرة ثمرات العلم ولا شك ان العلم له ثمرات ودل على ذلك قول الله جل وعلا يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فمن ثمراته المنصوص عليها في القرآن ان اهل العلم مرفوعون درجات ومن ثمراته المذكورة في القرآن ما جاء في سورة النساء في قوله جل وعلا ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا نعم. واذا لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. ومن يطع الله والرسول الذين هم من العلماء لم يتساووا في اثر العلم على الناس جميعا منهم من كان له الاثر العظيم لكنه اقل من السابق وهكذا. وكل اثرهم كان في العلم عظيم. لهذا نقول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين الاية فدلت الاية على ان الذي يعلم وعمل فان هذا خير له في دنياه وخير له في اخرته وانه ان اورثه العلم الطاعة فانه مع الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وفي القرآن لم يأمر الله جل وعلا نبيه ان يسأل المزيد من شيء الا من العلم. فقال سبحانه في سورة طه وقل ربي زدني علما وهذا مما يدلك على جلالة قدر العلم ان الله جل وعلا خص به انبياءه وخص اولياءه فان العبد كلما كان اكثر علما وعورته العلم ثمراته من العمل وغيره فانه اقرب الى ربه جل وعلا. قد قال سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء يعني ان احق الناس خشية لله جل وعلا الذين يعلمون الرب جل وعلا بذاته واسمائه وصفاته وما جاء في شريعة انبيائه عليهم الصلاة والسلام لا شك اذا ان للعلم ثمرات وثمرات العلم لا تستقصيها مثل هذه المحاضرة ولابد لكل احد منكم ان يسعى الى العلم اولا ثم ان يتفطن لنفسه ان سعى الى العلم هل حصل ثمرات العلم او وهل ناله من ثمرات العلم ما ناله العلماء من ذلك ام لم ينل من ذلك شيئا ام كان متوسطا الى اخر. لهذا نقول لا شك ان العلم الذي يعتني به الناس قسمان كما هو ظاهر في حياة الناس العلم الذي يعتني به الناس قسمان علم يراد للدنيا وعلم يراد للدين والدنيا يعطيها الله جل وعلا من يحب ومن لا يحب ولكن الدين لا يعطيه الله جل وعلا الا من يحب. وهذا كما جاء مأثورا فانه من معنى قوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. ومن معنى قوله خيركم من تعلم القرآن وعلمه والعلم لما كان منقسما الى علم يراد للدنيا والى علم يراد للدين فان العلماء نظروا في التفظيل بينهما. كما قال الشافعي رحمه الله لما اردت طلب العلم فاذا العلم علمان. علم لصلاح الابدان وعلم لصلاح الاديان انا ورقت فاذا العلم الذي لصلاح الابدان لا يعدو الدنيا واذا العلم الذي هو لصلاح الاديان للدنيا والاخرة فاقبلت على الفقه وتركت الطب. وكان هو ممن نال طرفا من علوم مختلفة من الطب والادب والفراسة الى اخره بهذا اذا قلنا ثمرات العلم فنعني بها العلم الذي هو اعظم فائدة واجزل عائلة وهو الذي يراد للدنيا والاخرة. الذي يصلح الله جل وعلا به الدنيا ويصلح الله جل وعلا به الاخرة دنيا العبد طالب العلم في نفسه واخرة العبد طالب العلم لنفسه وكذلك دنيا غيره والمجتمع وكذلك اخرة الامة جميعا كما سيأتي في ثمرات طلب العلم بهذا قال العلماء العلمان علم نافع وعلم غير نافع اما العلم النافع فهو العلم بالله جل وعلا يعني علم الدين العلم الذي يراد للاخرة الذي يصلح الله جل وعلا به دنيا العبد ويصلح الله به اخرته وهذا العلم هو في الحقيقة النافع لانه نفع العبد في حياته كلها وحياة العبد منقسمة الى حياة والى حياة اخرى. فحقيقة العلم النافع النفع المطلق الكامل هو علم الشريعة علم الدين العلم بالله جل وعلا وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبما انزل من حدود جل جلاله لهذا لما تكلم بعض السلف بالانساب وسئل هل علم الانساب من العلم النافع قال هو جهالته لا تضر يعني لا تضر العبد في دينه ولا تضر العبد في دنياه واخرته معا توجه الى ان يعتني طالب العلم بالعلم الذي ينفعه في دنياه وفي اخرته وهذا العلم النافع هو العلم الموروث عن النبي عليه الصلاة والسلام فقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث ابي موسى رضي الله عنه كما في الصحيح انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل الغيث الكثير اصاب ارظا. فكانت منها طائفة نقية قبلت الماء وانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها اجادوا امسكت الماء فاستقى الناس وشربوا وزرعوا وكان منها طائفة انما هي قيعان. لا تنبت كلعا ولا تمسك ماء. فذلك مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى ومثل من علم وعلم وهذا الحديث لا شك انه يدل على ان العلم الذي خص الله جل وعلا به انبياءه وخص اعلى الانبياء مقاما محمدا عليه الصلاة والسلام ان الثمرات هذه منها ما هو قاصر على العبد في نفسه ومنها ما هو متعدد منها ما هو قليل ومنها ما هو كثير العلم اعظم ما يورث تلعب خشية الله جل وعلا باعلى العلم هو العلم الذي ورثه النبي عليه الصلاة والسلام. لهذا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال العلماء الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر بهذا العلم النافع هو الذي له الثمرات التي سيأتي الحديث عن بعضها. فاذا العلم علمان علم نافع وعلم غير نافع. والعلم النافع هو علم الدين وهو الذي تكلم عنه شمس الدين ابن القيم رحمه الله تعالى تلميذ شيخ الاسلام ابن تيمية ناقل علمه وحافظ سيرته حيث قال في نونيته في ابياته المشهورة لما تكلم عن الجهل والعلم قال والجهل داء قاتل وشفاؤه امران في التركيب متفقان. نص من القرآن او من سنة وطبيب ذاك العالم الرب والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله ونعته وكذلك الاسماء للديان والامر والنهي الذي هو دينه وجزاؤه يوم المعاد والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان والله ما قال امرؤ متحذلق بسواه فهما الا من الهذيان الى اخر كلامه فجعل العلم النافع الذي يضاد الجهل ويثمر الثمرات النافعة العظيمة في الدنيا والاخرة جعله ثلاثة اقسام الاول علم باوصاف الاله ونعته. او وفعله. وهذا يعني به التوحيد. ولا شك ان التوحيد الذي هو حق الله على العبيد العلم به هو اعظم انواع العلوم. بل هو افضل العلوم لما؟ لان العلم يتنوع بتنوع المعلوم. والتوحيد يبحث في اي شيء يبحث في اسماء الله جل لو علا وفي صفاته وفيما يستحقه جل وعلا وفي حق الله جل وعلا على العبيد. وما يتصل بذلك. فاذا المعلوم بالتوحيد المعلوم بعلم التوحيد وما يتصل بالرب جل جلاله. وما يضاف اليه من نعوت الجلال واسماء الجمال والجلال. فلهذا طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله وهم كذلك كما هو في الصحيح اذا تبين هذا فاذا العلم يؤخذ عن اهله كان افضل العلوم التوحيد. قال العلماء لان فضل العلم بفضل المعلوم وشرف العلم بشرف معلوم ولهذا كان التوحيد افضل العلوم واشرفها. وايضا التوحيد هو افضل العلوم النافعة لان انه يصلح اعتقاد العبد. ويصلح باطنه. والنبي عليه الصلاة والسلام قال في بيان تفضيله وعظم قدره عليه الصلاة والسلام اني لاعلمكم بالله واخشاكم لله واتقاكم لله فكلما زاد العبد علما بالله جل جلاله وبما يستحقه وبما يضاف اليه جل وعلا كان لا شك اعلم فهذا من جهة ومن جهة اخرى فان العلم بالله جل جلاله والعلم بالتوحيد يورث صلاح الباطن يورث صلاح القلب. يورث صلاح العبد فيما بينه وبين الله جل جلاله. ولهذا قال العلماء ان عمل القلب متنوع وقول القلب هو اعتقاده اعتقاده في الله جل وعلا يعني العلم بالتوحيد وما يتصل بالاعتقاد هذا قول القلب والايمان قول وعمل ولابد من قول القلب وعمل القلب وقول القلب هو اعتقاده وعمل القلب متنوع ولابد من قول اللسان وعمل الجوارح في الايمان لهذا يعظم العبد اخلاصا ونية اذا كان له الحظ الاكبر من هذا العلم النافع الذي هو توحيد الله جل وعلا الا والعقيدة الصحيحة لهذا ينبغي لك ان تلحظ المعنى هذا في قوله عليه الصلاة والسلام انما الاعمال بالنيات وانما امرئ ما نوى. وفي رواية اخرى وانما لكل امرئ ما نوى. وقوله عليه الصلاة والسلام الا وان في الجسد مضغ واذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. والنية محلها القلب. فرجع الامر الى ان اعظم انواع العلم النافع هو علم التوحيد الذي به صلاح القلب والذي اذا صلح صلح القلب صلح الجسد كله. فاذا العلم هذا هو اعظم ما تتوجه له في طلبك للعلم لان العمل يأتي بعد ولان الصلاح يأتي بعد فاذا صح قلب العبد وصحت نيته وصح علمه جل جلاله ومعرفته بالله جل وعلا فانه ولا شك لابد ان يخشع ولابد ان ينيب الى ربه وان حصل منه غفلة فلابد انه يرجع سريعا ولا يكون معرضا عن الله جل وعلا العلم الثاني من العلوم النافعة بعد علم التوحيد الذي يشمل توحيد العبادة وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الربوبية هو علم الامر والنهي وهو علم الحلال والحرام علم ما يصح من عبادتك وما لا يصح. يعني علم الظاهر وهذا هو الذي يسمى علم الفقه وسمي علم الفقه لظاهر قول الله جل وعلا فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومه هم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون وما جاء في الاحاديث من ذكر الفقه. لكن في الحقيقة ان الفقه في الشريعة الفقه في القرآن الفقه هو الفهم الفقه هو الفهم فلهذا صار الفقيه هو العالم الذي يفهم معنى كلام الله جل وعلا وكلام رسوله الله عليه وسلم وهذا كما في قوله تعالى وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه. يعني ان يفهموه فاذا تسمية علم الفقه اللي هو يبتدأ من الصلاة الى اخره والصلاة يعني وما قبلها من الشروط طهارة المياه التي يتطهر بها وما يتصل بذلك هذا كله جعلوه كذلك لانه بعد الشهادتين فهما اعظم اركان الاسلام والا فالحقيقة بعض العلماء قسم الفقهاء الى قسمين فقه اكبر وفقه اصغر. وجعل الفقه الاكبر الذي هو التوحيد. وهذا لاجل ان يحظى التوحيد والفقه جميعا بقوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يفقهه يعني الفقه الاكبر والاصغر يعني التوحيد وعلم الحلال والحرام ابن القيم في هذه الابيات قال والامر والنهي الذي هو دينه الامر والنهي يعني العلم بالحلال والحرام يعني الفقه وهذا ولا شك انه من علم فانه سيصلي على وفق الشريعة. سيتطهر على وفق الشريعة يصوم على وفق الشريعة يحج على وفق الشريعة يبيع ويشتري على وفق الشريعة بل يعاشر اهله على وفق الشريعة. ففرق بين عالم وجاهل وليس سواء عالم وجهول. الفقه الامر والنهي يلاحقك في كل مكان. حتى في جلستك هذه يلاحقك الامر والنهي. والحلال والحرام والواجب والمندوب والمباح والمكروه الى اخره. فمن علم احكام الشريعة تصرف في احواله على وفق تلك الاحكام. فيكون مأجورا في كل حالة. لانه يفعل ما يفعل متذكرا حكم الشريعة ويتصرف على وفق ذلك. واذا اتى بعض الذي يريد ان يأتي يأتيه وهو يعلم ان الحكم كذا وكذا وان هذا يجوز في هذا الحال وهذا لا يجوز في هذا الحال. بخلاف من هو جاهل فانه لا يعلم الا قليلا فسيرتكب كثيرا من الاشياء وهو لا يعلم انه خالف يعصي ولا يعلم انه عصى يخالف ولا يعلم انه يخالف لهذا صار اعظم الناس علما بالحلال والحرام وبالفطر هم اشد الناس استغفارا لله جل وعلا. بل اعظم الناس علما هو المصطفى صلى الله عليه وسلم فانه يستغفر الله ويتوب اليه في المجلس الواحد مئة مرة. كما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام. لهذا فائدة عظم العلم بالحلال والحرام ان يمشي العبد وان يسير في احواله كلها على وفق العلم واحد يعاشر اهله يأتي يجلس مع اولاده يكلم زوجه اه يكلم اباه يكلم امه اذا كان غير اه عالم او غير طالب علم او ما يعرف الاحكام الشرعية المتعلقة بكل هذا فسيعاملهم بمقتضى الطبع بمقتضى ما يهوى او بمقتضى ما الف في بلده وفي مجتمعها وما يختاره مزاجه ورأيه. وهذا لا شك انه قد يكون ضلالا وقد يكون خروجا عن ما حكم الشرع لهذا الامر والنهي الذي هو دينه هذا اعظم العلوم النافعة بعد التوحيد. فمن كان عالما بالتوحيد عالما بالفقه فانه قد حظي على هذين النوعين من العلم النافع والعلم الثالث قال ابن القيم فيه وجزاؤه يوم المعاد الثاني هذه الاقسام العلوم الثلاثة والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان لان النوع الاول التوحيد الثاني الفقه الثالث ما يحصل يوم القيامة. علم الجزاء يوم القيامة. يعني ما يحصل القيامة وما يكون فيها وكيف يجازي الله العباد وما يجازي به الله العباد وكيف تكون الحسنات؟ وكيف تكون السيئات؟ وكيف يحاسب الانسان في قبره؟ وبما يحاسب والعقوبات ومكفرات الذنوب والمصائب الى اخر ذلك هذا لا شك من العلم العزيز الذي هو نور في صدور اهله ولهذا تجد ان القرآن كثير من اياته في القيامة. بل اكثر ما جاء في القرآن توحيد. ثم القيامة ثم الاوامر والنواهي عن الحلال والحرام والاحكام لم؟ لان الحقيقة صلاح او استقبال العبد للامر والنهي والحلال والحرام انما يكون بعد حسن توحيده وصلاح قلبه وبعد خوفه من الله جل وعلا وعلمه بما يكون يوم المعاد الثاني يوم القيامة فاذا العلم الذي هو العلم النافع ويوصى به والذي ثمراته ستأتي ان شاء الله تعالى من ثمراته هو هذا العلم الذي ذكره ابن القيم التوحيد الفقه ما يحصل يوم القيامة من بعد موتك الى ان يدخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار هذا العلم النافع ما مصدره من اين تتلقاه؟ لا شك ان العلم لابد ان يتلقى عن الله جل وعلا وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال ابن القيم بعدها والكل يعني كل هذه الاقسام العلوم في والكل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان العلماء ما وظيفتهم العلماء ورثة الانبياء بنص الحديث فاذا كان العلم في الكتاب والسنة فما وظيفة العلماء من الصحابة رضوان الله عليهم الى وقتنا الحاضر والى ان يرث الله الارض ومن عليها. العلماء ورثة الانبياء الانبياء مبلغون الانبياء مبشرون ومنذرون. يبلغون رسالات الله كما قال سبحانه الذين يبلغون رسالات الله ويخشون ولا يخشون احدا الا الله. فاذا العلماء وظيفتهم البلاغ. بيان الحق وعدم الكتمان. فلا بد ان يكون للنبي عليه الصلاة والسلام في كل زمان من اهل العلم من يصدعون باحكام الله جل وعلا ببيان التوحيد وبيان ظده من الشرك وبيان حقوق الله جل وعلا وبيان الحلال والحرام وبيان ما يقرب الناس الى الجنة ويباعدهم من النار. هذه مهمة الانبياء والمرسلين وهي البلاغ ان عليك الا البلاغ فاذا كان كذلك فاذا العالم يشرح للعامة يشرح للناس معاني كلام الله جل وعلا ومعاني رسوله. يبين الاحكام بما يعلم من دليل الاحكام من الكتاب والسنة او من اجماع اهل العلم او بما اجتهد في المجتهدون. فاذا العالم في الحقيقة في هذه الامة ورث نبينا عليه الصلاة والسلام. وهذه الامة ليس فيها نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام كان بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما مضى نبي جاء نبي الانبياء في بني اسرائيل كثير جدا عددهم. لكن في هذه الامة جعل الله جل وعلا العلماء يقومون مقام الانبياء في والارشاد والجهاد وبيان الحق وبيان ضده حتى يكون الناس على بصيرة وقد قال عليه الصلاة والسلام لا تزال واهل العلم هم الذين يبينون معاني الكتاب والسنة. رام طوائف من الخوارج وغيرهم راموا اخذ علمي عن غير الصحابة بل عن انفسهم فضلوا واضلوا. بل قال فيهم عليه الصلاة والسلام سيكون قوم حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من قول خير البرية يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم ولئن لقيتهم لاقتلنهم قتل عاد وهذا يدلك على ان الشأن ليس في اخذ العلم. يعني في اخذ القرآن في اخذ السنة وانما الشأن في الطريقة التي يؤخذ بها معنى القرآن ومعنى السنة ولهذا قال ابن القيم مبينا لك هذا المعنى قال والجهل داء قاتل وشفاؤه امران في التركيب متفقان شفاء الجهل نص من القرآن او من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني. لابد من طريق والا فان النبي عليه الصلاة والسلام ذم من لم ياخذ العلم عن اهله كما ذم الخوارج وكما ذم غيرهم. لهذا نقول العلم لا شك النافع الذي ينفع العبد في دنياه وفي اخرته وله من الثمرات ما سيأتي بيان بعضها هو العلم بهذه الاقسام وهذا طريقه ان العلم الذي يستقل به العبد فانه قد يكون فيه من البلاء عليه ومن الغلط ما لا تؤمن معه العاقبة لهذا نقول انه اذا اتضح ذلك وبان لك ان العلم اعظم ما تسعى اليه وان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وان النبي عليه الصلاة والسلام شبه الذي قبل الهدى والعلم الذي جاء به عليه الصلاة والسلام بالارض النقية الطيبة التي حفظت الماء وانبتت الكلأ والعشب الكثير فنفعت الناس قال فذلك مثل من علم وعلم اذا علمت هذا وعلمت عظم هذا المثل وان اعظم من اخذ وقبل هدى الله جل وعلا الذي بعث عليه الصلاة والسلام هو من علم فعلم زادك هذا حرصا على العلم واخذا له وشغفا به ومحافظة عليه وحرصا على طريق اهله وهم العلماء ورثوا محمدا عليه الصلاة والسلام اذا تبين هذا نقول ان العلم له ثمرات عظيمة لمن اخذه بحق وهذه الثمرات يعني الفوائد والنتائج تراها مثمرة للعبد في نفسه وتراها مثمرة لمن اخذ العلم ايضا في غيره فتمرات العلم لا تقتصر على العبد في نفسه بل العلم يثمر لمن حمله بحق يثمر في نفسه وفي غيره كل بحسب ما قدر الله جل وعلا له. لا شك ان العلماء في انواع ثمارهم لا يتساوون. لا يتساوون. كذلك طلبة العلم لا يتساوون. فصحابة النبي عليه الصلاة والسلام ولا شك ان الايمان عند اهل السنة والجماعة يتبعظ ويزيد وينقص بهذا من اعظم ما يزيد به الايمان العلم