بالعكس كم من غني كان عليا فخفضه الله. كم من صحيح كان قويا فضعف بدنه وهكذا. فتفكر في الدهر في الزمان ماذا فعل الدهر في الناس؟ بل ماذا فعل الدهر في الجمادات كلهم خاسرون الا من اتصف باربعة اوصاص ذكرها الله عز وجل وقبل ان اذكر هذه الاوصاف الاربعة هنا نكتة لطيفة. فان فان الذي عليه المحققون من اهل اللغة ومن اهل الاصول كل العبادات بلا استثناء كل العبادات لها مشقة الم يقل السلف ومنهم عبد الله بن مبارك رحمه الله تعالى جاهدت نفسي وجالدتها عشرين سنة في قيام الليل فارتاحت بعد ذلك اولى هاتين المقدمتين ان هذه السورة فاضلة جليلة وكل كلام الله عز وجل فاضل ولكن من المتقرر عند علماء اهل السنة رحمهم الله تعالى ان القرآن كله فاضل لكن بعض القرآن يفضل بعضا ولكن لما كان الناس يتفاوتون فيما بينهم في معرفة لسان العرب ومعرفة ما دل عليه كلام الله عز وجل اختلفت فهومهم في هذه السورة العظيمة الجليلة ولذا فاننا سنجمع في هذه الليلة كثيرا من كلام اهل العلم ونوجز كلامهم ونجمعه في موضع واحد طلبا في تحصيل الفائدة الجليلة من هذه السورة العظيمة ايها الاخوة قبل ان ابدأ بذكر هذه السورة وما فيها من المعاني الجليلة اود ان اذكر مقدمتين جليلتين فبعض القرآن يكون افضل من بعض وبعضه اعظم اجرا من قراءة بعض ولذا فان النبي صلى الله عليه واله وسلم يقول قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن. وقال لابي يا ابي الا اعلمك اية هي افضل القرآن. وفي الحديث الاخر قال الحمد لله رب العالمين افضل سور القرآن. فدلنا ذلك على ان بعض اي القرآن يفضل بعضا ولكن كله عظيم جليل لانه كلام الله سبحانه وتعالى وتفضيل بعض الكلام بعض القرآن على بعض قالوا افضله ما كان متعلقا بنعوت الجبار جل وعلا فكلما كانت الاية او السورة تذكر صفات الجبار جل وعلا ونعوته واسماءه وصفاته فانها تكونوا افضل واذا كانت قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن واية الكرسي لما كان التمجيدا للجبار جل وعلا كانت افضل اية في كتاب الله عز وجل ثم يلين ما كان في صفات الله عز وجل ما كان مبينا لاحكام المكلفين التي يجب عليهم التعبد بها لله عز وجل فكانت ايات الاحكام مرتبة ثانية بعد ايات ونعوت الجبار جل وعلا. ثم الثالث في الافضلية وكله فاضل ما كان من باب القصص والاخبار للسابقين واللاحقين وغير ذلك مما حواه كتاب الله عز وجل من القصص مرادي بهذه المقدمة ان ابين ان هذه السورة لما كانت فاضلة فان فضلها لانها تبين ما فيه صلاح معاش الناس فيما بينهم وافضل منها ما كان متعلقا بنعوت الجبار جل وعلا كصورة الصمد واية الكرسي وغيره. هذا هذه المقدمة الاولى التي بيانها والمقدمة الثانية اريد ان ابين لك ان كتاب الله عز وجل قد يكون للاية الواحدة معنيان او ثلاثة كل هذه المعاني صحيحة مستقيمة قد اريد بها معنى صحيح. ولذلك يقول ابو الدرداء رضي الله عنه فيما رواه عنه ابو داوود السجستاني في كتاب الزهد انه قال لا يكون المرء فقيها كل الفقه حتى يعلم للقرآن اكثر من وجهه فالفقيه هو الذي يعلم للقرآن اكثر من وجه وقد جاء عند الخطيب البغدادي وغيره من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما موقوفا انه قال ان القرآن ذلول ذو وجوه اي يحمل وجوها كثيرة ولكن ليس كل ما يقال في كتاب الله مما يظن ومما يتوقع يكون صحيحا بل لا بد فيه ان من قيدين مهمين. نبه عليهما اهل العلم كالشاطبي وغيره اول هذين القيدين ان يكون ذلك موافقا للسان العرب. فلا يجوز ان يقال في كلام الله عز وجل بمعنى لا يقبله لسان العرب. كما قال الله عز وجل بلسان عربي مبين. فقتل الله فقد تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القرآن على العرب. ففهموه بلسانهم وعرفوه بسبيقتهم وعرفوا معانيه بما كلمهم الله عز وجل وخاطبهم به من هذا اللسان العربي المبين والقيد الثاني المهم الا يضرب القرآن بعضه ببعض. فلا يأتي امرؤ بمعنى يكون معارضا لمعنى اخر في القرآن. فان القرآن لا يجوز ضرب بعضه ببعض ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال هلاك امتي في اثنتين وذكر من احد هذين الامرين الكتاب يعني القرآن فلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يكون هلاك الناس بالقرآن؟ قال يقرأونه فيتأولونه على غير وجه يتأولونه على غير وجه ولذلك تجد في زماننا هذا اكثر مما كان في زمن قبلنا وفي الزمن القريب قبلنا اكثر مما كان في الزمان الذي قبله وهكذا الى ان نصل للقرون الفاضلة تجد من غرائب التفاسير وعجائب التأويل ومن الامور التي تقشعر لها جنود المؤمنين من اناس يتجرأون على كلام الله عز وجل ويقولون فيه بظنهم وحجزهم ويقولون فيه بالجهل لا بمجرد الظن. وقد روينا في الخبر ان من قال في كتاب الله بظنه فاصابه قد اخطأت اي فهو اثم وان وفق للصواب هذا الخبر معناه متجه عند كثير من اهل العلم ولذلك لو تأملت في طريقة السلف الصالح رضوان الله عليهم في في تحرزهم وتخوفهم من ان يأتوا بقول لم يسبقوا اليه في كتاب الله عز وجل لرأيت عجبا. فهذا صديق هذه الامة وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. واكثر الناس ملازمة له. ابو بكر الصديق رضي الله عنه. يسأل عن اية في كتاب الله عز وجل فيقول اي سماء تظنني؟ واي ارض تقلني؟ ان قلت في كتاب الله ما لا اعلم لقد ضرب لنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه اروع الامثلة في التورع عن القول في تأويل كتاب الله عز وجل وتفسيره والجهل ولذا فان المسلم يجب عليه ان يتقي الله عز وجل في تفسير كلام الله وان ينظر فيه بلسان العرب مرادي الله سبحانه وتعالى الذي كشفه لنا رسوله صلى الله عليه واله وسلم اذا عرفت ذلك بهاتين المقدمتين فان ربنا جل وعلا يقول بسم الله الرحمن الرحيم هذه البسملة ايها الافاضل كما تعلمون هي اية حيث كتبت في كتاب الله عز وجل. فهي اية قبل الناس وهي اية قبل الفلق وهي اية قبل سورة الصمد وهي اية قبل كل سورة من كتاب الله عز وجل ولكن قبل ان ننتقل للمقسوم به يجب ان ننتبه ونراعي ان الله يقسم بما شاء بينما الخلق لا يجوز لهم ان يقسموا الا بالله عز وجل اقول لك قال رسول الله ولا اقول لك قال زيد ولا عمرو اقول لك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك هذا قول محمد صلى الله عليه واله وسلم. فالعجب ممن يسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك يخالف امره ويقسم بغير الله عز وجل. والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك واذا نظرت في سلف في طريقة السلف من الصحابة عرفت عظم وخطورة الحلف والقسم بغير الله عز وجل ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه انه كان يقول لان اقسم بالله كاذبا اي حانثا والكذب في اليمين كبيرة من الكبائر قال لان اقسم بالله كاذبا حانسا احب الي من ان اقسم بغيره صادقا. نعم ايها ان الحلف بغير الله عز وجل محرم. بل هو من المحرمات العظيمة