ايضا من جهة كفرهم من نبي الخاتم. الذي جاء نعته في كتبهم وجاء فيها وصية انبيائهم لهم باتباعه اذا ادركهم زمانه. كما قال تعالى في وصف عباده المؤمنين الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع وعنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم. فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون. قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت. فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته اي واتبعوه لعلكم تهتدون. الكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم من قبل هؤلاء كفر بما في ايديهم من كتبهم كذلك لان الدعوة الى الايمان به وتصديق واتباعه جزء مودع في كتبهم والكفر باية واحدة من ايات الله كفر بايات الله جميعا. والتكذيب برسول واحد من رسل الله. تكذيب برسل الله جميعا والتكذيب بكتاب واحد من كتب الله تكذيب بكتب الله جميعا. الله جل جلاله يقول ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. ابن كثير يقول فهم في نفس الامر لما كفروا بمحمد الله عليه وسلم لم يبق لهم ايمان صحيح باحد من الرسل ولا بما جاءوا به وانما يتبعون ارائهم واهوائهم وابائهم فيما هم فيه. فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع بغير هدى من الله لعل يبه لا يتبعون ما عندهم من دين لانه شرع الله ودينه لانه لو كانوا بما في لو كانوا مؤمنين بما في ايديهم. ايمانا صحيحا لقادهم ذلك الى الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم لان جميع الانبياء بشروا به وامروا باتباعه. فلما جاءهم ما عرفوا وكفروا به وهو اشرف الرسل علم انهم ليسوا متمسكين بشرع الانبياء القدامى لانه من عند الله بل لحظوظهم واهوائهم. فلهذا لا ايمانهم ببقية الانبياء. وقد كفروا بسيدهم وافضلهم وخاتمهم واكملهم قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى اعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. اما اهل الاسلام يؤمنون بجميع ما انزل الله من كتب وبجميع ما ارسل الله من رسل. كما قال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله. وقالوا بعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. وفي الحديث والذي نفس محمد بيده لا يسمع لاحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي ارسلت به الا كان من اصحابه النار وفي الحديث الصحيح المتفق عليه اذا كان يوم القيامة اذن مؤذن تتبع كل امة ما كانت تعبد فلا يبقى من كان يعبد غير الله من من الاصنام والانصاب الا يتساقطون في النار حتى اذا لم يبقى الا من كان يعبد الله من بر او فاجر او غبرات اهل الكتاب. ايه معنى غبار اقعد يعني بقايا اهل الكتاب نعم فيدعى اليهود يقال لهم من تعبدون؟ يقول كنا نعبد عزيرا ابن الله. وقال لهم كذبت ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد اتعبدون؟ فقالوا عطشنا ربنا فاسقنا فيشار الا تريدون ما هي الماية قدامكم اهي. فيشار الا تلدون فيحشرون الى النار كأنها سراب يحطم بعض بعضا فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى فيقال لهم من كنتم تعبدون؟ يقول كنا نعبد المسيح من الله فيقال قال لهم كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم ماذا ماذا تبغون؟ فهذا فيفعل بهم ما فعل بمثل الاولين. غبارات اهل الكتاب يعني بقايا يا اهلي الكتاب الله جل وعلا يقول لنا وهو يقص عن اهل الكتاب مقولتهم الفاسدة وقالوا اليهود والنصارى يعني كونوا هدى او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما يا موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. فان امنوا لما امنتم به فقد اهتدوا. وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم لقد نعى القرآن الكريم عليهم كفرهم فقال اسمع يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله وانتم تشهدون يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل؟ وتكتمون الحق وانتم تعلمون يا اهل الكتاب لم تكفرون بايات الله؟ والله شهيد على ما تعملون قل يا اهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من امن؟ تبغونها عوجا وانتم شهداء؟ وما الله بغافر ادعم ما تعملون بل خز هذه وانتبه لها لقد اخذ الله الميثاق على انبيائه جميعا لان لان بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ثم امرهم ان يأخذوا الميثاق على اممهم. لان بعث محمد وهم احياء ليؤمنن به ولا كما يدل كذلك كما ذكر هذا ابن عباس وغيره من السلف. هذا في كتاب الله عز وجل واذ اخذ الله ميثاقا نبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم. لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا انا معكم من الشاهدين يقول السدي لم يبعث الله عز وجل نبيا قط من لدن نوح الا اخذ ميثاقه ليؤمنن بمحمد ولينصرن ان خرج وهو حي والا اخذ على قومه ان يؤمنوا به ولينصرنه ان خرج وهم احياء. فلو ان لا احد لو افترضنا جدلا ان احدا من الانبياء الان بين ازهرنا حي ما وسعه الا ان يتبع محمدا صلى الله عليه وسلم. وان ينقاد لشريعة الاسلام. حديث جابر ابن عبدالله اه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب اصابه من بعض اهل الكتاب فقرأه على النبي عليه الصلاة والسلام. فغضب وقال امتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به او بباطل فتصدقوا به. والذي نفسي بيده لو ان موسى كان حيا ما وسعه الا ان يتبعني تاني والذي نفسي بيده لو ان موسى كان حيا ما وسعه الا ان يتبعني. في رواية اخرى جاء عمر بن الخطاب الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله اني مررت باخ لي من من قريزة فكتب لي جوامع من التوراة انا اعرض وعليك فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن ثابت الا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر نعم رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال والذي نفس محمد بيده. لو لو اصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم والذي نفس محمد بيده لو اصبح فيكم موسى ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ان لكم حظي من الامم وانا حظكم من النبيين نعم ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعدي ما جاءهم العلم بغيا بينهم. ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعه. وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا واضح جدا وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين. ااسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا. وان تولوا فانما البلاغ والله بصير بالعباد. ان الذين يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير حق يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم اولئك الذين حبدت اعمالهم في الدنيا والاخرة وما لهم من نصيب. في سورة المائدة قل يا اهل الكتاب لستم على شيء زيرو لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم القرآن وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا. فلا تأس على القوم الكافرين ابن كثير يعلق لستم على شيء اي من الدين حتى تؤمنوا بجميع ما بايديكم من الكتب المنزلة من الله على الانبياء وتعملوا بما فيها ومما فيها الايمان بمحمد والامر باتباعه والايمان بمبعثه والاقتداء بشريعته هذا من جهة