والعلم يورث الخشية فرجع الامر الى ان من ثمرات العلم على طالب العلم ان يكون ذا خشية من الله جل وعلا وحقيقة الخشية التي قال فيها جل جلاله في وصف اهلها انما يخشى الله من عباده العلماء حقيقة هذه الخشية انه خوف لكن مع عدم اضطراب الخوف يكون معه عدم اضطراب ويكون معه عدم سكينة ولهذا كان الخوف عامة قال خاف فلان من عدوه وخاف من من النار وخاف من الاسد وخاف من من المرض وخاف من هذا الخوف يحدث للعبد نوعا من الاضطراب. لكن اذا كان الخوف خوف خشية فان هذا هو خوف الملائكة وخوف الانبياء الذي هو خوف الخشية. لهذا جعل الله جل وعلا العلماء خوفهم منه جل جلاله خوف خشية. فقال انما يخشى انما يخشى الله من عباده العلماء لما كان الايمان يتبعظ كذلك الخشية تتبعظ. لهذا العلم كلما زاد كلما قاد صاحبه الى الخشية واذا كان اظعف خشية تارة فانه يذكر صاحبه بان يعود الى خوف الله جل وعلا وخشيته والاناث لهذا قال بعض اهل العلم طلبنا العلم وليس لنا نية فجاءت النية بعد لماذا؟ طلب العلم بدون نية طلب العلم تبع زملائه وتبع اصدقاءه او طاعة لوالديه او لاي سبب من الاسباب. ما كان له نية صالحة فيه او ما كان له نية في العلم بالله جل وعلا وتعظيم خشيته والانابة اليه ثم لما اخذ طرفا من العلوم قاده ذلك الى خشية الله جل وعلا. لهذا اعظم ما يثمر العلم في العبد ان يكون ذا خشية من الله جل وعلا وان يكون مجلا له سبحانه خائفة من ثمرات العلم ان يكون العبد مخلصا العلم النافع الذي هو التوحيد يقود الى الاخلاص لانه يعلم من علم التوحيد رفع به الرأس وحافظ عليه ولم يهجره الى غيره بل تمسك به دائما يلاحقه في اخلاصه. يلاحقه في نيته يلاحقه في تعظيم حق ربه جل وعلا ويلاحقه في نبذ الشرك بانواعه من الشرك الاكبر والعياذ بالله والاصغر وهو كثير في زماننا هذا وكذلك الخفي الذي هو في هذه الامة اخفى من دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في ظلمة الليل بعض الناس يقول الحمد لله اننا مخلصين وصادق ما ما عندنا ولله الحمد شرك ولا لا التوحيد يدلك على الاخلاص في كل شيء يلاحقك كيف تخلص في طلبك للعلم؟ كيف تخلص في معاملتك لوالديك؟ كيف تخلص في معاملتك لاهله؟ كيف تخلص في عملك؟ لان في الجميع مع من؟ مع رب العالمين جل جلاله. فالاخلاص بان يكون القصد وجه الله جل وعلا هذا شرط العمل. انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى. لهذا جاء في بر الوالدين لما ذكر الله جل وعلا في سورة الاسراء الامر ببر الوالدين ذكر الله جل وعلا بالاخلاص ثم قال سبحانه فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ربكم اعلم بما في نفوسكم. ان تكونوا صالحين فانه كان للاوابين غفورا قال العلماء لابد للانسان اذا رأى والديه في حال الكبر لابد ان يكون عنده نوع ملل لابد انه يكون عنده نوع فتور ورغبة في انه لا يفعل هذا الشيء نوادر من يكون صابرا محتسبا في كل حركة وفي كل قول وفي كل عمل. قال سبحانه ربكم اعلم بما في نفوسكم. هل تعملون هذا احتسابا وامتثالا ورغبة فيما عند الله جل وعلا او تعملونه كرها. ان تكونوا صالحين اذا صلحت منكم القلوب باطنا والنية باطنا وصلحت منكم والاعمال ظاهرة فانه كان للاوابين الذين يكثرون الرجوع اليه استغفارا مما قد يحصل من القصور غفورا يغفر الذنب مغفرة واسعة هذا تنبيه للاخلاص في معاملة ما فكيف في معاملة لاهل؟ معاملة للاولاد تعامل مع اهل الحقوق جميعا سواء كانوا كبارا ام صغارا؟ اذا اعظم ما يثمر العلم انه يلاحق العلم النافع يلاحق صاحبه بالاخلاص في كل عمل. لهذا ذكر العلماء ان الاخلاص في كل عمل الاخلاص في اي عمل له قدر مشترك في كل الاعمال وكل عمل له اخلاص ونية تخصه فالاخلاص في جميع الاعمال هو ان يكون القصد وجه الله جل وعلا لا الدنيا. هذا قدر مشترك في كل عمل والاخلاص في كل عمل يعني في الاعمال اه في كل عمل عمل هذا بحسب ذاك العمل. فالاخلاص في طلب العلم ما هو قال العلماء ان ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره ينوي ان نتعلم ليرفع الجهل عن نفسه في عمل بنية بعمل موافق الشريعة وان يعلم ليعلم غيره ويبلغ شريعة الله جل وعلا. الاخلاص في بر الوالدين له حال. الاخلاص في العمل له حال الى اخره. الاخلاص في الجهاد له حال اذا الاخلاص في الدعوة له ايضا تعريف. اذا فهذا من عظيم ما تطلبه وتسجله من الفوائد عندك. ان تتطلب الاخلاص العام الاخلاص الخاص فاعظم ما يلاحقك به العلم ويثمر في قلبك الثمرات النافعة انه يلاحقك في الاخلاص ان تكون مخلصا الله جل وعلا في جميع احواله ولقد قال ابن القيم رحمه الله في ذكر المخلصين قال فلواحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحق والايمان يعني كن في جميع اعمالك لله الواحد الاحد من ثمرات العلم ان العلم يورث العمل الصالح. العلم النافع لابد لصاحبه ان يكون ذا عمل يعني ان يعمل بما علم اما الذي لا يعمل بما علم فهو داخل في قول الله جل وعلا اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب قال السلف رحمهم الله العلم يورث العمل ويهتف بالعمل فان اجابه والا ارتحل. فصار للعلم مع العمل له شأنان الاول ان العلم يورث العمل. من علم علما نافعا لابد انه يخشى الله ويتقيه ويحافظ على الفرائض ويجتنب المحرمات واهل العلم في ذلك درجات وايضا العلم يهتف بالعمل العلم دائما يطلب من صاحبه ان يعمل. فان اجاب يعني ان وجد العلم من صاحبه العمل والا ارتحل عنه ولذلك شيخ الاسلام رحمه الله ذكر من فوائد قوله تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا قال من فوائد الاية ان الفعل والعمل لما امر به العبد وعلم يورث الخيرية له ويورث الثبات. قال فكان خيرا لهم واشد تثبيتا. تثبيت في ايش؟ قال تثبيتا في الايمان وتثبيتا للمعلومات. ولهذا نرى من علمائنا الصالحين حفظهم الله جل وعلا ونفع بهم. نرى منهم العمل الصالح مما ثبت العلم في قلوبهم وفي صدورهم فنفعوا الناس عقودا من السنين عشرات السنين وهم ينفعون الناس وذلك من فظل الله جل وعلا عليهم ونعمته ختم الله جل وعلا لهم بخير اذا لابد لك اذا اردت العلم ان يثمر العلم الذي تعلمه العمل. كيف يثمر العمل يعني اعظم العمل صلاح القلب بانواع اعمال القلوب بان اعمال القلوب شأنها عظيم اعمال القلوب من مثل الاخلاص لله جل وعلا ومن مثل التوكل على الله جل وعلا انابة اليه خشية الرب جل وعلا محبته خوف منه سبحانه وتعالى الرغب وحسن الظن به اعمال القلوب من جهة عدم الكبر التواضع لله جل وعلا. تحقير النفس في ذات الله جل وعلا الى اخره اعمال القلوب يجب ان تفتش عنها لانها واجبات وكثير من الناس يغفل عنها ثم العمل اعمال الجوارح منها اتيان الفرائض وترك المحرمات المسابقة في النوافل مسابقة في النوافل من الصلاة والصيام والصدقات العلم النفل والدعوة النفل الى اخره هذا كله مما يثبت العلم ويجعل العبد مؤتمرا بالمعروف منتهيا عن المنكر لا شك الموظوع يطول تفصيله لكن هذه اشارات اه لعلها تكون مفتاحا لكم في مدارسة غيرها ايضا من ثمرات العلم وهو اعظم الثمرات والصلاح طالب العلم والعالم يثمر علمه الذي يحمله ان يكون صالحا ومن هو الصالح اهل التفسير علماء التفسير فسروا الصالح في الايات التي وردت بان الصالح من عباد الله هو القائم بحقوق الله وحقوق عباده هذا هو الصالح من قام بحقوق الله وحقوق العباد فهو الصالح اذا الحقوق عظيمة فالعلم يورث ويثمر لصاحبه ان يكون صالحا يعني قائما بحقوق الله باتيانه الفرائض والنوافل مسابقة في الخيرات بحسب ما قدر له وان يكون قائما بحقوق العباد. حقوق العباد اعني جميع انواع العباد من المسلمين ومن غيرهم هذه الحقوق التي نص الله جل وعلا عليها في القرآن او جاءت في السنة او اجمع عليها اهل العلم لا شك ان القيام بها دين والعلم اذا تعلم الانسان القرآن وتعلم السنة ورأى هذه الحقوق فلابد ان يمتثلها. والا فانه سيكون غير قائم بحقوق العلم ما هذه الحقوق؟ حق الله جل وعلا اعظمه اعظم حق لله التوحيد وقد ذكرنا لك طرفا مما يتصل بهذا يعني الصالح من عباد الله الذي علم فاصلحه الله جل وعلا لا تجده زاهدا في التوحيد ليش؟ لان التوحيد بالخصوص والعقيدة بالخصوص تنسى وتأتي الشواغل عنها فيقع العبد في ظدها وهو لا يعلم تقارن في ذلك بينما عليه الناس الان في امر التوحيد وامر الحساسية في الالفاظ وما يتصل بالشرك وما كانوا عليه في هذه البلاد من خمسين سنة كيف كانت الحساسية؟ وكيف كان الشعور؟ الان تجد بعض الصغار وبعض النساء وبعض يفعلون اشياء وين التوحيد؟ اذا وين الثمرات كيف صار صالحا قائما بحقوق الله وهو ما رفع بذلك الرأس وتحمس له وعلمه وعلمه وبلغ اذا الصلاح يورث لا شك القيام بحقوق الله جل وعلا. وكلما زاد العبد معرفة بحق الله حرصا على التوحيد ومفرداته جميعا. وزاد خوفا من الشرك وانواعه لهذا قال ابراهيم الخليل عليه السلام الذي هو اعلم اهل زمانه بالله جل وعلا سائلا ربه قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام قال ابراهيم التيمي كما تعلمون في تفسير الاية لما تلى الاية قال ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم كان ابراهيم الخليل عليه السلام ما امن البلاء بعبادة الاصنام فسأل ربه ان يجنبه وان يجنب بنيه عبادة الاصنام؟ قال من يأمن البلاء بعد وقد جاء رجل الى الامام مالك رحمه الله تعالى وقال له يا امامنا نرى منك كل امر جميل. لكنك لا تجاهد في سبيل الله فقال ان من عباد الله من فتح له باب الصلاة نحن لا نأمن واذا امنت من امن الله على نفسه طرفة عين اتاه الله على غرة فالله جل وعلا يستدرج العباد ثم القسم الثاني القيام بحقوق العباد حقوق الله جل وعلا في الحلال والحرام ما احله وما حرمه فتيان الفرائض والمحافظة عليها في اوقاتها وتحريم المحرمات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الجهاد في كل زمان بحسبه هذه لا شك كلها فرائض ومن ثمرات العلم كما سيأتي بسط بعضها حقوق العباد هذي من ثمرات الصلاح بهذا تجد طالب العلم الحق يخشى من حقوق العباد لما؟ لانه يعلم ان حق الله جل وعلا مبني على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاحة. الله جل وعلا واكرم الاكرمين واجود الاجودين وارحم الراحمين يغفر سبحانه ولا يبالي لكن العباد يوم القيامة ما في الا المشاحة عطني ولهذا يخشى العبد من التفريط بحقوق العباد. وحقوق العباد متنوعة كثيرة وقد ذكرناها اه مفصلة في محاضرة في بيان الحقوق من ثمرات العلم ان العلم يورث في طالب العلم الاقتداء باهله ولقد كان السلف يظنون بطالب العلم خيرا اذا كان يصاحب الاشياء ويظنون به شرا اذا كان يصاحب الاحداث كما جاء في جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر رحمه الله بان صحبة الاشياخ والكبار تحمل على ان يقتدي بهم وان يرى العلم ويرى فهم العلم ومعاني التنزيل ومعاني وكيف يتعامل مع الاشياء يراها امامه. واذا كان لا يصاحب من اخذ العلم قبله و عقد مع العلم قلبه سنين عددا اذا كان لا يصاحبه وانما يصاحب الاحداث فانه لا بد ان يكون عنده نقص وربما شرط كما جاء في قول من سلف وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف العلم يتوارثه العلماء هديا وصمتا ودلا ويتفاوتون فيما بينهم في التزام ما دل عليه العلم ولا شك لكن العلم والعمل محفوظ في اهل العلم واهل الحديث والسنة بلا شك ويتفاوتون فيه فطالب العلم يثمر العلم فيه انه يحب العلم ويحب اهله ويقتدي بهم والعلم واهل العلم لهم منهاج يتوارثونه ربما لا يكون ذلك موجودا في كل كتاب او في كل شرح او بيان. لكن اهل العلم يقتد الخالق منهم بالسالف. اعني اهل العلم بالسنة محققين بهدي السلف يعني ليس علماء الضلالة والبدع لا يدخلون في ذلك لهذا فطالب العلم يثمر له العلم ان ينهج نهج العلماء وان يقتدي بهم وان ينظر سيرتهم من علامات العلم النافع ان يسير المرء سيرة اهل العلم. ومن علامات ان العلم لم يثمر الثمرات النافعة في صاحبه انه يهجر اهل العلم او انه ينال منهم والعياذ بالله او انه يستهزئ بهم او يحتقرهم ويظن ان الخير ليس عندهم وانما عند غيرهم والله جل وعلا بين ان العلماء هم المرفوعون درجات من ثمرات العلم على اهله ان العلم النافع يورث صاحبه التؤدة وعدم العجلة الا في الخير ولما قيل لابي ذر رضي الله عنه في بعض اموره التي استعجل فيها من امور العبادات وقيل له ان العجلة مذمومة. قال ليس كل عجلة مذمومة العجلة الى الله الى العبادة محمودة والا لو كانت مذمومة لم يقل موسى لربه جل جلاله وعجلت اليك ربي لترضى فاذا كان الواحد يستعجل بالذهاب للمسجد فيجي واحد يقول له لا تستعجل يستعجل في خير كما قال الشافعي اذا هبت رياحك فاغتنمها فان لكل عاصفة سكون جاء امر من الخير تخشى ان يفوت فيك نشاط لقيام الليل ما يأتي دائما فيك نشاط لحفظ القرآن ما يأتي دائما فيك نشاط لامر معروف النهي عن المنكر لا يأتي دائما فيك نشاط لدعوة لا يأتي دائما فالعجلة في الخير يعني الاستعجال فيما يحب الله جل وعلا ويرضى من الاقوال والاعمال لا شك ان هذا محمول. لكن العلم يورث صاحبه التؤدة والحلم والاناة في شأنه كله والتؤدة والاناد والحلم من الخصال المحمودة التي تفيد المرأة في علمه وتعلمه وكذلك في تعامله مع الناس ومن ثمرات العلم ايضا ان العلم يورث صاحب التواضع فلا تجد عالما متكبرا يعني بالكبر انه يرد الحق ويغمط الناس لا يقبل الحق ويحتقر الناس يقع في الناس هذه ليست من صفات اهل العلم فكلما زاد العبد في العلم رسوخا صار العلم في حقه نافعا كلما تواضع لله جل او على قد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد لا تجد طالب علم متحقق بالعلم يفتخر يعني افتخار الجاهلية يفتخر بنسبه ويحقر الناس في انسابهم ولا تجد طالب علم متحقق بالعلم يرى نفسه اعظم من الاخرين بل كلما كان العلم انفع في حقه كلما ظن ان طلبة العلم الاخرين انهم انفع للعباد وانهم اخشى لله جل وعلا ويحتقر نفسه ويتواضع لله جل وعلا لانه يعلم من ما يعلم ويتعاون معهم على الخير والهدى ويبذل ما يستطيع الحسد يكون بين طلبة العلم ويكون بين العلماء قد حصل في الزمن الاول كما انه باق يحصل في كل زمان. لكن لا شك ان العلم يوجب على العبد ان يكون متواضعا نعم ويوجب على العبد ان لا يكون حاسدا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء صار فلان احفظ مني او صار اعلم او صار انفع للعباد او صار الواحد يفرح ان يقوم قائم بحق الله جل وعلا وحق العباد. وان يؤدي هذه المهمة وان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وان يدعو الى الله جل وعلا. ان كان فلان مثلا اذكر من فلان او اذكى او احفظ او اعلم يقع فيه ولا اه يتتبع غلطاته او تجد انه يلمز فلان او لان مؤلفات هذا اكثر او لان مؤلفة فلان نفع او نحوه تجد انه ويطعن فيها ونحو ذلك لا شك ان العلم يجعل صاحبه لا يتحاسب مع اخوانه ولا يحقر اخاه قد قال عليه الصلاة والسلام بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم اسأل الله جل وعلا ان يجنبني واياكم وان يجنب اخواننا ذلك ونستمع للاذى. ومن ثمرات العلم ايضا ان العلم النافع الذي ذكرناه يورث اصحابه وحملته الخلق الجميل والنعت الفاضل في اقوالهم وفي اعمالهم ولهذا احق الناس بالاخلاق الفاضلة هم العلماء لانهم ورثة محمد عليه الصلاة والسلام. والنبي عليه الصلاة والسلام قال فيه ربنا جل جلاله وانك لعلى خلق عظيم فاهل العلم كما يرثون العلم يرثون الخلق الفاضل. ويرثون الكلام الجميل. والعفو عمن اساء. ويرثون كل خصلة خير بهذا العلم يثمر في صاحبه ان يكون عف اللسان الا يكون بذيئ اللسان اما من كان سبابا شتاما يقع في هذا ويقع في هذا ونحو ذلك هذا في الحقيقة لم يتحقق بالعلم ولم يثمر فيه العلم ثمرة نافعة العلم يورث الخلق الحميد في تعامل الانسان في بيته. يورث الخلق الحميد في تعامل الانسان مع من يخطئ عليه. ومع من يتعدى عليه فكيف بما يفعله الانسان مع غيره ابتداء؟ لا شك ان العالم هو احق الناس بطالب العلم هو احق الناس بالاخلاق الفاضلة بان يبذل الندى ويعفو عن من اساء وان يكون لسانه طيبا وفعله طيب وان يتحلى بخلق النبي عليه الصلاة والسلام ما استطاع كما ذكرت لك في البداية ان ثمرات العلم تأخذها من حياة العلماء بعدما تنظر فيما دل عليه الدليل وهدي السلف لا شك انها كثيرة متعددة ومتنوعة لكن لعله فيما ذكر اشارة الى ما طوي. واسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن علم فعمل وعلم وان يجعل علمنا حجة لنا وان يقينا شرور انفسنا ونسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفقني واياكم الى ما يحب ويرضى وان يختم لنا بالخاتمة الحسنى اللهم وفقنا لما فيه رضاك وجنبنا ما فيه سخطك يا اكرم الاكرمين. نسألك اللهم ان توفق ولاة امورنا الى ما فيه الصلاح. وان تهيأ لهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتحثهم عليه. واعن علماءنا على كل خير واجزهم خير الجزاء على ما قدموا وبذلوا. انك جواد كريم تجزي وتعظم الجزاء وتعظم الاجر والثواب اللهم فاعظم اجورهم وثبت اقوالهم واعمالهم وانفعنا علومهم يا اكرم الاكرمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. اما بعد جزى الله فضيلة الشيخ على ما قال. نسأل الله تعالى ان ينفعنا بما قال وان يجعله حجة لنا لا علينا والاسئلة ايها الاخوة كثيرة وبمقدمة هذه الاسئلة طلبات الشيخ ترى الاسئلة يعني بعض الاخوة يقول من الاسئلة اذا صارت كثيرة ما يمكن الجواب عنها جميعا وهذا صحيح لكننا نستفيد من كثرة الاسئلة في موضوعات المحاضرات لان ذلك المحاضرات كثيرة الاسئلة تخرج موضوعات وتخرج حاجات الاخوة وطلبة العلم والشباب فيستفاد من السؤال احيانا في عناصر محاضرة جديدة يستفاد من الاسئلة في معالجة موظوع يستفاد من الاسئلة في بيان في الخطبة لهذا الاسئلة تنفع وان لم يلقى منها الا القليل جزاكم الله خير يقول السائل فضيلة الشيخ حفظك الله ورعاك واياك ما رأيك في من يتعلم العلم اجل الدين والدنيا ولكن هدفه الاساسي هو نيل الشهادة العلمية والوظيفة ولكم جزيل الشكر الحمد لله العلم لا شك انه عبادة العبادة لابد لها من الاخلاص فيها فاذا طلب العلم للدنيا فقط درس في الكلية وهمه بس فقط انه يخرج ويتوظف يعني المقصود بالعلم العلم الشرعي فهذا نيته فاسدة ويخشى ان يكون داخلا بعموم قوله جل وعلا بسورة هود من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. وقد ادخل في معنى الاية السلف اشياء مما هي دون اه العمل دون اظهار الاسلام وابطال الكفر وهي مبينة في باب في كتاب التوحيد مع شرحه في ذكر الاربع صور الداخلة فيه فالذي يعمل العمل الصالح من العمل العبادي. يريد به الدنيا هذا لا شك انه على خطر عظيم وعمله نوع من انواع الشرك. لان العمل عبادة عمل الصالح العلم الصلاة الدعوة كل هذه عبادة يريدها للدنيا هذه لا شك انه من الشرك بالله جل وعلا نسأل الله العافية والسلامة لكن السؤال هنا من اراد طلب العلم الشرعي في الكليات مثلا او اخذ الشهادة العالية من الماجستير والدكتوراة كيف يصحح نيته كيف يجعل عمله هذا لله؟ فمنذ ان يدخل الكلية من الصباح الى ان يخرج وهو بعبادة لان نيته صالحة كيف يحصل ذلك؟ يحصل بما ذكرنا لك بان يخلص القصد بان يكون قصده من طلب العلم في هذه كلية ان يكون قصده ان يرفع الجهل عن نفسه قصده ان يتعلم علما يقي به الجهالة في الدين عن نفسه. تعلم علم العقيدة في الفقه الحلال والحرام الحديث شرح بيان تفسير حفظ القرآن من نظر الى هذه الامور فجعل دخوله لهذه الكلية وتحظيره لرسالة ماجستير دكتوراة انها تعينه على رفع الجهالة عن نفسه فهذا نيته صالحة. فيكون بعد ذلك ما يحصله من الدنيا تكون تبع لذلك لا قصدا. لتكون تبع بعد ما ينويه من النية الصالحة. هذا لا بأس به ذكر السلف في ذلك كما ذكرت لكم قال طلبنا العلم لغير الله فابى ان يكون الا لله كما قال ابن مبارك وغيره آآ يعني طلبنا العلم لغير الله يعني في اول الطلب ما كان عندنا نية خالصة لكن علمنا لما تعلمنا انه يجب الاخلاص ويجب ان يكون العلم لله ابى العلم ان تكون النية الا لله. وهذا لا شك من الموضوعات المهمة التي يجب على طلاب العلم ان يعتنوا بها. اما العلم غير الشرعي مثل اللي انه يطلب علم طب او علم العلوم المختلفة او يتخصص في الرياضيات او في الفيزيا او في الكيميا او في آآ الهندسة او في الكمبيوتر او وفي نوع من العلوم التي تراد للدنيا فان هذه العلوم لا شك ان قيام طائفة من المؤمنين بها من فروظ الكفايات لا بد ان تقوم طائفا بها. لانها اذا قام بها طائفة من المؤمنين قويت الامة وقوي اهل الاسلام واكتفوا عن غيرهم الى غير ذلك من التعليلات المعروفة. لهذا قال العلماء تعلم هذه الامور ايضا يدخل في فروض الكفايات اذا كانت الحاجة اليها من الضروريات. والحاجة اليها الان للامة من الضروريات كما هو واضح فكيف تكون النية؟ ان ينوي في طلبه لهذه العلوم ان تعتز الامة وتقوى وان ينفع المسلمين في بلاده وفي غيرهم بعلمه هذا اذا نوى هذه النية الصالحة لان هذه نية قروظ الكفايات الصناعية فانه يكون على خير ويؤجر ان شاء الله تعالى ولكن لو طلب بها الدنيا المحضة يعني العلوم التي تراد بالدنيا لو طلب بها الدنيا المحضة بعض العلماء يقول انه لا يأثم بذلك لانها في الاصل تراد للدنيا. نعم يقول السائل فضيلة الشيخ منذ زمن وانا اطلب العلم لكن لا ارى له اثرا علي وعلى اهلي الا قليلا. فما سبب ذلك؟ وما ما هو علاجك كون العبد طالب العلم يحس بتقصيره هذا من ثمرات العلم يحس بان العلم لم يثمر فيه وانه لابد له ان يجاهد نفسه. هذا من ثمرات العلم النافعة لان العلم الناس يفتح لهم فيه وليس كل احد يفتح له في جميع العلوم. وليس كل احد يفتح له في علم معين بنفسه. وليس كل احد ايضا يفتح له العمل وان من عباد الله من فتح له باب الصيام وان من عباد الله من فتح له باب الحج وان من عباد الله من فتح له باب الجهاد وان من عباد الله من فتح له باب العلم والتعليم وانا ممن فتح لي هذا الباب ورضيت بما فتح الله لي يعني انه يصعب ان يقيم الانسان نفسه. لانه يثمر العلم فيه في كل ميدان. هذا صعب. وربما كان من تكبير ما لا يطاق يعني صعب انه في كل ميدان يكون طالب العلم موجودا يعني يكون طالب علم ويعلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في كل وقت ويدعو الى الله ويكون في كل وقت ويقوم بحقوق والديه وحقوق اولاده في كل وقت ويقوم بالحقوق العامة في كل وقت يعني كثرتها صعب ان يقوم بها واحد من اهل العلم نعم قد يهيئ الله جل وعلا من عباده من يقوم بهذه جميعا وهذه مقامات الائمة هؤلاء نوادر في الامة مقامات المجددين وهؤلاء لا ينبغي للانسان ان يقيم نفسه بهم. اذا فهذا الذي يقول ما رأيت العلم اثمر في عليك المجاهدة في نفسك ولا تحتقر نفسك او لا تقل العلم الم ينفعني او انا لم انتفع بالعلم فساترك العلم لا العلم لابد ان يؤثر باتيان الفرائض وترك المحرمات وتعليم العلم وبالكلمة الطيبة وتؤثر مهما كان التأثير قليلا لكن لابد ان يكون ذلك مؤثرا يعني العلم. اما اذا كان العلم لم يثمر بمعنى ان صاحبه يرتكب المحرمات ويغشى الكبائر والعياذ بالله ويفرط بالفرائض. او اه يترك حقوق العباد او يعتدي على العباد في اموالهم او في اعراضهم. او في اه ذواتهم ونحو ذلك فهذا يجب عليه التوبة الى الله جل وعلا والانابة اليه والعلم يكون وبال عليه. نسأل الله جل وعلا العافية والسلامة يقول السائل فضيلة الشيخ ماذا يقصد اهل الاصول بقولهم والعامي؟ يقلد اهل العلم. هل معنى ان العامي يجب عليه ان يقلد اذا احد العلماء في كل فتواه ام ماذا ارجو بيان ذلك التقليب معناه قبول قول الغيب من غير حجة وهو جائز باتفاق اهل العلم في مواضع منها في حال العامي الذي جاء فيه السؤال فان العامية لا يعلم الادلة ولا يعلم الاحكام فيجب عليه ان يسأل كما قال جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فاذا كان لا يعلم حكم الله جل وعلا فانه يجب عليه السؤال. والعامي ليس وصفا واحدا. بل العامية تتجزأ. فقد يكون طالب العلم عاميا في مسائل لا يعلم الحكم في مسائل فيجب عليه ان يسأل اهل العلم فيها يعمل بما افتوه لذلك العامي اذا سأل فانه يسأل من يثق بعلمه ودينه من اهل العلم يبحث في بلده او يسأل عن الاعلم الافقه او هو بمعرفته يقول هذا العالم انا اثق بعلمه ودينه فيسأله فيعمل بما قال. ولا يلزم العالم يعني لا يجب عليه ان يذكر الدليل للعامي. وعلى هذا جرت فتاوى الصحابة رظوان الله عليهم. فانهم يفتون بلا الادلة وهكذا ايضا اثر عن ائمة الاسلام كمالك في المدونة وكالشافعي في كالامام احمد في المسائل المروية عنه فانهم يفتون بلا ذكر الدليل. وهذا ظاهر بانه وجب السؤال ولم يوجب الله جل وعلا على اهل العلم الدليل يعني بيان الدليل المستفتي القسم الثاني ممن يقلد العالم او طالب العلم يعني يقبل قول العالم من غير حجة اذا احتاج اليه وضاء الوقت عن معرفة الصواب في المسألة ووثق بالعالم بعلمه ودينه فانه يجوز له تقليده ايضا بالاتفاق يضيق الوقت الان اصلي ولا ما اصلي ايش اعمل؟ قال لها سأل احد طلبة العلم او عالم قال له صل. يجوز له في حال ضيق الوقت ان يقلد وان كان عالما او طالب علم العالم يقلد من هو اعلم منه. وهذا كثير عند علماء الاسلام فقلد الشافعي مالكا في سأل ثم رجع عنها وقلد الامام احمد الشافعي في مسائل ورجع عنها الى اخره كما هو معلوم. فاذا ظاق الوقت واحتجت العمل فلا تترك ذلك الى الهوى او النفس او الى ما تهواه او ترجحه نفسك من غير قول عالم وهذا يشمل الرجوع الى ما يحفظه الانسان من المتون الفقهية مثلا حفظوا الزاد او حفظ او يعلم ان الشيخ له فتوى في المسألة بكذا ثم احتاج اليها اما في مسألة في البيوع او في مسألة في آآ آآ المعاشرة الزوجية او في الحقوق او في الصلاة يعلم الفتوى لكن ما يدري وش المأخذ او يذكر قول الماتن في المسألة فان له ان يعمل به مع ضيق الوقت لثقته بقول العالم يعني ضيق وقته عن يبحث عن الصواب في مسألة ونحو ذلك مسألة تقليد تقليد العامي تجزأ الاجتهاد وتجزؤ ايضا العامية وانها وصف يتفاضل فيه الناس هذا موجود ولبسطه يحتاج الى يعني وقت طويل نعم يقول السائل فضيلة الشيخ هل طالب العلم يفتي الناس بما يعتقده هو او بما يؤتى به في البلاد هذه مسألة عظيمة ومهمة بان طالب العلم قد يترجح له في نفسه يظهر لهم بعظ الاقوال ارجح من بعظ ان قول العالم الفلاني اصح لاجل الدليل الذي عنده يقتنع بهذا الرأي يعني بهذه الفتوى دون غيرها وبهذا القول دون غيره هذا يحصل كثير ان وجد هذا فان العلماء ذكروا ان من حصل له هذا فان له ان يعمل به في نفسه وذلك لقول ابن عباس آآ سعيد قال قد احسن من انتهى الى ما سمع. فاذا عمل في نفسه بما يعلمه من العلم فان ذمته تبرأ اذا كان متحققا منه ومتثبتا منه. واما افتاؤه غير الصحابة في الاصل يتدافعون الفتيا الفتوى ما يجوز لطالب العلم ان يتسابق اليها وانه يفرح بمن يستفتيه لان الفتوى توقيع عن الله جل وعلا يعني اخبار عن حكم الله جل وعلا. فاذا كان العبد في غلاة عن ان يفتي والمفتون موجودون في يحيل المستفتين الى اهل الفتوى هذا ابراء لذمته واطيب لعلمه وعمله والافتاء ان اضطر اليه اضطر اليه الحاجة فانه ليس له ان يفتي بما يخالف ما عليه الفتوى يعني فتوى اهل العلم الراسخين في بلده. البلد التي اه يعيش فيها لان العمل عمل الناس على نسق واحد هذا مطلوب لاجل الا يظطرب عمل الناس في الشريعة فيستهزأ الناس او يستهجنون الشرع بانواعه مثل ما هو الان مثلا يجتهد بعض الناس اما في بعض السنن في الصلاة ونحو ذلك العامة ما يعرفون تنوع الاشياء ولا يعرفون يشككون في يا اما يشكون في المفتي هذا طالب العلم او في عمله او يشكون في علمه او يشكون في الديانة اصلا يقول فيها سعة اعمل بما تشاء والامر سهل. هذا لا شك له مفاسد كثيرة. ولهذا نهى علماء هذه البلاد وائمة الدعوة رحمهم الله تعالى نهوا ان يفتي احد بما ليس عليه الفتوى لكن من ترجحت له مسألة فلا بأس ان يعمل بما ترجح له في نفسه لكن الافتاء افتاء الغير انما يكون بما عليه الفتوى. نعم يقول فضيلة الشيخ انا شاب في المرحلة الجامعية واريد طلب العلم. فكيف اجمع بين الدراسة النظامية في الجامعة؟ وبين طلب العلم في المساجد انتهى الحمد لله طلب العلم في المساجد ومعين لطلب العلم في الكليات وكذلك طلب العلم في الكليات الشرعية معين لطلب العلم في المساجد. فهذا لا يناقض هذا ولا يعارضه اذا وجد انه يتعارض معه لاجل كثرة الدروس التي يحضرها فانه يخفف من الدروس التي لا تنفعه ويحصل ما ينفع. كنا درسنا في الجامعة ودرسنا فيها ايضا في العلوم الشرعية يعني بانواعها وخالطنا ايضا من درس ودرس اللي اخذوا تدريس الكليات يعني التعليم بجد والتعلم من الطلاب والمدرسين الذين اخذوه بجد انتفعوا كثيرا. لكن الاشكال ان يأتي الطالب ما يذاكر الا وقت الاختبار اشك علوم شرعية كبيرة ومجلدات وفنون مختلفة ما يمكن تمشي بهذه الطريقة. فلو انه يذاكر مذاكرة طلب للعلم ويحفظ ما يلقيه الاستاذ في يومه ويرجع الى الشروح ويبحث ويسأل من يلتقي به من اهل العلم في المساجد فان هذا شك انه مكسب عظيم والعلم يزيد العلم علما ولا يتناقض العلم مع العلم اه من حيث الواقع لا شك بعظ الدروس في المساجد وبعظ الدروس في في الكليات فيها نقص. لكن النقص تتممه ما اه تحصله من علماء اخرين او من اساتذة اخرين. فالذي يطلب الكمال في كل شيء ما يحصل لكن ان تحرص على ما ينفعك واذا وجدت بابا فيه خير فلجه فانه خير لك في عاقبة امرك ان شاء الله فاذا انا اوصي الجميع بانهم يحرصون على