لذا نعت الله نعت النبي صلى الله عليه وسلم مقسمة بغير الله والحالف بغير ذاته جل وعلا وبغير صفاته حلق وصفه الله عز وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بانه قد كفر وقول الله عز وجل والعصر اقسم الله عز وجل بالعصر وهذا العصر له معان اربع. كلها صحيحة والقرآن كما ذكرت لك حمال اوجه كل هذه المعاني الاربع صحيحة اول هذه المعاني ان المراد بالعصر هو الزمان كله الذي يعيشه المرء من ميلاده الى وفاته. وهو الزمان الذي يكون معاصرا له ويكون قبله ويكون بعده ولذا قال ابن عباس رضي الله عنهما حينما قرأ هذه الاية والعصر قال العصر هو الدهر فالله عز وجل ينبهك الى ان هذا الزمان الذي انت تعيشه هو الوقت الذي يجري من عمرك هو عظيم فانتبه له هو عظيم لان فيه وقائع عظيمة ففيه اعتبار باحداث ومخلوقات واشياء ارادها الله عز وجل فتفكر في هذا الزمان كم من امرئ كان فقيرا ثم تغير حاله فاغناه الله. كم من امرئ كان وضيعا فتغير حاله فرفعه الله والعكس فكم من جماد كان قويا شاخصا بنيانا عاليا لم يبق من ذلك البنيان الا اثره وبقي رسمه اذا لما اقسم الله عز وجل بالعصر الذي هو الزمان والدهر يقول الله عز وجل انتبه ان هذا عظيم فتفكر بما يحدث في ذلك الزمن ومن عظم العصر الذي هو الزمان والدهر ان الله عز وجل نهى عن ذمه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول النبي يقول الله عز وجل يسبني عبدي يسب الدهر وانا الدهر يسب الدهر اي افعال الدهر. فالله عز وجل يقول انا الذي افعل بامر الله عز وجل ومشيئته سبحانه وتعالى ما يحدث في الدهر من الفقر ومن العوز ومن الضعف ومن الخسارة وغير ذلك من الام ولذا فان المؤمن لا يسب زمانه ولا يسب الدهر فان هذا دليل على ضعف ايمانه بقضاء الله وقدره ان المؤمن الذي يؤمن بقضاء الله وقدره لا ينسب الافعال للزمان وانما ينسبها لربها رب الزمان جل وعلا. وهذا معنى تعظيم لله عز وجل والايمان بالقضاء والقدر اذا هذا الامر الاول في معاني العصر الذي اقسم الله عز وجل به الامر الثاني قيل ان المراد بالعصر الذي اقسم الله عز وجل به هو الزمان الذي نعرفه. ويكون في اخر النهار قالوا بان الله عز وجل اقسم باول النهار بالضحى واقسم باول النهار وفاصل الليل عن النهار وهو الفجر واقسم الله عز وجل بالليل واقسم الله بالنهار فاقسم الله عز وجل بعد ذلك باخر النهار وهو العصر واقسام الله عز وجل بالعصر الذي هو الزمان الذي نعرفه يدلنا على معنى عظيم اذ هذا الزمان وقت فاضل بل ان جمعا من اهل العلم يقولون ان افضل اوقات اليوم في النهار بل بعضهم يقول بل النهار والليل افضل الاوقات هو العصر والدليل على ان العصر هو افضل اوقات اليوم انه لما جاء تعظيم اليمين قال الله عز وجل تحبسونهما من بعد الصلاة. جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم ان الصلاة التي يحلف عندها بعدها هي صلاة العصر لانه كما تعلمون ان اليمين تعظم بالزمان وبالمكان وتعظم باللفظ فاما تعظيمها بالزمان فان تكون بعد بعد صلاة العصر واما تعظيمها بالمكان فتكون في المسجد عند المنبر واما تعظيمها باللفظ فان يقول والله العظيم الذي لا اله غيره او نحو ذلك من الالفاظ العظيمة فدلنا ذلك انه لما اردنا ان نعظم اليمين جعل في اليمين بعد صلاة العصر ولذلك دل هذا الامر في كتاب الله عز وجل على ان افضل اوقات اليوم كله هو العصر فهو وقت فاضل عظيم شريف وحينما علمت ان هذا الوقت شريف وفاضل فاريدك ان تعلم قاعدة مهمة فان اهل العلم رحمهم الله تعالى قد قرروا قاعدة مهمة انه لا تلازم بين فضل الزمان وبين مطلق العمل احفظ هذه القاعدة المهمة التي اخطأ فيها كثير من الناس. لا تلازم بين فضل الزمان وبين مطلق العمل فان افضل ايام الاسبوع يوم الجمعة. ومع ذلك نهينا ما هي كراهة عن افراده بالصوم وافضل ايام السنة يوم النحر وهو يوم العيد. وقد نهينا نهي تحريم عن صومه بل ان ذلك غير صحيح اي صوم يوم العيد ومثله يقال ايضا في قيام الليلتين. فالمقصود انه لا تلازم بين فضل الزمان ومطلق العمل. اذا عرفت ذلك فانظر في وقت العصر العصر كما تعلمون هو افضل اوقات النهار قيل بل والليل كذلك ولا يجوز فيه الصلاة لانها وقت نهي وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد صلاة العصر فمن حين يصلي المرء صلاة العصر فانه قد دخل وقت العصر في حقه فكل واحد من الناس يقترف وقت النهي في حقه عن الثاني فمن صلى العصر في اول الوقت بدأ وقت النهي في حقه ومن صلى صلاة العصر في اخر الوقت بدأ وقت النهي عن النوافل في حقه من حين صلاته للعصر بل ان من جمع الظهر والعصر جمع تقديم فانه يحرم عليه التنفل باي نفل في الجملة حتى يؤذن او يدخل وقت صلاة المغرب. ولذلك فنحن في عرفة عندما نذهب للحج نجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم فلا يجوز للحاج في يوم عرفة ان يصلي اي ركعة بعد ذلك. لان وقت النهي قد بدأ من بعد صلاة العصر. وهذا معنى قول الامام احمد رحمه الله تعالى اكثر الاحاديث على ان النهي متعلق بصلاة العصر اذا ايها الفاضل اذا علمت ان صلاة العصر بعدها منهي عن صلاة النافلة فما هو العمل الفاضل الذي يستحب في وقت العصر نقول ان افضل ما يفعل في وقت العصر عبادتان مهمتان قول هاتين العبادتين ذكر الله عز وجل ولذلك فان من اذكار اليومية هي الاذكار التي تقال في طرفي النهار. اول النهار واخره واخره يكون العصر فمن افضل العبادات التي تفعل في هذا اليوم. فافضل العبادات التي تعمل في العصر هو عبادة ذكر الله عز وجل فعبادة ذكر الله عز وجل من العبادات الفاضلة التي تختص بهذا الوقت فاحرص على ذكر الله عز وجل. واعلم ان الاصل وان كان الذكر فيه قليلا وهي اذكار المساء الا ان اجرها عظيم لاجل ان الناس يكونون منشغلين وقد جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال افضل العبادة العبادة في الهرج. اي حينما يكون الناس منشغلين بالبيع والشراء. وبامور الدنيا فاذا انصرف الناس عنهم وانشغل بعبادة مشروعة كذكر الله عز وجل في العصر فانه يكون قد فعل افضل العبادات العبادة الثانية التي تستحب في العصر خصوصا وهي عبادة لزوم المساجد فيلزم المرء فيها المسجد لعبادة كتعلم القرآن وذكر الله عز وجل ويلزم المسجد بتعلم العلم ودروس العلم. فان هذا من العبادات الفاضلة التي تفعل في هذا الوقت اذا ايها الموفق اذا عرفت ان العصر قد اقسم الله عز وجل به الذي هو اخر النهار فاعلم حين ذاك ان لفضل هذا الزمان افضل ما يفعل فيه ان تنشغل بذكر الله عز وجل وبلزوم المسجد بعبادة كتعلم العلم وحلقة قرآن ونحو ذلك من الامور بالفاضل وقد جاء عن الحسن البصري وغيره من اهل العلم انهم لما قرأوا هذه الاية وهي قول الله عز وجل والعصر قال المراد بالعصر ما بين الزوال الى غروب الشمس وهذا صحيح فقد قرر الفقهاء رحمهم الله تعالى ان وقتي صلاتي النهار وقت واحد لذا يجوز جمعهما لاسباب الجمع المتعددة التي اوردها العلماء في باب جمع الصلاة لذوي الاعذار. المعنى الثالث وهو معنى صحيح وكذلك الذي اقسم الله عز وجل به وهو العصر ان المراد بالعصر هنا هو عصر كل شخص بحسبه فكأن الله عز وجل اقسم بزمن عمركم لشخص والعصر هو اقسام باربعة امور اقسام بالدهر كله والازمنة كلها واقسام باخر النهار. الذي هو افضل اوقات اليوم. واقسام بعمر ادمي زمانه واقسام بعصر النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على شرف من ادرك ذلك العصر وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه واله بس ثم ان بعد ذلك قال الله عز وجل والعصر ان الانسان لفي خسر هذه الاية قال اهل العلم فيها مؤكدات عظيمة مما يدل على تأكيد جواب القسم فقد جاء الله عز وجل بان بان المثقلة التي تدل على التأكيد ثم جاء الله عز وجل باللام التي ثم اتى الله عز وجل في الظرفية التي تدل وتفيد على احاطة الخسران بالادمي من كل جانب هذه الاية فيها ثلاثة مؤكدات عظيمة دل عليها لسان العرب فينتبه العربي الذي يفقه لسان العربية لهذا المعنى العظيم الذي نبه الله عز وجل فيه يقول ان الانسان لفي خسر بعدما اقسم الله والله صادق في خبره ان الانسان في خسر ان الانسان لفي عسر المراد بالانسان هنا كل الناس جميعا مهما اختلف لونهم ومهما اختلفت لغتهم ومهما اختلف جنسهم ذكرا كان او انثى ومهما اختلف قدر ايمانهم فان الانسان هنا يدخل فيه المؤمن وغير المؤمن فان بعض المؤمنين يكونون خاسرين ويكونون داخلين في هذا الخسران الذي ذكره الله عز وجل كما سيأتي في كلام اهل العلم بعد قليل. ولكن خصام درجات كما اشار اليه اهل ان الانسان لفي خسر. فكل الناس فالانسان هنا اسمه جنس دخلت عليه ال واسم الجنس اذا دخلت عليه فانه يفيد العموم والاستغراق خاصة اذا امكن استبدال قلبكن. فكانك قلت كل انسان فحينئذ تفيد العموم مما يؤكد على عمومها المعيار اللغوي والاصولي المشهور عند اهل العلم ان الاستثناء علامة العموم فكل ما دخل عليه استثناء فانه يدل على عمومه وقد اورد الله استثناء بعد هذا العموم. فدل على ان الناس كلهم في خسران وما المراد بالخسران قال اهل العلم ان المراد بالخسران هو هلاك المال او نقصه فالخاسر هو الذي هلك وهو الذي نقص. اما هلك ما له او هلكت نفسه هلكت نفسه بالموت هلكت نفسه العذاب والعقوبة نقص بان ورد عليه شيء من الموارد التي تنقص ربحه فالانسان اما ان يكون رابحا واما ان يكون خاسرا وقد بين الله عز وجل ان كل الناس ضرهم وفاجرهم مؤمنهم وغير مؤمنهم وقيل ان من مفردات مذهب احمد ان الاستثناء للاعيان لا يصح الا ان يكون دون النصف فلا يصح ان تستثني الاكثر من الكل فلا تقولوا اربعة الا ثلاثة بل ولا يصح في لسان العرب ان تقول اربعة الا اثنين بل لا بد ان يكون المستثنى اقل من النصف اذا عرفت ذلك طبعا في غير الصفات اذا عرفت ذلك فان قول الله عز وجل ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر يدلنا على ان الذين اتصفوا بهذه الاوصاف الاربعة قلة في الناس وانهم ليسوا كثرة بل هم قليل وكلما كمل الاتصاف بهم كلما قلوا اكثر من غيره وفي هذا عزاء للمؤمن ليعلم ان اكثر الناس ليسوا كملا ان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله ان من طبيعة البشر ايها الفضلاء انه جبلوا على المحاكاة والتقليد للاكثر وللاغلب وللاعلى وللاغنى فبين الله عز وجل ان هؤلاء الكمل من الناس الذين اتصفوا بالصفات الاربع انهم قلائل في الناس وكما قال النبي صلى الله عليهم انهم كالنزع من القبائل يعدون عدا في البيوت ويعدون عدا عند الناس وفي البلدان. وفي هذا تنبيه للمؤمن وفيه ايضا تعزية له ليعلم ان انه على خير ان اتصف بهذه الامور الاربع وانه سيكون من اكمل الناس ربحا وابعدهم عن الخسارة ايها الفاضل ان الله عز وجل قد ذكر اربعة اوصاف من اجتمعت فيه الاوصاف الاربع فانه لا يكون خاسرا. الا الذين امنوا والثانية وعملوا الصالحات والثالثة وتواصوا بالحق والرابعة وتواصوا بالصبر اذا تأملت هذه الاية مع قول الله عز وجل في سورة التين ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فهناك لم يستثن الله عز وجل الا من اتصف بصفتين فقط. الايمان والعمل الصالح بينما هنا ضيق الاستثناء فجعل الصفات اربع وهذا يدلنا على معنى عظيم نبه اليه ابن القيم وهو ان اسفل السافلين ينجو المرء منه اذا اتى بالايمان والعمل الصالح ولكن قد يكون مؤمنا وعمل صالحا لكنه قد خسر اذا لم يأتي بالوصفين الباقيين ان ان نكون ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر ومعنى الخسران لمن فقد الوصفين الاخرين اي النقص ومعنى الخسران لمن لم يؤمن ويعمل الصالحات اي الهلاك وهذا معنى لطيف يعرفه من نظر في كتاب الله فجمع بين معانيه جميع يقول الله عز وجل الا الذين امنوا هذا الوصف الاول فالذين امنوا بيدل على انهم امنوا بالله عز وجل امنوا به ربه وانه لا مستحق للعبادة سواه سبحانه وتعالى. عرفوه تصدقوا به ثم امنوا وعملوا الصالحين ولذلك يدل على ان كل عمل يعمله الادمي اذا لم يكن فيه ايمان بالله عز وجل فليس بنافع له مطلقا ولذلك لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ان ابن جدعان كان يقرئ الضيف وكان يفعل ويفعل من الخير والمعروف اكان ينفعه ذلك عند الله عز وجل قال انه لم يقل يوما من الدهر لا اله الا الله ان الايمان بالله ايها الموفق هو الركن الركين وقطب رحى النجاة يوم الاخرة ولذلك من امن بالله ووحده فقد اوتي خيرا عظيما من يرد الله به خيرا يشرح صدره للاسلام ان من نعم الله عز وجل العظيمة على العبد ان يهديه للاسلام بينما اظل فئما كثيرا ليس لك فضل على الله وليس لك ذكاء وليست لك نباهة بل الله عز وجل هو المتفضل عليك. ان هداك الاسلام يمنون عليك ان اسلموا قل لا منوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم. الله هو المتفضل. الله هو صاحب المنة. الله صاحب هداية التوفيق جل وعلا. فالله عز وجل هو صاحب الفضل عليك. فاحمد الله عز وجل على الاسلام. الحمد لله على نعمة الاسلام. نعمة الاسلام نعمة عظيمة نعمة بما نعمة جريئة الا الذين امنوا وعملوا الصالحات اذا قام نظرت في كتاب الله قل ما ياتي صفة للمؤمن الا وهي مقرونة بالعمل الصالح وهذا يدلنا على ان العمل الصالح شرط لصحة الايمان فلا ايمان الا بعبث. العمل قد يكون باللسان بالتلفظ. وقد يكون العمل بالاركان بالاعمال كالصلاة والصيام والحج وغيره وقد يكون العمل بالترك الترك اذا كان بنية فهو المسمى عند الاصوليين بالكفة يكون عبادة. كالكف عن هذا اخونا يقول انه نصلي آآ بعض الجنائز يصلى عليها في مكة ثم تنقل الى مدينتنا فتصل قبل المغرب بعشر دقائق فما حكم الصلاة عليها في هذا الوقت؟ لا يجوز الطعام فيكون صوما. والترك للزنا من نوى تركه وقد كان مستطيعا له اجر عليه. واما مطلق الترك فانه يؤجر عليه على سبيل الجنس لا على سبيل الافراد اذا المقصود ان الترك عبادة ويدخل في العمل اذا اجتمع معه نية وهذه امر مهم وقاعدة الاصولية مشهورة فصلها العلماء كالموفق في الروضة وغيره كثير من اهل العلم رحمهم الله تعالى. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق قول الله عز وجل تواصوا التواصي هو ان يأمر المسلم اخاه وان يحثه على الحق وعلى وقد ذكر الله عز وجل هذه الجملة بقوله وتواصوا ولم يقل ويوصوا مما يدل على ان المسلم يوصي غيره ويقبل من غيره الوصية ولا يأوي لذلك قال اهل العلم لا يكون المرء عالما حتى يأخذ ممن هو اعلى منه وممن هو مثله وممن هو دونه وممن هو دونه دون ممن يكون دونه ولذلك فان المسلم لا يستنكف ولا يستكبر حينما يسمع نصيحة ممن هو اصغر منه سنا او اقل منه علما او اقل منه مكانة وشرفا. بل ان الامام اذا سمع من اطراف الناس كلمة وجب عليه الرجوع اليها كما في سجود السهو. وتعلمون حديث ابي هريرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اصدقة بيدي فالمسلم لا يستنكف حينما يؤمر بحق ان نرجع للحق فالمؤمن رجاع للحق ولذا فان نفس المؤمن نفس لوامة. دائما تلوم تلومه على تقصيره وينبهه على تقصيره اخوه المسلم. حينما ننبهه على نقص وعلى فوات. وعلى امر قد نسيه من السنن ومن المعلومات ولذا كلما كان المرء ضجاعا للحق وكلما كان المرء مذكرا باخوانه كلما كان متصفا بكمال الربح وعدم الخسران. وتواصوا بالحق تأمل في قول الله عز وجل تواصوا فكل واحد من المسلمين يوصي اخاه ويعلم اخاه ويذكر اخاه لا يوجد رجل هو اعلم الناس الا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو اعلم الناس. بالتعدة. فلا احد اعلم بالله عز وجل من انبياء الله عز وجل وافضل انبياء الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وسلم فكل من بعد رسول الله هم دونه في العلم وكل واحد من الناس قد فاته من العلم اضعاف اضعاف ما يعلم كما قال الخضر لموسى عليه السلام حينما ركبا سفينة فجاء عصفور فنقر في اليم قطرة شربها. قال الخضر عليه السلام للنبي صلى الله عليه للنبي موسى عليه السلام يا موسى ما نقص علمي ولا علمك من علم الله عز وجل الا كما انقص هذا العصفور من الياء فالعلم عظيم ولا يحيط بالعلم الا نبي كما قال الشافعي وغيره من اهل العلم لانه يكون بوحي من الله عز وجل ولذلك انبه هنا ان المؤمن يجب عليه دائما ان يقبل من اخوانه. والنبي صلى الله عليه وسلم بين ان الحيتان في بطن بحر النمل في جحره يستغفر لطالب العلم الذي يقصد مسجدا ويقصد موضعا ليتعلم ولو شيئا يسيرا ولو معنى او ضبط اية واحسان تلاوتها ولذلك تواصوا بالحق لا تنتظر ان الناس يأتونك ليوصوك بل اذهب اليهم في مساجدهم واذهب لاهل العلم واسألهم واجلس في حلقهم فان هذا من علامة الربح. فمن فقده او حرمه فانه كلام الله عز وجل يكون خسرانا. خسران نقص او خسران هلاك بالكلية وقول الله عز وجل وتواصوا بالحق هذا الحق الذي امر الله عز وجل بالتواصي به جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم اكثر من معنى وهو متقاد فقيل ان المراد بالحق هو القرآن فيوصي المسلم اخاه بالقرآن دائما وهذا حقيقة فدائما يجب على المسلم ان يوصي اخاه بالقرآن فيقول هل قرأت وردك اليوم هل قرأت وردك اليوم ام لا؟ ثم يقول هل احسنت تلاوة كتاب الله عز وجل؟ فاحرص على ضبط تلاوته. كما قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه ايها المسلمون اعربوا القرآن فان احسان التلاوة هو معنى اعراب القرآن واقتل مسلم باخيه فيقول هلا استمعت مني اية من كتاب الله او استمعت منك اية كما جاء ان ابا الدرداء رضي الله عنه كان يأتي معاذا عليه رضي الله عنهما فيقول يا معاذ ائت بنا نؤمن ساعة فيجلسان فيقرأ احدهما على الاخر اية ويقرأ الاخر على الثاني اية وكان ابو الدرداء رضي الله عنه يجلس مع اصحابه فيقرأ كل امرئ منهم اية اذا من التواصي بالحق التواصي بالقرآن باستماعه التواصي بالقرآن بضبط قراءته التواصي بالقرآن بالحث على الحزب من منا اوصى زوجه واوصى ولده واوصى اخاه بحزب القرآن. كانت عائشة رضي الله عنها تجعل لها حزبا من القرآن في كل يوم حتى اذا جاء وقت نومها ولم تقرأ حزبها من القرآن اخرت نومها اي سهرت حتى تقرأ حزبها من القرآن وقد قال اهل العلم انه يكره وجها واحدا اي عند فقهائنا يكره وجها واحدا ان يمر على المسلم المحسن بالقراءة نظرا او المحسن للقراءة حفظا ان يمر عليه اربعون يوما ولا يختم فيها القرآن فاقل القليل فيختم القرآن ان تجعل تحزيبا للقرآن تختم فيه قرآن كل اربعين ليلة واما اقله كما تعلمه في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ان تختم القرآن في ثلاث. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في اغلب الاحوال بان يختم القرآن في اقل من ثلاث اذا من الامور المهمة التواصي بالحق الذي هو القرآن. تواصوا بالقرآن. اعظم وصية القرآن حبذا لو جلس المرء مع ابنائه فقرأ اية او مع اخوانه وزملائه ولو في العمل فقرأ اية فاسمعه اياها وعلمهم تلاوتها وفقههم في معانيها من كتاب موثوق مما نقله اهل العلم عن سلف هذه الامة من الذين ادركوا عصر النبوة الذين اقسم الله عز وجل بزمانهم حينما قال والعصر هذا المعنى الاول الذي ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم المعنى الثاني ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال ان التواصي بالحق هو التواصي بالتوحيد لا التواصي بالحق هو التواصي بالتوحيد ان الوصية بتوحيد الله عز وجل وافراده بالعبادة امر قد امر الله عز وجل به في كتابه بل ذكر الله عز وجل في هذه السورة العظيمة التي قال عنها الشافعي لو لم ينزل الله عز وجل على الناس الا هذه السورة لكفتهم بصلاح دينهم ومع عاشها هذا يدلنا على ان من الامور التي علامة خير المرء وربحانه ان يوصي الناس بالتوحيد يوصي المرء اخوانه بتوحيد الله عز وجل وان يحذروا مما ينقض التوحيد بكليته او ينقصه الم يمر معنا قبل قليل ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الشرك الاصغر بالحلف بغير الله ان الذي يوصي اخاه بعدم الحلف بغير الله بالحلف بالله. وينهاه عن الحلف بغير الله عز وجل. فقد اوصاه بالتوحيد الذي اثنى الله عز وجل على المتواصين حينما قال وتواصوا بالحق حينما يرى المرء شخصا يستغيث او يستعين او يدعو غير الله عز وجل. يقول له يا اخي اسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة لا يستغاث ولا ولا يستعان ولا يدعى غير الله عز وجل قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. صلاتي اي دعائي؟ فلا يدعى الا الله. ولا يرجى الا الله ولا يطلب سؤال من غيره سبحانه وتعالى الا من حي قادر فيما يستطيعه. فهذا من باب الطلب من المماثل لمثيله اذا التواصي بالتوحيد والحديث عنه مهم ومن الامور المتعلقة بالتوحيد حديث ساذكره لكم على سبيل الايجاز فان من توحيد الله عز وجل التذكير بما صح واركز على كلمة بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من اشراف والساعة فان اشواط الساعة من دين الله عز وجل. اجمل اركان الايمان. الايمان باليوم الاخر واليوم الاخر له اشراط وله اهوال. واما ركنه فهو البعث يوم القيامة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان من علامة اخر الزمان الا يتذاكر الناس اشراط الساعة يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبدالله بن الامام احمد في زوائده على المسلم في من زوائده على المسند من حديث الصعب ابن جثامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج الدجال حينما ويترك الناس ذكره من على المنابر اذا حينما يغفل الناس عن امر يقع الناس في ضده حينما غفلوا عن ذكر الدجال ظهر الدجال فيه حينما غفل الناس عن التوحيد ظهرت فيهم مظاهر ضده. حينما ذكر حينما غفل الائمة والموعظون والمذكرون عن احكام الفقه وقع الناس في الجهل وهكذا فالتواصي بالحق امر عظيم المعنى الثالث ان المراد بالتواصي بالحق ان المراد بالحق الدين كله فتعليم الناس العلم فقه في صلاتهم وطهارتهم وحجهم وصلاتهم وصيامهم وزكاتهم من اعظم الامور كم من امرئ مضت عليه السنين الطوال لا يعلم ان الزكاة واجبة عليه ولربما علم وجوب الزكاة لكنه لم يعلم كيفية اخراجها ومقدار ما يخرج منها وكم من امرئ يبيع ويشتري ويتعامل في السوق ولا يعلم الحلال من الحرام. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة قال اهل العلم هو فريضة بحسب كل امرئ بعينه. فكل من احتاج شيئا من الامور لزمه تعلم حكمه. كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقد هممت ان امر فامنع الصراف من دخول السوق حتى يتعلموا احكام الربا فمن يتعامل بالصرف لا يجوز له ان يتعامل به حتى يعرف الحلال من الحرام فيه. اذا هذا من التواصي بالحق من التواصي بالحق ما جاء عن بعض الصحابة والسلف من ان المراد بالحق هو الله عز وجل هو الله عز وجل فيوصي المرء بالله عز وجل اخاه بالله وكيف يكون التواصي بالله؟ هو كل ما سبق فمن التواصل بالحق ان تتواصى بكلام الحق سبحانه وان تتواصى بامر الحق سبحانه وهو تعلم الاحكام الشرعية. وان تتواصى بالحق اي في جميع شرائع الله عز وجل اذا هذه الصفة الرابعة وهي قول الله عز وجل وتواصوا بالحق. الصفة الصفة الثالثة واما الصفة الرابعة والتي ختم الله عز وجل بها هذه السورة العظيمة حينما قال وتواصوا بالصبر هذه الدنيا ايها الافاضل فطرت على الكدر هو ادمي فطر على محبة الراحة والدعة ولا يمكن ان ينال المرء شيئا من الدنيا الا بصبر فان السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. فلابد ان يصبر في تجارته. ولابد ان نصبر في تعلمه. ولابد ان يتغرب بتحصيل رزق وهكذا فلابد من الصبر ومن صفات المؤمنين الكمل الرابحون الذين ليسوا من الخاسرين انهم يتواصون بالصبر قال اهل العلم رحمهم الله تعالى والصبر اما صبر على اقدار الله عز وجل وان واما صبر في مشروع الله عز وجل وامره فاما الصبر عن اقدار الله عز وجل فان المسلم بطبعه اذا رأى اخاه قد ابتلي بشيء من بلاء الدنيا فانه يذكره بالصبر فيذكره بما اعد الله للصابرين من الاجر ويذكره باعظم ما يقوي الصبر وهو الايمان بالقضاء والقدر وذلك ان الله عز وجل قد قدر هذا البلاء وهذا الامر الذي ظجر منه وجزع منه ذلك الادمي ليس قبل خلقه اي خلق الادمي بل ان الله قد قدر ذلك قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ولذلك فان مراتب القدر اربعة الكتابة حيث كتب العلم حيث علم الله عز وجل ذلك قبل كل شيء ثم الكتابة حيث قد كتب الله عز وجل المقادير قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. والمشيئة حيث شاءه الله عز وجل فلا يجري شيء في ملك الله عز وجل بغير مشيئته الله سبحانه وتعالى قد قدره فجزعك ايها الادمي لا يغير من المقدور شيئا ولو انما تفتح عمل الشيطان. ولا ترد في المقدور شيئا وانما ذلك بتقدير الله عز وجل وقضائه سبحانه وتعالى. هذا الامر الاول يذكر المسلم به الاخر الامر الثاني يذكره المسلم واخاه بان هذا البلاء الذي اصابك في المقابل دفع عنك ما هو اعظم ولذا قال بعض السلف وهو ابن عمر رضي الله عنه القدر سر الله وقال بعض السلف فيما نقله عبد الله بن وهب رحمه الله تعالى لو كشف لو كشف القدر لحمد المقدور الله عز وجل دفع عنك من الضرر اعظم بكثير مما اصابك لكن لابد من الاصابة لا بد ان يصاب كل امرئ كل نفس ذائقة الموت كل مرء لابد ان يصاب بشيء وان لم تصب فانه يأتيك المقدور مرة واحدة وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تأتيها الريح اي الابتلاءات. يمنة ويسرة فتمين ثم تقوم بعد ذلك بينما المنافق مثله كمثل الارزة لا يغره ريح لا يأتيه ابتلاء وانما مثله كمثل ارزة اي شجرة الارز مثل قوية حتى يأتيه بلاء واحد فيسقطه فلا يستطيع ان يقوم ثم بعد ذلك فالمؤمن دائما يأتيه البلاء وفي وقتنا وزماننا وجلسائنا كم من امرئ تقول له انظر لفلان قد ابتلي بمثل بلائك فضل لحاله لم يجزع ولم يصبر لم يجزع ولم يسخط فحين ذلك يقتدي به ولذلك ايها المؤمن ان توصيتك للناس بالصبر يكون بامرين بلسانك وبفعلك فاحرص على اظهار التجند وبيان الرضا بقضاء الله وقدره فان هذا اجر لك في نفس فعل واجر لك باقتداء الناس بك. هذا النوع الاول من انواع الصبر وهو الصبر على مقدور الله سبحانه وتعالى وما قدره على الاداب الامر الثاني الصبر على الطاعة. وهذا امر مهم لطلبة العلم خاصة ايها الافاضل ان العبادة فيها مشقة على النفوس وعشرين سنة لا يكاد امرئ يقدم على العبادة في اول الامر باقبال بل لا بد ان تكون نفسه ثقيلة ولابد ان تكون ولابد ان تكون تلك العبادة شاقة عليه فيأتي المسلم لاخيه المسلم فيوصيه بالصبر اصبر تحمل اعلم ان صبرك الان عاقبته اجر بل ان عاقبته في الدنيا ان هذه العبادة تصبح لذة لك. واذكر لك بعض لذائذ الدنيا من العبادات كان بعض السلف رحمه الله تعالى يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخرة قيل وما هي؟ قال هي قيام الليل لم يحس المؤمن بهذه اللذة والانس بالله في قيام الليل في الدعاء والمناجاة الا بعد ما جاهد وصبر واصطبر فتعودت نفسه وارتاظت قيام الليل بل الصلاة كلها لذة جاء عن بعض السلف وهو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان اذا دخل في صلاته لم يحس شيئا حتى انه مرة دخل في صلاته فسال الدم من عرقوبه بسبب زنبور يعني شيء من الحشرات كان قد قرصه مرات فلم يحس به. فلما انفتن من صلاته قال لم احس به في صلاتي. لاني كنت اقرأ كلام الله هذه لم تأتي وليدة يوم وليلة وانما اتت بعد مجاهدة وبعد اصطباق. ولذلك قال الله عز وجل وتواصوا بالصبر. تواصوا بالصبر. فالتواصي بالصبر مهم جدا انتهى؟ اذن طبق على ذاك خلاص دقيقة اذا هذا ما يتعلق بالتواصي بالصبر واختم حديثي لقرب الاذان بكلمتين قصيرتين من الامور المهمة في الاصطبار الاصطبار على العلم الشرعي. فان العلم الشرعي امره عظيم والعلم لا ينال براحة البدن. ولذلك قال الزهري رحمه الله تعالى العلم من اخذه جملة ذهب منه جملة فلا بد من الاستمرار في تحصيله وفي نيله. اختم ذلك بتفسير فذكره ابن آآ ابراهيم النخعي رحمه الله تعالى بهذه السورة. فان ابراهيم النخعي لما قرأ هذه السورة والعصر ذكر ان المراد بالعصر هنا المعنى الرابع. وهو عمر الانسان نفسه فقال ان مراد بالعصر عمر الانسان فكأن الله عز وجل حينما قال ان الانسان لفي خسر اي في نقصان اي كل امرئ يخسر في عمره. وينقص ويذهب ذكره ويقل مجده. ويقل عزه وجاهه الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ان الذي اجتمع الامور الاربع هو الرابع في الدنيا فيكون ذكره ارفع الذكر والله ما ارتفع بك امرئ بشيء اعظم من ان يرتفع عند قومه وعند جماعته وعند الناس بانه من اهل العلم والصبر والعمل فمن اجتمعت فيه هذه الاوصاف الاربع فهو الذي ليس بخاصم واما في الاخرة فان اكمل الناس ربحا واتمهم درجة واعلاهم آآ يعني منزلة من جمع هذه الاوصاف الاربع ايها الاخوة هذا غيض من فيض من كلام رسول الله من كلام الله عز وجل في كتابه. لان القرآن لا تنقضي عجائبه كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يخلق على كثرة الرد كونوا حالفا غير حانث اننا لو بقينا ساعات طوال في تأمل هذه السورة اليسيرة في الفاظها العظيمة في التي لا تتجاوز سطرا واحدا يحفظها كل صغير منا وكبير لما كنت حانثا في ذلك ولكن يكتفى من القلادة بما احاط بنا العنق ويكتفى من من البحر بالبلالة التي يتحصل بها المعنى. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح وان يتولانا بهداه وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين هنا بعض الاسئلة يعني نمر عليها بسرعة بحسب ما يسر الله عز وجل. اخونا يقول آآ الاعتدال بين السجدتين آآ آآ هل يكرر ذكره ام لا الذكر الذي يكون بين السجدتين ذكر اهل العلم انه نوعان نوع مستحب نوع بل ثلاثة انواع نوع واجب ونوع مستحب ونوع مباح اما النوع الواجب فهو ان يقول ربي اغفر لي مرة واحدة وهي افضل من ان يقول اللهم رب اغفر لي. لان الحديث ورد هكذا ربي اغفر لي هذا الواجب والمستحب ان يكرره ثلاثا فيقول ربي اغفر لي ربي اغفر لي ربي اغفر لي. الدليل انه جاء في حديثه حذيفة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول رب اغفر لي رب اغفر لي فمعناه انه يكرر ومن معهود الشارع ان التكرار يكون ثلاثا كما في السجود التسبيح في السجود وفي الركوع وفي غيرها من المكنات والشرغ مبني عن الاشباه والنظائر واما المباح فهو الذكر الوارد في حديث ابن عباس حينما يقول ربي اجرني واعف عني وعافني وجاءت له الفاظ معددة ومتعددة وحتى وصلت الى نحو سبعة الفاظ وهذا ذكر احمد اصحابه انها من باب المباح لك فيها اجر لكنها ليست مسنونة في هذا الموضع. نعم يجوز وكذا. اذا الاستغفار تكراره او ذكر الذكر الوارد في محله نعم واما غير ذلك فانه يكون غير مشروع فيكون خلاف الاولى السؤال الثاني اخونا يقول ان خروج شيء من المعدة هل يبطل الوضوء ام لا اريدك ان تعلم قاعدة ان عندنا شيء يسمى ظاهر وشيء يسمى باطن. الظاهر هو الوجه وتجويف الفم يسمى ظاهر واما الباطن فهو الحلق وما دونه. هذا يسمى باطل وبناء على ذلك فكل ما كان له حكم اما مفطر في نهار رمضان او مفطر للوضوء اذا خرج من الباطن الى الظاهر فانه يثبت به الحكم يثبت به الحكم اذا القيء انما يكون مفطرا. وانما يكون ناقظا. اذا خرج من الباطن فخرج من المعدة. وجاء الحلق ووصل الى الفم. الفم يعني بين الاسنين فالاسنان وما قاربها هذا يسمى الفم. فيستطيع المرء ان يتحكم فيه. الذي يتمضمض فيه عادة هذا يسمى الفم اذا وصل القيء الى اليه فان كان المرء متعمدا القيء فيفطر في الصوم وان خرج بعمد او بغير عمد فهو مبطل للوضوء. ما الدليل على كونه مبطل للوضوء؟ حديث ابي الدرداء وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ وترتيب الحكم على الوصف بالفاء يكون من الايماء لعلته الحكم اذ لو لم تكن لو لم يكن ذلك الوصف علة للحكم لكان ذكره لغوا. والصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك منزهون عن اللغو فهذا من باب الايماء للعلة. فكأن الصحابة قالوا ان العلة هي القيء وهذا صريح ان القيء الوضوء انظر معي القيء احيانا قد يكون قليلا يسمى قلسا كما ذكر اخونا السائل. وقد يكون كثيرا يسمى قلسا او قلسا وكلا اللفظين صحيح والفرق بين القلق والقيء ان القلق ما كان دون ملء الفم. والقيء ما كان اكثر من الفين التفريق بين القيء والقلص مؤثر في في الصوم وليس مؤثرا في افساد في افساد الوضوء وذكروا ان السبب في ذلك لاجل طبعا الاثار التي وردت في ذلك عن الحسن وغيره ولان ذلك بفعل الادمي يكون مفسدا للصوم وهنا ليس كذلك. فكل ما خرج الجوف ولو قليلا بان كان قلسا او وصل الى الفم فانه يكون مفسدا للوضوء فيجب حينئذ الوضوء. سواء اخرجه او مبتلعه بعد ذلك واما مجرد وجود الطعن في الحلق فلا يكون لا مفسدا للصوم ولا يكون كذلك مفسدا للوضوء هذا اخونا يقول ما حكم حمل قطعة بها نجاسة في اثناء الصلاة الله عز وجل يقول وثيابك فطهر اي فيجب تطهير الثوب عند الصلاة. والمراد بالثوب هو ما يلبسه يلبسه الشخص. ويتحرك بحركته وبناء على ذلك فالغترة ثوب والجين الذي تضع فيه الاشياء جيبك هذا الذي مخباة نسميها مثلا هذه يعتبر لها حكم الثوب وكل ما ربط بالشخص كشنطة ربطها على كتفه فانها تكون ملحقة بثوبه لانها تتحرك بحركته فلا يجوز للشخص اذا صلى ان يكون فيها شيء فيها نجاسة. ولكن يجب ان ننتبه ان بعض الناس يظن اشياء نجسة وهي ليست بنجسة على سبيل المثال الدخان بعض الناس يظن ان الدخان نجس هو ليس بنجس ولذلك من صلى وفي جيبه دخانه صحت صلاته لانه ليس بنجس. فليس كل محرم يكون نجسا. وهذه قاعدة مشهورة جدا ايضا هناك بعض الناس يشك كثير الشك. فمن كان كثير الشك في النجاسات بان كان عنده نوع وسواس فنقول من كثر شكه فالعبرة بظني بعكس شكه. العبرة بعكس شكه. فالشاك في النجاسة نقول حكمه الطهارة. اخونا يقول المقصر في صلاته هل يعطى من الزكاة؟ تقول نعم. يعطى من الزكاة بل قد يكون اعطاؤه الزكاة سببا في اعانته على الصلاة حينما نتواصى بالحق ايضا يقول اخونا ما حكم رسوم تحويل المبالغ في البنوك؟ نقول جائزة. لان هذه من باب الوكالة باجر. وقد نص العلماء على ان الوكالة باجر جائزة فالحوالات البنكية اذا كانت باجر هي جائزة فلا شك فيها وخاصة اذا كانت بنفس العملة بنفس العملة بان يحول من بنك الى بنك بنفس العملة من الريال بالريال. الذي فيه كلام لو كانت بعملة مختلفة. فهل يلزم التقابض ام لا؟ وصدر قرار مجمع الفقه ان السند الالكتروني حينما تحول بمثابة بمثابة القبض الحكمي فحينئذ لو حولت عن طريق البنك لبلدة اخرى بعملة مختلفة اهذا جائز؟ لان مجرد ايصال السند اليك بمثابة القبض الحكمي فيكون من باب التقابض حرام في حديث صريح قال عقبة ابن عامر رضي الله عنه ثلاث ساعات نهينا عن الصلاة. قال اهل العلم اي صلاة الجنازة صلاة الجنازة ودفن الموتى فيها نهينه عن الصلاة وان ندفن فيها موتانا وهي عند طلوع الشمس حتى ترتفع قيد ربح بمقدار تقريبا ثلث ساعة او اقل. وعند قيام قائم الظهيرة قبل اذان الظهر بنحو خمس دقائق تزيد او تنقص وعندما تتريض الشمس للغروب. اي قبل غروب الشمس بنحو ثلث ساعة او اكثر بقليل يحرم صلاة الجنازة ويحرم دفن الجنازة. هذا ليس اجتهاد فقهاء. بل نص حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حديث عقبة ساعات نهين عن الصلاة نهينا عن ان نصلي فيها اي على الموتى وان ندفن فيها الموت ندفن فيها موتانا. فهذا الوقت كما ذكر اخونا الفاضل يلا خد التنبيه انه لا يجوز دفن الموتى قبل اذان المغرب بل ينتظر الى حين غروب الشمس ثم يدفن فيها الموتى العلة علمها عند الله وانما تلمس العلماء حكما. قالوا بان بعض الاديان يعتقدون هذه الساعات يدفنون فيها الموتى يصلون فيها ويعتقدون فيها شيء يتعلق بالشمس هذا اخونا يقول هل العصر هو الزمان كله؟ ام الزمان الذي هو بعد صلاة العصر؟ ولا نقول الذي هو صلاة العصر؟ الذي يكون بعد صلاة العصر نقول كليهما مراد كلاهما مراد هكذا فهمه الصحابة والتابعون. فهموا المعنيين والمعنيان صحيحان وحينئذ فنقول كلا المعنيين صحيح هذا اخونا يقول ان في بعض المناسبات يكون هناك مخالفات فما الواجب على طالب العلم؟ نقول الواجب على طالب العلم اولا ان نجيب دعوة النكاح لقول النبي صلى الله عليه وسلم من دعي الى وليمة فليجب. قال اهل العلم الوليمة هنا المراد بها وليمة النكاح. فالهنا للعهد لان العرب لا تسمي الدعوة وليمة الا ان تكون لاجل النكاح او بسببه فاخذ منها جمهور اهل العلم ان من دعي دعوة نقرة لا دعوة جفلا. ما الفرق بين النقرة والجفلة؟ النقرة ان الزوج او الزوجة بانه يتعلق الحكم بهما او والد الزوج او والد الزوجة فيدعوك بعينك يا زيد يا عمرو انت مدعو للزواج وحينئذ نقول هذه دعوة نقرأ. واما الجفلة فهي الموجودة عندنا في بعض البلدان في المملكة. يأتي بعض الناس في المسجد فيقول اليوم زواج فلان الله او يأتي في بعض البلدان عندنا كذلك يوجد في في الشوارع لوحة اليوم الفلاني زواج فلان ابن فلان في المكان الفلاني هذه دعوة جفلة هذه لا يجب اجابتها وانما التي تجب اجابتها النقرة المعين صاحبها ممن يكون له الحق. اما اخو الزوج او اخو الزوجة فليست دعوته واجبة واما ان كان في حضور المرء منكر فيحضر بقدر اجابة الدعوة ثم يخرج فان امكنه نصيحة او توجيه بل قد يكون التصيحة بحضوره. فان بعض الناس اذا حضر طالب العلم وامام المسجد قد يمنعون الشر او يخففونه في وقت فيكون حضوره فظل. فحينئذ يكون تقدير ذلك بحسبه اخونا يقول اه ما نصيحتك لمن ابتلي بزوجة سليطة اللسان الله عز وجل ذكر في كتابه اعظم الصفات التي تكون في المرأة فقال فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. فالصالحة في دينها القانتة قال سفيان هي المطيعة لزوجها الحافظة للغيب تحفظه في نفسها وتحفظه في مالها فالمرأة كلما كملت في هذه الصفات فقد اثنى الله عز وجل عليها ولذلك لما قرأ ابن مسعود رضي الله عنه هذه الاية قال فاحفظوهن فاحفظوهن. من وجد امرأة صالحة في دينها مطيعة له في امر في امره لها. وكانت حافظة له في نفسها وفي ماله عنها اذا غاب عنها فهذه امرأة قل ما يوجد مثلها ولذلك قال ابن مسعود فاحفظوهن. فانها اعظم متاع الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ولكن قد ابتلى المرء بامرأة عندها نقص في بعض هذه الصفات وقد ابتلي من هو افضل منا جميعا بعض انبياء الله صلوات الله وسلامه عليه. بل ان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدي بعضهم بذلك فابتلي بعضهم بنساء كما في قصة عمر انهم لما اتوا المدينة فوجدوا نساء نساء الانصار يرفعن اصواتهن على ازواجهن فالمؤمن مأمور بنصيحتها وبوعظها وتذكيرها بما اوجب الله عز وجل عليها من الحق لزوجها ذكروها بطريقة بطريقة بالطريقة التي امر الله عز وجل. اه اخونا يقول ما حكمه؟ اذا انتهى الوقت علمني شيخ. اشهد لي فقط يا شيخ جزاك الله اخونا يقول ما حكم قول جمعة مباركة؟ الاصل ان الفاضل مسلمين نحملها على المحمل الصحيح. فمن قال تخيل مسلم جمعة مباركة جائز لكن ليست سنة الخطأ ان تعتقد انها سنة لو قلت السبت مبارك الاحد مبارك يوم مبارك كانك تقول ادعو لاخيه المسلم بان يبارك الله عز وجل له في يومه ومن دعائك لك ومن دعائك لاخيك المسلم بالبركة في يوم الجمعة ان يعمل العمل الصالح فيها بصلاة الجمعة والدعاء ولزوم المسجد وقراءة الادعية التي تقال في يوم الجمعة فالظاهر عدم الظاهر عدم المنع منه وانه جائز بشرطين الا تعتقد انها مستحبة ان تترك المداومة عليها لكي لا يظن من بعدك من ابنائك ومن غيرهم انها سنة. انت نعم لا تعلم انت تعلم انها ليست بسنة وانما هي مباحة. لكن قد يظن غيرها لشدة ملازمتك لها انها سنة اخونا يقول ما حكم وضع اللافتة السوداء السوداء في وسائل التواصل عند وفاة قريب مكتوب عليها انا لله وانا اليه راجعون نقول الاصل جوازه ولكن لو وغير مرة سوداء ومرة بيضاء ومرة باي لون شاء. فنقول ان شاء الله لا شيء في ذلك ما لم وقلنا ما لم يعتقد في ذلك اعتقادا. ما دام لم يعتقد فهو جائز هذا اخونا يقول ما حكم الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ انظر ايها الفاضل النبي صلى الله عليه وسلم خير منا جميعا بل لا يصح ايمان امرئ كما قال النبي لعمر حتى اكون احب اليه من نفسه وولده والناس اجمعين محبة النبي صلى الله عليه وسلم ركن في الايمان. فلا ايمان لمن لم يؤمن بالنبي ويحبه. لا بد من الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم فان سألت هل محبة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي شيئا؟ اقول نعم. قد ذكر الله في كتابه حينما قال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله لان الصدق اجتماع محبة الله مع محبة رسوله فمن احب الله احب رسوله ومن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان ذلك يستلزم ويقتضي معا محبة الله عز وجل بل لا يمكن ذلك. محبة الرسول بدون محبة الله فلابد من اتباع رسول الله. فالمحب لرسول الله المتبع لامره جاء في بعض الاخبار ان الرسول صلى الله عليه وسلم قام على المنبر يتكلم فقام رجلان يتلاحيان يعني يرد احدهما على الاخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجلسوا لان الصحابة منهيون ان يرفعوا اصواتهم بمحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم اجلسوا وبينما هو يقول لهم اجلسوا اذا بعبدالله بن مسعود يدخل مع الباب فلما سمع قول اجلسوا جلس على الباب وسد الباب فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عبد الله ما اجلسك هذا المجلس لانهم مجلس منهي عنه ان تجلس في الطريق وعند الابواب. فقال سمعتك تقول للناس اجلسوا فخشيت ان اخالف امرك فاهلك هذا المحب لرسول الله حقيقة الذي يسمع كلامه ويطيع امره اذا عرفت ذلك فان محبة رسول الله ان تمتثل امره ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر الرسول قال بغير الله ولم نستثني شيئا لم يستثني شيئا اذ لو كان جائزا او مستحبا او مندوبا الحلف بذاته صلوات الله الشريفة صلوات الله وسلامه عليه لا استثنى هو لما اخفى ذلك عن امته فدل على ان الحلف بالنبي صلى الله عليه واله وسلم محرم ولا يجوز فهو داخل في ذلك. من حلف بغير الله فقد كفر واشرك ولذلك ايها الموفق ان من حبك لرسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه واله وسلم ان تحلف بالله فتطيع امر رسول الله صلى الله عليه وسلم اخونا يقول ما حكم لبس الاحرام الذي يكون على هيئة التنورة؟ قول جماهير اهل العلم انه غير جائز لكن من اهل العلم من اجازه والجمهور على عدم جوازه. والاخذ بقول الجمهور احوط وخاصة ان الادلة التي عددهم اقوى. وقد ذكر ابن هبيرة فيما نقله صاحب المسودة عنه. ان المرء اذا اشقت عليه المسألة فليلزم قول الجمهور فانه احوط هذا اخونا يقول من يجد فتورا في العبادة والعمل الصالح ما نصيحته؟ هذا سبيل ايجاز. كل امرئ لابد ان يأتيه فتور وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ان لكل عمل شرة ولكل شرة فترة كل عمل تعمله لك حماس تتحمس فيه في طلب العلم في الصلاة في الصيام في حفظ القرآن في قيام الليل في بر الوالدين والدين في صلة الارحام ثم ان بعد تلك الحماس والقوة فترة ضعف فدلنا النبي صلى الله عليه وسلم على الحل. فقال من كانت فترته على سنتي فقد اهتدى ما معنى هذا الكلام في وقت الضعف اجعل لك حدا احرص على الا تنقص عنه ابدا. وفي فترة النشاط والقوة زد على هذا الحد ففي فترة النشاط افعل ما شئت من العبادات من الصلوات وفي فترة انشغال والفترة لا تفوت الفرائض وعلى اقل احوال السنن الرواتب لان الذي يكون في وقت القوة والشرة مقتصرا على الفرائض اذا جاءته الفترة والضعف فوت الفرائض اذا ففي وقت فرائضك في وقت نشاطك تحبب الى الله بالنوافل وفي وقت فترتك وظعفك وفتورك اقتصر على الحد الادنى. الامر الثاني دائما استعن بدعاء عظيم اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه ان يقوله في كل صلاة. في دبر كل صلاة. اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. الله هو المعين والله ثم والله اذا لم يكن عون من الله لي فتى فاول ما يجني عليه اجتهاده الله هو الذي يعينك. الله هو الذي يقويك. الله هو الذي يقوي عزمك. الله هو الذي يوفقك. الله هو الذي يسددك لا حول ولا قوة الا بالله. يستحب لكل مسلم اذا دعي للصلاة فقال المؤذن حي على الصلاة او قال حي على الفلاح ان يجيبه فيقول لا حول ولا قوة الا بالله لا تجبه بلسانك فقط بل اجبه بلسانك وقلبك استشعر معنى لا حول ولا قوة الا بالله اي لا ان كان لي بان اتحول من شيء الى شيء فاتحول من حالي الى الصلاة ولا ان كان لي بان اتقوى على اي شيء من العبادات وغيرها الا به سبحانه هذا اخونا يقول ما نصيحتك لطلاب العلم؟ وخاصة مع كثرة الفتن التي تكون من البرئيات وغيرها آآ الفتن موجودة في كل زمان. كل زمان من عهد افضل العهود عصر النبوة الى عصرنا وهناك فتن وكل زمان له فتنه التي تختلف عن الزمان الذي قبله ولكن لا ينال الشهد الا بتعب لابد لطالب العلم ان يبتلى ومن الابتلاء ان تأتيه هذه البنيات بنيات الطريق وقد قال الله عز وجل الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون وذكر الله عز وجل ان هذا الابتلاء يميز يميز به سبحانه وتعالى الخبيث من الطيب ليميز الخبيث من الطيب فالله عز وجل يميز الناس لو كان كل الناس كما يرغبون وكما يودون لكان كل الناس في اعلى الجنة ولكن الجنة درجات ففي اعلاها الصديقون وفي ادناها اقل المؤمن درجة. فالجنة درجات درجات الجنة فانت على حسب صبرك وعلى حسب علمك وعملك معا والله عز وجل قد حف الجنة بالمكاره وحف النار بالشهوات المقصود من هذا ان المؤمن يعلم ان هناك فتن كثيرة فتنة في المال فتنة في الزوجة فتنة في الولد فتنة في البدن في فتنة في كثير من الاشياء الفتن كثيرة جدا ولكن المرء اذا جعل له غاية وعرف الطريق الصحيح الذي يؤدي لهذه الغاية واستمر في طريقه ولم ينقطع عنه ولم يسوف فان من اعظم الامور التسويف ومن اعظم الامور الانقطاع. ثم بعد ذلك لم يستعجل النتائج فان كثيرا من الناس يستعجل فلا يتحقق له غايته. فان بعض الناس يقول دعوت فلم يستجب لي وهذا لا يستجاب له ان المرء يستجاب له ما لم يعجل. يقول دعوته فلم يستجب لي. مثل ذلك طالب العلم. طلب العلم ما لم يعجل المرء ويقول ان اكون اعلم الناس وان اكون اقواهم واعلاهم درجة وافهمهم هذا المستعجل لا لا ينال علما ابدا. وهذا معروف عند اهل عنده القدر. كما ان من الامور المهمة ان يعلم المرء بالتدرج في بداية امره ان يأنى بنيته في العلم. والمراد بالنية في العلم لما سئل الامام احمد قال النية في العلم ان يتعلم العلم لاجل امرين ان يتعبد بطريقة صحيحة بان ينفي الجهل عن نفسه وان يعلم الناس هذه هي النية من نوى ان يتعلم ليعلم هذا مأجور من تعلم قرآنا ليكون مدرس قرآنا ويعلم صغار السن القرآن هذه النية الصالحة من تعلم الفقه من الصلاة والطهارة والزكاة والحج والبيع والشراء والنكاح وغير ذلك لاجل ان تكون عبادته ومعاملته ومعاقدته صحيحة فهذه النية الصحيحة النية امرها سهل بحمد الله عز وجل اخر درس ونقف اخر سؤال ونقف عنده باذن الله عز وجل اه يقول آآ اه هل تقوى الله عز وجل امر شاق وصعب؟ وكيف تصير من الراسخين في العلم؟ اما كون اتقوى الله عز وجل امر شاق وصعب فهذا امر نسبي اذ تقوى الله عز وجل امران التقوى المطلقة التي تتحقق لكل مسلم فكل مسلم متق لله عز وجل مسلم متقي لله عز وجل الذي لا يتقي الله اما المناخ هو الكافر المسلمون كلهم تقوى لله عز وجل. واما كمال التقوى الذي ينال التقوى كاملة وهو مطلق التقوى فهذه تكمل للمرء بحسب حرصه على ثلاثة اشياء العلم والعبادة والاخلاص. احرص على هذه الثلاثة ام ان تعبد الله كانك تراه وهذا الاخلاص العلم بالله تواصوا بالحق الامر الثالث العبادة الذين امنوا وعملوا الصالحات اذا حرصت على هذه الثلاث فقد كمل ايمانك. ولكن الناس يختلفون في العلم بالله والعلم باحكامه ويختلفون في كثرة العبادة وقلتها ويختلفون في الاخلاص قلة وكثرة وهذا مرده الى ما يوفق الله عز وجل. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يوفق الجميع للهدى والتقى وان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وان يتولانا وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات. واسأله جل وعلا ان يصلح ولاة امورنا وان يغفر لهم وان يوفقهم لكل خير. وان يجمعنا ووالدينا ومشايخنا وولاة امورنا والحاضرين جميعا في جنات النعيم مع النبيين والصديقين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين