وهكذا شرب منه الصحابة هذا المنهج ومشيوا وهكذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو امير المؤمنين. يعني المسلمين اللي آآ حوالين حصن بابليوت دولت ما هماش آآ آآ حضرة الصلاة لم يتخلف عنها منهم احد. خمس صفات دي موجودة في ناس ما حدش هيعرف يقف قدامهم. انتهت لو استقبلوا الجبال لازالوها الكلمة دي على فكرة ارجعوا تاني للفتوح مش اول مرة تتقال هو قالها على فكرة ملك الصين مش فاكر ازا كنا قلناها في الحلقات اللي قلناها ولا لسه هنقولها في زمن عثمان بن عفان؟ احتمال في زمن عثمان بن عفان؟ لان لما بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مع الحلقة الاولى بعد المئة من حلقات قصة الخلافة الراشدة وهي الحلقة العشرين من حلقات فتح مصر وفي الحلقة الماضية اتكلمنا على حصار عمرو بن العاص رضي الله عنه والجيش الاسلامي لحصن نابليون. واتكلمنا على عظمة حصن نابليون وحصانة حصن نابليون يعتبر هو والاسكندرية احصن منطقتين في مصر كلها. فلو تم فتح هذا الحصن انهارت تقريبا معظم القوى العسكرية الموجودة في وسط مصر او في الجنوب. وهيبقى متبقي فقط فتح الشمال. عشان كده الرومان كانوا مركزين تركيز كبير على عدم سقوط حصن ببليون. الحصار استمر فترة طويلة عدة ايام وعدة اسابيع. وعدت يبدو شهور. آآ على الاقل شهر او شهرين قبل ما يطلب الرمان من المسلمين المفاوضات. ذكرنا في الحلقة الماضية موقف عبادة ابن الصامت رضي الله عنه وارضاه وموقف ممكن يكون موقف عابر في اي معركة ان مجموعة من الجلود الرومان بيحاولوا يهجموا على جندي مسلم فالجندي مسلم يجري وراهم فيهربوا منه. هذا موقف ممكن يكون عابر. ما حدش يسمع به. لكن الواضح ان الموقف ده سمع في الجيش روماني بشكل كبير كل الناس انتقل اليهم سماع هذا الموقف وعلموا ان انهم يقاتلون قوما لا يهابون الموت فاهتزوا وبالتالي طلب الرومان الصلح او المفاوضات مع المسلمين. الجيش اللي بيطلب الاول مفاوضات بيبقى آآ خسر نقطة لان هو ابرز ضعفا لو هم قادرين على رد المسلمين دون مفاوضات يردوهم ما يقدروش يعملوا معهم مفاوضات ايا كان المفاوضات نتيجتها تكون ايه؟ لو انت عندك القدرة انك انت تطردني من ارض مصر دون مفاوضات ودون اعطاء اي نوع من الصلاحيات او عطاءات للجيش المسلم كانوا عملوها. لكن هم مش قادرين وده شيء طبعا فريد لان الجيش المسلم قليل وفي ارض غريبة والمدد بينه وبين المدينة المنورة بعيد او بينه وبين الشام حتى بعيد. فكون الرومان في زل هزه الاجواء الصعبة التي يعيشها المسلمون يطلبون الصلح او يطلبون المفاوضات مع المسلمين ده شيء ده شيء يعني فعلا نادر ويثبت علو كعب المسلمين على الرومان في مسل هزه الايام. الرومان طلبوا المفاوضات وقرروا ارسال رسل هم اللي هيبعتوا رسل للمسلمين فبعتوا مجموعة من الرسل لعمرو بن العاص رضي الله عنه شوفوا عمرو بن العاص عمل ايه؟ عمرو بن العاص احتبس عنده الرسل يومين يومين ليلتين تمانية واربعين ساعة تقريبا واداهم رده وكل حاجة بس ما روحهمش للمقوقس. في داخل الحصن. ومقوق سارق. يعني ايه اللي حصل اصلا ما رجعتش. المفروض الرسل راحة تقول كلمتين وراجعة تاني على طول. ما رجعتش الرسل. فقال لمن معه. طبعا احنا عندنا تفصيلات لما حدس في داخل حصن نابليون لان عدد كبير جدا جدا من اللي في داخل الحصن اسلم بعد كده كتير من المصريين اللي كانوا موجودين كعائق كجنود مساعدة او في الاعمال اللوجستية في داخل الحصن الموظفين في داخل الحصن اسلموا بعد كده وهم نقلوا هذه الاخبار وهذه الحوارات من داخل الحصن. المقوقس لما لما الرسل الرومانية تأخرت عند عمرو ابن العاص قلق قال ان احتمال الجنود قتله. فقال لاصحابه اترون انهم يقتلون ويحبسونهم ويستحلون ذلك في دينهم يعني ده ده احتمال يكون متوقع هو مستغرب وخاصة ان تاريخ المسلمين مع الفتوح الاسلامية في الشام ما كانش فيه كده. والشام برضو كانت احتلال روماني فاكيد اخبار الشام كلها واصلة عند المقوكس. فمستغرب من هذا السلوك الذي حدس. ليه عمرو ابن العاص عنده الرسل يكون الراوي انما احتبسهم عمرو بن العاص ليروا حال المسلمين عشان يتفرجوا على طبيعة الجيش المسلم حال الحياة في الجيش المسلم وينقلوا الصورة دي للرماة ما يقبلش اللقاء اللقاء السياسي فقط في داخل خيمة القائد. ومشيوا على كده. لا ده عمل لهم عمل لهم جولة. تور. في الجيش المسلم اتفرجوا على المسلمين وهما عايشين حياتهم الطبيعية في داخل هذا الحصار وهم هينقلوا هزه المعلومات للجيش الرماني. وهو عمرو بن العاص عارف رضي الله عنه ان هذه الصفة للجيش المسلم اذا نقلت بحذافيرها كما هي دون تجميل ولا اي نوع من التغيير هو بينقل الواقع هذا الواقع سيرعب الرومان وعشان كده خلاهم عندنا في الجيش يعني يقعدوا يومين تلاتة اتفرجوا على الجيش المصري. مش خايف من اي مشاكل عسكرية ممكن نقل بعض العورات رؤية بعض التعديلات العسكرية. اكيد طبعا كان عنده نوع من الحماية للاشياء اللي هو يشعر انها مهمة عسكريا لكن عيشوا شوفوا طبع طبيعة المسلمين قد ايه وروحوا انقلوا الكلام ده للموتوكس يومين تلاتة ورجع تاني الرسل الى المقوقس ومعهم الرد بتاع عمرو بن العاص. عمرو بن العاص رد عليه رد موجز جدا جدا كلنا عارفينه اللي قلناه عشرات المرات في كل حلقات الاسلامي قال انه ليس بيني وبينكم الا احدى ثلاث خصال عمرو بن العاص ملخص جدا ودقيق جدا واحدة من تلاتة اما ان دخلتم في الاسلام فكنتم اخواننا وكان لكم ما لنا دابا هادي نمرة واحد عايزين تبقوا مسلمين خلاص بقينا كلنا زي بعض ولكم ما المسلمين وعليكم ميعاد المسلمين. وان ابيتم فاعطيتم الجزية عن يد وانتم صاغون انتم صاغرون انتم مطيعون للمسلمين. يعني تحت طوع المسلمين بيحكموه البلاد. وانتم بتدفعوا الجزية. لكن انتم تفضلوا في اماكنكم وتعيشوا حياتكم مستقرة وليكم مبلغ معين هتدفعوه سنويا للمسلمين. طبعا يعني آآ هيستقروا على المبلغ ده في المفاوضات الاخرى لو اتفق على هذا الموضوع. واما التالتة واما ان جاهدناكم بالصبر والقتال حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ده كلام عمرو ابن العاص اللي خدوه اللي خدوا الرسل ورجعوا به للمقوقص. لما رجع الرسل للمقوقص قالوا له التلاتة اللي هو عارفهم هو من اول ايام دخول عمرو بن العاص الى مصر وهو بيقول لهم الكلام ده. هو عارف التلات حاجات دولت. لكن في حاجة جديدة الرسل راحت المقوقس والمقوقس بدأ عايز يعرف طبيعة ان انتم اتأخرتوا يومين ايه اللي حصل في اليومين دولت ؟ قال كيف رأيتموهم اوصف لي الرسل الرومانية هتوصف للمقوقس حالة الجيش المسلم. ركز قوي معي الحلقة دي مهمة جدا اللي بقوله ده صفة الجيش المسلم اللي فاتح مصر هذه صفة الجيش المنتصر. احنا عارفين ان عملية فتح مصر نجحت وان الجيش المسلم على قلة عدده استطاع ان ينتصر على الجيوش الرومانية الكبيرة. بنتكلم على مائة الف مقاتل روماني في داخل مصر غير العوامل المساعدة لو كان هيساعدهم آآ يعني آآ مصريين او آآ قوة لوجيستية غير تاريخ الخبرة بارض مصر قرون بيحتلوا مصر غير الحصون غير السلاح دولة عملاقة معها سلاح متطور ومع زلك الجيش المسلم انتصر ليه انتصر؟ عشان الصفة ديت. ده كلام الرسل الرومانية. بيقولوا ايه بقى في الرسالة زكروا خمس صفات كل صفة من دولت صراحة محتاجة محاضرة محاضرتين تلاتة اربعة بس انا مش عايز اتشعب بيكم انا هزكر الخمس صفات ديت على سبيل الاختصار واتمنى ان ربنا سبحانه وتعالى يفتح لنا من البركة في الوقت اننا نرجع تاني نتكلم على تفاصيل هذه الصفات الصفة الاولى قالوا رأينا قوما الموت احب الى احدهم من الحياة ادي اول صفة الما اللي سمعناه كتير جدا ياما خالد ابن الوليد قالها جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون انتم الحياة جئتكم برجال يحبون الموت كما تحبون انتم شرب الخمر فاكثر من صياغة. الشاهد ان المسلمين الموت مش بس مش خايفين منه ده حابينه ايه ده! دي جملة صادمة جدا جدا للجيش الروماني. يعني ايه حبه؟ يعني انا هخوفه اقول له ايه؟ هموه هموتك انت ما هو ده اللي هو عايزه يعني خلاص يبقى انت وضعت في ايديهم ما لكش حل. يعني انا ما اخري اعمل ايه؟ اموت التمن تلاف هم التمان تلاف سعداء جدا بالموت دي اول حقيقة اتقالت الموت احب اليهم من الحياة ان اللي هيعيش هو اللي زعلان واللي ميت هو اللي سعيد لان اللي ميت ده ميت شهيد والشهيد دي اعلى الدرجات ودخل الجنة. وبقي الفتنة يعني خلاص هو ما عندوش اختبارات تانية كفى للشهيدة فتنة ان مات تحت ظلال السيوف. فخلاص هو ما عندوش فتنة تانية لا في قبره ولا في يوم من الايام ولا في شيء هو من ارض المعركة دخل الجنة. يدوبك عليه موضوع الدين. لو كان عليه ديون ولو شد حد عنه الديون خلاص انتهت القضية ملفه اتقفل على خير ودخل الجنة ومبسوط وفي اعلى الدرجات كمان في الجنة. مجاهدين لهم في الجنة درجات ما بين الدرجة والدرجة مائة درجة مجاهدين. ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والارض فهو خلاص زي ما بيقولوا كده ايه قفل ملفه على خير الحمد لله مع كل الابتلاءات الموجودة في الدنيا. كل المشاكل والاحزان والالام مش خلاص اتقفلت فالموت احب هو الرسل الرومانية رأت هذا بعيونها سمعت هذا باذانها عرفت على ارض الواقع ان الناس دي فعلا مش هاممها القضية قضية الانتصار ولا قضية الغنيمة ولا قضية الملك ولا عايز يموت فالموت احب اليهم الى احدهم من الحياة. دي اول صفة الصفة التانية والتواضع احب اليهم من الرفعة الله اكبر. يعني ناس منتصرين فاتحين الشام اربع دول دلوقتي الشام وفاتحين العراق وفاتحين اجزاء كبيرة من فارس من ايران ومعهم الجزيرة العربية كلها. ودلوقتي فاتحين نص مصر ومكملين ومتواضعين متواضعين ازاي ازاي ده الواحد لما بيملك آآ شقة اوسع شوية ممكن يتكبر. لما بيملك يعني شركة صغيرة ممكن يتكبر على الناس اللي معه الكبر ده شيء افة خطيرة جدا موجودة عند ناس لاملاك بسيطة جدا ساعات والله تلاقي بعض الفقراء متكبر وهو فقير ويذهب انا مكروه جدا عند الله عز وجل. لان ربنا نزع منه الشيء اللي ممكن يتكبر به ومع زلك لسه بيتكبر. عشان كده يعني الثلاثة لا ينزر الله اليهم ولا يكلمهم يوم القيامة ولا يزكيهم يعني منهم ايه؟ منهم عاقل مستكبر. عاقل يعني فقير مستأجر ليه مستكبر عليه ازا كان ربنا هيزعل منك الشيء اللي الناس بتكبر به فدولت معهم الملك ده كله ومتواضعين متواضعين ورأى ذلك الجنود. ان هم متواضعين جدا جدا وده لان هم مش شايفين نفسهم عملوا حاجة سر التواضع ده ان المسلم الفاتح في هذه الجيوش كان يعلم ان النصر من عند الله عز وان الملك بيد الله يؤتيه من يشاء. فمش شايف لنفسه فضل في الفتوح ده كويس قوي الحمد لله رب العالمين ان ربنا اختارني هو سبحانه وتعالى اختارني اكون جندي له في هزا الموضع. فيعزل فضل الله كله لله عز وجل عشان كده متواضع. اول ما الانسان نفسه بتتكبر زي ما يعمل زي قارون بقى. انما اوتيته على علم عندي. ده الخطة بتاعتي والمهارة بتاعتي والسياسة بتاعتي والترتيب والقتال وقوة الساعد دي المعلومات او دية الاسباب التي تأتي الى ذهن المتكبر. مم فهو اللي عمل كل شيء. بينما المسلم الصحيح العقيدة صحيح العقيدة بيعرف ان كله بايد ربنا سبحانه وتعالى. كله بيد الله النصر وما النصر شف الحصر. وما النصر الا من عند الله عز وجل. الا من عند الله. الله عز وجل العزيز الحكيم هو الذي نصر المسلمين في كل هذه المعارك السابقة وهو الذي سينصرهم في المعارك القادمة. ولو تخلى المسلمون عن صفة التواضع هزموا كده هم مش بيتكلفوا التواضع. هم متواضعين فعلا وعارفين كويس قوي انهم لو تكبروا هزموا ولذلك لا يتكبروا فالرسل الرومانية شاهدت هذا التواضع بعينها. ادي اول ادي نمرة اتنين التواضع احب اليه من الرفعة. نمرة تلاتة ماذا شاهد الرومان ايضا في الجيش المسلم؟ ليس لاحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة انما جلوسهم على التراب واكلهم على ركبهم يقعدوا ياكلوا على الارض يتكلموا مع بعض على الارض مش بيهتموا يحطوا تحتيه بساط آآ مش عايز حاجة من الدنيا. هم طبعا شافوا موقف عبادة ابن الصامت قبل كده اللي اتكلمنا عليه في الحلقة الماضية ان هو هم رموا المتاع الدنيا عشان اللي هو عن عن عن متابعتهم رموا مناطق واحيانا المناطق بيبقى فيها مجوهرات ورموا اسلحة ورموا آآ لبس ممكن يكون محتاجه في البرد الشديد او اللبس المقطع اللي هم لابسينه المسلمين وباين عليهم الفقر ان هم يلبسوا هزا اللبس العزيم. رموا رموا اشياء ما نظر اليها عبادة ابن الصامت ولما دخلوا الجيش المسلم لقوا طبيعة الجيش المسلم كله كده لا مهتم احدهم بالشكل اللباس ولا بهرج الدنيا ولا شيء. وفي قعدتهم بيقعدوا على اضطراب يعني ده شيء لفت الانظار هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نسق جديد غريب على المسلمين. هو كده عمر بن الخطاب وهو امير المؤمنين بيقعد ينفخ النار آآ للسيدة العجوز عشان يولعلها آآ والموقد ويحط عليه اللبن ولا يحط عليه الاكل ويشوي لهم وهو امير المؤمنين امير المؤمنين يعني ايه؟ يعني ملك بتاع سبع تمن دول من دول زمايلنا المعاصر دلوقتي ساعتها واكتر بتكلم على الجزيرة العربية بقى فيها السعودية دلوقتي واليمن وبلاد الخليج كلها وفيها العراق بقى كمان اربع دول في الشام وادي نص مصر ونص ايران واذربيجان وارمينيا. في الوقت ده وكان متواضع وكان اه لا يرغب في الدنيا. فدول حال المسلمين مقلدين امير المؤمنين. مقلدين عمرو بن العاص رضي الله عنه مقلدين. طبعا كله في النهاية الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لاحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة دي الصفة التالتة. الصفة الرابعة واميرهم عمرو بن العاص كواحد منهم يبقى له صفة غريبة جدا عندهم المقوس اصلا من كام واحد بيوصل له اللي هو امير مصر كم واحد بيوصل له ففي قيود كبيرة جدا عشان توصل وقيصر بقى ده قصة تانية اللي هو امير الدولة الرومانية كلها ولا قيصر الدولة الرومانية كلها؟ هم متعودين على كده. وحتى القادة قواد الولايات او المقاطعات او كده مين بيوصلهم قائد الجيش او اسقاط سارية من الجيش حماية وحراسة وقيود شنيعة عشان توصل له. قال لها امير الجيش المسلم عمرو بن العاص كواحد منهم وكزلك امراء الفرق. يعني عندك آآ امير الفرقة آآ الجناح الايمن ولا الجناح الايسر ولا القلب ولا ما دولت ناس برضو قوى عسكرية كبرى عادي جدا زي بقية الناس واميرهم كواحد منهم ما يعرف رفيعه من واضعهم ولا السيد فيهم من العبد كله زي بعضه. فطبعا ده شيء لفت نظر الرسل الرومانية ايضا. يبقى دي رابع شيء خامس شيء الاخير اللي قالوه الرسل الرومانية لحال الجيش المسلم الفاتح لمصر حاجة جميلة جدا. قال واذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها منهم احد يغسلون اطرافهم بالماء الوضوء اول مرة يشوفوه. ويتخشعون في صلاتهم يعني كانك بتتكلم على ناس عباد في معبد او في دير مش مقاتلين فلفت نزر الرسل ان ازاي دولة مقاتلين محترفين وفي نفس الوقت متخشعين في صلاتهم يعني الصورة اللي شافوها لعبادة ابن الصامت في الموقف اللي زكرناه في الحلقة الماضية ما هواش موقف خاص برجل عجيب في وسط الجيش المسلم اللي هو بدر ابن الصامت ده الجيش كله كده اذا حضرت الصلاة لم يتخلف عنها احد تمنتلاف بيصلوا وقت الصلاة التمان تلاف متخشعين في صلاتين. التمان تلاف بيتوضوا قبل الصلاة يغسلون اطرافهم بالماء. ذهل الرسل الرومانية من هذه المعلومات اللي شافوها بعينيهم بقى عاشوها. عشان كده عمرو بن العاص ما شاء الله يعني حكمة بالغة عارف ان الحاجات دي مش موجودة عندهم اقعدوا بقى اتفرجوا شوفوا طبيعة الجيش المسلم شكلها ايه عشان لما تروح هناك تنقله تنقله صورة حقيقية. احنا مش من فراغ بنقول لكم اما الاسلام او الجزي او القتال. احنا لنا قوة ضخمة جدا جدا حبيت ان انتم تعرفوا شكلها ايه خمس صفات زكرها الرسل الرومانية للمقوكس. يا ترى المقوقس قال ايه؟ لما سمع هزه الصفة عمل ايه قال المقوقص والذي يحلف به اكتبه اكتبوا الكلام ده. والذي يحلف به بيقسم بربنا والزي يحلف به لو ان هؤلاء استقبلوا الجبال لازالوها اه اتفضل. ادي الهزيمة النفسية الكبرى لرأس الناس. واحد زي واحد في هزا المركز بيقول هذا الكلام وخلي بالك هو نصراني. برضه يعرف من كتب واشياء واصلا ما كانش المقوقص نصراني عادي. ده كان اصلا بطريرك. لو تفتكروا القصة وارجعوا بقى الماضية المقوقز كان بطريرك الاسكندرية وبعد كده رقاه راقي جماعة البطريرك بطريركية نفسها يعني القيادة الدينية مع القيادة السياسية للبلد اتصل بقى جامع المركزين المركز الديني والسياسي. يعني هو راجل فاهم قوي قوي في التوراة والانجيل ولا فاهم في الكتب السماوية وعارف التفاصيل قل الكلام ده عن دراسة وعلم. هؤلاء القوم بهذه الصفة اللي ذكرتوها اللي هي خمسة الموت احب اليه من الحياة. التواضع احب اليه من الرفعة. ليس لاحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة. اميرهم كواحد منهم. واذا لما الدولة الفرنسية خلاص قاربت على الانهيار هتروح خلاص يسجد الثالث اللي هو اخر سورة الفرس استنجد بملك الصين فملك الصين بيدرس الموقف لسة المسلمين ما دخلوش ناحية الصين خالص. بيدرس الموقف فبعت رسل عشان يتحسسوا الاخبار. فرجع الرسل بصفة الجيش المسلم. الموجود في الاراضي الفارسية فلما سمع ملك الصين هذه الصفة قال هؤلاء لو استقبلوا الجبال لازالوها وما رضاش يساعد ملك الفرس لان هو ما لوش طاقة بحرب هؤلاء الناس ملك الصين والصين كانت دولة عظمى في زلك الوقت ضخمة جدا. ولم يلجأ اليها ملك الفرس الا بعد ان انهارت دولته. فالكلمة متكررة ليس هذا حدثا فريدا نادرا في التاريخ الاسلامي وارجعوا بقى شوفوا فتوح آآ الدولة العثمانية فتوح السلاجقة اي جيش اسلامي قادر على فك جيش الدولة الاموية طبعا. الجيش مش بس في عهد الخلافة الراشدة. ازا اتصف الجنود والقادة بهذه الصفات الخمسة التي ذكرناها. طبعا في صفات اخرى كثيرة. لكن هم الرسل اعطت الخمس حاجات دولت بسهولة في خلال يومين. ما كانش محتاجين سنة او سنتين او عشرة يعيشوا جوة المجتمع المسلم عشان يلقطوا الحاجات دي. لا واضحة جدا. وخاصة ان الاشياء ديت مخالفة تماما لما كان عليه الرومان. لما كانت عليه الجيوش العسكرية ذلك الزمن فلقطوها بسهولة لو استقبلوا الجبال لازالوها. ثم قال المقوقس وما يقوى على قتال هؤلاء احد طب انت رأيك ايه؟ قال ولئن لم نغتنم صلحهم اليوم وهم محصورون بهذا النيل لم يجيبونا بعد اليوم اذا امكنتهم الارض وقووا على الخروج من موضعهم. يعني هو بيقول ايه؟ دلوقتي هم واقفين شرق النيل لان هم جايين من من سينا على الصحرا الشرقية على شرق النيل ما عبروش النيل. ما عبروش النيل لان النيل حاجز قوي قدامهم هم ما عهمش سفن بحرية وما عندهمش قدرة على القتال في البحار او في الانهار لو حصل وقدروا يعدوا النيل خدوا مصر كلها مش هنعرف نقاومهم. خدوا دلوقتي الصلح ده رأي المقوقس. الرأس الاكبر في مصر في ذلك الوقت للرومان بيقول الجنود بتوعه القادة العسكريين اللي معه. طبعا القادة العسكريين كلهم رومانيين. بيقول خدوا دلوقتي الحقوا خدوه في الزروف اللي احنا فيها دي. هم لسه دلوقتي مش متمكنين اوي. الجيش المسلم الى الان في شرق النيل لسه عنده حاجز مش عارف يعديه اللي هو نهر النيل. واحنا واقفين هنا في حصن نابليون مش عارفين يعدوا ويسيبونا في ضهرهم فالان هم وسط ممكن نعمل مفاوضات معهم ممكن ناخد بعض المصالح ممكن الرقم اللي نفرده في الجزية يكون قليل بعد كده لو انتصروا علينا وعبروا النيل ودخلوا على بيت مصر مش هنعرف ناخد منهم حاجة وخلاص هم اللي هيفرضوا عليهم كل شروطهم. دي رؤية المقوكس. وهي رؤية عسكرية حكيمة على فكرة. بس مع الناس اللي زي الرمان المتكبرين جايين من دولة عملاقة الدولة الرومانية بتقتسم العالم مع دولة الفرس مش متقبلين هزا الموضوع فرفضوا رفض القادة الرومان رأي المقوس قالوا له لأ لازم نحاول اننا نوصل معهم لشيء اخر. اما موضوع الجزية ده وندفع الفلوس لهم ولأ ده مش مقبول. طب نعمل ايه طب اطلب منهم رسل ييجوا معنا نكلمهم دي برضو انكسارة تانية. خلي بالك. وطبعا عمرو بن العاص ما شاء الله قال الكلام ده. هو قاري ان انت لو طلبت الصلح معي وانا اديتك شروطي وما عجبتكش الشروط فطلبت الصلح تاني او طلبت مفاوضات تاني لا يبقى انت مكسور وخايف رد الفعل الطبيعي لدولة قوية لو الدولة الرومانية متمكنة التلات حاجات اللي قالهم عمرو بن العاص ما يختاروش مني الا التالتة لا هكر في دينك ولا هدفع لك فلوس انا هحاربك واخرجك من ارضي لو يقدر لو يقدر يعمل كده كونه طلب تاني بعد الكلام الصريح ده من عمرو بن العاص. انما يا اسلام يا جزع يا قتال. وفي الاخر برضه ما زادكش قوي لكلمة القتال وكسرة كبريائك وراجع تاني تقول له لأ لأ معلش انا عايز منك رسل اسمع منهم. طب ما انا سمعت من رسلك كل اللي احنا عايزينه والرسل بتاعتك قعدت مع عمرو ابن العاص شخصيا هل ايه الجديد فمعناه ان هم مكسورين ومش قادرين وان فيه خلاف داخلي عندهم برضه نقطة تانية مهمة جدا. قرأ عمرو بن العاص برضو ان عندهم في صراع فكري في في اتجاه والقادة العسكريين الرومان في اتجاه تاني والاتنين مختلفين اهو مع بعض وعايزين لسه مفاوضات او ان هم بيطلبوا تطويل الوقت ده وارد برضو ان يكون فيه مسلا مدد روماني جاي كبير وهما عايزين يعملوا شوية مفاوضات يعطلوا الجيش المسلم لحد ما يجي مدد اكبر انتصروا به على كل دي على المسلمين كل ده احتمالات واردة لكن في كل الاحوال موقف المسلمين بيعلى وبيعلى من غير ترتيبات كتيرة. سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه قاعد في منتهى البساطة بيوريه الجيش الروماني. احنا طبيعتنا شكلها ايه؟ ما فيش تكلف فشوية كده وجت رسالة من مقوقس ان ابعتوا لنا رسل من عندكم ف عمرو بن العاص رضي الله عنه وارضاه اختار الرسول. مين يا ترى اختاره عندنا الجيش دلوقتي تمنتلاف واحد واربعة. اكيد هياخد واحد من الاربعة اللي الواحد فيهم بالف خد مين؟ خد عبادة ابن الصامت. رضي الله عنه وارضاه عقبال ابن الصامت اولا اشمعنى هو ابدا مش صامت؟ ما انا عندي الزبير ابن العوام وعندي مسلما ابن المخلد وعندي المقداد ابن عمرو وعندي خارجة ابن زافا عبادة بن الصامت رضي الله عنه بيتميز ان هو بالاضافة الى كونه احد المقاتلين اشداء فهو عالم من علماء المسلمين في الشريعة في القرآن وفي السنة. عالم كبير عواد ابن الصامت من الناس اللي ارسلهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كما ذكرنا في حلقة ماضية الى الشام لتعليم الناس في القرآن وكان من اجود الناس قراءة للقرآن الكريم. اللي رايح دلوقتي مش رايح يحارب. اللي رايح دلوقتي رسول رايح يعمل مفاوضات سياسية مفاوضات شرعية ومفاوضات دعوية. عنده مهام كتيرة محتاج الذي يذهب الى هناك يكون عنده صلابة في المواقف وقوة في البأس وعنده في نفس الوقت ودي مهمة جدا قدرة على شرح فلسفة الجهاد عند المسلمين على شرح طبيعة الفتح الاسلامي على شرح الدين الاسلامي على مجابهة بعض الحجج والمناظرات التي يمكن ان الرومان له ده موقف هيبقى اخير فلازم اللي يروح يجمع بين القوة والعلم بين المهارة في الحوار والمفاوضات وبين البأس الشديد في القتال وهم شافوا منه قبل كده موقف اللي هو موقف آآ هرب الجنود الرومان من عبادة ابن الصمد اللي اتكلمنا عليه في اخر الحلقة الماضية. كل هذا جمع التي من اجلها اختار عمرو بن العاص عبادة ابن الصامت رضي الله عنه لهذه المهمة الخطيرة. ترى ماذا سيحدث في هذه المفاوضات وما هو رد فعل المقاقص ماذا سيقول عبادة ابن الصامت؟ هذا ما نعرفه بازن الله في الحلقة القادمة. اسأل الله ان يتقبل منا ومنكم. جزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته