ومن القواعد ايضا جنس العمل ركن في الايمان لا احد الا بدليل جنس العمل ركن في الايمان. لا احاده الا وقد اجمع اهل السنة على ان العمل داخل في مسمى الايمان. وانه ركن من اركانه. ولكن العمل الذي هو ركن في الايمان هو جنس الاعمال. واما احاد العمل فليست شرطا في صحة الايمان. ولا في وجوده الا فاذا دل الدليل على كفر من ترك هذا العمل بخصوصه كالصلاة فاذا شهد الانسان الشهادتين ثم اكتفى من الاسلام بتلك الشهادتين. فلم يقم بعمل من الاعمال الخاصة بالشريعة او الزكاة او الحج او العمرة او غيرها فقد ترك جنس العمل فحقيقته انه كافر وليس بمؤمن واما اذا نطق بالشهادتين وجاء ببعض الاعمال الشرعية ولكنه تخلف عن بعضها فلم يحج مثلا او لم يزكي فهذا تارك لاحاد العمل وترك احاد العمل لا يعتبر كفرا ولا ناقظا من اصل ولا ناقظا من نواقظ التوحيد. الا اذا دل الدليل على ان من ترك هذا العمل بعينه فقد كفر وهذا فرقان ما بيننا وبين الوعيدية الذين يجعلون العمل ركنا في الايمان ولكن الركن عند الوعيدية هو احاد العمل وليس جنس العمل. فلا بد من التفريق بين مذهبنا ومذهبهم فاذا ترك الرجل عملا واحدا عند الوعيدية كفر. واما عند اهل السنة كيف لا يكفر وانما ينقص ايمانه بقدر ما تركه من الاعمال